الحصن الاخضر مشرف Supervisor
عدد المساهمات : 255 نقاط : 454 تاريخ التسجيل : 16/11/2009
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: خمسون حالة نفسية ..........الحالة التاسعة. الخميس فبراير 04, 2010 11:56 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الحالة التاسعة:ندمت على هذا الزواج. منذ عامين عشت أزمة اجتماعية حادة بسبب خلاف بيني وبين أختي التيتكبرني بعام، كاد أن يدمر علاقتي معها. فشل والدي في إخراجي من الجوالنفسي الذي أوقعتني فيه هذه الأزمة، فأصبح قلبي قاسياً، لا يتأثر بما يحدثحولي. في هذه الظروف تقدم إليّ شاب لم أستطع أن أميز خُلقه: لعدم قدرتيعلى التركيز، والتفكير العميق، ولكني عرفت أنه يحافظ علىالصلواتفتوكلت على الله، وقبلته زوجاً، ربما أملاً في أن يخرجني من الأزمة التيكنت أعيشها.بعد عقد القران لم أشعر بالسعادة التي رأيتها في عيون أبي وأخواتي، ولمأشعر بانجذاب نحو زوجي. في الأسابيع الأولى من احتكاكنا المباشر اكتشفتبخله فتجاوزت عن ذلك، ولكن قبل الزواج بأسابيع اكتشفت أنه لا يتحرج منالكذب أيضاً فقررت الانفصال إلا أن أهلي وصديقاتي ثنوني عن ذلك.تم الزواج فعانيت من بعدي عن أهلي وصديقاتي فزادت حالتي النفسيةسوءاً، ثم تبيَن لي أن زوجي أناني، فخيَّم الفتور على علاقتي معه حتى أنيكنت ومازلت لا آتيه إلا كارهة. والآن أعيش حياة يملؤها الصمت وعدمالمبالاة، وتبلد العواطف والانفعالات، حتى أني لم أعد أحب شيئاً أو أكرهشيئاً. كل ما أشعر به أني لم أعد أحتمل المكث مع أهلي -عندما أزورهم-واستعجل العودة إلى بيتي ووحدتي. تنتابني نوبات بكاء بلا سبب، وشوقيشديد إلى أبي المتوفي منذ مدة، وأراه كثيراً في الحلم فأصحو باكية، أصبحتكثيرة النسيان، شديدة الشعور بالضيق. لجأت إلى قراءة القرآن والدعاء،لكن تلاوتي بلا تدبر، ولا خشوع، بها أقرأ لكن دون جدوى.أنا الآن حامل لكني لم أفرح بالحمل كما تفعل النساء، بل تمنيت مراراً أنيسقط. بدأت أندم على هذا الزواج بشدة بعد أن فشلت في أن أجد حلاً لمعاملةزوجي القاسية، وهجرته لي بالأيام لأتفه الأسباب، لا أنكر أن زوجي يوفركل ما يحتاجه المنزل، ويحاول أن يرفه عني عندما يكون متصالحاً معي،بماذا تنصحني، وكيف أعالج هذه المأساة التي أعيشها.ع.م.ب لو أعدنا ترتيب جوانب المشكلة (للوصول إلى تصور أوضح) لكانت التالي: الاعراض التى تعانين منها:حزن عميق، وشعور بالضيق، ونوبات بكاء، وتبلّد للعواطف، وفقد الإحساس بالسعادةمع نسيان وضعف في الترآيز وفي القدرة على التفكير العميق.العوامل المؤثرة فى حالتك:* مرورك بأزمة اجتماعية حادة مع أختك، قبل عامين (في بدایة الحالة).* زواجك بشخص لم تكوني راضية عنه تمام الرضا، واتضح لك فيما بعد أنه یتصفببعض الصفات غير المحمودة (كالكذب، والبخل، والأنانية، والقسوة).* معيشتك بعيداً عن أهلك، وصدیقاتك، ومجتمعك الذي تعودت عليه.* فقدك لوالدك، خلال أزمتك، وقد كان عوناً لك.أنت لا شك تعانين من حالة نفسية. وما ذكرتِ أعراض لمرض الاكتئاب (وهو حزنغير الحزن الطبيعي الذي قد یمر به أي شخص) والذي تختلف شدته بدرجات متفاوتة،وأظنك تعانين من درجة متوسطة إلى شدیدة، وتحتاجين إلى علاج دوائي من مجموعةمضادات الاآتئاب وهي أنواع عدة، ولا تسبب إدماناً (عكس ما یتصوره كثير من الناس)وتعمل هذه الأدویة على إعادة التوازن في النواقل العصبية الدماغية خاصة مادتيالسيروتونين والنورادرینالين اللتين أظهرت الدراسات المستفيضة أن لهما دوراً كبيراً فيكثير من الوظائف العقلية، خاصة تلك المتعلقة بالمشاعر، كالشعور بالسعادة (عند حدوثأسبابها) والارتياح النفسي، والتفاؤل والقدرة على التركيز، والإقبال على ما یهم الشخصبعزیمة وإقدام، بينما إذا حصل فيهما نقص لأي سبب من الأسباب ظهرت لدى الشخصالأعراض الاكتئابية كالتي ذكرت وغيرها كقلة الأكل، واضطراب النوم، ونقص الوزن،واضطراب الدورة الشهریة، وسوداویة المزاج كالتشاؤم والقنوط واليأس وتفضيل الموتعلى الحياة...إلخ.والتأخر في معالجة الاكتئاب یقود إلى تعقيد المرض وتفاقمه، واستمراره، وهذاحاصل مع كثير من الإخوة والأخوات الذین یترددون في طلب العلاج الدوائي للاكتئاب،ظانين أنه مثل حالات الحزن العابر التي لا تحتاج إلاّ لشيء من الصبر والتحمل، وتزولسریعاً. والعيادات النفسية تكاد تمتليء بمرضى الاكتئاب الذین فرطوا في بذل السببالدوائي في بدایة الحالة مما أضر بالكثير منهم، فمنهم من انقطع عن تعليمه ومنهم منانقطع عن عمله، ومنهم من أضرّ بمسئوليات بيته.وأما كونك حاملاً فهذا عامل مهم في اختيار الدواء والجرعة ویعتمد ذلك أیضاً علىمدة الحمل.وعلاجك لا یقتصر على الدواء فقط -رغم أهميته- فهناك جوانب أخرى أنت بحاجةإليها، وأهمها ما یرتبط بطریقة تفكيرك في أبعاد المشكلة، وتحليلك لجزیئاتها وقدرتكعلى الخروج منها: لأن قدرتك على التفكير تتأثر بالاكتئاب وتؤثر فيه مما یجعل الحالةأشد، والمعاناة أطول.فلو تأملت أفكارك ومشاعرك المتعلقة بأختك التي كانت سبباً في بدایة المشكلة،ومشاعرك تجاه والدك الذي كان عوناً لك في معاناتك، وتجاه زوجك الذي ترین أنه زادمشكلتك تعقيداً. لو تأملت كل ذلك لربما وجدت في أفكارك ومشاعرك ما یحتاج إلى إعادةنظر وتغيير، فزوجك مثلاً، رغم ما ذكرت فيه من صفات غير محمودة، إلا إن فيهصفات طيبة، فهو یحافظ على الصلاة، ویحاول أن یرفّه عنك، ویوفر كل ما یحتاجهالمنزل، ثم إنك تحملين منه مولوداً یمكن أن یوثق العلاقة بينكما، أما شوقك الشدید إلىوالدك -رحمه الله- فلن یحل المشكلة، وهو نكوص إلى الوراء لأن الميت لا یعود،واستمرارك في لوم أختك، لن یخفف عنك عناءك، فيستحسن أن تتغاضي عما وقع منهایوم فتح مكة، وكيف عامل حتى ولو كنت مظلومة، ولك أسوة حسنة في موقف الرسولقریشاً؟ وقد كان یلقى منهم ما یلقى وفي موقف یوسف عليه السلام مع إخوته.ثم عليك بالصبر والاحتساب (مع بذل كلّ الأسباب) فإن الله تعالى یبتلى العباد بشتىأنواع البلایا؛ ليختبرهم فيثبت الصابرین، ویعظم لهم الأجر والمثوبة كما قال تعالى: {إِنَّمَایُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.ولا تنسى أدعية الكرب والحزن ومنها:* (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب.( السموات ورب الأرض ورب العرش الكریم)( ١* (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني آله. لا إله إلا.( أنت)( ٢* دعاء یونس عليه الصلاة والسلام: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) . وغيرها من الأدعية الثابتة عن النبيالتي تجدینها في كتاب “الكلم الطيب” لشيخ الإسلام ابن تيميةولا تعارض بينها وبين الأدویة والعلاجات النفسية لأنها أسباب وبذلالسبب مطلوب، وقد استفاد كثير من المرضى من هذه الأدویة مع حرصهم على أدعيةالحزن والكرب، وزال عنهم الاكتئاب بفضل الله.أعانكِ الله وصبَّركِ. | |
|