أبواب القدس ، إنها المدخل إلى الجوهرة ، والحد الفاصل بين العادي والمقدس.. وإن كانت المدينة تماثل الجوهرة
جمالا ورهبة .القدس التي لا تشبهها مدينة أخرى لا تشبه أبوابها بوابات المدن . ومذ كانت فكرة السور ، كانت للسور بوابات ومع تعاقب الأزمان والدهور ، لم يعد أحد يعرف بالضبط كم هو عدد أبواب القدس ، وما هي مواقعها مذ كانت القدس .
الأبواب المعروفة اليوم ، هي أحد عشر بابا سبعة منها مستعملة وأربعة مغلقة. وهي علت أو حلت محل أبواب أخرى سابقة عليها . وبأسماء مختلفة أيضا
أكثر الأبواب المستعملة اليوم ، تعود إلى زمن السلطان العثماني سليمان القانوني ، الذي بنى عام ألف وخمسمائة واثنين وأربعين للميلاد سورا عظيما يحيط بالقدس .
اشتهرت أبواب القدس جميعا بدقة الصنعة والجمال ، وإن فاق بعضها البعض الآخر شهرة ومكانة أما أشهرها :
* فباب العمود الذي يعرف أيضا بباب دمشق وهو في منتصف الحائط الشمالي لسور القدس تقريبا . تعلوه قوس مستديرة ، قائمة بين برجين . ويؤدي بممر متعرج إلى داخل المدينة .
أقيم فوق باب يرقى إلى العهد الفرنجي ، وكشفت الحفريات عن بقايا بابين يعود أحدهما إلى منتصف القرن الأول للميلاد ، والآخر إلى منتصف القرن الثاني.
من أبواب القدس الأخرى :
* باب الساهرة ، ويقع في الجانب الشمالي من سور القدس على بعد نصف كيلو متر شرقي باب العمود . وقد بني ضمن برج مربع . حاول الصهاينة اختراقه أكثر من مرة في معارك سنة ألف وتسعمائة وثمان وأربعين في القدس.
* باب الأسباط : ويسمى أيضا باب القديس أسطفان ، يقع في الحائط الشرقي، ويشبه من حيث الشكل باب الساهرة . بناه الظاهر بيبرس وتم تجديده أيام سليمان القانوني .
* باب المغاربة ، يقع في الحائط الجنوبي للسور ، وهو أصغر أبواب المدينة، ويفتح على حارة المغاربة التي
هدمها الصهاينة بعد عدوان حزيران .وباب المغاربة ، هو قوس قائمة ضمن برج مربع .
* باب النبي داوود : وهو كبير متعرج يؤدي إلى ساحة داخل السور .
*باب الخليل : ويعرف أيضا بباب يافا . يقع على الحائط الغربي من السور
*الباب الجديد : وهو أحدث أبواب القدس عهدا إذ فتح سنة ألف وثمانمائة وثمان وتسعين ، لمناسبة زيارة الإمبراطور الألماني غليوم الثاني إلى القدس .
اضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة.
أما الأبواب المغلقة فهي :
*باب الرحمة ، ويعرف بالباب الذهبي ، نظرا لجماله ورونقه الفائقين . ويقسمه بعض المعماريين إلى بابين : باب الرحمة وباب التوبة يقع على مبعدة مائتي متر جنوب باب الأسباط في الحائط الشرقي للسور . وهو باب مزدوج تعلوه قوسان ، ويؤدي إلى باحة مسقوفة بعقود ترتكز على أقواس قائمة ، فوق أعمدة كورنثية ضخمة .
بني هذا الباب في العهد الأموي ، وهو يؤدي مباشرة إلى الحرم القدسي الشريف ، وأغلق أيام العثمانيين .
يرتبط إغلاق هذا الباب بحادثة ! ففي زمن العثمانيين سرت شائعة بأن الفرنجة ، سوف يعودون إلى احتلال القدس ، وسيكون دخولهم إلى المدينة عن طريق هذا الباب .
خشي المقدسيون من إطلاق هذه الشائعة ، فعمدوا إلى إغلاق الباب الذي لا يزال مغلقا حتى اليوم ، إذ تحرص الأوقاف الإسلامية حاليا على إبقاء الباب مغلقا خشية تسلل الصهاينة إلى الحرم المقدسي منه .
الأبواب الثلاثة الأخرى المغلقة ، تقع في الحائط الجنوبي من السور قرب الزاوية الجنوبية الشرقية ، وتؤدي جميعا
إلى داخل الحرم القدسي الشريف مباشرة . أول هذه الأبواب ابتداء من زاوية السور :
* الباب الواحد : ويسميه بعض المعماريين الباب البسيط ، وتعلوه قوس واحدة.
* الباب المثلث : وهو مؤلف من ثلاثة أبواب تعلو كل واحد منها قوس.
* الباب المزدوج : ويسميه البعض الباب المضاعف وهو مؤلف من بابين يعلو كل منها سور .
وهذه الأبواب جميعا أنشئت في العهد الأموي . أبواب القدس كلها اليوم ، المفتوحة والمغلقة ، مغلقة على أهل القدس المزنرة بالمستوطنات ، وحواجز الجنود الصهاينة الذين يمنعون على القدس أهلها .
( إن ما عثر عليه من أبواب قديمة للمدينة أثناء الحفريات التي وقعت تحت باب العمود ، يدل على وجود أبواب أخرى تحت الأبواب الحالية ، أو في مواضع مختلفة من سور البلدة القديمة ، وهي ترقى إلى عهود موغلة في القدم ) .
من خارج الأقصى
«سبْحَنَ الَّذِى أَسرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسجِدِ الْحَرَامِ إِلى الْمَسجِدِ الاَقْصى الَّذِى بَرَكْنَا حَوْلَهُ لِنرِيَهُ مِنْ
ءَايَتِنَا إِنَّهُ هُوَ السمِيعُ الْبَصِيرُ»