التسط الاسري وعلاقته بسوء التوافق
--------------------------------------------------------------------------------
مما لاشك فيه أن عملية التنشئة الاجتماعية تعمل على تشكيل السلوك الاجتماعي لدى الفرد وإدخال ثقافة المجتمع في بناء شخصيته وتحويله من كائن حي
بيولوجي إلى كائن اجتماعي تكسيه صفة الإنسانية ومن الممكن أن يصبح أي شيء يعوق التنشئة الاجتماعية والتطبع الاجتماعي مصدراً للضغط والاضطراب
النفسي
*** ولا شك أن التنشئة الاجتماعية الغير السوية التي يصحبها الضغط والتسلط تُخلف الإحباط وتأثيرات سلبية لدى الفرد مما يؤدي ذلك إلى سوء التوافق
النفسي والأسري والاجتماعي.
ونجد التسلط الاسري له علاقة وثيقة مع سوء التوافق الأسري نسبة لأن الاسرة هي الوعاء الذي يحوي شخصية الفرد منذ الصغر وعندما تمارس الأسر أسلوب
التسلط والقهر يؤدي بلا شك إلى سوء توافق ناتج عن طريق الكبت الذي يعانيه الفرد عند حرمانه لكثير من حاجاته ومن العوامل الهامة التي تؤدي إلى سوء
التوافق عقبات وعوائق مادية ومالية واجتماعية تحول دون إرضاء الدوافع الأساسية لدى الفرد وبلوغ أهدافه ويمكن أن يكون قد اكتسب الفرد من أسرته
أساليب تنشئة خاطئة نتيجة لممارسة الأسلوب التسلطي الذي أدى إلى عدم توافقه نفسياً واجتماعياً والذي يتمثل في عجز الفرد عن مجاراة قوانين الجماعة
ومعاييرها*** أو عجزه من عقد صلات اجتماعية مريضة.
ومن هنا ندرك أن للتعليم دور كبير ورائد في إسهام عملية البناء النفسي للفرد والوالدين المتعلمين يكونا مدركين لعواقب التشدد وممارسة الأساليب من تسلط
أو إهمال أو عقاب لذلك يسلكون أحسن السبل في استدخال قيم الضغط الخارجي بصورة تفيد الفرد وتساعده على بناء شخصيته. فالحاجة إلى الحب والمحبة ضرورية للحياة بأسلوب أفضل وبدون إشباعها يصبح الفرد سيء الخلق.