السلام عليكم
تكييف المحيط من اجل ترميم الشخصية ..!!
ينتاب العديدين حاجز الصلابة الاجتماعية والمعرفية في ثنايا البحث عن تجسيد تغيير الشخصية او الرقي بها نحو الأفضل،
** غير أنه من الطبيعي أن يرفض البعض التغيير من ناحيتك لعدة أسباب أهمها:
- كون الإنسان على ما كان عليه كان ضمن منظومة عامة تخدم الآخرين لكن لا تخدمه هو شخصيا،
- كون طبع الناس في إعادة برمجة شخصياتهم على التغيير الذي سيحدثه تغير الآخر تبغي لها طاقة هم ليسوا في استعداد لبذلها،
- كون بعض الناس لا يهمهم كثيراً فهم ماهية التغيير لدى الآخر، بل حتى هذا التغيير قد يبدوا لهم مجرد هدر للوقت ومبالغة، لذلك يستقبلونه بالصلابة والسلوك غير التقبلي.
وهذا الذي يهز الإنسان عندما يستعصي عليه فهمه، ويؤدي أحيانا إلى اليأس والتخلي عن مشروع التغيير، وهنا تكمن الغلطة الكبرى التي تعود بالإنسان إلى الصفر.
وعلى هذا الأساس كان على الإنسان معرفة كيف يتعامل مع هذا العائق المهم على درب تغيير الذات نحو الأفضل،
وفي هذا السياق إليكم بعض النقاط التي من شأنها أن تساعد على تجاوز عائق عدم تفهم الآخرين أو وقوفهم حجر عثر في طريق ترميم شخصيتك أو إعادة بنائها:
1- التعرف الجيد على نفسيات المحيطين:
إن اهم عامل يجب على الإنسان أخذه بعين الإعتبار هو معرفة كيف يفكر الآخر وما الذي يبحث عنه في شخصيتنا مما يدفعه للتعامل معنا، إذ أن هذا العامل من شأنه ان يفتح أعيننا على توقع نوعية الصد الذي يمكن ان يواجهنا من جهته،
2- التغير خطوة خطوة:
من الجيد أن نفهم أن التغيير الذي يريده الإنسان لنفسه لا يجب ان يأخذ صفة الكلية بل بالأحرى الجزئة والمرحلية، لأن مفاجأة الآخرين بسلوك متغير جدريا قد يكون غير مقبول، خاصة مع العلم أن تغيرنا يترتب عليه تكييف سلوك الآخر ولو جزئيا في ردود أفعاله تجاه سلوكياتنا الجديدة وأفعالنا
3- بناء نظرة عن التغيرات الممكنة من الآخرين:
إن معرفة نفسيات الآخرين تمكنك من بناء نظرة مستقبلية على أساسها يمكنك اعتماد التغييرات وآليات التكيف المطلوب منك من أجل إحداث التغيير في حياتك دون أن يكون الآخرين حجر عثر في طريقك،
4- إجعل من الآخرين جزءاً من التغيير:
بهذه الكيفية يتحمس الآخرون للتغيير، خاصة وإن لعبت دورا في إقناعهم بأنه آن الأوان لكي تكونوا جميعكم افضل وأحسن، فإن فهموا وقبلوا الفكرة تكون الثمار عامة وإن لم يهتموا فعلى الأقل ستضمن عدم تدخلهم في مسار تغيير حياتك، اللهم إن كان بعضهم من النوع الأناني الذي لايهمه إلا نفسه فهو في الأساس لا يأبه لأي شيء جيد أو سيء قد يحل بك،
5- توقع عدم التفهم ولو جزئياً :
من المنطقي أن يكون الإنسان على علم بأن رسالته في الحياة ليس أساساً إرضاء الآخرين، وإنما هو يحيى في الأصل ليؤدي رسالته ويحقق رؤيته، وبما أن انفس الناس وبالتالي رسائلهم ورآهم كما هو الحال بالنسبة لفهمهم للأشياء متغيرة من إنسان لآخر فمن الطبيعي ان يحدث بعض التعارض من حين لآخر ومن فترة لأخرى بين وجهات نظر الآخرين، فبفهم هذه الجزئية يرتاح الإنسان من شغل نفسه لوقت طويل بنظرة الآخرين لتغيره، ويكتفي بأن يكون ترميمه لشخصيته وللعطب الذي حل بها بفعل الزمن والتربية كما يتوقعه لنفسه، فهذا هو الأساس.
أرجوا أن أكون قد أوصلت رسالة فهم المحيط في ثنايا ترميم أو إعادة بناء الشخصية
وأسأل الله النفع للجميع