ثانيا : العوامل الوراثية والعضوية:
للوراثة دور هام في معرفة خصائص النمو منذ اللحظة التي يتم فيها الإخصاب إذ أن الخلية الواحدة التي تبدأ بها الحياة تحمل 23 زوجا من الكرومزومات مقسم إلى عدد كبير من الموروثات (الجينات) وهى التي تميز كل فرد عن الآخرين من حيث الطول والقصر والوزن ولون الشعر والبشرة والعينين والحساسية الإنفعالية , وتؤثر الجينات في بعضها البعض وتتأثر بالمجال الذي تنشأ فيه .
وتعمل الوراثة على المحافظة على الصفات العامة للنوع , وذلك بنقل هذه الصفات من جيل لآخر فالقط لا يلد إلا قطا والإنسان لا يلد إلا إنسانا وتعمل الوراثة أيضاً على المحافظة على الصفات العامة لكل سلالة , ويكون للأب والأم معا أثر في صفات الطفل .
وعلى ذلك فإن الوراثة تحافظ على الخواص التي تميز كل نوع من الكائنات الحية عن الأنواع الأخرى , وتعد الوراثة أيضاً من أهم العوامل المؤثرة على الصفات الجسمية والتكوينية بالنسبة لمظاهر الجسم الخارجية وبالنسبة لعمليات الجسم الداخلية ( الوظائف الفسيولوجية) .
وتشير دراسات الانثروبولوجي إلى أن صفات الجسم وتكوين أعضائه يخضع أيضاً للظروف الجغرافية التي تعيش فيها السلالة التي انحدر منها فالمعروف مثلا أن الأنف الأطول والأدق يشيع في الدول الباردة حيث يكون السطح الداخلي له كبير وتنتشر فيه شعيرات دموية كثيرة تساعد على تدفئة الهواء أثناء التنفس لحماية الفرد من النزلات الشعبية , في الوقت الذي يشيع فيه الأنف القصير والمفرطح في الدول الحارة حيث يكون السطح الداخلي له صغير ومن ثم تقل الشعيرات الدموية لعدم حاجة الأنف إلى تدفئة الهواء لأنه أصلا يتسم بالدفء وينطبق نفس الكلام على لون الجلد ونوع الشعر حيث يشيع اللون الفاتح للجلد في البلاد الباردة ويكثر اللون الداكن والشعر الخشن في البلاد الحارة لمواجهة آثار أشعة الشمس الحارقة .
1-الغدد القنوية:
تقوم هذه الغدد بجمع المواد الأولية من الدم حين مروره بها وتخلط هذه المواد مع بعضها ثم تفرزها خلال قنواتها.
ومثال لهذا النوع من الغدد الغدد الدمعية التي تجمع من الدم والماء وبعض الأملاح المعدنية ثم تخلطها معا لتكون الدموع , مثال آخر الغدد العرقية التي تقوم بوظيفة مماثلة لوظيفة الغدد الدمعية , بالإضافة إلى أنواع أخرى من الغدد القنوية التي تنقل الإنزيمات في عمليات الهضم والمواد الكربوهيدراتية , والعصارة الصفراوية لهضم الدهون على التوالي .
3- الغدد الصماء :
للغدد الصماء وإفرازاتها تأثيرات واضحة في عملية النمو , ومن أهم الغدد الصماء التي تؤثر في سرعة النمو في السنوات الأولى في حياة الطفل : الدرقية والصنوبرية والنخامية والتيموسية وفيما يلي عرض موجز لكل من هذه الغدد :
(أ) الغدد الدرقية:
توجد هذه الغدة أسفل الرقبة أمام القصبة الهوائية وتفرز هرمون يسمى الثيروكسين وهو مركب يمكن تكوينه بإضافة اليود إلى اللبن , والسمك من أغنى المصادر التي يكون منها الجسم هذا الهرمون ويؤثر هذا الهرمون في النمو الجسمي والعقلي للفرد والنقص في إفراز هذا الهرمون قبل البلوغ يسبب نقص الطول وتأخر في المشى والكلام والضعف العقلي .
أما النقص في إفراز هذا الهرمون بعد البلوغ يؤدى إلى سقوط الشعر وبطء نبضات القلب .
والزيادة في إفراز هذا الهرمون قبل البلوغ تؤدى إلى زيادة معدل النمو عن معدله الطبيعي , أما الزيادة في إفراز هذا الهرمون بعد البلوغ فلأنه يؤدى إلى سرعة نبضات القلب وحساسية إنفعالية شديدة فيصبح الشخص دائم الانفعال وسريع الاستثارة سهل الاستفزاز .
جارات الغدد الدرقية:
وهى عبارة عن أربعة فصوص موجودة حول الغدة الدرقية ووظيفتها ضبط نسبة الفسفور والكالسيوم في الدم , والنقص في إفرازات هذه الفصوص يؤدى إلى الشعور بالضيق مع صداع حاد وخمول عقلي وثورات إنفعالية عنيفة وصراخ حاد لأتفه الأسباب .
(ب) الغدد الصنوبرية :
توجد هذه الغدد أعلى المخ وتضمر قبل البلوغ ووظيفة هرمونات هذه الغدد السيطرة على الغدد التناسلية وتعطيلها عن القيام بنشاطها في سن مبكر وقبل سن البلوغ والاختلاف في إفرازات هذه الغدد من هرمونات قد يسبب ظهور الصفات الثانوية للمراهقة عند الطفل , وقد يؤدى زيادة إفرازات هذه الغدد إلى موت الطفل .
(ج) الغدد النخامية:
تتكون هذه الغدد من نصفين وتتدلى من السطح الأعلى للمخ في منتصف الرأس وتفرز هذه الغدد العديد من الهرمونات فيفرز الفص الأمامي حوالي 12 هرمونا ويفرز الفص الخلفي هرمونيين , وهرمون النمو أحد الهرمونات التي يفرزها الفص الأمامي للغده النخامية . هذا الهرمون هو الذي يهمنا في مجال دراستنا الحالية :
فإذا حدث أى نقص في هرمون النمو قبل البلوغ فإنه يؤثر على النمو الجسمي والجنسي للطفل , فقد يصبح الطفل قزما أو تضعف قواه العقلية وقواه التناسلية أو قد يسبب انعدام القوى التناسلية للفرد.
وإذا كان إفراز هذا الهرمون أكثر من اللازم فإنه يؤدى إلى نمو سريع شاذ للجذع والأطراف ويصبح الفرد أطول من اللازم أى مصابا بمرض الطول ويحدث نتيجة لذلك ضعف عقلي للفرد وكذلك ضعف لقواه التناسلية .
(د) الغدد التيموسية:
تتكون هذه الغدد من فصين وتوجد في تجويف الصدر وتضمر قبل البلوغ مثل الغدة الصنوبرية , والضعف الذي يصيب الغدة التيموسية يؤدى إلى تأخر في ضمور الغدة الصنوبرية وهى بذلك تشبه في وظيفتها الغدة الصنوبرية في إفرازاتها قد يؤدى إلى ضعف عقلي وتأخر في المشى حتى سن الرابعة .
(ه) الغدة الكظرية :
توجد غدتان كل منهما تقع فوق كلية الإنسان وتقع على الجزء العلوي للكلية وتتكون كل غدة من قشرة خارجية ولب داخلي وتفرز القشرة الخارجية هرمونات كثيرة أما اللب الداخلي فيفرز هرمون الادرينالين
1- هرمونات القشرة:
هي عبارة عن عدد من الهرمونات تساعد الفرد على المثابرة ومواصله بذل الجهد ومقاومة الجهد ومقاومة العدوى , والنقص في هذه الهرمونات يؤدى إلى هبوط عام في حيوية الفرد جسميا وعقليا وزيادة النقص في هذه الهرمونات قد يؤدى إلى إصابة الفرد بالأنيميا وضعف القوى التناسلية والعقلية .وتؤدى زيادة هرمونات القشرة إلى زيادة معدل النمو الجنسي وتأخر معدل النمو العقلي كما يسبب زيادتها إلى سرعة نمو العظام والأسنان ويؤثر على حساسية الفرد فتجعله يثور لأتفه الأسباب.
2- هرمون اللب الداخلي :
يسمى هرمون اللب الداخلي لهذه الغدة بالأدرينالين الذي يؤثر في النمو تأثيرا جوهريا , والنقص في الأدرينالين يؤثر تأثيرا سيئا على نمو الفرد ويؤدى إلى إصابته بحالات مرضية .
http://www.masreya.org/Products.asp?
ID=24