MARWA ELBAHI الوسام الذهبي
الابراج :
عدد المساهمات : 789 تاريخ الميلاد : 10/06/1985 العمر : 39 نقاط : 1087 تاريخ التسجيل : 19/10/2008
| موضوع: - النضج والتعلم : الأربعاء أبريل 08, 2009 7:33 pm | |
| - النضج والتعلم : جميع الخصائص النفسية التي تميز الإنسان تتطلب في نموها عمليتين أساسيتين هما التعلم والنضج , ويمكن القول أن جميع التغيرات النمائية تنتج عن هاتين العمليتين . وحيث إنها متداخلتان فإنه من الصعب أن نعزل آثار بعضهما عن بعض , أو أن نحدد الدور النسبي الذي يقوم به كل منهما في نمو الطفل . فمن الواضح أن نمو الطول ليس متعلما وإنما يعتمد على النضج أى العملية البيولوجية . أما التحسن في النشاط الحركي كالمشى فيعتمد على النضج والتعلم وعلى التفاعل بينهما . ومن الملاحظ أن علماء سيكولوجية النمو ليسوا على اتفاق تام حول المقصود بالنضج رغم وجود محور مشترك لتعريفه . فكل تعريفات النضج تؤكد العمليات العضوية أو التغيرات البنائية التي تحدث داخل جسم الفرد والتى تكون مستقلة نسبيا عن الظروف البيئية الخارجية وعن الخبرة والممارسة والتدريب . أى إنها تشير إلى عوامل الفطرة في سلوك الإنسان كما تتمثل في التغيرات البيولوجية والفسيولوجية التي تحدث في بنية الكائن العضوي ووظائفه نتيجة للعوامل الوراثية في اغلب الأحيان .فحين نلاحظ مثلا أن الطفل يزداد طوله ووزنه وتشتد عضلاته فنحن نلاحظ في الواقع بعض جوانب نضجه . فلا بد من حدوث هذه التغيرات البنائية قبل أن تظهر أنماط سلوكية معينة . وحين تحدث تغيرات سلوكية شبه دائمة دون أن تتهيأ للكائن العضوي فرص التدريب , وحين نلاحظ أن هذه التغيرات السلوكية نفسها تحدث عند معظم الأطفال من نفس العمر تقريبا فإننا نستنتج من هذا حدوث النضج . ومعنى هذا أننا لابد أن نبرهن أولا على أن خصائص السلوك تعتمد أساسا على الوراثة لكي نصفها بأنها من مظاهر النضج .وهذا التحديد لمعنى النضج يجعله مختلفا عن الاستعمال المتداول له , والذي يعنى وصول الكائن العضوي إلى النمو الكامل في جميع الاتجاهات . وقد يكون هذا المعنى الشائع وراء إستخدام بعض المفاهيم الغامضة في علم النفس مثل النضج العقلي الانفعالي والنضج الإجتماعى , وفيها جميعا لا نستطيع القول إنها نتائج الوراثة في معظمها كما هو الحال في النضج الجسمي والعقلي والعصبي .أما التعلم فعادة ما يشير إلى التغيرات التي تحدث في السلوك أو الأداء نتيجة للخبرة أو الممارسة أو التدريب . ويلعب التعلم دورا حاسما في النمو – بل ربما يكون أكثر العمليات أهمية في أحداث التغير في السلوك والأداء .ولاشك أن النضج والتعلم عمليتان متفاعلتان ويتضح ذلك على وجه الخصوص في النمو الحركي . فمن المعروف أن الزيادة في الطول والوزن والقوة البدنية هي في جزء كبير منها ناتجة عن النضج , ولكن تنظيم ظواهر النضج بحيث يصبح من الممكن للطفل أن يؤدى السلوك الذي كان صعبا عليه أن يؤديه من قبل إنما يحدث بالتعلم . فالرضيع يجلس وحده في حوالي سن 6 أشهر أساسا بسبب نضجه وتصبح عضلات ظهره أقوى نتيجة للنضج والتمرين . ثم أنه يمكنه أن يتقلب على بطنه مستخدما ذراعيه , ويستطيع أن يوازن رأسه , ويستخدم ساقيه حين يكون مستلقيا على ظهره يحاول أن يجذب نفسه إلى أعلى مستخدما يديه وذراعيه . وهذه الأنشطة جميعا تمثل المتطلبات الجسمية السابقة للجلوس , وكلما ازدادت نضجا وازداد تدريب الطفل عليها إزداد استعداده لذلك . ويمكن للطفل أن يحدث التكامل بين هذه الأنشطة الجسمية بأن يضع هذه المهارات الناضجة , المتعلمة في نسق واحد , ويظهر سلوك جديد " هو أن يستطيع أن يجلس وحده " ويزداد هذا السلوك تحسنا بالخبرة والممارسة والتدريب . وهكذا يكون السلوك الجديد نتاج التعلم والنضج عند ظهوره , نتاج تفاعل التعلم والنضج في استمراره وتحسنه .ومن حقائق سيكولوجية النمو أن تفاعل النضج والتعلم يمكن أن يؤدى إلى أن يساعد أحدهما الآخر أو يعطله . فالنضج يعطى المادة الخام للتعلم ويحدد النمط العام في سلوك الفرد , وتتحكم فيه إلى حد كبير العوامل الوراثية . ومع ذلك فإن المؤثرات الخارجية ثؤثر في عمليات النضج ولا يمكن للسمات النفسية الكامنة أن تصل إلى أقصى طاقاتها الوظيفية في النشاط إلا بالتعلم .ولا شك أن أنماط السلوك التي تنمو بالتعلم إنما تحددها مؤثرات الثقافة التي يعيش فيها الطفل . فعن طريق عمليات تدريب الطفل في المنزل ومن خلال الضغوط الإجتماعية من جماعة الأقران ومن المدرسة ومن المجتمع بصفة عامة نجد أن أنماط السلوك التي توافق عليها الثقافة هي ما يتم اكتسابه طوال الحياة .ومن خلال الجماعات الثقافية التي يتعامل معها الفرد يتعلم قيم الطبقة الإجتماعية التي ينتمي إليها , وتؤثر هذه القيم بدورها في نمط شخصيته وفى صورة سلوكه . مع أن بعض التأثيرات البيئية قد تعطل نمو الفرد ولا تساعد على الوصول بالسمات الكامنة إلى أقصى طاقاتها في النشاط .وتتلخص المبادئ التي تحكم العلاقة بين النضج والتعلم فيما يلي :1- الفروق الفردية في سمات الشخصية والاتجاهات والميول وأنماط السلوك لا تأتى من النضج وحده وإنما هي نتاج تفاعل النضج والتعلم 2- يضع النضج الحد الذي لايمكن للنمو أن يتقدم بعده حتى ولو توفرت أفضل طرق التعلم وأقوى الدوافع لدى المتعلم .3- تحدد لنا العلاقة بين النضج والتعلم " جدول " التعلم , فالفرد لا يستطيع أن يتعلم إلا إذا كان مستعدا لذلك | |
|