zinab نائبة المديرVice Administrator
عدد المساهمات : 4698 نقاط : 7895 تاريخ التسجيل : 20/01/2008
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: مقال بعنوان " المناهج الدراسية بعد ثورة يناير المصرية الثلاثاء مايو 24, 2011 6:12 am | |
| مقال بعنوان " المناهج الدراسية بعد ثورة يناير المصرية | | المناهج الدراسية بعد ثورة يناير المصرية إعداد / وحيد حامد عبد الرشيد توطئة:
تحتل المناهج الدراسية مركزاً حيوياً في العملية التعليمية التعلمية ، فالمنهج هو المرآة التي تعكس واقع المجتمع وفلسفته وثقافته وتطلعاته ، وهو الصورة التي تنفذ بها سياسة الدولة في جميع أبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية والاقتصادية . وهذا المنهج يعد أحد ثلاثة مكونات رئيسه للعملية التعليمية هي: ( المنهج ، المعلم ، المتعلم )، وسوف يكون حديثنا هنا عن دور المنهج الدراسي وأهم متطلباته ؛ من أجل بناء وتكوين المتعلم ، بناء وتكوينا متكاملاً من جميع الجوانب ؛ الجسمية ، العقلية ، النفسية ، الاجتماعية ، الروحية، الثقافية ....خاصة في وقتنا هذا الذي تواجه فيه مناهجنا التربوية أكبر تحدى تعرفه وهو تحدى الثورة المصرية ، ثورة الشباب في يناير 2011م ، تحدى شهده العالم أجمع وشهد فيه بأهمية العنصر البشرى المصري ومدى أهميته وقدرته العظيمة في إحداث أكبر تحول تاريخي في مجرى الحياة المصرية ، بل تحول أثر في العالم أجمع ، وأصبح قيمة سوف تطبقها البلدان في مناهجها لتعلم أبنائها معنى التظاهر الحقيقي والتعبير عن الرأي والدفاع بالروح للمطالبة بالحقوق الشرعية ، حقوق الحياة الإنسانية ، تلك الحياة التي كرمها خالقها سبحانه وتعالى ، وجعلها خليفة له سبحانه وتعالى في أرضه . فسوف يشهد لك التاريخ يا ابن بلدي وتشهد لك الإنسانية جمعاء بعظم قدرك ، فتحية صادق من القلب لك ، وتحية إعزاز وتقدير ودعاء خالص لمن ضحى بحياته من أجل هذه البلد ، إلى شهداء الثورة المصرية الطاهرة ، فأنتم مع الصدقين والشهداء والأنبياء ،فقد قال الله تعالى :( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ ) (البقرة :154) وقال جل شأنه :( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران: 169). فلن ينساكم التاريخ أبدا ، ولن تنساكم القلوب ، فأنتم التاريخ الذي سوف يدرسه أبناؤنا في اليوم والغد، وأنتم العيد الذي سوف يحتفلون به كل عام، وأنتم الغنوة الوطنية التي سوف يحفظونها ويرددونها عن ظهر قلب ، فهنيئا لنا بكم وهنيئا لكم بمجدكم واستشهادكم. ولكن الآن يجب أن نسأل أنفسنا سؤالا مهما ، خاصة ونحن باحثين وتربويين ومسئولين عن العملية التعليمية في بلادنا ، هذا السؤال هو
" هل ستبقى مناهجنا الدراسية كما هى تدرس لأبنائنا دون تغيير في ظل تحولات وتغيرات جذرية تاريخية يشهدها مجتمعنا اليوم؟"
أجد أن الإجابة تفرض نفسها وهى قطعا لا فالتغيير سوف يشمل جميع مكونات هذه المناهج ، فكما أن التغيير سوف يجد طريقه إلى شتى مناحي الحياة في بلادنا ، فالعملية التعليمية ككل سوف تتأثر أشد تأثرا بهذا التغيير ، ولكن التحول المفاجئ قد يكون له مردود عكسي وتأثير قد يكون غير إيجابي ، فلكي يكون التغيير للصالح وذو نفع فلابد أن يحدث بالتدريج . وهنا يجب أن نبين نقطتين في غاية الأهمية وهما : تحدى ثورة الشباب المصري ، ومتطلبات المناهج الدراسية في ضوء هذا التحدي .
تحدى ثورة الشباب المصري :
هناك ظواهر كثيرة سبقت الزلزال ولو أن أحدا قرأها قراءة صحيحة لاكتشف أن الزلزال أرسل رسائل كثيرة لم يقرأها أحد فلم يخرج المصريون إلى ميدان التحرير فجأة ولكنهم خرجوا قبل ذلك مئات المرات . فقد خرج المصريون مع كفاية و6 أبريل وخالد سعيد والبرادعي والمحلة والضريبة العقارية وضحايا الدويقة ومنشية ناصر والطريق الدولي.... وغير ذلك كثيرا فعلامات كثيرة ظهرت على سطح الأرض تؤكد أن الزلزال قادم والتغيير سوف يأتي لا محالة.فإذا كانت هناك شواهد بأن الزلزال قادم فهناك أيضا أسباب كثيرة أخرى مهدت لهذا الزلزال.. حيث كانت أحوال المعيشة وارتفاع نسبة الفقر بين المواطنين وسوء الأحوال في العشوائيات والتفاوت الطبقي الرهيب الذي عاد بنا إلى مجتمع الربع في المائة وليس النصف، كما أن عمليات السطو التي شهدتها موارد الدولة في بيع القطاع العام في برنامج الخصخصة وتوزيع الأراضي والإهمال الشديد في صحة المواطنين وارتفاع أسعار السلع وزيادة الفجوة بين المواطنين وأصحاب القرار... هذا إلى جانب تراجع الدور المصري على كل المستويات ، فقد تراجع الدور الثقافي ، وتقلص الدور السياسي رغم عظم دور ومكانة مصر إقليميا وعالميا ... وغير ذلك كثيرا مما كان نذير بقدوم زلزال قوى يغير مجرى الحياة في المجتمع المصري ، حتى جاء هذا الزلزال يوم 25يناير 2011م اليوم التاريخي للشعب المصري ، الذي لن ينساه التاريخ ولن تنساه الأجيال ولا الشعوب نفسها.
فخلال أسبوعين كانت الثورة قد شيدت زمانا جديدا وعمرا جديدا لهذا الشعب الذي تصور البعض يوما أنه قد استكان وخضع وليس له رأى أو قدرة على التغيير، وكانت مفاجأة الثورة أحد معجزات هذا الشعب رغم أن زمان المعجزات قد مضى.. واهتزت الأرض وحدث الزلزال ومازالت توابعه تطيح كل يوم برأس جديد من رءوس الفساد وكان موقف جيش مصر العظيم وهو يحمى ثورة الشعب بكل طوائفه وأعماره تتويجا لهذا الحدث التاريخي الفريد وتوحدت إرادة الشعب والجيش لتكتب صفحات مضيئة في تاريخ مصر المعاصر.. وخلاصة ما يمكن قوله هو أن الثورة لم تخرج فجأة من تراب هذا الوطن، ولكن هناك أحداثا وأشخاصا وأفكارا مهدت لهذا الزلزال الذي اهتزت به أركان العالم كله وحمل لمصر زمانا جديدا..
القيم التربوية المستوحاة من الثورة المصرية :
وهناك عدة قيم إيجابية مستوحاة من الثورة المصرية ويجب غرسها عند الأبناء ، وهذه القيم هى : 1- الولاء والانتماء للوطن : حيث تمسك شباب ثورة يناير بوطنهم، فدافعوا عنه بحب واعتزاز ، حموا ممتلكاته من أيدي المخربين ، حرسوا المتحف والأماكن الأثرية وحرسوا بيوتهم من خلال اللجان الشعبية ، وهذا إن دل إنما يدل على تأصل هذه القيمة في نفوس هؤلاء الأبطال ، وذلك ما يجب أن ينشئ عليه أبناؤنا من هذه اللحظة منذ نعومة أظافرهم بل وهم أجنة في بطون أمهاتهم. 2- الحوار: حيث انتهى عصر الإملاءات مع الأبناء، ويجب أن نبنى علاقاتنا بهم على الصدق واحترام آرائهم مع إعطائهم فرصة للتعبير عن أنفسهم، فالأولاد الآن لديهم مصادر ثقافة متعددة وسّعت مداركهم، لذلك من الضروري مناقشتهم وعدم الاستخفاف بهم وإعطاؤهم أوامر بلا داعي فتتكون قدرتهم على تقبل كل الآراء. 3- المصداقية: وهى قيمة مهمة جدا، فيجب أن يفعل الوالدان ما يقولانه حتى لا تضيع ثقة الأبناء فيهما، ففاقد الشيء لا يعطيه، فلن تستطيع أن تعلم ابنك الإيجابية وأنت سلبي بل ستعلمه العناد والكبر. 4- إتقان العمل: ففي السنوات المقبلة لن يكون العمل مجرد وظيفة بل رسالة لتحقيق نهضة من أجلها قامت هذه الثورة، وتربية الأولاد على أن لهم دوراً في المستقبل سيزيدهم احتراماً للذات وانتماء للوطن ويخلق لديهم الطموح. 5- الكرامة: حيث إن غرسها في نفوس الأبناء من المهام الإنسانية التي يجب على الوالدين القيام بها، بمعنى ألا يقبل أن يهان أو يعتدي على حقه أو يساق بلا تفكير ولكن في نفس الوقت يجب ألا يتصادم ولا ينسى حدود الأدب واللياقة، خاصة مع الكبار حتى وإن اختلف معهم بل يستعيد حقه ويجبر الناس على احترامه. 6- الإصرار والعزيمة: حتى يتعلم الطفل ألا ييأس مهما طال الوقت، فهو قادر ويستطيع أن يكون الإنسان الذي يتمناه فيغير نفسه ومجتمعه إلى الأفضل ولا ييأس. 7- التعاون: فقد أظهرت الثورة مدى تضامن جميع فئات الشعب وحبهم لبعضهم ، فحموا بعضهم البعض وتقاسموا اللقيمات في ظل ظروف عصيبة ،فمن المهم أن ينشأ الأبناء على فكرة المشاركة والتوحد مع المجتمع وكل أحداثة ليصبحوا إيجابيين وفعالين فلا يرضوك أن يعيشوا على الهامش. 8- احترام القيم والمبادئ: فلن نستقيم فقط بالنجاح المادي ولكن بألا ننسى الأخلاق فيثق الجيل الجديد بأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح مهما طال الوقت واختلطت المفاهيم. 9- الإخلاص : من أهم القيم التي ظهرت لدى شباب الثورة ، فقد كانت ثورتهم مليئة بالإخلاص لوجه الله تعالى ، فما خرجوا لأجل منصب أو كرسي ،وما خرجوا ليشار إليهم بالبنان ، إنما خرجوا من أجل الوطن الغالي، من أجل أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، وهذا قمة الإخلاص ، التي حققت لهم النجاح بعون الله تعالى وفضله ومنه . 10- التضحية : قيمة وخلق نبيل لا يمكن أن ينكره أحد على شباب بلادنا فقد ضحوا في سبيل ثورتهم هذه بكل غالى ونفيس ، ضحوا بأموالهم وراحة بالهم ، تركوا منازلهم ليعيشوا أياما بلا طعام أو نوم ، يتقاسمون معا حبات من التمر يقتاتون بها ليواصلوا مشوارهم النبيل ، بل وصلت تضحيتهم إلى حد التضحية بالحياة كلها ليعيش هذا الوطن حياة كريمة ، حياة أقرها الله تعالى ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (الإسراء: 70)
حماية قيم ومبادئ ثورة يناير :
لقد نجحت ثورة الشباب المصرية بكل المقاييس ، وحققت كل ما تربو إليه من أهداف ، واعتز بذلك كل مصري ومصرية ، وأصبح العنصر البشرى المصري محط احترام وتقدير من جميع دول العالم ، إلا أنه كما يبين لنا التاريخ أن لكل نجاح أعداه ، فثورتنا أعدوها المتربصين بها ، فلنعي ولنحتاط لذلك جيدا ، ولنعمل جميعا جاهدين للحفاظ على أهداف ومبادئ تلك الثورة ، حتى لا يضيع دم شهداؤنا هدرا، وهذا الكلام يؤكده ويحث عليه كثير من مفكري وعلماء هذا الوطن الغالي ، فهذا هو الدكتور/ محمد حسن رسمي يؤكد ذلك بقوله": لقد نجحت الثورة وبقي تحصينها وحمايتها ضد أعدائها ومن نفسها ربما من شدة قلق أصحابها عليها, ولكن الأهم أن نجني ثمارها لتصل مصر إلي بر الأمان.. حرية وعدل وديمقراطية وحب وانتماء وتضحية، وعطاء الأخلاق هي تاجها، والإخلاص هي عنوانها العريض؛ ولكي نجني الثمار هناك علامات علي الطريق من الواجب عرضها" وهذه العلامات يمكن إجمالها فيما يلي : 1- إن الثورة هي عملية مستمرة تتحقق كاملة عندما يتغير داخل الإنسان المصري قبل خارجه. 2- الأخذ بالحلول التفاوضية المرضية لجميع الأطراف ، حيث لا يوجد حل أمثل مطلق إنما توجد حلول تفاوضية. 3- الأخذ بالثقافة الحقيقة لمفهوم التظاهر والمطالبة بالحقوق الشرعية. 4- المحافظة على نموذجية الثورة التي أبهرت العالم أجمع ، فيجب أن تعطي المثل للشعب وللعالم في كيفية إدارتها للأمور عندما نصبت نفسها ممثلا للشعب. 5- البعد عن الشك والريبة ، وضرورة تعميق الثقة بين أطراف الوطن والقضاء على الشائعات غير المسئولة عن خلق بيئة مريضة مضطربة تعوق نجاح الثورة ، بل وتضعفها وتشوش علي التفكير وتفقد الثقة بكل الثوابت. 6- إن عودة الحسم والضبط والاحترام والثقة وبقوة إلي الشارع لحماية الأفراد والموارد والمؤسسات من أهم الأولويات التي يجب الأخذ بها قبل كل شيء . 7- الرجوع إلى العمل واستثمار الوقت في الإنتاج وعودة الحياة إلى الشارع المصري مع الشعور بالأمن والأمان . 8- إتاحة الفرصة لمن اختارتهم الثورة ليقودوا البلاد ليكملوا المشوار بعد تفهم مطالبهم وإيمانهم بها وسعيهم الدءوب لتحقيقها . 9- الامتثال للأخلاق والقيم والثوابت واحترام القوانين والانضباط ، هى الطريق المؤدى إلى نجاح أهداف الثورة الشريفة. 10 ـ المحافظة على المؤسسات الحكومية الحساسة والخاصة واحترام فكر ومكانة كوادرها البشرية في شتى المجالات والمؤسسات المجتمعية. 11- إتلاف القلوب كما هو معهود بين المصرين على اختلاف دياناتهم ، يعد مطلب وأمر ضروري لمنع أية ذرائع ومكايد تريد هدم الأمة ، فما بنيت مصر ولن تبنى إلا بسواعد رجالها الشرفاء من المسلمين والمسيحيين معا. 12 ـ الحذر من هدم الأعراف ونظم وكيانات التعليم والأديان أو التشكيك فيهم ، حيث إنهم قلعة الثوابت والقيم وقاطرة الأمل.
تطوير المناهج الدراسية :
إن أهم ما تتطلبه المناهج الدراسية بعد الثورة المصرية ، هو إحداث تطور شامل لها يتناول جميع مكوناتها ، على أن يتمشى هذا التطوير وروح الثورة ومبادئها وقيمها ، تطوير يستهدف النمو الشامل للمتعلم ، تطوير يركز على دور المتعلم وفعاليته فلم يعد المتعلم متلقيا سلبيا بعد إثباته للعالم أجمع أنه يمتلك القدرة والإصرار والعزيمة والمهارة ، وهذه تتطلب التدعيم والبيئة الخصبة لتدعيمها واستمرار نموها في الاتجاه المرغوب فيه ، الاتجاه الذي يخدم الوطن أجمع ويحقق للفرد والمجتمع حياة طيبة كريمة . وعملية التطوير هذه ليست بالعملية السهلة بل هي عملية مقصودة ومنظمه وتقوم على البحث ومعرفة جميع الجوانب المرتبطة بالمنهج, وما هي الجوانب التي هي بحاجة إلى تطوير إما بالإضافة أو الحذف أو الزيادة.
مفهوم تطوير المناهج الدراسية :
ومفهوم التطوير هذا يرتبط بمفهوم المنهج ذاته والنظرة إليه, فعندما ننظر إلى المنهج على أنه المقررات الدراسية والكتب الدراسية, فإن التطوير سوف يقتصر على تعديل تلك المقررات والكتب الدراسية,أما في ظل المفهوم الشامل الذي ينظر إلى المنهج على أنه مجموع الخبرات والأنشطة التي تقدمها المدرسة تحت إشرافها للمتعلمين بقصد احتكاكهم بهذه الخبرات وتفاعلهم معها من أجل تحقيق النمو المتكامل لهم ، فإن التطوير يجب أن يشمل جميع عناصر المنهج ومكوناته الست ( المحتوى – الأهداف – الوسائل التعليمة – طرائق التدريس – الأنشطة – التقويم )، وهذا الاتجاه هو ما تتطلبه روح الثورة المصرية ، فلا يصح أن ننظر للمناهج بعد الثورة على أنها مجموعة من المقررات الدراسية التي يدرسها المتعلمون بهدف إكسابهم جملة من المعلومات والمعارف النظرية، إنما هى خبرات وأنشطة تربوية منظمة تراعى احتياجات المجتمع واحتياجات المتعلمين ، يمرون بها في جو يسوده الحرية والديمقراطية والمتعة والإقبال والمشاركة النشطة ؛ فيتحقق لهم النمو المرغوب فيه من جميع الجوانب: النفسية ، الجسمية ، العقلية ، الاجتماعية ، الروحية ................ وهذا التطوير يعرف بأنه: عملية تهدف إلى الارتقاء بجميع جوانب المنهج المراد تطويره ، وبجميع العوامل المؤثرة فيه فقد يحدث أن تطرأ تغييرات معينة في المجتمع ، تتطلب إحداث نقلة نوعية فيه من وضع معين إلى وضع آخر مختلف ، ولما كانت المناهج الدراسية من أهم أدوات تغيير المجتمع وتطويره فإن الارتقاء بأهداف المناهج وسياساتها وخططها وأساليب تقويمها وبجميع العوامل المؤثرة فيها من الأمور الواجبة حتى تعزز سياسة وفلسفة المجتمع المرجوة ، و عملية التطوير هذه عملية شاملة ؛ لأنها تتناول جميع الجوانب والعوامل التي تتصل بالمنهج وتؤثر وتتأثر به فهي تتناول وذلك نحو الأفضل.
أسس تطوير المنهج:
1- يجب أن يكون التطوير شاملاً لجميع جوانب المنهاج المختلفة. 2- يجب أن يكون التطوير مستمراً لا ينتهي بانتهاء تخطيط المنهاج بل يعكس جميع التغيرات. 3- يجب أن يكون التطوير تعاونياً يشترك فيه جميع المهتمين بالعملية التعليمية في مصر ، خاصة شباب الثورة. 4- يجب أن يستند التطوير إلى الأسلوب العلمي سواء في دراسة المجتمع بفلسفته وأهدافه وحاجاته ومشكلاته وأوضاعه الحالية بعد ثورة يناير.
العوامل المؤثرة في تطوير المنهج:
لا شك أن عملية تطوير المنهاج ليست عملية مزاجية بل هي عملية تستند إلى مجموعة من المبررات قد تختلف من مجتمع إلى آخر ومن وقت إلى آخر ، وفى المجتمع المصري جملة من تلك العوامل المؤثرة في حركة تطوير المنهاج الدراسي ، خاصة في ضوء التحولات والتغيرات والمتطلبات التي جاءت بها ثورة الشباب المصرية في يناير 2011م، وهذه المبررات هي: 1-التطور الكمي والنوعي للمعارف الإنسانية (التفجر المعرفي) في العصر الحاضر وضع المناهج أمام تحدِ كبير. 2- سيادة المنهج العلمي في مختلف مجالات الحياة . 3- التلاحم بين العلم النظري والتطبيقي وبين النظرية والتطبيق. 4-تطور العلوم التربوية نتيجة البحوث والدراسات غير النظرة إلى المنهاج والمدرسة والتلميذ. 5-متطلبات الشارع المصري التي كشفت عنها الثورة ، خاصة الحاجة إلى الديمقراطية والتعبير الحر عن الرأي والحق والعدالة وتكافؤ الفرص . 6- الحاجة إلى غرس قيم ومبادئ الثورة المصرية لدى المتعلمين ،خاصة تلك التي بينت للعالم أجمع أهمية ومدى مكانة الشاب المصري ودوره في الحياة وما يمتلكه من قدرات ومهارات وإمكانيات بناءة .
5- قصور المناهج الحالية:
حيث إن هذا العامل يرتبط بعوامل التغيير الاجتماعي التي حدثت في المجتمع المصري بعد ثورة يناير، حيث تبدو المناهج الدراسية الحالية غير ملائمة إلى حد كبير لمتطلبات هذه الثورة والتحولات التي حدثت في المجالات الحياتية في المجتمع المصري . ويمكن الوقوف على قصور المناهج من خلال دراسة أو ملاحظة
العوامل التالية : o القصور الواضح في مستويات المتعلمين الذين يدرسون هذا المنهاج, ويتجلى ذلك في وجود ضعف واضح لدى بعض المتعلمين حول مبادئ وقيم الفكر الثوري وكيفية المطالبة بالحقوق والتفكير الجمعي وكيف يكون الحفاظ على الوطن وممتلكاته ضد كل معاد وأن هذا الوطن أغلى من حياة الإنسان نفسها.
o تحليل علمي لمحتوى المنهج الدراسي في ضوء مبادئ الثورة المصرية يكشف بوضوح مدى حاجة هذا المنهج للتطوير ، خاصة وأن البحوث والدراسات التي قامت بتحليل هذا المنهج ، أوضحت نتائجها أن المنهج بوضعه الحالي يركز على الجانب المعرفي والأهداف المعرفية بصورة أكبر من الجوانب المهارية والوجدانية ، خاصة وأن هذه الجوانب من أ.هم ما تحتاج إليه الحياة بعد الثورة ، فهناك حاجة ضرورية لشباب يبنى الوطن يمتلكون القيم والاتجاه الايجابي وحب الوطن والانتماء القوى له وامتلاك المهارات التي تساعد على هذا البناء وتلبية احتياجات سوق العمل من أجل النهضة وزيادة الإنتاج وإعادة المكانة الطبيعية للمجتمع المصري ، تلك المكانة التي يشهد بها التاريخ عبر عصوره المختلفة. o وجود لرأي عام قوي يؤمن بعدم ملائمة المناهج الحالية. لمتطلبات الحياة في مصر بعد ثورة يناير ، وبعمل استبيان لذوى الخبرة والشباب وأولياء الأمور يمكن أن يتضح لنا هذا الرأي بوضوح ، حيث يطالب هذا الرأي بإحداث تغيير جذري في جوانب المنهج الدراسي تمشيا مع المتطلبات المستقبلية للمجتمع المصري بعد الثورة. 6-حاجات المجتمع المصري المستقبلية:
تلك الحاجات التي أظهرتها الثورة ، خاصة الحاجة إلى حياة كريمة لكل فرد في المجتمع ، والحاجة إلى شباب يمتلك المهارات والقدرات وإتاحة البيئة المناسبة لنمو قدراته هذه في الاتجاه المرغوب فيه ، مما يعود بالخير والنفع على الوطن أجمع ، خاصة بعد ما اثبت هؤلاء الشباب للعالم أجمع أنه يمتلك قدرات فائقة ، وأنهم قوة مصر الحقيقية و موردها ومصدرها وسبيلها للنهوض والتقدم . من هنا يجب أن تتطور المناهج الدراسية بحيث تنسجم مع تلك الحاجات وبحيث تشجع التغير في الاتجاه الصحيح.
7- التطور التربوي:
فالتغيرات المستمرة في مفهوم التربية وأهدافها وفي أدوار المعلمين والمتعلمين وتنظيمات المناهج المدرسية في وقتنا الحالي تتطلب إعادة النظر في الأدوات والأساليب التربوية والعمل على تطويرها بما يحقق أهداف التربية المرجوة بعد الثورة . ولما كانت المناهج المدرسية من أكثر هذه الأدوات أهمية فانه يفترض فيها أن تكون أداة التغير الفعالة, وأداة تحقيق الأهداف التربوية المنشودة.
جوانب تطوير المنهج الدراسي :
النظام التعليمي هو كل متكامل ، مثل الجسد الواحد له مجموعة أعضاء ، وترتبط معا وتتأثر وتؤثر في بعضها البعض ، وسلامة هذا الجسد يتوقف على سلامة جميع أعضائه دون استثناء ، وأي خلل في أي عضو من أعضائه سيؤثر في الأعضاء الأخرى ، ولما كان المنهج ، هو أحد أعضاء النظام التعليمي ، لذا فحينما نسعى إلى تطوير المنهج في ضوء متطلبات الثورة المصرية ، ينبغي أن نطور جميع الجوانب التي لها تأثير مباشر أو غير مباشر في ذلك المنهج ، ومن هذه الجوانب :
1- سياسة النظام التعليمي وفلسفته:
حيث لم تعد سياسة التعليم وفلسفته الماضية مناسبة للتغيرات التي حدثت في ساحة الحياة المصرية اليوم ، ولم تعد ملائمة لظروف ومتطلبات المجتمع في الوقت الحالي. فإذا ظلت فلسفة النظام التعليمي كما كانت عليه سابقاً دون تطوير ، فسيصبح أبناء المجتمع غير قادرين على تأدية الأدوار الجديدة التي يحددها لهم عالم له مميزات وخصائص جديدة .لذا يجب أن نسعى إلى توجيه سياسة النظام التعليمي وفلسفته نحو آفاق المستقبل ، فنحن في حاجة إلى نظام تعليمي تقوم فلسفته على مبدأ تربية الأفراد للمستقبل ، تربية تؤمن بالحرية والديمقراطية والتفكير العلمي بأنواعه المختلفة ودور الموارد البشرية في نهضة وتقدم المجتمع ، إذ إننا في حاجة إلى وضع سياسة لتحقيق التربية المستمرة وممارستها ومعرفة احتياجات سوق العمل وتلبية احتياجاته بالكوادر البناءة القادرة على إعادة دور مصر الرائد في شتى المجالات الحياتية .
2- الإدارة التربوية:
حيث تلعب الإدارة التربوية – بمستوياتها المختلفة – دوراً مهماً ومؤثراً في دفع النظام التعليمي وتطويره ، فنجاح العمل التربوي في مستقبل مصر القادم مرتبط بفاعلية الإدارة وفلسفتها ، لذا يجب أن تطور تلك الإدارة ، وتأخذ بالتخطيط العلمي ، فلابد أن تراجع الإدارة أهدافها وبرامجها وسياساتها وآليات تنفيذها ، كل ذلك في ضوء مبادئ الحياة المصرية المستقبلية ، حيث المشاركة والفعالية والمحاسبة والديمقراطية والانتقاء الجيد للقيادات التربوية في ضوء الخبرة والفعالية.
3- المقررات الدراسية والأنشطة التربوية :
حيث تعد المقررات الدراسية والأنشطة التربوية الشيء الوحيد الملموس من العملية التربوية ، الذي يجب أن يناله التطوير في ضوء ما نادت به قيم ومبادئ الثورة المصرية ، من حرية وديمقراطية وتفكير جمعي وتعلم ذاتي ومستمر وامتلاك مهارات حياتية تمكن الأجيال من بناء ونهضة المجتمع ، كما يجب أن ترتبط هذه تلك المقررات ارتباطا وثيقا بالبيئة ومتطلبات المجتمع واحتياجاته حتى لا يحدث بينهما انفصال، ففي الانفصال سيتخرج الدارسون ويمتلكون مهارات وقدرات لا يحتاج إليها المجتمع فينضمون إلى طابور البطالة أو سيعملون في مجالات غير مناسبة لما قد تعلمونه أو غير مناسبة لمهاراتهم وقدراتهم ، الأمر الذي يؤدى إلى ضعف الإنتاج والاقتصاد عامة ، خاصة ونحن الآن في اشد الحاجة إلى زيادة في الإنتاج وقوة في الاقتصاد ،لذا فتطوير المقررات الدراسية أمر حتمي لابد من الأخذ به ، تطوير يحتاج إلى جهود مخلصة على خبرة ودراية وتتمتع بالكفاءة ، وأن تبنى هذه الجهود في ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة
4 -المعلم :
حيث يُعد المعلم أحد الأركان الرئيسة في العملية التعليمية ، فعلى الرغم من كل التطورات العلمية والتكنولوجية التي تعيشها المجتمعات عامة ، فإن المعلم لا يزال هو السبيل إلى نجاح عملية تنفيذ المنهج ، فهو العنصر البشري المدير والمحرك للعمليات التنفيذية ، ومن بينها عملية التدريس ذاتها . فالمعلم يتعامل مباشرة مع الدارسين والخبرات المتاحة لهم ، ومن خلال ذلك يرى – من قرب – مدى ملائمة المادة العلمية والخبرات المتاحة للدارسين .. وغير ذلك من الأمور التي يمكن أن نتبين منها مدى صلاحية المنهج . والمعلم في ضوء التحولات والتغيرات التي حدثت في الشارع المصري مطالب بادوار جديدة تختلف كلية عما كان عليه ، فلا مجال هنا لتلقين الطلاب وتحفيظهم المعلومات والمعارف ، إنما مطالب بغرس الاتجاهات الايجابية لدى المتعلمين وتعميق انتماؤهم وولاؤهم لوطنهم الحبيب ، كما أنه مطالب بإكسابهم مهارات التفكير العلمي والتعبير الحر عن الرأي ومناقشة قضايا واحتياجات المجتمع وغرس القيم الخلقية لديهم...، وهذا يتطلب منه أن يكون مربيا وموجها ومرشدا ومذللا ، يدير فصله بالحوار والرأي والمناقشة والديمقراطية والتدعيم فلا مجال هنا للديكتاتورية ، كما أنه مطالب بالتعمق والتحليل والكشف والمراقبة والتأكد ، ليستطيع أن يجيب عن كثير من الأسئلة حول ذلك المنهج وما يدور في ذهن المتعلمين من تساؤلات تتعلق بما جاء في ثورة يناير ، … الخ . ومن هذه الأدوار للمربي وغيرها نلمس مدى أهميته ، وعليه فإن أي تطوير للنظام التعليمي لابد أن يشمله من أجل مشاركة أكثر فاعلية من جانبه ولأهمية دور المربي ، يجب تطوير أداء المربي بأساليب متعددة ، ومن أهم المظاهر التي تؤكد ذلك ظهور الاتجاه نحو تطوير "أداء المربي" بدلاً من "تدريب المربي" .. هذا الاتجاه الذي أخذت به الكثير من البلدان المتقدمة وذلك منذ السبعينيات من القرن العشرين ، والفرق بين الاتجاهين واضح ، فبينما يستهدف تدريب المربي إعطاءه ما يحتاج إليه للقيام بمهمته ، فإن "تطوير أداء المربي" يهدف إلى السعي – دائماً – إلى ترقية أداء المربي وتنميته حسب الاتجاهات الحديثة وما يحتاج إليه المجتمع وما توصلت إليه النظريات التربوية والبحوث الحديثة حتى لو كان قادراً على تأدية مهامه .
5- أساليب تقويم النظام التعليمي :
يعد التقويم جزءاً لا يتجزّأ من العمليّة التربويّة ومقوّماً أساسيّاً من مقومّاتها ، وبدونه لا يمكن لأركان العمليّة التعليميّة التعليمة أن تؤتي ثمارها بالكامل ، فالتقويم هو صمّام الأمان ومفتاح رقابة الإنتاج في العملية التربويّة، الذي نستطيع من خلاله أن نقيس كفاءة هذه العمليّة في أيةّ مرحلة من مراحلها. لذلك يجب أن تكون عمليّة التقويم عمليّة تعاونية ومستمرّة ومتّصلة ومتكاملة وشاملة ومتدرّجة ، تبدأ مع بداية الموقف التعليمي وتلازمه حتى نهايته، حيث يتم التوصّل إلى اقتراحات وبرامج من أجل تحسين العمل اللاحق وتطويره بما يخدم الأهداف المرسومة سابقاً. وهذه الأهمية البالغة للتقويم ، توجب تغيير النظرة إليه وإحداث تطوير شامل له ، وذلك تمشيا مع التغيرات الحالية التي حدثت في المجتمع المصري ، فلم يعد صالحا أن يكون التقويم مجرد مجموعة من الاختبارات التي تقيس مدى تحصيل وحفظ الطلاب للمعارف والمعلومات ، إنما يجب أن يتناول ما كان يغفله من جوانب وجدانية ومهارية ، يجب أن يركز على نشاط وفعالية المتعلم ودوره في العملية التعليمية ، وهذا يوجب استخدام أساليب تربوية مناسبة ، فإلى جانب الاختبارات هذه هناك المقاييس والملاحظة والتقويم الشامل لجميع جوانب نمو المتعلم ، وإلى غير ذلك من أساليب تقويم تتسم بالثبات والموضوعية ، التي يمكن من خلالها الاطمئنان إلى صحة ما نتصل إليه من نتائج عملية التقويم ، وهذا ما يدفعنا إلى تأكيد أهمية تطوير أساليب التقويم ، فمفتاح تطوير المنهج هو تطوير أساليب التقويم ووسائله ، والدليل على ذلك أن محاولات التطوير تضيع سدى في ظل تركيز الامتحانات على الجانب المعرفي فقط وخاصة الحفظ ، فحرص المربي وأولياء الأمور على إحراز الدارس نجاحاً في الامتحان يجعل الجميع يركزون فقط على الحفظ ، ومن ثم تضيع ثمرات التطوير ، أو يهدر منها الكثير وهذا لا يتمشى وروح الثورة المصرية وما ترتكز عليه من مبادئ وقيم .
6- المباني المدرسية :
المباني المدرسية عنصر أساسي من عناصر النظام التعليمي ، فهي تلعب دورا كبيراً في العملية التعليمية بكافة أبعادها ، فإذا تم تطوير المباني المدرسية وتجهيزها وفقاً للمواصفات الهندسية والصحية والتعليمية المناسبة ، ووفقاً لمتطلبات الفرد والمجتمع المستقبلية ، فإن ذلك يسهم – في حد ذاته – في تحقيق أهداف المنهج المطور ، وإذا حدث خلل أو نقص في تحقيق هذه المواصفات ، فإن ذلك ينعكس على المنهج بطريقة واضحة. لذا ينبغي مراجعة المباني المدرسية ، وتحديد ما يصلح منها للعملية التعليمية ، وتطويرها ، وتجهيزها بأحدث الأجهزة والآلات والمعدات اللازمة في الفصول والمعامل والملاعب … الخ.
المراجع:
- حسين عبيد ، الميسر في تخطيط المنهاج وتطويره,السعودية : الخبتي للثقافة ،1423هـ - فاروق جويدة،" لهذه الأسباب قامت الثورة"، الشروق، 24 ابريل 2011 ﻣ ، متاح على http://www.arabrenewal.info - قاسم راتب,عبد الرحيم أبو الهيجاء ، المنهج بين النظرية والتطبيق, دار الميسرة,عمان، 2004 - ماجد بن ناصر بن خلفان المحروقي، "دور المناهج الدراسية في تحقيق أهداف تربية المواطنة"، متاح على http://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=16167 - محمد الغسينى ، "التجديد في المناهج " ، 2011، متاح على http://www.abegs.org/Aportal/Post/Show?id=10409&forumid=30 - محمد حسن رسمي ،" كيف نحصن الثورة لسرعة جني الثمار ؟"،2011 ،متاح على http://www.ahram.org.eg/Issues-Views/News/67692.aspx - وحيد وجدي الشامي، " خطوات تطوير المنهج "، 2003، متاح على
http://www.almualem.net/saboora/search.php?searchid=1030017
|
| |
|