- ماذا تعني مهارة التهيئة ؟ .. وما هي أنواعها ؟؟
* لا يعقل بأي حال من الأحوال البدء في أي عمل قبل الشروع في تهيئة الجو المناسب وكذلك تهيئة الأفراد للقيام بعمل ما، ولقد استخدم المعلمون علي مر العصور مهارة التهيئة لإثارة اهتمام التلاميذ وبالتالي زيادة دافعهم وجذب انتباههم للدرس الجديد وهنا تبرز موهبة كل معلم في جعل تلاميذه في حالة ذهنية وانفعالية تمكنه من الفهم والاستيعاب والتجاوب مع المعلم والمشاركة الفعالة مع الزملاء أثناء الدرس و لذلك علي المعلم حين يدخل الفصل أن يعمل علي معرفة واكتشاف ما يدور بين التلاميذ من حوار أو نقاش أو أحداث ويفسره تفسيرا سليما فربما وجد ضوضاء داخل الفصل لان التلاميذ أدوا امتحانا صعبا في الحصة السابقة أو ربما كان السبب هو إلغاء رحلة مقررة لسبب ما ، فلو عرف المعلم المشكلة يستطيع المعلم أن يشعر التلاميذ باهتمامه بأمورهم ومشاركتهم وبذلك يكسب ودهم ويضمن تجاوبهم معه ويقوم بامتصاص الشحنة الانفعالية التي كانت موجودة لديهم ، لقد أكدت البحوث أن المعلمين الذين يحاولون التأثير على تلاميذهم بطرق غير مباشرة مثل تقبل مشاعرهم ، وإظهار الاهتمام بما يشغلهم يحققون نتائج أفضل بكثير ممن لا يفعلون ذلك ، هذا بالإضافة إلى أن المعلم قد يجد فيما يشغل التلاميذ مدخلا طبيعيا لدرسه فمثلا صعوبة امتحان الرياضيات يستخدمها المعلم مدخلا لدراسة موضوع تعبير " كيفية الاستذكار الجيد" والمباراة مدخلا لكتابة تقرير عنها أو جمل تعبر عنها في درس النحو وكذلك يستخدمها في التعبير الشفوي .
* ومن خلال ذلك نعرف مهارة التهيئة علي انها: "ما يستهلّ به المربي درسه بقصد جعل الدارسين في حالة توعية عقلية وبدنية مواتية لمعايشة خبرات الدرس وجذب انتباههم وتشويقهم إلى خبرات الدرس وإشعارهم بأهميتها" .
* ولمهارة التهيئة عدة اهداف اهمها :
1- تركيز انتباه التلاميذ على المادة التعليمية الجديدة كأسلوب لضمان اندماجهم في الأنشطة الصفية ؛ حيث إن من أهم وظائف المعلم أن يستثير دافعية التلاميذ للتعلم ولن يتحقق له ذلك إلا بتهيئتهم لبدء دورة جديدة من النشاط التعليمي بعد أن أوصلهم معلم الحصة السابقة إلى نقطة الغلق والإشباع.
2- خلق إطار مرجعي لتنظيم الأفكار والمعلومات التي سوف يتضمنها الدرس فأن إعطاء التلاميذ مقدما فكرة عن محتوى الدرس أو عما هو متوقع منهم ، يساعدهم على فهم الدرس وتحقيق ما هو مطلوب منهم .
3- توفير الاستمرارية في العملية التعليمية عن طريق ربط موضوع الدرس بما سبق أن تعلمه التلاميذ وبخبراتهم السابقة.
4- توفير البيئة الصفية المناسبة من تهوية وإضاءة مناسبة وتنظيم مقاعد الفصل وجلوس التلاميذ فيه .
* ومما ينبغي التنبيه إليه أن التهيئة لا تقتصر على بداية الدرس فقط, بل هي لازمة للمعلم عند بدء أي نشاط تعليمي جديد، حتى يصبح الانتقال بين الأنشطة تدريجيًا ومحققًا للهدف المرجو، وهذا يضمن للمعلم الاحتفاظ بانتباه المتعلمين طوال الدرس.
* ومما لاشك فيه أن مهارة التهيئة لها عدة أنواع أهمها ما يأتي :
1- التهيئة التوجيهية : فيلجأ إليها المعلم لتوجيه انتباه المتعلمين نحو موضوع الدرس، باستخدام أساليب عديدة؛ كأن يطرح أسئلة، أو يوظف حدثًا جاريًا، أو يعرض نموذجًا أو شيئًا، أو يمارس نشاط معينًا، أو يحكي قصة أو طرفة، أو يربط درسه بما سبق تدريسه ... إلى غير ذلك من أساليب.
2- التهيئة الانتقالية : فيستخدمها المعلم في تسهيل الانتقال التدريجي من شرح نقطة في الدرس إلى أخرى، أو من نشاط تعليمي إلى آخر. ويعتمد المعلم عادة في هذا النوع من التهيئة على الأمثلة والأنشطة التعليمية التي يعرف أن تلاميذه مولعون بها، وحريصون على ممارستها، وذلك لتحقيق الانتقال التدريجي من نقطة إلى أخرى حتى نهاية الدرس.
3- التهيئة التقويمية لتقويم ما تم تعلمه قبل الانتقال إلى أنشطة أو خبرات جديدة. ويعتمد هذا النوع من التهيئة – إلى حد كبير- على الأنشطة المتمركزة حول المتعلم، وعلى الأمثلة التي يقدمها المعلم لإظهار مدى تمكنه من المادة الدراسية.
** وفي رأيي - المتواضع - انه لابد ان تكون مهارة التهيئة غير معتمده علي ما يقوم به المعلم فقط بل لابد من اشتراك التلاميذ في تنفيذ هذه المهارة حتي يكون دورها فعال في عملية التدريس وايضاً حتي لا يكون دور التلميذ هو مجرد استقبال المعلومات فقط ، ويمكن تحقيق ذلك من خلال عدة طرق منها ان يطلب المعلم من التلاميذ اخذ فكره عامه عن الموضوع او الدرس الذي سيتم شرحه فمثلا في مجال تخصصي - وهو التاريخ - يمكن للمعلم ان يطلب من التلاميذ قراءة موضوع الدرس وليكن عن الحملة الفرنسيه وابداء رأيهم حول الموضوع تمهيداً لشرحه ف الحصة القادمة وبذلك يكون المعلم قد أشرك التلاميذ معه في عملية التهيئة ليصبح دورها فعالاً اكثر .
* وهناك عدة مهارات فرعية مكونة لمهارة التهيئة ونستعرضها فيما يلي :
1. ربط الخبرات التعليمية الجديدة بالخبرات السابقة بصورة بنائية.
2. التحقق من توافر المتطلبات السابقة للتعلم الجديد.
3. توفير بيئة تعليمية مواتية للتعلم الفعال.
4. توظيف الأحداث الجارية في التمهيد للدرس.
5. جذب انتباه المتعلمين للدرس بأساليب شائقة.
6. تنويع أساليب التهيئة وفقًا لطبيعة الدرس.
7. استخدام الأهداف السلوكية مدخلا لعرض الموضوع.
8. الانتقال التدريجي من التهيئة إلى عرض الدرس.
9. قضاء وقت مناسب في التمهيد للدرس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*** أهم المراجع :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الخليفة، حسن جعفر، مدخل إلى المناهج وطرق التدريس، ط2، (الرياض: مكتبة الرشد، 1428هـ - 2007م)، ص 118.
(2) خاطر، محمود رشدي ، طرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية ، (القاهرة: .دار المعرفة ،القاهرة، 1983م). ص157.
(3) جابر، عبد الحميد جابر وآخران، مهارات التدريس، ط1، (القاهرة: دار النهضة العربية، 1982م)، ص 130.
(4) موقع الجامعة الاسلامية ، قسم التوجيه التربوي .
(5) مدونة دكتور ابو مروان للاقسام التربوية .
(6) بوابة ادارة الجامعات ، ادارة التوجيه التربوي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*** كتبته : نــورهــان طــارق عبدالفتاح ابراهيم.
شعبة : تــاريـــــــــــــــــــخ .
الفرقة: الثــــانيــــــة .
رقم الجلوس : 74 .
كليــة التربيـــة *** جامعة الاسكنــدريــة
تحت اشــراف : د. وســـــام .