[b]موضوع علم نفس النمو
بعض دراسة هذا الفصل يحصل الطالب المعارف التالية :-
1- قضية الانسان والطاقة الكونية .
2- قضية الهدم والبناء فى حياة الأنسان .
3- التعرف على مسار النمو ومنحنى النمو الذى يبدأ بصفر التكوين (الصفر الأول) وينتهى بصفر الموت (الصفر الثانى) .
علم النفس هو العلم الذي يدرس سلوك الكائن الحي وما وراء هذا السلوك من عمليات عقلية ودافعية وديناميكية , دراسة علمية يمكن على أساسها فهم وضبط السلوك والتنبؤ به والتخطيط له.
والسلوك هو كل ما يصدر عن الكائن الحي من أفعال , مثل المشى والكلام وتناول الأكل والتفكير وشرود الذهن ....الخ .
والنموعبارة عن سلسلة متتابعة من التغيرات آلتي تهدف إلى اكتمال نضج الكائن الحي , والنمو بهذا المعنى لا يحدث فجأة ولكنه يتطور بانتظام على خطوات متلاحقة, وللنمو مظهران رئيسيان هما :
1-النمو التكويني : ونقصد به نمو الفرد في الحجم والشكل والوزن والتكوين .
2-النمو الوظيفي : ونقصد به نمو الوظائف الجسمية والعقلية والإنفعالية والإجتماعية لتساير تطور حياة الفرد وأنماط بيئته .
تعريف علم نفس النمو:
هو ذلك الفرع من فروع العلم الذي يبحث في خصائص ومعايير نمو الأفراد من النواحى الجسمية والعقلية والإنفعالية والاجتماعية.ويمكن القول بأن علم نفس النمو هو تطبيق الأسس والنظريات النفسية في مجال دراسة النمو الإنساني, ويتفق العلماء على أن علم نفس النمو هو تطبيق الأسس والنظريات النفسية في مجال دراسة النمو الإنساني . ويتفق العلماء على أن علم نفس النمو هو ذلك الفرع من فروع علم النفس الذي يهتم بدراسة الظواهر النفسية المصاحبة لنمو الفرد منذ صفر التكوين الذي يمثل لحظة الإخصاب مروراً بحمله وولادته , وخلال جميع مراحل نموه , بهدف الكشف عن التغيرات الحادثة في جميع جوانب الحياة جسميا وفسيولوجيا ,وعقليا وانفعاليا واجتماعيا من مرحلة إلى أخرى .
هذا ويهدف هذا العلم أيضاً إلى معرفة أوقات حدوث التغيرات السابق ذكرها , والعوامل المؤثرة فيها , كما يحاول تحديد معايير النمو في جوانبه المختلفة بالإضافة إلى تحديد مطالب هذا النمو في المراحل العمرية المختلفة , حتى يمكن تحقيق النمو المتكامل للفرد .
وتتحدد الاهتمامات التي تشغل العلماء في هذا الميدان بالأسئلة التالية :
1- ماهى طبيعة التغير الذي يطرأ على الإنسان أثناء النمو ؟
2- ما هو التنظيم الذي تسير في إطاره حياة الإنسان في دورتها الكلية؟
3- ماهى الخصائص المميزة للنمو في كل مرحلة من مراحل الحياة؟
4- مالذى نتوقعه من الفرد في كل مرحلة من مراحل الحياة؟
5- ماهى درجة الاتساق والتناغم في التغير من مرحلة إلى أخرى في حياه الفرد؟
6- ماهى درجة العمومية والتمايز في شخصية الفرد في مراحل حياته المختلفة؟
7- ماذا يمكن أن نقدمه للانسان حتى يفهم مسيرة حياته ويتجنب مشاعر القلق أو الخوف من المستقبل؟
8- ما الذي يمكن أن تقدمه دراستنا لسلوك الفرد النامي في فهم نمونا الذاتي؟
9- ماهى العوامل والمتغيرات التي تؤثر في النمو الإنساني للفرد طول حياته؟
10- ما الذي يمكن أن تقدمه دراسة النمو لمواجهة حاجات الإنسان في الحاضر والمستقبل؟
وقد حاول علماء النفس الإجابة على بعض هذه الأسئلة طوال السنوات الماضية من القرن العشرين . ومنذ نشأة علم نفس النمو وفى كل مرحلة من مراحل نموه . ظهرت بعض الاهتمامات واختفت أخرى. فعندما ظهر هذا العلم في أواخر القرن التاسع عشر كان يركز على فترات عمرية محددة وليس على المدى الكلى للحياة كما هو الحال الآن . فقد انصبت الاهتمامات المبكرة على أطفال المدارس , ثم انتقل الإهتمام إلى سنوات ما قبل المدرسة , ثم إلى من المهد ( الوليد والرضيع) , فمرحلة الجنين ( مرحلة ما قبل الولادة) .
وفى أوائل عشرينات القرن الماضى بدأت البحوث حول المراهقة (مرحلة السعى) في الظهور والانتشار . وخلال الثلاثينات من نفس القرن ظهرت بعض الدراسات حول الرشد المبكر , حيث تركزت على قضايا معينة مثل ذكاء الراشدين وسمات شخصياتهم .ومما يذكر أنه لم تتجاوز بحوث سيكولوجية النمو السنوات الخمس والعشرين الأولى من حياة الإنسان , أهملت السنوات التالية واستمر ذلك الوضع حتى منتصف ثلاثينات القرن العشرين. وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية إزداد الإهتمام تدريجيا بالرشد , وقد واكب ذلك زيادة الإهتمام بحركة تعليم الكبار . أما الإهتمام بالمسنين فلم يظهر بشكل واضح إلا في الستينات من القرن الماضى ,وكان السبب في ذلك الزيادة السريعة في عددهم ونسبتهم في الإحصاءات السكانية العامة . وما تطلب ذلك من دراسة لمشكلاتهم وتحديد أنواع الخدمات التي يجب أن تقدم إليهم .
ويرجع الإهتمام بدراسات النمو إلى ما يلي :
1- الحاجة إلى حل المشكلات الفعلية :
من الدوافع الهامة التي وجهت البحث في مجال علم نفس النمو وجود مشكلات فعلية مع الرغبة في حل هذه المشكلات التي يعانى منها الأفراد في مرحلة عمرية معينة . فنجد أن بحوث الطفولة بدأت أصلا للتغلب على الصعوبات التربوية والتعليمية لتلاميذ المدرسة الإبتدائية , ثم اهتمت بالمشكلات المرتبطة بطرق تنشئة الأطفال بصفة عامة . كما أن البحث في مرحلة المهد كان مدفوعا بالرغبة في معرفة ما لدى الوليد من استعدادات يولد مزودا بها . أما البحث في مرحلة الرشد فقد كان مدفوعا إلى دراسة المشكلات العملية المتصلة بالتوافق الزوجي واثر تهدم الأسرة على الطفل
2- الصعوبات المنهجية في دراسة مراحل نمو الإنسان:
على الرغم من الإهتمام بدراسة المراحل المختلفة لدورة الحياة , إلا أن البحث في بعض هذه المراحل واجه العديد من الصعوبات المنهجية .مثل الحصول على عينات البحث والتى كانت أسهل في حالة تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات . كما أن بعض الاتجاهات الو الدية تؤثر في سير البحث في بعض المراحل . وبالإضافة إلى ذلك فإن الحصول على المعلومات من الراشدين من الصعوبة بمكان . وتزداد هذه الصعوبة مع تقدم الإنسان في السن .
*أهداف سيكولوجية النمو:
يمكن القول أن لسيكولوجية النمو هدفين أساسيين هما:
1- الوصف الدقيق للعمليات النفسية عند الناس في مختلف أعمارهم واكتشاف خصائص التغير الذي يطرأ على هذه العمليات في كل عمر.
2- ترتيب هذه الحقائق في أنماط وصفيه . وهذه الأنماط قد تكون متأنية في مرحلة معينة , أو متتابعة عبر المراحل العمرية المختلفة
- تفسير التغيرات السلوكية:
الهدف الثاني لعلم نفس النمو هو التعمق فيما وراء الأنماط السلوكية التي نلاحظها , والبحث عن أسباب حدوثها.
والتفسير يعين الباحث على تعليل الظواهر من خلال الإجابة على سؤال : لماذا؟ بينما الوصف يجيب على السؤال : ماذا ؟ وكيف ؟
وعلى الرغم من أن وصف إتجاهات النمو كان هو الهدف السائد في هذا الميدان لسنوات طويلة فإن البحوث الحالية تركز على الهدف الثاني وهو تفسير التغيرات السلوكية التي نلاحظها مع تقدم الإنسان في العمر فنسأل أسئلة مثل : لماذا يتخلف الطفل في المشى أو يكون أكثر طلاقة في الكلام , أو أكثر قدرة على حل المشكلات المعقدة بتقدمه في العمر والى أى حد ترجع هذه التغيرات إلى " الفطرة" والى أى حد ترجع إلى " الخبرة" أى التعلم واستثارة البيئة ؟
والإجابة على مثل هذه الأسئلة تتطلب من الباحث أن يتوجه ببحثه وجهة تفسيرية . ويسير ذلك في اتجاهين أحدهما يجيب على السؤال لماذا تبدأ سلسلة سلوكية معينة في النمو؟ وثانيهما لماذا تستمر هذه السلوكية في النمو؟ وعادة ما تبدأ الإجابة بتقصى الدور النسبي للفطرة (الوراثة) والخبرة ( البيئية) .
فمثلا إذا كان الأطفال المتقدمون في الكلام في عمر معين يختلفون وراثيا عن المتخلفين نسبيا فيه نستنتج من هذا أن معدل التغير في اليسر اللغوي يعتمد على الوراثة . أما إذا كشفت البحوث عن أن الأطفال المتقدمين في الكلام يتلقون تشجيعا أكثر على إنجازهم اللغوي ويمارسون الكلام أكثر من غيرهم فإننا نستنتج أن التحسن في القدرة اللغوية الحادث مع التقدم في العمر يرجع – جزئيا على الأقل – إلى الزيادة في الاستثارة وفى ممارسة الكلام .
من الواجب علينا لتفسير ظواهر النمو أن نستخدم المعارف المتراكمة في ميادين كثيرة أخرى من ميادين علم النفس وغيره من العلوم مثل نتائج البحوث في مجالات التعلم والإدراك والدافعية وعلم النفس الإجتماعى وسيكولوجية الشخصية والوراثة وعلم وظائف الأعضاء والانثروبولوجيا وعلم الاجتماع .ومن الواضح أن الفهم الشمولي لسيكولوجية النمو والتغيرات النمائية والميكانيزمات والعمليات المحددة لها تتضمن تكامل أنواع عديدة من البيانات التي نحصل عليها من مصادر معرفيه متعددة .
وحتى يمكننا الحكم على نتائج البحوث التي أجريت في ميدان النمو يجب أن نميز دائما ما بين الوصف والتفسير , فالظواهر يجب أن توصف قبل أن تفسر , ولكن الوصف في حد ذاته لا يعطينا تعليلا يوضح لماذا تحدث الظاهرة أو يشرح العوامل أو المحددات التي تؤثر فيها .
3 – التحكم في التغيرات السلوكية :
الهدف الثالث من أهداف الدراسة العملية لنمو السلوك الإنساني هو السعي نحو التحكم فيه حتى يمكن ضبطه وتوجيهه والتنبؤ به . ولا يمكن أن يصل العلم إلى تحقيق هذا الهدف إلا بعد أن وصف جيد لظواهره وتفسير دقيق لها من خلال تحديد العوامل المؤثرة فيها. لنفرض أن البحث العلمي أكد لنا أن التاريخ التربوي بما فيه من خبرات سالبة للطفل يؤدى به إلى أن يصبح بطيئا في عمله المدرسي , ثائرا وعنيفا في علاقاته مع الأفراد . أن هذا التفسير يفيد في أغراض العلاج من خلال تصحيح نتائج الخبرات السالبة , والتدريب على المهارات الإجتماعية .
ولعل هذا الهدف يقودنا إلى مهمة أساسية وضرورية للنمو , وهى مهمة الرعاية والمساعدة بهدف التوجيه والتحكم والضبط لسلوك الإنسان فالمتخصص في علم نفس النمو يريد أن يقدم المعونة للجميع ,وهو لا يستطيع ذلك إلا إذا توافر له من الفهم من خلال الوصف والقدرة على التعليل من خلال التفسير ما يمكنه من اقتراح نوع الرعاية المناسبة , يشترك فيها المتخصص في علم نفس النمو مع ملايين غيره من الآباء والأمهات والمعلمون والأطباء والأخصائيون والاجتماعيون والدعاة والوعاظ والإعلاميون .ومهمة علم نفس النمو أن يقدم لهؤلاء وغيرهم الفهم الواضح والتعليل الدقيق لظواهر النمو الإنساني خلال دورة الحياة
كلها حتى تسير الرعاية في الإتجاه الصحيح وتكون أكثر جدوى
يتبع[/b]