*مفهوم التدريس
..............
التدريس مجموعة من الإجراءات والممارسات التي يقوم بها المعلم وتساعده في تحقيق
الأهداف التعليمية.وتتضمن عملية التدريس ثلاث مهارات رئيسة تتمثل فى مهارات :
التخطيط ، والتنفيذ ، والتقويم.
*أهمية التخطيط الجيد للتدريس
............................
تتمثل أهمية التخطيط للتدريس فى عدة اعتبارات من أهمها: -
• تنظيم تنفيذ التدريس وتقويمه بنظام دون عشوائية.
• تهيئة بيئة تعلم منتجة ومثمرة وموجه نحو الأهداف السابق تحديدها.
• تقديم تغذية راجعة للمعلم عن مدى صحة تصوراته العقلية أثناء تخطيط التعليم وتعديل
مسار هذه التصورات بما يسهم فى تحقيق الأهداف.
• استعداد المعلم لما يحدث من عوامل طارئة ومشكلات داخل حجرة الدراسة ، وتقديم الحلول
الملائمة والتصرف المناسب إزاء هذه العوامل والمشكلات.
• إعداد تصور لتوزيع الزمن أثناء تنفيذ التخطيط، يسهم فى إدارة زمن التعلم بكفاءة.
• اختيار الأنشطة العلاجية والإثرائية مسبقًا ، يسهم فى دمج الطلاب فى عمليات التعلم النشط
على نحو صحيح ، وإثارة اهتمامهم نحو موضوع الدرس ، الأمر الذى ينعكس بدوره على
عمليات التفكير وحل المشكلات واتخاذ القرارات لدى الطلاب.
• التغلب على صعوبات تنفيذ المنهج عن طريق رسم التصورات وإعداد الإجراءات اللازمة
لتحقيق أهدافه بأقل الإمكانات وبأعظم استفادة.
• رسم أفضل الإجراءات المناسبة لتنفيذ الدرس وتقويمه .
• يجنب المعلم العشوائية الكثير من المواقف الطارئة والمحرجة .
وقد يعتقد البعض أن تخطيط التدريس هو مرادف لتخطيط الدرس اليومى، ولكن التخطيط
سلسلة من الإجراءات المتكاملة ، والمتفاعلة التى يقوم بها المعلم على مستويات زمنية متعددة.
فقد يكون التخطيط سنويًا للمنهج بأكمله أو قد يكون لفصل دراسى، وقد يكون تخطيط لوحدة
4
دراسية، سواء أكان يتطلب هذا التدريس شهرًا أو أكثر أو أقل ، علاوة على تخطيط الدرس
اليومى.
ويدرك المعلم الجيد أن التخطيط يتطلب إعمال العقل والتفكير فى إعداد التصورات القبلية عن
كيفية التدريس بما يتلاءم مع احتياجات الطلاب ومحتوى المنهج الدراسى والزمن المتاح
للتدريس والإمكانيات المتوفرة له. كما يضع المعلم تصوراته عن المشكلات المتوقعة أثناء
تنفيذ التخطيط ، وكيف يمكن التغلب على تلك المشكلات، وعلى أية حال فإن تخطيط التدريس
سواء أكان لدرسًا أم لوحدة .. الخ. يتطلب عادة عدة إجراءات تتمثل فى عناصر متعددة من
بينها : تحليل المحتوى الدراسى إلى عناصره - صياغة أهداف الدرس صياغة إجرائية –
اختيار الأنشطة اللازمة لتحقيق أهداف الدرس – تحديد الوسائل والمواد التعليمية المستخدمة –
اختيار مصادر التعلم الملائمة – عرض محتوى الدرس بطريقة منطقية سليمة وبيان كيفية
إجراء الممارسات التعليمية مع التلاميذ فى حجرة الفصل الدراسى ، وإعداد أساليب التقويم
اللازمة لقياس نواتج التعلم والتأكد من مدى تحقيق أهداف الدرس
*متطلبات تخطيط الدرس:
................................
-1 تحديد الأهداف الاجرائية أو السلوكية:
يعرف الهدف الاجرائى أو السلوكى بأنه "وصف دقيق وواضح ومحدد لناتج التعلم
المرغوب تحقيقه لدى المتعلم".
ويتكون الهدف من:
أن + فعل سلوكى + التلميذ+ ناتج التعلم
مثال: يتعرف المتعلم الحالات الثلاث للمادة.
ولصياغة المعلم الأهداف السلوكية على نحو جيد، عليه مراعاة عدة اعتبارات من بينها:
- أن يركز الهدف على سلوك المتعلم وليس المعلم.
- أن يصف الهدف نواتج التعلم المطلوب اكتسابها للتلميذ.
- أن تقيس الأهداف المستويات المعرفية المتعددة- أن يكون الهدف قابل للقياس والملاحظة.
- شمول الأهداف الإجرائية لمحتوى الدرس.
- الموازنة بين الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية.
- قابلية الأهداف للتحقيق خلال تدريس موضوعات الدرس.
المستويات المعرفية للأهدافف
تجدر الإشارة إلى أهمية صياغة المستويات المعرفية للأهداف الإجرائية التى يتم تحديدها
فى مستوياتها المعرفية المتعددة، وتتمثل هذه المستويات فى:
• التذكر: يتمثل فى استدعاء المتعلم للمعلومات والمعارف كما سبق له دراستها، كأن
يذكر مفهوم المادة.
• الفهم: يتمثل فى إعادة صياغة المتعلم للمعلومات والمعارف السابق له دراستها بلغته
الخاصة، كأن يشرح كيفية تحويل الثلج إلى ماء.
• التطبيق: يشير إلى استخدام المعلومات السابق دراستها فى حل مشكلة جديدة، أو فى
موقف جديد، كأن يشرح كيفية الحصول على كوب ماء عذب من الماء المالح، بعد
دراسته للتبخير والتكثيف.
• التحليل: يشير إلى قدرة المتعلم على تجزئة المعلومات أو الأحداث إلى العناصر
المكونة لها، كأن يستنبط المشكلات الناجمة عن سوء ترشيد استهلاك الماء.
• التركيب: يشير إلى قدرة المتعلم على تجميع المعلومات أو الأفكار فى مكون أو فى
سياق رئيسي، كأن يستنج الفكرة العامة من المقالة التى قرأها عن الحرب القادمة على
الماء.
• التقويم: يشير إلى قدرة المتعلم على إصدار الحكم على الأحداث/المعلومات، واتخاذ
قرارات بناءة بشأنها، كأن يقيم طرق استهلاك الماء فى بيئته.
وتتدرج المستويات المعرفية للأهداف من حيث مستوى التفكير ، حيث يتضمن كل مستوى
معرفى جميع المستويات السابقة له، وعلى سبيل المثال فإن الفهم يتضمن التذكر، والتقويم
يتضمن كل من التذكر والفهم والتطبيق والتحليل والتركيب. لذلك يمكن عرض مستويات
الأهداف فى شكل هرمى تزداد فى مستوى التفكير من أسفل إلى أعلى كما يلى:
المستويات المعرفية للأهداف الإجرائية
-2 مراعاة احتياجات المتعلمين:
يعد مراعاة احتياجات المتعلمين أثناء تخطيط الدرس من أهم العوامل التى تسهم فى إنجاح
التدريس وتحقيق أهدافه، فقد يتطلب تخطيط التدريس لتلاميذ لديهم مواهب متعددة غير ذلك
الذى يتطلبه لتلاميذ يعانون من بعض صعوبات التعلم. ويسهم تخطيط الدرس فى ضوء
احتياجات المتعلمين فى توفير عديد من المزايا من أهمها:
- بدء عملية تنفيذ التدريس فى ضوء المعلومات السابقة لدى المتعلمين، ويسهم ذلك فى
توفير الوقت والجهد من قبل المعلم، وفى تجنب ملل التلاميذ من تكرار المعلومات.
- مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وبعضهم البعض، بتصميم الأنشطة والمهام
التعليمية التى تناسب كل منهم، وتوفير مصادر التعلم طبقا لميولهم ورغباتهم.
- تكوين اتجاهات إيجابية لدى التلاميذ نحو بيئة التعلم، حيث يجد كل منهم ما يلائم
استعداداته.
- توطيد أواصر الصلة بين المعلم وتلاميذه.
-3 تحديد الوسائل والمواد التعليمية:
فى ضوء تحديد أهداف الدرس، ودراسة احتياجات التلاميذ، يتمكن المعلم من اختيار الوسائل
والمواد التعليمية التى تسهم فى اكتسابهم لنواتج التعلم المستهدفة من الدرس، فقد يتخير المعلم
فى درس ما البرمجيات الكمبيوترية، ويتخير فى درس آخر النماذج المجسمة فى توضيح
مفاهيم عليمة للتلاميذ. وقد تتضمن الوسائل التعليمية وسائل عديدة منها:
- مواد مسموعة تعتمد على استخدام التلميذ لحاسة السمع كشرائط الكاسيت.
- مواد مرئية تعتمد على استخدام التلميذ لحاسة البصر كالصور والرسوم.
- مواد مسموعة ومرئية تعتمد على استخدام التلميذ حاستى السمع والبصر كشرائط
الفيديو والبرمجيات التعليمية الكمبيوترية.
- مجسمات وهى أشياء اصطناعية، قد تكون مكبرة أو مصغرة للأشياء الحقيقية كنموذج
للمجموعة الشمسية.
- عينات وهى أجزاء من الأشياء الطبيعة أو الحقيقية كعينات من أملاح معينة، أو
نباتات محددة.
- مواد حية وهى الأشياء الحقيقية التى توجد فى الطبيعية.
شروط استخدام الوسائل والمواد التعليمية
يعد اختيار واستخدام الوسائل بكفاءة احدى المؤشرات الدالة على جودة أداء المعلم، لذا
ينبغى أن يحدد ويستخدم المعلم الوسائل فى ضوء اعتبارات عديدة منها:
- جذب انتباه التلميذ.
- تتلائم ومستوى التلاميذ.
- أن تكون الوسيلة رخيصة الثمن وغير مكلفة.
- استخدام مواد بيئية فى إنتاج الوسائل التعليمية.
- تعاون المعلمين معا فى توفير وانتاج مواد تعليمية بسيطة.
- التنوع فى استخدام الوسائل التعليمية.
-4 تصميم الأنشطة التعليمية.:
يصمم المعلم أثناء تخطيط الدرس الأنشطة التعليمية التى يمارسها التلميذ أثناء التنفيذ،
ويخطط المعلم لهذه الأنشطة فى ضوء اعتبارات عديدة منها:
- مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ.
- تتلائم ومستوى التلاميذ.
- تمكن التلميذ من ممارسة النشاط.
- تشجيع التعلم التعاونى بين التلاميذ.
- التنوع فى الأنشطة التعليمية المستخدمة لملائمة مدى واسع من الفروق الفردية بين
التلاميذ.
-5 تحديد مصادر التعلم:
تجدر الإشارة إلى أهمية تحديد وتوفير المعلم لمصادر التعلم التى يستخدمها المعلم
سواء فى تخطيط وتنفيذ الدرس أو فى إرشاد تلاميذه لها فى البحث عن المعلومات،
وقد تتمثل هذه المصادر فى موسوعات أو كتب ومراجع، أو فى برمجيات كمبيوترية
أو فى أشخاص ذوى خبرة.
-6 عرض محتوى الدرس:
يقوم المعلم أثناء عملية التخطيط بتحليل محتوى الدرس والتعرف على ما يتضمنه من
معارف ومهارات وجوانب وجدانية ينبغى تنميها لدى تلاميذه. ويضع مخططا لكيفية
تناول محتوى الدرس وعرضه عليهم ومناقشتهم فيه. وقد يستخدم المعلم فى تناول
محتوى الدرس الأسلوب الاستقرائي الذى يبدأ من خلاله بإعطاء التلاميذ معلومات
جزئية أو أمثلة، ومن هذه الأمثلة يتم التوصل إلى مفهوم عام أو قاعدة، أو مبدأ. كأن
يذكر للتلاميذ أن الأرض كوكب يدور حول الشمس، وأن عطار كوكب يدور حول
الشمس، وهم يستنتجون أن الكواكب تدور حول الشمس. وقد يستخدم الأسلوب
الاستنباطى الذى هو عكس الاستقراء يبدأ من خلاله بإعطاء التلاميذ مفهوم عام أو
قاعدة، أو مبدأ أو معلومات عامة ، ويستنتجون من ذلك الأمثلة أو المعلومات الجزئية.
كأن يذكر للتلاميذ أن الكواكب تدور حول الشمس، وهم يستنتجون –مثلا -أن الأرض
تدور حول الشمس، وأن عطار كوكب يدور حول الشمس.
-7 إعداد أدوات التقويم:
تجدر الاشارة إلى أهمية إعداد أدوات ووسائل التقويم بما يقيس مدى تحقيق كل هدف
من الأهداف التى تم تحديدها وصياغتها أثناء التخطيط، ومن الأهمية بمكان المزاوجة
بين نوع الهدف ومستواه المعرفى والسؤال الذى يقيسه. وسوف يأتى فى موضع آخر
بيان تفصيلى بأدوات التقويم. وفيما يلى مثال يوضح ذلك
*مقومات التخطيط الجديد:
..................
يتطلب التخطيط من المعلم الاعتبارات الآتية:
- كتابة التخطيط ، حيث يصعب على المعلم التفكير فى كيفية تنفيذ الدرس، أو مواجهة
المواقف وهو فى حجرة الدراسة دون وجود خطة مكتوبة.
- تحديد توقيتات تنفيذ مراحل الدرس وأنشطته أثناء التخطيط.
- مرونة تخطيط الدرس ، فيمكن للمعلم تغيير تخطيطه بناء على مستجدات حجرة
الدراسة، وتطويره بما يتفق مع المواقف.
- استمرار التخطيط، حيث أنه من الصعوبة اعتماد المعلم على خبرته فقط عندما يكون
خبيرا دون استمراره لعملية التخطيط.
*ويتمثل القاسم المشترك بين الاستراتيجيات الجيدة للتدريس فى أن يكون التلميذ هو:
..........................................................................
- محور العملية التعليمية.
- فاعلا فى اكتساب المعلومات وليس مستقبلا فحسب لها.
- القائم على ممارسة الأنشطة والمهام التعليمية.
- المتأمل لسلوكه ومستواه ويطور أدائه فى ضوء نتائج هذا التأمل.
- المستمتع بالتعلم الذاتى والتعلم التعاونى.
- المفكر الدائم فى البحث عن المعارف، وحل المشكلات واتخاذ القرارات.
- بناء للمعرفة، يسعى لمزيد من التعلم واكتساب المهارات.
*كما تتطلب الاستراتيجيات الجيدة م المعلم أن يكون:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
- ميسرا لعمليتى التعليم والتعلم وليس ناقلا للمعرفة.
- حريصا على إتاحة فرص التعلم الذاتى والتعاونى لتلاميذه.
- حريصا على بناء الشخصية المتكاملة لهم.
- مراعيا للفروق الفردية فيما بينهم