marwa ali elshweekh الوسام الذهبي
الابراج :
عدد المساهمات : 218 تاريخ الميلاد : 27/01/1989 العمر : 35 نقاط : 294 تاريخ التسجيل : 27/05/2010
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: المدرسه الارشاديه المعرفيه الأربعاء يونيو 22, 2011 1:25 am | |
| المدرسه الإرشاديه المعرفيه:- نبذه عن ارون بيك :- نشأ العلاج المعرفى بالصورة التى نعرفها الان فى اوائل الستينات من القرن الماضى على يدى ارون بيك Aaron Beck فى جامعة بنسلفانيا، وبيك اساسا طبيب نفسى ظل مطبقا لاساليب التحليل النفسى لفترة طويلة، وفى عام 1963 نشر مقالا بعنوان "التفكير والاكتئاب": لمحتوى الذاتى والتشوهات المعرفية لاحظ فيه ان العوامل المعرفية المرتبطة بالاكتئاب مهملة للغاية فى الوقت الذى يجرى فيه لتأكيد على مفاهيم وصياغات التحليل النفسى الدافعية والوجدانية والتى تفترض ان الاكتئاب غضب ارتجاعى، ونتيجة لفحصه للمضمون المعرفى للمرضى السيكايتريين، تمكن بيك من ملاحظة ان المرضى الاكتئابيين لديهم انماط معرفية قابلة للتنبؤ تتضمن افكار سلبية حول الذات، والعالم و المستقبل اطلق عليها اسم المثلث الاكتئابى. امتد منظور بيك المعرفى من الاكتئاب الاحادى الى غيره من الاضطرابات النفسية بما فى ذلك الانماط المختلفة للقلق، والاكتئاب الثنائى، واضطرابات الشخصيةن ومشكلات الاعتماد على العقاقير وغيرها. وتعتمد الاساليب المعرفية فى علاج هذه الاضطرابات على تا كيد الطريقة التى تحدث بها التشوهات فى الافكار والتقييم المعرفى غير الواقعى للاحداث وما يحدثه من تأثير سلبى فى مشاعر الشخص وسلوكه، وبالتالى يمكن افتراض ان الطريقة التى يشكل بها الشخص محددات واقعه تؤثر فى حالته الانفعالية، بالاضافة الى ذلك فان النموذج المعرفى يفترض ان هناك علاقة تبادلية تقوم بين الوجدان والمعرفة يعزز كل منهما الاخر بما يؤدى الى ارتفاع محتمل فى العجز المعرفى الانفعالى .
مقدمة في الإرشاد المعرفي:- تنبه الفلاسفة الرواقيون stoics قديما الى ان الطريقة التى ندرك بها الاشياء، وليست الاشياء ذاتها هى التى تسم سلوكنا وتصفه بالاضطراب اوالسواء، وفى هذا الصدد يقول ابيقورس " يضطرب الناس من الاشياء ولكن من الاراء التى يحملونها عنها". ويقرر ارون بيك انه الى هذا المنطق الرواقى يستند العلاج المعرفى. ويؤكد بيك ان المشكلات النفسية ترجع بالدرجة الاساس الى ان الفرد يقوم بتحريف الواقع ولى الحقائق بناء على مقدمات مغلوطة وافتراضات خاطئة. وتنشأ هذه الاوهام عن تعلم خاطىء حدث فى احدى مراحل نموه المعرفى، وبصرف النظر عن منشأ الاوهام، فان صيغة العلاج تفصح عن نفسها ببساطة، فعلى المعالج ان يساعد المريض على كشف اغاليطه الفكرية وتعلم طرائق اكثر واقعية لصياغة خبراته. وقد اشار ميتشينبوم الى تزايد الاهتمام بهذا الاتجاه العلاجى، وتزامن ذلك مع اعمال ألبرت اليس Ellis . واصبح اتجاه بيك فى العلاج المعرفى احد ثلاثة نماذج اساسية لها الريادة فى هذا المجال، حيث يتمثل الاتجاهان الاخران فى اتجاه أليس فى العلاج العقلانى، والذى طوره وغير مسماه عام 1993 ليكون العلاج العقلانى الانفعالى السلوكى.
التعقل او التفكير الذاتى، لقد استخدم العلاج /الارشاد المعرفى مع كثير من الاضطرابات والمشكلات النفسية بدءا من العمل مع كبار السن ومرورا بالشباب حتى العمل مع مشكلات الاطفال. واتسع مجال استخدام العلاج /الارشاد المعرفى ليشمل التعامل مع العزلة الاجتماعية والانحرافت الجنسية واضطرابات الطعام، والادمان، والهلع، والاكتئاب الحاد، والاعاقات الذهنية. ويؤكد ارون بيك ان الامراض النفسية ليست نتاج قوى خفية سرية، ولكنها تنتج عن عمليات من قبل التعلم الخاطىء والاستدلال المغلوط، كما ان التفكير قد يكون واهما لانه يكون انهزاميا لانه مبنى على اتجاهات غير عقلانية.
ويذكر بيك ان "المشاكل النفسية يمكن ان تحل عن طريق شحذ الفهم والتمييز وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتعلم اتجاهات اكثر تكيفا، وحيث ان الاستبطان، والتبصير، واختبار الواقع، والتعلم، عمليات معرفية بالدرجة الاساس، فقد اسمينا هذا المدخل لفهم العصاب " العلاج المعرفى".
المخططات المعرفية Cognitive Schemas : يذكر بيك وفريمان ان تعبير مخطط فى مجال علم الامراض النفسية يطلق على ابنية ذات محتوى شخصى شديد الذاتية، تنشط خلال اضطرابات مثل الاكتئاب، ونوبات الهلع، والوساوس، وتصبح مهيمنة. وبالتالى ففى حالة الاكتئاب الاكلينيكى – على سبيل المثال – تكون المخططات السلبية هى المسيطرة، مما ينتج عنه تحيز سلبى منتظم فى تفسير واستدعاء الخبرات، وفى التوقعات القصيرة والبعيدة بالمثل. بينما تصبح المخططات الايجابية اقل هيمنة. ومن السهل بالنسبة للشخص المكتئب ان يلاحظ الجوانب السلبية ولكن من الصعب عليه ملاحظة الجوانب الايجابية، فالمكتئبون قادرون على تذكر الاحداث السلبية بقدر افضل من تذكر الاحداث الايجابية، ويمنحون الاحتمالات الخاصة بالنتائج غير المرغوبة وزنا اكبر من الاحتمالات الايجابية مبادىء العلاج المعرفى : يحتوى العلاج /الارشاد المعرفى من وجهة نظر بيك على عدة مبادىء نجملها فيما يلى:
1- التعاون العلاجى: يؤكد ارون بيك انه من المسلم به ان التعاون الاصيل بين المعالج والمريض هو اساسى لاى علاج فعال، فحين يتخبط الطرفان فى اتجاهات مختلفة، كما يحدث احيانا فان ذلك يصيب المعالج بالاحباط والمريض بالكرب، وعادة ما يبدأ البرنامج العلاجى بجلسات تمهيدية يتم خلالها ارساء دعائم علاقة علاجية تعاونية تعد ذات اهمية كبرى فى تطور العلاج وتحقيقه لما يخطط له من اهداف. ويتفق كثيرون على انه يتعين على كل من المعالج والمريض ان يصلا الى اتفاق فى الرأى بصدد اى المشاكل يتطلب المساعدة، وما هو هدف العلاج ومدته. ومن المفيد النظر الى علاقة المريض والمعالج بوصفها جهدا مشتركا، كما ان تركيز الاهتمام علىحل مشكلات المريض لا على عيوبه المفترضة او عاداته السيئة يساعده على ان يفحص مصاعبه بانفصال اكبر، ويذهب عنه مشاعر الخزى والدونية والتوجه الدفاعى، وعلى مزيد من المعلومات المفصلة عن افكار المريض ومشاعره. وكلما تمتع المعالج بخصال مثل الدفء، القبول، المشاركة الوجدانية، والقدرة على الاحساس بمشاعر الغير على نحو دقيق، وهذه الخصال تبرز ويكون لها فاعلية حين يعمل المعالج مع المريض كشريك متعاون ومن ثم يأتى العلاج بثمرته فى يسر وسهولة.
2-تأسيس المصداقية : يذكر ارون بيك انه لاتبرأ الاقتراحات والصياغات التى يقدمها المعالج فى كثير من الاحيان من ان تكون مصدرا لبعض المشكلات. فحين ينظر المرضى الى المعالج كقوة خارقة، يكونون أميل الى قبول تفسيراته وتوجيهاته والتسليم بها كمنطوقات مقدسة، ومثل هذا التناول البليد لافتراضات المعالج واخذها على علاتها يحرم العلاج من التصحيح الذى يمكن ان يأتى به التقييم النقدى من جانب المريض لاراء المعالج. وهناك مشكلة من صنف اخر تتعلق بالمرضى الذين يستجيبون اليا لتصريحات المعالج بالشك والريبة، ويظهر ذلك فى ابلغ صورة عند مريض البارانويا والاكتئاب الشديد، فحين يعمد المعالج الى كشف التحريفات التى يقوم بها المريض لصورة الواقع قد يجد نفسه متورطا فى المنظومة الاعتقادية الراسخة لذلك المريض، لذا يتحتم على المعالج ان يؤسس ارضية عامة بشكل ما او يجد نقطة التقاء ما بينه وبين المريض، فيشرع عندئذ فى توسيع دائرة الاتفاق بدءا من هذه النقطة. ويتفق كثيرون (ارون بيك، ليهى، جوديث بيك ) على ان المدخل الافضل فى تأسيس المصداقية هو ان نوصل الى المريض رسالة من قبيل " ان لديك افكارا معينة تضايقك، هذه الافكار قد تكون صحيحة وقد تكون غير ذلك، لنفحص الان بعض هذه الافكار "، وباتخاذ هذا الموقف المحايد يستطيع المعالج عندئذ ان المريض على ان يعبر عن افكاره المحرفة ، فالمريض الذى يقول "اننى اتفق معك فكريا لا انفعاليا" يزودنا بمفتاح لكشف مثل هذا الوفاق السطحى، لذا فان ثقة المعالج فى دوره كخبير يجب ان تمتزج بكثير من التواضع، فالعلاج النفسى يتضمن الكثير من المحاولة والخطأ وتجريب العديد من المداخل والصياغات لتحديد الانسب من بينها .
3- اختزال المشكلة : Problem Reduction يقرر ارون بيك ان كثيرا من المرضى يأتون الى المعالج بحشد من الاعراض والمشكلات قد يستلزم عمرا بأكمله اذا هو عمد الى حل كل مشكلة بمعزل عن باقى المشكلات، فقد يلتمس احدهم العلاج من مجموعة متباينة من الاعتلالات مثل الارق والقلق والصداع، وهنا على المعالج ان يتخير الفنيات المناسبة لكل مجموعة منها. ويعطى بيك مثالا لذلك بحالة مريضة تعانى بشكل معوق من خوف الطائرة والسباحة والمشى السريع والجرى والرياح والطقس، فى مثل هذه الحالة فان علاج كل رهاب على حدة عن طريق "خفض الحساسية المنظم" يتطلب جلسات علاجية لاحصر لها، غير انه تم العثور على قاسم مشترك لكل تلك الاعراض، وهو خوفها المسيطر من الاختناق. لقد كانت هذه المرأة تعتقد ان كلا من تلك المواقف الرهابية يمثل خطر الحرمان من الهواء، وبالتالى الاختناق، ومن ثم اتجه التركيز العلاجى مباشرة الى هذا الخوف المركزى.
4- تعلم لتتعلم Learning to Learn :- يؤكد ارون بيك انه ليس من الضرورى ان يساعد المعالج مريضه على ان يحل كل مشكلة تزعجه، ولا هو من الضرورى ان يتوقع كل المشكلات التى يمكن ان تحدث بعد انتهاء العلاج ويحاول ان يحلها مقدما. ان التعاون العلاجى يتضمن الوصول لنوع من التعلم، فالمعالج يعلم المريض ان ينمى طرائق جديدة للتعلم من الخبرات ووسائل جديدة لحل المشكلات. ويرى ارون بيك ان المدخل العلاجى مدخل "حل المشكلات" يضع على كاهل المعالج كثيرا من المسئولية ويدفع المريض للاشتراك بنشاط اوفر فى التعامل مع صعوباته كما انه يقلل اعتمادية المريض على المعالج فيزيد بذلك ثقته بنفسه واعتباره لذاته. كما ان مشاركة المريض فى صنع القرار تساعده بالتأكيد على تنفيذه، ويعطى ارون بيك مثالا لذلك فيقول "كنت اشرح لمرضاى مفهوم حل المشكلات فأوضح لهم انه من اهداف العلاج ان يساعد على تعلم طرق جديدة لتناول المشكلات.حتى اذا ما حلت المشكلات امكن تطبيق الصيغ التى تم تعلمها. فعندما تتعلم الحساب مثلا كنت تكتفى بتعلم القواعد الاساسية ولم يتوجب عليك ان تتعلم كل حسبه جمع او طرح ممكنة، فبمجرد ان تعلمت العمليات ذاتها امكنك ان تطبقها على اى مسألة حسابية".
وتذكر جوديث بيك انه ينبغى ان يتعلم المريض كيفية التغلب على التغيرات المحيطة به، وكذلك التحديات التى قد تواجهه حتى بعد تقديم العلاج له والاستفادة من العلاج فى مواقف شبيه من خلال اتباع طرق التفكير فى اتبعها.
وهكذا لا يكون عائد العلاج الناجح هو التحرر من المشكلات فحسب، بل هو ايضا تغير سيكولوجى دقيق يؤهل المريض لمواجهة كثير من التحديات الجديدة.
فنيات العلاج المعرفي:Techniques Of Cognitive Therapy 1- التجريب :- Experment يرى ارون بيك ان مساعدة المريض للتعرف على تحريفاته وتصحيحها هى عملية تتطلب استخدام مبادىء معرفية كما ان المعالج عليه ان ينقل الى المريض بصورة مباشر او غير مباشرة مبادىء معينة منها ان ادراكه للواقع ليس هو الواقع نفسه بل صورة تقريبية للواقع فالعين التى يلتقطها للواقع هى عينة محدودة بحدود الوظائف الحسية (السمع –البصر- الشم وغيرها) .
2- التعرف على الافكار اللاتكيفية:- هذا العامل الذى تنبأاليه ارون بيك اثناء عملية الاستدعاء الحر مع احد مرضاه وفسره فى البداية على انه طرح Transference ، وبمزيد من الفحص تبين ان الفرد قد تكون لديه افكارحول المواقف التى تحدث عند تفاعله مع الاخرين. ويذكر بيك ان تلك الافكار ان تلك الافكار او المعارف تميل الى الظهور بسرعة وبشكل تلقائى ولم تلك الافكار محطا للوعى او التحكم الواعى فيها وبدت وكأنها مقنعة تماما للفرد وهذا النوع من الافكار تتبعه غالبا حالات انفعالية غير سارة كما هو الحال مع المرضى المكتئبين ؛ وهذه الانفالات هى التى يكون الفرد واعيا به تماما حتى وان لم يكن واعيا لظهور الافكار الذاتية المصاحبة.
وعلى ذلك فأن المعالج المعرفى عليه العمل مع المريض كى يصحح افكاره المشوهة حيث تعد بمثابة افكار سلبية تؤثر سلبا فى مواجهة احداث الحياة ومن ثم قدرة على التوافق مما يؤدى الى ردود فعل زائفة.
ويكون الاهتمام فى العلاج المعرفى هو العمل على معرفة مثل هذة الافكار الذاتية المعوقة للفرد ويرى ليهى Leahy ان استخراج الافكار المشوهة هى التى يعمل من خلالها العلاج المعرفى للكشف عن التحريفات والتشويهات لدى المريض فاالافكار الذاتية والمعتقدات هى لب الموضوع الذى يدور حوله معظم جلسات العلاج المعرفى ويتركز العمل على هذا الجانب التعرف على طبيعة الرابطة بين التفكير ةالانفعال ، والتعرف على طبيعة الافكار الذاتية.
3- ملء الفراغات:- Filling in The Blank عند تناول المريض للحدث او الموقف وردود الفعل الصادرة عنه تجاه هذا الحدث يتضح ان هناك فجوة توجد بين المثير والاستجابة ويرى ارون بيك انه بأستطاعة المريض ان يفهم سر انفعالاته اذا امكن ان يسترجع الافكار التى حدثت له خلال هذه الفجوة وعلى المعالج ملء هذه الفجوة من خلال تعليم المريض التركيز على تلك الافكار التى تحدث أثناء معايشة المثير والاستجابة ويذكر ترون بيك حين يملاء يكون بمثابة جسر يملىء به الفراغ ويكون ملىء الفراغ بمادة مستمدة من المنظومة الاعتقادية للمريض.
4- الابعاد (اخذ مسافة ) وفض التمركز Distancing and De- centering بقدور بعض المرضى الذين تعلمو التعرف على افكارهم الالية ان يتبينوا بسهولة طبيعتها المهتزة غير التكيفية ، يصبحوا بالملاحظة المتكررة لافكارهم قادرين على ان يقفوا منها موقفا موضوعيا ويتأملو اجيدا وتسمى هذه العملية الابعاد والمريض ينظر موضوعيا الى افكاره ويرى انها لاتتفق مع الواقع وانها افكار مشوهة فأنه يحاول ان يتلخص منها ليكون نتائجها التوافق. ان مفهوم مسافة هنا يستخدم بنفس المعنى للاختبارات الاسقاطية مثل بقع الحبر لرورشاخ ليشير الى قدرة المريض على ان يحتفظ بالتمييز بين هيئة وتشكيلاتها من جهة والتداعيات التى يثيرها شكل البقعة من جهة اخرى فالمرضى الذين تجرفهم انفعالتهم بالمدركات التى يثيرها الشكل فيدمجون بالبقعة كما لو كانت هى وافكارهم شىء واحد؛ واما المرضى الذين يدركون هذا المؤثر كبقعة حبر لااكثر فيقال انه قادر على ان يأخذ مسافة من البقعة ويكننا القول ان الابعاد هى تلك القدرة على التمييز بين "انا اعتقد " وانا اعرف" وهذه القدرة التميزية اهمية حاسمة فى تعديل استجابات المرضى المعرضة للتحريف .
وينشأ التحريف الفكرى الجسيم فى عديد من الامراض النفسية(القلق- الاكتئاب- البارانوايا) وتسممى التقنية التى يتم بها صرف المريض عن النظر الى نفسه فض المركزية او فض التمركز.
5- الصدقية :- Authenticating على المعالج النفسى ان يعرف ما اذا كانت استنتاجات المريض غير دقيقة او غير مبررة؛ وحيث ان المريض قد اعتاد اقامة تحريفلت وتشويهات حيث يميل عامة البشر الى الثقة بأفكارهم وقلمل يرتاب الواحد منهم فى صحة افكاره فهو يعتبرها صورة مصغرة للعالم الخارجى ، وحتى بعد ان يتمكن المريض من التمييز بين عملياته الذهنية الداخلية وبين العالم الخارجى فمن المستوجب ان نرشد المريض عن طرق اكتساب المعرفة الدقيقة فالناس يقومون فى كل لحظة ببناء فروض وستدلالات ويميلون الى اعتبار استدلالاهم مكافئا للواقع والى التسليم بفروضهم كما لو كانت حقئق صلبة وهم فى الظروف العادية قد يحققون مستوى جيد من التوافق لان فكرهم قد يكون متفقا مع الواقع.
وهنا يكون على المعلج ان يشترك مع المريض فى تطبيق قواعد الاستدلال الصحيح، وهى التحقق اولا من صدق الملاحظات ثم تتبع المسار المنطقى الذى يؤدى الى النتائج وصولا الى ما يطلق عليه دقة الاستنتاجات التى من خلاله يتم تدريب المريض وتعليمه كيفية الحصول على المعلومات الدقيقة ومساعدة المعالج المريض على تمحيص استنتاجاته وتحديدها وتقييمها فى ضوء الواقع.
6- تغيير القواعد:-Changing The Rules ويقصد بالقواعد :هى الافكار والمفاهيم والاتجاهات وتغييرها اى تغيير فى هذه الافكار والمفاهيم والاتجاهات ويرى فيكتور رايمى الذى سار على نهج بيك وقدم ما يعرف بأسم المفهوم الخاطىء والذى يرى خلاله ان الاضطرابات النفسية تعد نتيجة للمعتقدات الخاطئة او نتيجة للتصورات والمفاهيم الخاطئة ويتمثل الهدف من العلاج فىتعديل تلك التصورات الخاطئة حيث يؤدى هذا التغيير الى تحسن عملية التوافق ، وهذا الامر يتفق مع وجهة نظر بيك، ولكن راميى لم يحدد وجهة نظر محددة يتم هبا ذلك ويرى بيك ان الناس تستخدم طريقة معينة فى تنظيم حياتها الخاصة وفى محاولة تعديل سلوك الاخرين ويفسرون الامور كلها وفقا لمجموعة من القواعد وحين تكون هذه القواعد غير واقعية فكثيرا ما تؤدى الى سوء التوافق وكثيرا ما تقضى فى النهاية الى لون من الوان الاضطراب (القلق- الاكتئاب- الهوس –البارانويا – الوساوس).
7- تفسير كيف يخلق التفكير المشاعر:- المبدأ الااسى الذى يقوم عليه التوجه العلاجى المعرفى هو كيف يشعر او يسلك ؟ والكثير من الناس يدهشوا عندما يعلمون ان مشاعرهم تكون نتيجة للكيفية والطريقة التى يفكرون بها فى الاحداث ؛ وبالتالى يمكن مساعدة المرضى بتعليمهم كيفية ادراك الطرق التى يفكرون بها وما ينتج عنها من مشاعر قلق او اضطراب او امل وسعادة.
8- تمييز الافكار عن الحقائق:- يرى ليهى الى انه فى حالات الغضب او التعرض للضغوض فأننا نتعامل مع افكارنا على انها حقائق فكثير من الفروض ووجهات النظر والتخمينات يمكن ان تصبح حقيقة والكثير من المرضى يحتاجون ان يتعلموا كيف يحددوا هوية افكارهم.
9- تحديد درجة الانفعال ودرجة الاعتقاد:- ان الانسان يمتلك كثير من المشاعر والانفعالات والمعتقدات للحدث الواحد وانه من الاهمية ان يحدد المعالج المعرفى بدقة درجة الانفعال لدى المريض والمريض يقوم بتقدير مدى اعتقاده فى صحة تلك الافكار.
والمقصود بها هو تشخيص الانفعال او الاضطراب عن طريق اعطائه درجة على مقياس ، مثلما يحدث فى المقاييس النفسية لتحديد الاضطراب والمشكلات النفسية المختلفة.
10- النظر الى التنوع داخل معقتد معين :- القدرة على تغيير معتقدات المرضى وخاصة الاشخاص المكتئبين والقلقين حيث يكون لديهم معتقدات ثابتة، وعلى المعالج عليه ان يجعلهم يتعلموا ان الاحداث تتدرج من القوة الى الضعف وليست ثابتة.
11- تصنيف تشوه التفكير:- النموذج المعرفى يرى ان المشاعر والانفعالات غير المرغوبة تتزامن مع الانحراف او التشتت فى التفكير ويصاحبها سلوك غير مرغوب ؛ وهنا يجب تصنيف هذة الافكار ومدى التشتت فيها كأن يقول الفرد" اننى لست سعيدا على الاطلاق" وقد تكو نهذه الافكار مزيفة او تحتوى على الصدق وهنا ينبغى على المعلج ان يضع جدولا يحتوى على العبارات التى تحمل افكارا الية وما يقابلها من التشتت او الانحراف مثل فقدان الذات ، عدم القدرة على التفكير لكى يستطيع التخطيط للتدخل العلاجى او الارشادى.
12- الهبوط الرأسى:- Vertical Dsecent تعنى التدرج الرأسى للافكار وترتيبها تنازليا من الفكرة السيئة فالآسوء وهى طريقة مهمة لمعرفة الافكار والمخاوف التى يعانيها المريض وترتيب الافكار تنازليا ، وما يتولد عن كل فكرة من فكرة اخرى ليحدد درجة الاضطراب .
13- تعيين الاحتمالات فى تتابعها:-Assigning Probabilities in Sequence تأتى بعد فنية الهبوط الرأسى وعلى المعالج ان يساعد المريض على تقدير الاحتمالات لكل فكرة وما يترتب عليها من احداث ومن ثم اعطاء تقديرات للنتائج.
14- تخمين الفكرة:- Guessing the Thought ان المريض يجد صعوبة فى تحديد افكاره ومعرفة ما يشعر به ويؤكد بيك على المعالج ان يقترح بعض الافكار الممكنة لدى المريض، حيث يقرر بعد ذلك اى منها يحتوى على ما يفكر او يشعر بها حتى يصل الى حل للمشكلة.
15-الاقناع الجدلى:- الاقناع الجدلى او السقراطى كما يسميه علماء النفس حيث يتم توجيه الاسئلة من المعالج الى المريض وهو احد الفنيات ذات الفاعلية فى العلاج المعرفى وتعتمد هذه الفنية على الاقناع اللفظى الذى يستطيع من خلاله ان يساعد المريض على التعرف على الافكار اللاعقلانية فى حدوث الضيق والكرب وذلك من خلال تصحيح الافكار واستبدالها بافكار تسهم فى خفض الاضطراب وهذه الفنية مشتقة من فنيات الارشاد العقلانى الانفعالى السلوكى وتعمل مثل هذه الاسئلة على حث العميل على التفكير بنفسه وليس قبول وجهة نظر المرشد.
16- الاستراتيجية الاجمالية:- يرى ارون بيك ان فنيات العلاج النفسى تتداخل معا بحيث يصعب وضع خط فاصل بين ما يقوم به المعالج وبين استجابات المريض كما ان المعالج قد يستخدم عدة فنيات فى الوقت نفسه واذا لم يكون فكرة اجمالية للحالة التى بين يديه ، يصبح العلاج عرضة لأن يضل فى مسار متخبط قائم على المحاولة والخطأ.
خطوات العلاج المعرفي:- عند استخدام العلاج/الارشاد المعرفى فانه ينبغى العمل مع المريض/العميل بطريقة منهجية لحل مشكلاته النفسية، وبالتالى لابد من برنامج علاجى/ارشادى للتدخل المعرفى، وهذا ما اكده ارون بيك، واكده جيفرى يونج، وارثر واينبرجر حيث لابد من برنامج علاجى منتظم، من خلال جلسات للعلاج المعرفى يمارس من خلالها فنيات العلاج المعرفىن.
واهم خطوات العلاج المعرفى تكمن فى:- 1- الجلسات الاولى: احد الاهداف الرئيسية للمقابلة الاولى هو تلطيف او تخفيف بعض الاعراض، وهذا يخدم احتياجات المريض من خلال خفضه لمعاناته، كما يساعد ايضا على تنمية التعاون والمشاركة والثقة فى العملية العلاجية، ويحاول المعالج المعرفى تحديد مجموعة من المشكلات وعرض بعض الاستراتيجيات للتعامل معها.
ويذكر جيفرى يونج، ارون بيك، وارثر واينبرجر هدف اخر للجلسة الاولى هو عرض العلاقة الوثيقة بين المعرفة والوجدان او الانفعال، واحد المتطلبات المتكررة فى المرحلة الاولى من العلاج هى جعل المريض يألف العلاج المعرفى.
2- تطور الجلسة العلاجية: يرى جيفرى يونج، ارون بيك، وارثر واينبرجر ان تبدا كل جلسة بوضع جدول لها، حيث يؤدى ذلك الى الاستخدام الامثل لفترة زمنية محددة نسبيا لحل المشكلات، وبصفة عامة يبدأ جدول الاعمال بموجز عن خبرات المريض منذ الجلسة السابقة، بما فى ذلك مناقشة للواجب المنزلى، ثم يسأل المعالج المريض بعد ذلك عما يريد تناوله من موضوعات خلال الجلسة،وبعد تغطية الموضوعات الاولية ينتقل المعالج والمريض للمشكلة الاولى والثانية التى تم التخطيط لنتاولها فى الجلسة، ويبدأ المعالج بمناقشة المشكلة بتوجيه سلسلة من الاسئلة التىصممت لتوضيح صعوبة المريض وتحديد ما اذا كانت مخططات سوء التوافق المبكر، وسوء تفسير الاحداث فى تفكير المريض. وتوحى اجابات المريض للمعالج بصياغة معرفية حول اسباب وجود الصعوبة لديه، وهنا سيتبين المعالج السلوك الذى يتعين العمل عليه، واختيار الاساليب المعرفية التى سيطبقها، حيث تشير جوديث بيك الى ان معظم المشكلات العلاجية يمكن ان تحل من خلال تنوع الاساليب التى يستخدمها المعالج مع المريض فى الجلسات العلاجية.
3- استخدام الاساليب المعرفية:- الخطوة التالية هى استخدام المعالج مجموعة من الاساليب المعرفية التى توفرطرق دخول الى النظام المعرفى للمريض حيث يستطيع المعالج استخلاص الافكار الالية واختبارها، وتحديد المخططات بهدف فهم بنية واقع المريض.ويشير جيفرى يونج، ارون بيك، وارثر واينبرجر ان هناك كثير من الاساليب المعرفية التى قد يستخدمها المعالجون، منها الاسئلة، التخيل، ولعب الدور، وذلك لاستخلاص افكار الالية وعلى المعالج اختيار الاسلوب الذى يتناسب مع المريض ومشكلته حتى يستطيع التدخل ويكون اكثر فاعلية فى حل مشكلته.
4- الواجبات المنزلية:- ان التكليفات الخاصة بالواجبات المنزلية المنتظمة تعدامرا شديد الاهمية فى العلاج المعرفى، فعندما يستخدم المرضى بشكل منتظم ما تعملوه فى جلسات العلاج خارجها، يصبح الاحتمال اكبر ان يحققوا تقدما جوهريا فى العلاج.
وعادة ماتتضمن بعض الواجبات المنزلية قراءة كتاب او مقال حول مشكلة معينة، وممارسة لاساليب الاسترخاء او تحويل الانتباه وعد الافكار الالية، والاحتفاظ بسجل يومى للافكار غير السوية، وغيرها من واجبات يرى المعالج فائدتها واهميتها.
مميزات وعيوب العلاج المعرفى: مميزاته:- • بدا الفهم المعرفى كأنه نقطة التقاء جديدة بين السلوكية والتحليلية أخذة ى التنامى والاتساع. • الاهتمام بطبيعة الواقع والتوافق النفسى مع هذا الواقع، والاهتمام بدراسة تعلم المفاهيم والافكار. • لقد اخذ المعالجون يفيدون من طرائق العلاج المعرفى بشكل متزايد رغم ولائهم لمدارسهم الخاصة، ويعتبر العلاج المعرفى فى الوقت الحاضر من اكثر العلاجات المستخدمة بين المعالجين السلوكسسن حيث تتكامل التيارات المعرفية فى العلاج مع اساليب العلاج السلوكى لتنتج العلاج السلوكى المعرفى. • اكدت الكثير من البحوث فى الثمانينات ان العلاج المعرفى له فاعلية فى علاج الاكتئاب تفوق فاعلية العلاج بالعقاقير. • يعد العلاج المعرفى افضل انواع العلاج المستخدمة من حيث نتائجه بالنسبة للمرضى متفوقا فى ذلك على العلاج السلوكى والعلاج التحليلى. عيوبه:- • كثير من الاضطرابات شهدت تطورا عند تناولها معرفيا ومنها اضطراب الهلع. • ان مايطلق عليه العلاج المعرفى لم يكن معرفيا خالصا منذ البداية، فعلى المستوى النظرى يتم التعامل مع الافكار الالية او الافكار اللاعقلانية بقصد تغييرها حتى يتسنى حدوث تغييرات سلوكية مرغوبة، وعلى المستوى التطبيقى لم يتوقف بيك عند استخدام الفنيات المعرفية فقط فى العلاج، بل استخدم الى جانبها فنيات سلوكية.
العلاج السلوكى الانفعالى العقلانى Rational Emotive Behavioral Therapy Techniques "REBT"
البرت اليس "Albert Ellis" تستند هذه النظرية الى فلسفة فكرية تنتمى الى مدارس يونانية ويرجع الفضل لبعض شخصيات التاريخ القديم على تطوير العلاج السلوكى الانفعالى العقلانى REBTومن بين هذه الشخصيات: 1- ابكتيتوس. 2- ماركوس أوريليوس .
وتكمن الفكرة الاساسية لللعلاج العقلانى في أن الانسان حيوان عقلانى بصورة فريدة كما انه حيوان غير عقلانى بصورة فريدة وأن اضطراباته الانفعالية والنفسية تعد الي درجة كبيرة نتاج تفكيره بطريقة غير منطقية وغير عقلانية وأنه يمكن أن يخلص نفسه من معظم تعاسته الانفعالية أو العقلية ومن عدم فعاليته واضطرابه اذ يمكن أن يخلص نفسة من معظم تعاسته الانفعالية او العقلية ومن عدم فعاليته واضطرابه اذ يمكن أن يمكن أن ينمى تفكيرة العقلانى الى أقصي درجة وأن يخفض تفكيره غير العقلانى الى اقل درجة .
ويتلخص منهج هذه الطريقة REBT في ان الشخص قادر على التفكير بعقلانية ولكنه في ذات الوقت يصبح فريسةلتقبل أفكارة أو معتقداته غير العقلانية وأن المشكلات الانفعالية تكون نتيجة لمعتقدات الشخص والتى هو في حاجة الى أن يتحداها ويقوم بتغييرها. ومن هنا تقع المسئولية على المعالج الذى يقوم بتعليم العميل الأفكار العقلانية كى تحل محل الأفكار غير العقلانية وبهذا يستطيع العميل أن يتخلص من اضطراباته الانفعالية ويمكن له أن يتعامل مع الأحداث بأسلوب جديد.
نظريه العلاج العقلاني الإنفعالي السلوكي:- نظرية ( ABCDE ) فى الشخصية : يذكر إليس من خلال هذه النظرية أن نظام الفرد ، وتفسيره للأحداث التى يمر بها هى المسئولة عن المشاعر الهازمة للذات ، والمسببة لاضطرابه الانفعالى ، وليس الأحداث ذاتها ، وأن العواقب الانفعالية والسلوكية لا تسببها أحداث منشطة ؛ ولكن تسببها نظم عقائدية معرفية وسيطة ، وهذه العواقب الانفعالية هى التى تدفع الفرد لطلب المساعدة العلاجية .
ويوضح إليس Ellis هذه النظرية كالتالى :
أ- حدث منشط (A) Activating event ب- نظام معتقدات الفرد (B) Beliefs system ت- نتيجة انفعالية وسلوكية (C) Emotional behavioral consequence ث- حض ومناقشة (D) Dispute ج- الأثر ( الصحة النفسية ) إحلال أفكار أكثر عقلانية (E) Effect psychological health ويتضح الأساس المعرفى للسلوك عند إليس Ellis من خلال المعادلة الآتية :
نتيجة انفعالية سلوكية (C ( معتقد ( B) حدث مثير (A (
فلسفة عقلانية (E ) التدخل المناقض (D )
شعور جديد (F (
مثال : ِِA : مرض " على "، وعرف أصحابه بهذا الحدث المؤلم ، ولكنهم لم يأتوا لزيارته . B : معتقدات " على " عن سلوك أصحابه تجاه هذا الحدث . C : رد الفعل السلبى تجاه الأصحاب لعدم حضورهم لزيارته ، واتخاذ قرار حاسم بمقاطعتهم ؛ وينتج عن ذلك بعض الاضطرابات ، مثل : الاكتئاب ، القلق ، التوتر ، ........ . الذى حدث هو أن(A) رد فعل مباشرعن (A)وهذا خطأ ، يجب ان يناقش المرشد العميل عند النقطة (A)، وربطها بالنقطة (B) ؛ فقد يكون هناك ظروف خاصة شديدة منعتهم من الحضور لزيارة صديقهم ، ولكل إنسان ظروفه ، والغائب حجته معه . هذه الأفكار تؤثر على النقطة (C ) ؛ فتتغير الأفكار اللاعقلانية ، مثل فكرة المقاطعة الشديدة ، أو أنا مكتئب بسبب عدم حضورهم ، .... إلخ ، إلى افكار عقلانية ، والتى لا تسبب له أى اضطرابات نفسية ، مثل : كل إنسان لديه ظروفه ، والغائب حجته معه . ولقد أضاف " إليس " (D) و (E) إلى ABC ، فالمعالج يجب أن يناقش وبشدة المعتقدات العقلانية (D) ؛ لأن العميل يتأثر أساسا بالآثار الإيجابية للمعتقدات العقلانية (E) .
مثال :- أن الشخص المكتئب يشعر بالوحدة والحزن ؛ لأنه يفكر تفكيرا خاطئا من حيث أنه لم يعد شخصا مهما ، أو مفيدا لأحد ، أو مرغوبا فيه . والواقع يقول : إن المكتئبين ينجزون تماما مثل غير المكتئبين ، ومن يجب على المعالج أن يوضح للمكتئبين نجاحاتهم ، ويقوم بمهاجمة المعتقدات السلبية ، والتى ليس لها فائدة ، وهذا الأسلوب أفضل من الهجوم على الحالة المزاجية نفسها ، وهذا الهجوم على الأفكار اللاعقلانية يبرز الأفكار العقلانية الموجودة بداخلنا . ويقول إليس أننا مبرمجون بيولوجيا لنكون قابلين للتكيف مع الأفكار العقلانية .
نظرية العلاج العقلانى الانفعالى السلوكى Rational Emotive Behavioral Therapy Techniques "REBT" مبتكر هذا العلاج ألبرت اليس والذى كان يعرف بالعلاج العقلانى الانفعالى الا أن اليس قام بتغيره عام <1993> ليصبح العلاج العقلانى الانفعالى السلوكى ثم قدم حديثا وسمى"ABCDEF" حيث ِA ترمز الى الاحداث النشطة Activating Events Bترمز الى منظومة المعتقدات Beliefs Cترمز العواقب أو النتائج الانفعالية Consequences Dترمز الى التفنيدDispute Eترمز الى الاثر أو النتيجة Effect F ترمز الى التغذية المرتدة وتصحيح المسار Feed back حيث تساعد هذه المكونات الستة المريض في تصحيح معتقداته الا عقلانية والتى ينشأ عنهاالاضطراب الانفعالى والسلوكى واستبدالها بأخري أكثر عقلانية " علاء الدين كفافي 1999 : 325"
ويمكن تلخيص الارشاد العقلانى – الانفعالى- السلوكى في النموذج الذي يسميه اليس بنموذج أ – ب- ج –د - ه ِِA-B-C-D-E]
على النحو الاتى :- يواجة الشخص "المسترشد" بخبرة تنشيطية< أ > تفجر معتقدات معينة <ب> أى سلسلة من الافكار التى يجرى تصورها على أنها تقريرات ذاتية داخلية وبعض هذه المعتقدات لا عقلانية والنواتج <ج> هى انفعالات سالبةوما يلازمها من سلوك ويقوم المرشد بتفنيد المعتقدات اللا عقلانية < د> عن طريق مساعدة الشخص على أن يفحص بدقة مدى صدق أو عقلانية تلك التقريرات الذاتية وهنا يولى هذا الأسلوب الارشادى أهمية كبيرة لتعلم التميز بين التقريرات العقلانية والتقريرات الا عقلانية ولذلك يتخمض الارشاد عن التخلص من الأفكار الاعقلانية < ه > مع ما يتبعة من اختفاء لأعراض أو لمظاهر الاضطراب "محمد ابراهيم عيد 2005:65"
وقد اورد أليس مجموعه أفكار غير عقلانية في المجتمع الأمريكى ربما تكون مسئوله عن العصاب من وجهة نظره وهذة الافكار مثل:- 1-من الضرورى أن يكون الشخص محبوبا أو مرضيا عنه من كل المحيطين به وهى فكرة غير عقلانية لان رضا الناس غاية لا تدرك في أغلب الأحوال 2-ينبغي على الفرد أن يكون مستندا على اخرين وأن يكون هناك شخص أقوى منه يستند عليه وهى غير عقلانية لأن ذلك يعنى الأعتمادية وضعف الشخصية فالشخصية القوية شخصية مستقلة تفعل وتطلب المعاونة في الفعل 3- ان الخبرات والأحداث المتصلة بالماضي هى المحددات الأساسية للسلوك في الوقت الحاضر وان تأثير الماضي لا يمكن استبعادة وهى غير عقلانية لان الانسان يحاول تبرير سلوكه بذلك وان كان الماضي هاما في حياتنا الا أن الظروف تختلف وتتبدل باستمرار
الاسس التى تستند اليها النظرية:-
تستند هذه النظرية الي عدة اسس كما يلى : 1- من سمات الانسان انه يولد ولديه القدرة على التفسير العقلانى الصحيح وغير العقلانى بمعنى أن النسان كائن عقلانى ولاعقلانى في وقت واحد وهو عندما يتصرف على نحو عقلانى يكون نشطا وفعالا وعندما يفكر ويتصرف على نحو لا عقلانى فأنة يشعر بالقبق والأضطراب 2- ان أساليب التفكير والمعتقدات الا عقلانية تكمن وراء الاضطرابات النفسية 3- ان تفكير الانسان في حالة تفاعل مستمرة مع انفعالاتة وسلوكه فأفكار الناس تؤثر في انفعالاتهم وسلوكهم وانفعالاتهم تؤثر على أفكارهم وسلوكهم كما يؤثر سلوكهم على كل من أفكارهم وانفعالاتهم ومن هنا فان العلاج العقلانى يستخدم أساليب معرفية وسلوكية وانفعالية عند تعديل السلوك الضطرب 4- تختلف هذة النظرية مع نظرية التحليل النفسي حول مفهوم الطبيعة الانسانية فيشير الى الفرد ليس حيوان بيولوجى تتحكم الغرائز في سلوكه وانما هو كائن متميز لديه القدرة على فهم العجز الذي عنده ولديه القدرة على تغيير الأفكار التى تعلمها في طفولته ولديه القدرة على مواجهة الميل الى خداع النفس.
تفسير النظرية لاضطراب السلوك وحدوث المرض النفسي :- يشير أليس الى أن الاضطراب النفسي نتيجة لافكار والمعتقدات الا عقلانية التى يؤمن بها الفرد والتى تعلمها أثناء طفولته ذلك أن تلك الأفكار التى يحملها الفرد لها على ادراك وتأويل الأحداث والمواقف والمؤثرات بشكل غير مناسب ومن ثم يستجيب لهذه المؤثرات بردود أفعال فسيولوجية ونفسية مضطربة.
الافكار اللأعقلانية ودورها في احداث السلوك المضطرب:- الافكار اللأعقلانية عبارة عن مجموعة من المعتقدات حول الحياة والنفس يتبناها الفرد وتصبح جزءا من بنائه المعرفى .
ومن نماذج الأفكار غير العقلانية في المجتمع الأمريكى كما اوردها اليس ما يلي :- 1-الاعتقاد بأن الفرد يجب أن يتصف بالكمال والكفاءة والانجاز المتقن حتى تكون له قيمة . 2-الاعتقاد بأنه من الضروري أن يكون الشخص محبوبا من كل المحيطين به. 3-الاعتقاد بأن التعاسة تنتج بفعل ظروف خارجية لا يستطيع الفرد التحكم فيها . 4-الاعتقاد بأنها كارثة حقا عندما لا تسير الأمور كما يجب أن تسير. 5-أن الناس يصبحون عصابيين قلقين مكتئبين معتقداتهم الاعقلانية وأن العلاج السلوكى العقلانى يمكنه تعديل هذه المعتقدات ويزيد من صحتهم النفسية.
أهداف الارشاد في ضوء النظرية :- تهدف هذه النظرية من عملية الارشاد الى ما يلى : العلاج العقلانى يكمن في مقاومة هذه الأفكار الخاطئة وتبنى أفكارا معرفية عقلانية أى بروز فهم معرفي جديد وتفكير جديد يتبعه حدوث تغير في ردود الأفعال الانفعالية والسلوكية تكون أكثر واقعية ومتسقة مع الحدث وهذه هي الخطوة الرئيسيية في العلاج ويتم ذلك من خلال تكنيكات معينة تقوم على توضيح خطأ هذه المعتقدات وزيادة استبصار الفرد بخطورة هذه الأفكار حيث أنها تحفز السلوك المضطرب ثم تعلمه طريف التفكير المنطقي وتساعده على بناء فلسفة واقعية حول الحياة
خطوات ومراحل العلاج العقلانى الانفعالى : 1-مساعدة المسترشد على تحديد الصلة بين أفكاره الاعقلانية وسلوكه المرضي 2-الاقتناع بأن هذه الأفكار هى التى تحفز السلوك الضطرب والاقتناع أيضا بأن تغيير هذه الأفكار يقود الى تغيير في مجال السلوك 3-العمل على تحديد الأفكار الاعقلانية المسئوله عن الاضطراب 4-العمل على تفنيد هذه الأفكار ومناهضتها وتحديدها عن طريق المواجهة أى مواجهة الأفكار وتعديلها وعقلنتها 5-تنمية القدرة على الوصول الى أفكار معرفية عقلانية ومساعدة المسترشد على استدخال هذه الأفكار الجديدة ومن ثم العمل بها
أساليب العلاج العقلانى الانفعالى السلوكى :- 1- الاساليب المعرفية : مثل التحليل المنطقى للافكار الاعقلانية والمجادلة لتفنيد هذه الأفكار ووقفها .
2- الاساليب الانفعالية: مثل أساليب مواجهة المعتقدات بشئ من المرح والدعابة والمجادلة ومنها أسلوب النمذجة لمساعدة المسترشد على أن يشعر ويتصرف بطريقة مختلفة ازاء الأشياء التى تكدر صفو حياته.
3- الاساليب السلوكية : مثل التعزيز الذاتى والعقاب والسخرية من هذه الأفكار عن طريق التحدث مع النفس ,الكف المتبادل والاسترخاء,المران على عدم التأجيل ومواجهة المواقف المثيرة للخوف
ومن أهم الافتراضات والمسلمات التى تقوم عليها نظرية الارشاد العقلانى الانفعالى ما يلى :- 1- أن التفكيروالانفعال يمثلان وجهان لشئ واحد فلا يمكن النظر الى أحدهما بمعزل عن الأخر 2- أن الانسان لديه ميل للتفكير بشكل عقلانى وغير عقلانى فعندما يسلك ويفكر بطريقة عقلانية يكون فعالا ومنتجا وعندما يفكر بطريقة غير عقلانية يشعر بالخوف والقلق وعلى الفرد أن يعمل على تنمية طرق تفكيره العقلانية 3- أن الاضطرابات النفسية التى يعانيها الفرد هى نتاج أفكار ومعتقدات خاطئة وسلبية تشكل البناء المعرفي لديه 4- أن التفكير غير العقلانى يرجع الى مرحلة الطفولة والى عوامل التنشئة الاجتماعية في الطفولة وأن للاباء دورا في اكتساب الأبناء لهذه الأفكار اللأعقلانية 5- أن التفكير الغير عقلانى يرجع الى مرحلة الطفولة والى عوامل التنشئة الاجتماعية في الطفولة وأن للاباء دورا في أكتساب الأبناء لهذه الأفكار اللاعقلانية 6- يسلك الناس وفقا لتوقعاتهم عن استجابات الأخرين وهذا التوقع كعملية معرفية له تأثيره على الاضطراب الانفعالى حيث أن الأفراد في بعض الأحيان يميلون الى اعطاء أحكام كلذبة لنيل الأخرين واستحسانهم 7- يعزو الأفراد مشكلاتهم واضطراباتهم الأنفعالية الى الأخرين والى الأحداث الخارجية ومن ثم تكون الأضطرابات الانفعالية لديهم قائمة على اعزاءات خاطئة 8-يميل الأفراد الى استخدام بعض الميكانيزمات الدفاعية ضد أفكارهم وسلوكهم وبذلك حفاظا على ذواتهم بمعنى أنهم يميلة الى عدم الاعتراف لأنفسهم أو للأخرين بأن سلوكهم وتفكيرهم خاطئ وأكثر سلبية. | |
|