عدم التوافق الدراسي :
السمات والعوامل والعلاج
إعداد: نهاري امبارك، مفتش في التوجيه التربوي، مكناس
مقدمة
إن عدم التوافق الدراسي مشكلة تربوية ونفسية واجتماعية واقتصادية، تتجلى في عدم انسجام بعض التلاميذ داخل المؤسسة التعليمية وعدم تكيفهم مع العملية التربوية بشكل عام. وقد لفتت هذه الظاهرة أنظار المربيين وعلماء النفس والإدارة المدرسية، فدرسوا أبعادها وأسبابها وطرق علاجها، ويستطيع كل من مارس التعليم أن يقرر وجود هذه المشكلة في كل فصل تقريبا ، حيث يوجد مجموعة من التلاميذ يعجزون عن مسايرة بقية زملائهم في تحصيل واستيعاب المنهج المقرر، وفي بعض الأحيان تتحول هذه المجموعة إلى مصدر إزعاج وقلق للأسرة والمدرسة معاً، مما قد ينجم عنه اضطراب في العملية التعليمية وذلك لما يعانيه بعض التلاميذ من مشاعر النقص وعدم الكفاية والإحساس بالعجز عن مسايرة الزملاء فيحاولون جاهدين التعبير عن هذه المشاعر السلبية بالسلوك العدواني والانطواء أو الهروب من المدرسة أو إزعاج المعلمين، وبهذه الوسائل ، فهم يحققون من خلالها حاجاتهم التي عجزوا عن تحقيقها في مجال المدرسة مثل الحاجة إلى تأكيد الذات والتقدير وغيرها.
وخطط علاج غير المتوافقين دراسيا تهدف إلى استثمار وتنمية طاقات الفرد قدر المستطاع في حالة ضعفه وإحداث تغييرات بيئية مناسبة، وتطوير أسلوب التعليم بما يتناسب مع ظروف وطاقات التلاميذ وأساليب الخدمات العلاجية لغير المتوافقين دراسيا منهم.
ولذا تحتل مسألة عدم التوافق الدراسي مكانا بارزا في تفكير المشتغلين بالتربية والتعليم وعلماء النفس، وتحرص كل الدول أن تتم الاستفادة إلى أقصى حد ممكن من جميع إمكانياتها البشرية والمادية.
I.
عرض نتائج دراسة ميدانية:
وللوقوف واقعيا على هذه الظاهرة المتعددة السمات والعوامل والتي تتطلب علاجا متعدد السبل، قمنا، لاعتقادنا الراسخ بعدم التوافق الدراسي لأغلب تلاميذ الفصل أو المؤسسة التعليمية، (قمنا) بدراسة ميدانية تناولت جميع نتائج التلاميذ المحصل عليها في الأسدس الأول، وذلك في كل مادة وتوصلنا إلى النتائج التالية:
أ) المعدلات الملاحظة
تتوزع المعدلات الملاحظة للتلاميذ المدروسة نتائجهم في المواد المقررة كما يلي:
- أعلى معدل ملاحظ تم تسجيله 12.42 وكان في مادة التربية الإسلامية؛
- أدنى معدل ملاحظ تم تسجيله 5.72 ، وكان في مادة الرياضيات ؛
ب) نسب التلاميذ الحاصلين على معدل 10 فأكثر
تتوزع النسب المئوية للتلاميذ الحاصلين على معدل 10 فأكثر في المواد المقررة كما يلي:
- أعلى نسبة مئوية تم تسجيلها 75% وكانت في مادة التربية الإسلامية ؛
- أدنى نسبة مئوية تم تسجيله 10 % وكانت في مادة علوم الحياة والأرض ؛
ج) ملاحظات وتساؤلات
• سجل التلاميذ، في النتيجة الدورية العامة، حسب المواد، نتائج جد متباينة، تختلف من مادة إلى أخرى؛ حيث إن أعلى معدل ملاحظ (12.42) تم تسجيله بمادة التربية الإسلامية، وأدنى معدل (5.72) وسجل بمادة الرياضيات، وأغلب المعدلات الملاحظة تقل عن المعدل المثالي 10 من 20. كما أن أعلى نسبة للتلاميذ الحاصلين على معدل 10 فأكثر75% وسجلت بمادة التربية الإسلامية، وأدنى نسبة للتلاميذ الحاصلين على معدل 10 فأكثر%10 وسجلت بمادة الرياضيات، وأغلب نسب التلاميذ الحاصلين على معدل 10 فأكثر تقل عن %50 ؛
• توجد فوارق شاسعة بين نتائج التلاميذ في المواد المقررة، سواء تعلق الأمر بالمعدلات الملاحظة أو بنسب التلاميذ الحاصلين على معدل 10 فأكثر؛
• تمكننا هذه الملاحظات من التساؤل حول أسباب تباين وتدني نتائج التلاميذ في أغلب المواد المقررة. ألا تعود لعد التوافق الدراسي بشكل عام؟
2.
علاقة النتائج المدرسية بالخصوصيات الشخصية والمدرسية للتلاميذ
يتم الاعتماد في هذه الفقرة على النتائج الدورية في المواد الأدبية والعلمية والنتيجة العامة من أجل دراسة علاقتها بالجنس والسن والتمدرس والتكرار.
o علاقة النتائج بالجنس
- حصل % 24 من الإناث على معدل 10 فأكثر؛
- حصل % 11.45 من الذكور على معدل 10 فأكثر؛
يتبين من خلال النتائج المقدمة أعلاه، أن التلميذات حصلن على نتائج مدرسية أفضل من تلك التي سجلها التلاميذ الذكور، الشيء الذي يدفعنا إلى التساؤل التالي:
ما هي العوامل والأسباب التي تساعد التلميذات، بصفة عامة، على تحقيق هذا الإنجاز؟
v علاقة النتائج بالتكرار
- حصل % 22 من التلاميذ الجدد على معدل 10 فأكثر؛
- حصل % 14 من التلاميذ المكررين على معدل 10 فأكثر؛
يتبين من خلال النتائج المقدمة أعلاه:
o
أن التلاميذ الجدد حققوا نتائج مدرسية أفضل من تلك التي حصل عليها التلاميذ المكررون وذلك في المواد الأدبية والمواد العلمية؛
o
أما التلاميذ فقد سجلوا نتائج أفضل من تلك التي حصل عليها التلاميذ الجدد وذلك في النتيجة الدورية العامة.
فما هي، بشكل عام، السمات والخصائص التي يتصف بها التلميذ غير المتوافق دراسيا؟
وما هي ، بشكل عام، الأسباب والعوامل التي يتصف بها التلميذ غير المتوافق دراسيا؟
وما هي، بشكل خاص، الأسباب التي تحول دون تحقيق التلاميذ المكررين، نتائج أفضل من النتائج التي يحصل عليها التلاميذ الجدد؟