الأطفال والأمراض النفسيههل يصاب الأطفال بألامراض النفسيه
للأسف ليس للأطفال مناعه من الأمراض النفسيه وأن كانت نسبه الأصابه فيهم أقل من الكبار بكثير وتزيد نسبة حدوثها مع تقدم العمر. حيث ترتفع كثيرا في سه المراهقه لتصل الى نسب الكبار عند سن 18-20.
والمقصود هنا هي الأمراض النفسيه مثل الأكتئاب والتوتر والفوبيا والفصام هو بالذات نادرا في الأطفال. وهناك بعض الأمراض النفسيه التي تصيب الأطفال بصفه خاصه مثل التوحد وأسبرجر ومرض ضعف التركيز وزياة الحركه حيث أن هذه الأمراض غالبا ما تبدأ في سن الطفوله و تستمر حتى سن المراهقه وقد تبقى أو تبقى أثارها حتى النضوج.
من النادر في مصر والشرق بصفه عامه بل وبلاد العالم الثالث أن يستشير الوالدين الطبيب النفسي بخصوص أبنائهم الصغار. ذلك أن غالبية الناس لا يؤمنون أن الأطفال يصابون بأمراض نفسيه. بل أن بعض الأطباء النفسيين لا يؤمنون أن الأطفال يصابون بالأكتئاب أو الفصام مثلا. وهذا ينعكس على علاج هذه الحالات فغالبا ما يتأخر علاجها.
ولكن لماذا يصاب الأطفال بأمراض نفسيه؟ هناك الأمراض التى تعارف الأطباء على أنها من أمراض الطفوله مثل التوحد ومرض ضعف التركيز وزيادة الحركه وقد تستمر أثارها الى ما بعد هذا السن. أما باقي الأمراض النفسيه التي تصيب البالغين فأصابة الأطفال بها وارده وأن كانت أقل من البالغين ولكنها تصيب بعض الأطفال والمراهقين وتستوجب العلاج. وفي هذه الحالات غالبا ما يكون العامل الوراثي قوي وكذلك المؤثرات البيئيه والأجتماعيه تكون قويه مما يؤدي للأصابه بالمرض في سن صغير. وكما هو سهل أغفال وعدم تشخيص هذه الأمراض في البالغين فأنه أسهل أغفالها وعدم تشخيصها في الكبار خاصة أنه غالبا ما تكون أعراضها مختلفه في الأطفال والمراهقين بعض الشىء. كذلك لأنها لا يتوقع حدوثها في هذا السن المبكر.
قد يبدأ الطفل في التأخر في الدراسه ويقل أنتباهه في الفصل وتحصيله وأهتمامه بالدراسه بصفه عامه وطبعا تقل درجاته. كما قد تظهر مشاكل سلوكيه لم تعهدها المدرسه ولا الأسره من قبل. من هذه المشاكل العصبيه الزائده وسرعه الأنفعال لأقل الأسباب والغضب الشديد والشجار والعنف. وقد يكون هذا موجها لزملائه وكثيرا ما يكون موجها للأسره والمدرسين أيضا. وقد يصبح الصغير منطويا قليل الكلام مع أقرانه ويعزف عن اللعب والحديث معهم كما يعزف عن الدراسه. كما قد يهمل أو يتوقف عن الأنشطه المحببه اليه وهواياته.
قد يبدأ المراهق في تعاطي الحشيش والبانجو وربما السرقه من الوالدين والأخرين أو أنشطه أخرى غير قانونيه. ولا أقصد هنا أن كل مراهق يتعاطى الحشيش والبانجو ويسرق يعاني من مرض نفسي ولكن قد تكون هذه التصرفات من أعراض الأمراض النفسيه في هذا السن.
وقد يتصرف الطفل أو المراهق تصرفات غريبه أو غير معتاده منه. قد يصبح منفصلا تماما عن ما يحدث حوله وعن الأخرين ويتصرف كأنه وحده تماما. وقد ينصت أو المراهق الى أصوات لا يسمعها الأخرين ويرى أشياء وأشخاص لا يراهم الأخرين. وقد يصاحب هذا أحساس بالخوف أو الغضب أو أن يتصرف تصرفات غير مفهومه لمن حوله. والأعراض كثيره ولا تنتهي وليس هذا مجال سردها جميعا. المهم أن يلاحظ البيت والمدرسه أن هناك تغييرا كبيرا في فيه وفي تصرفاته وتحصيله الدراسي.
الكثير من المشاكل النفسيه للأطفال والمراهقين يمكن معالجتها عن طريق الأستشارات والجلسات النفسيه مع الصغير وأيضا والديه والمسؤلين عنه. وهذا الأسلوب في العلاج يستغرق بعض الوقت ويحتاج للأستمرار فيه والمتابعة. في حالات أخرى يلزم أستعمال الدواء مثل حالات الأكتئاب النفسي والفصام أوالوسواس القهري. في هذه الحالات يكون العلاج الدوائي مفيدا كما أن أثره الأيجابي يرى بسرعه.
أن معاناة الأطفال والمراهقين من مشاكل نفسيه أو أمراض نفسيه في هذه المرحله من عمرهم حيت تتكون شخصيتهم ويتعلمون أكاديميا وأجتماعيا و يكتسبون مهارات وثقه في النفس. المرض النفسي في وعلاقاتهم بأسرتهم وأصدقائهم هذه الفتره من العمر قد يعوق هذا النمو والنضوج وقد يؤثر على رؤيتهم لأنفسهم وللأخرين لمده طويله. لذلك يجب علينا ألا نهمل المشاكل النفسيه للأطفال والمراهقين وأن لا تعامل فقط بالعقاب أو الحرمان. ان الطفل والمراهق في حاجه مثل الكبير لمن يسمع له ويتفهم مشاكله وأحاسيسه بدون خوف أو حرج.