Admin//د.وسام محمد المدير العام Administrator
الابراج :
عدد المساهمات : 3746 تاريخ الميلاد : 13/10/1981 العمر : 43 نقاط : 6263 تاريخ التسجيل : 04/01/2008 رقم الهاتف الجوال : 0020169785672
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: من أجل إحداث تغيير شامل للمناهج والكتب الدراسية(نظرة تاريخية) ومقال عن وجهة نظر خبراء تطوير المناهج التعليمية وبحث عن الفرق بين تحسين وتطوير وتغيير المناهج الأربعاء فبراير 11, 2009 11:22 pm | |
| من أجل إحداث تغيير شامل للمناهج والكتب الدراسية
حامد الحمداني
يشهد عصرنا الحاضر تطوراً كبيراً في أساليب التربية والتعليم قلب المفاهيم السائدة رأساً على عقب ،فبعد أن كان الكتاب والمعلم ، وهو لا يزال مع شديد الأسف في الكثير من البلدان النامية ، والعراق واحداً منها ،هما المحور الذي تدور حوله عملية التربية والتعليم ، وجلّ هم المدرسة حشو أدمغة التلاميذ بالمعلومات النظرية التي تتضمنها الكتب المقررة من قبل وزارات التربية والتعليم ، والتي ليس لها علاقة بواقع حياتهم ، ولا صلة تربطها بالمجتمع ، وإجبار التلاميذ على استيعابها بكل الوسائل ومنها بكل تأكيد القسرية ، بما فيها العقاب البدني ،لكي يتم حفظها عن ظهر قلب ، وتأدية الامتحانات فيها . لكن تلك المعلومات التي اُجبر على حفظها لا تلبث أن تتبخر من أذهانهم لأن التلميذ ينسى بسرعة ما تعلمه ، لكنه يذكر دائماً ما وجده بنفسه ، وإن التعلم الحقيقي هو أن يقوم التلميذ نفسه بتجاربه فهو يفهم أكثر إذا عمل بدل أن يصغي و يقرأ ، وإن كل المعارف التي يتلقاها التلميذ عن طريق الترديد والتلقين لا تعتبر معارف حقيقية ، فقد تكون الخطورة في الترديد من دون الفهم ، وقد يكون الفهم خاطئاً وهو ما يعتبر اخطر من الجهل كما يقول أفلاطون .
إن من الضروري أن يتملك التلميذ المعرفة ، ويمتصها بكيانه كله ،وبفكره وتجربته ،لكنه يعجز عن ذلك إذا لم نتح له الوقت المناسب ليدرسها ، وليستعيدها لنفسه وحسابه الخاص ، ولا يشك أحد أن معرفة كهذه هي أبقى من معرفة تلقن تلقيناً ، لأنها تبقى أبداً في حالة استعداد لمجابهة مواقف ومشاكل أخرى حتى ولو نسيتها الذاكرة لأنها تتيح للتلميذ فرصة توسيع إمكانياته .
لقد أهملت مدارسنا العراقية ميول ورغبات وغرائز الأطفال ، وضرورة إشباعها وتشذيبها وصقلها وأهملت ضرورة فسح المجال لإظهار التلميذ لقدراته وقابليته في مختلف الفنون الموسيقية والغنائية والتمثيلية ، وأهملت ضرورة إعطائه المجال الواسع للعب وإظهار طاقاته البدنية المكبوتة، واعتُبرت مسائل ثانوية في نظر القائمين على التربية لا تستحق الاهتمام.
ولقد أجاد المربي الكبير [ جون ديوي ] في كتابه [ المدرسة والمجتمع ] في وصف واقع المدرسة القديمة قائلاً:
{لكي أوضح النقاط الشائعة في التربية القديمة بسلبيتها في الاتجاه ،وميكانيكيتها في حشد الأطفال ، وتجانسها في المناهج والطريقة ، من الممكن أن يلخص كل ذلك بالقول بأن مركز الجاذبية واقع خارج نطاق الطفل ، إنه في المعلم وفي الكتاب المدرسي، بل قل في أي مكان تشاء عدى أن يكون في غرائز الطفل وفعالياته بصورة مباشرة ، وعلى تلك الأسس فليس هناك ما يقال عن حياة الطفل ، وقد يمكن ذكر الكثير عما يدرسه الطفل ، إلا أن المدرسة ليست المكان الذي يعيش فيه ، وفي الوقت الحاضر نرى أن التغيير المقبل في تربيتنا هو تحول مركز الجاذبية ، فهو تغير أو ثورة ليست غريبة عن تلك التي أحدثها كوبر نيكوس عندما تحول المركز الفلكي من الأرض إلى الشمس ، ففي هذه الحالة يصبح الطفل الشمس التي تدور حولها تطبيقات التربية ، وهو المركز الذي ننظمها حوله }.
أما العالم الشهير [ جان جاك رسو ] فقد دعا في عصره إلى إجراء التغيير الجذري في مناهج المدرسة قائلاً :
{ حولوا انتباه تلميذكم إلى ظواهر طبيعية ، فيصبح اشد فضولاً ، ولكن لا تتعجلوا في إرضاء هذا الفضول . ضعوا الأسئلة في متناوله، ودعوه يجيب عليها ، ليعلم ما يعلم ، ليس لأنكم قلتموه له ، بل لأنه فهمه بنفسه ، ليكشف العلم بدلاً من أن يحفظه ، فعندما يجبر على أن يتعلم بذاته فإنه يستعمل عقله بدلاً من أن يعتمد على عقل غيره . فمن هذا التمرين المتواصل يجب أن تنتج قوة عقلية تشابه القوة التي يعطيها العمل والتعب للجسم . إن الإنسان يتقدم بالنسبة لقواه ، وكذلك الفكر فإنه مثل الجسد لا يحمل إلا ما وسع من طاقته } . (39)
وهكذا إذاً ،كانت الدعوات من قبل العلماء والمفكرين تتوالى لإعادة النظر في المناهج الدراسية والتربوية من أجل تحويل المدرسة إلى صورة مصغرة من المجتمع الكبير المشذب والمهذب ، لكي يمارس التلاميذ حياتهم الفعلية فيها ، ويستنبطوا الحقائق بأنفسهم ، وليصبح الكتاب والمعلم عاملين مساعدين في تحقيق ما نصبو إليه في تربية أجيالنا الصاعدة ، ولتصبح المدرسة هي الحياة بالنسبة لهم ، وليست إعداداً للحياة ، حيث يمارس التلاميذ داخل مدرستهم مختلف أنواع المهن الموجودة في المجتمع الكبير ، ويمارسون كل هواياتهم الفنية ،والرياضية، والموسيقية ،وغيرها من الهوايات الأخرى .وبكل ثقة نستطيع أن نقول أنهم بهذا الأسلوب سوف يطلقون قدراتهم الذاتية في الاستطلاع،
والفهم، والاستيعاب ،واستنباط الحقائق بأنفسهم ،خيراً ألف مرة من تلقينهم الدروس المحددة والجامدة والتي لا تغنيهم شيئاً ولا تلبث أن تطير من أذهانهم .
[b]تطور المناهج الدراسية في العصر الحديث :
شهد النصف الثاني من القرن العشرين تطورات علمية هائلة ، بل نستطيع القول ثورات علمية جبارة في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والصحية التي جاءت بوتائر سريعة قد يقف الإنسان مذهولاً أمامها على الرغم من أنه هو الذي أوجدها وطورها ، فنحن نرى ونعيش اليوم عصر الذرة والأقمار الصناعية ،وعصر الكومبيوتر والإنترنيت ، والاتصالات وأجهزة الاستقبال التي حولت العالم إلى قرية صغيرة ومكنت الإنسان من الحصول على كل ما يحلم به من المعلومات بدقائق معدودة
ولم يقتصر التطور العلمي على الاختراعات و الصناعات المختلفة ، فقد كان لابد أن يحدث التطور في المجال التربوي والتعليمي جنباً إلى جنب ، لأن المجالين يكمل بعضه بعضاً ، ولأن التطور التقني يتطلب قدرات متطورة وعالية لدى العاملين لكي يستطيعوا مواكبة التطور التقني .
وهكذا ارتفعت أصوات المفكرين والعلماء العاملين في المجال التربوي لإجراء ثورة في أساليب التربية والتعليم في مدارسنا ، وإعادة النظر في المناهج والكتب المدرسية والوسائل التي تمكن المدرسة من أداء عملها على الوجه الأكمل .
فلقد دعا المفكر الكبير [ جون ديوي ] إلى أن تقوم المدرسة الحديثة على أسس أربعة حددها بما يأتي :
1 ـ ضرورة ربط المدرسة بالمجتمع ، حيث أكد على أن المدرسة جزء لا يتجزأ من المجتمع ، وأنها ينبغي أن تكون مجتمعاً مصغراً خالياً من الشوائب التي نجدها في المجتمع الكبير ، ودعا إلى بناء المدرسة لكي تلعب دورين أساسيين في خدمة المجتمع الذي تنشأ فيه ، أولهما نقل التراث بعد تخليصه من الشوائب ، وثانيهما إضافة ما ينبغي إضافته لكي يحافظ المجتمع على حياته .
2 ـ ضرورة اعتبار التربية المدرسية عملية حياتية وليست عملية إعداد للمستقبل ، فلقد اعتبرت المدرسة القديمة أن العملية التربوية التي تتم في المدرسة هي من أجل إعداد التلاميذ للمستقبل ، أي أنها ترتبط بالمستقبل أكثر مما ترتبط بالحاضر ، وأنه بناءً على هذه النظرة يهون عمل أي شيء في الحاضر إذا كان يضمن قيمة أو فائدة للمستقبل ، بما في ذلك العقاب البدني ، وأن مسايرة رغبات التلاميذ عمل غير مقبول ، بل وممنوع معتبرة ذلك عملاً لا يحقق هدفاً مفيداً للمستقبل .
3 ـ ضرورة الاهتمام بالموضوعات العملية والمهنية ، وبمبدأ الفعالية بصورة عامة ، ودعا إلى ضرورة الاهتمام بالأعمال اليدوية والمهنية في المنهج الدراسي ، وعدم الإقلال من شأنها ،مؤكداً على مبدأ الفعالية في الحصول على الخبرة والتعلم ما دامت التجربة هي التي تظهر الخطأ أو الصواب في فرضياتنا وآراءنا ، ودعا إلى النظر إلى الموضوعات النظرية والمهنية على قدم المساواة مؤكداً على ضرورة إدخال أنواع مختلفة من المهن إلى المدرسة حيث أن هذه المهن تجدد روح المدرسة وتربطها بالحياة ،وتجعل المدرسة بيئة صادقة للطفل يتعلم منها العيش المباشر بدلاً من أن تكون مجرد محل لتعليم دروس ذات صلة بعيدة ومجردة بحياة قد تقع في المستقبل ، وليكن معلوماً أن الهدف من إدخال المهن إلى المدرسة ليس من أجل القيمة الاقتصادية ، ولكن من أجل تنمية القوة الاجتماعية ، وبعد النظر ، فالمهنة تجهز التلميذ بدافع حقيقي ، وتعطيه خبرة مباشرة ، وتمنحه الفرصة للاتصال بالأمور الواقعية .
4 ـ ضرورة اهتمام المدرسة باللعب بالنسبة للتلاميذ كوسيلة لتنمية قدراتهم الجسمية والعقلية ، حيث أن اللعب يعتبر الفعالية الجدية في حياة الطفل ، والأكثر قابلية لإطلاق قواه الكامنة .
ومن المؤسف أن نرى الكثير من الآباء والأمهات يعتبرون اللعب نوع من السخف ، ومضيعة للوقت ولا يخدم أطفالهم ، وهم يحاولون الحد من نشاطات أبنائهم ، ويعزون ضعفهم في بعض الدروس راجع إلى اهتمامهم باللعب على حساب دروسهم ، دون أن يكلفوا أنفسهم التحري عن السبب الحقيقي لذلك ، ومعالجته .
إن اللعب ضروري جداً للأطفال ، ضرورة الطعام والشراب ، من أجل ضمان سلامة نموهم العقلي والجسدي بشكل طبيعي .
5 ــ ضرورة ربط العملية التربوية بالديمقراطية ، حيث أكد المربي [جون ديوي] على ذلك في كتابه التربوي الأول [الديمقراطية والتربية ] معتبراً أن الديمقراطية أسلوب في الحياة ، وليست مجرد تطبيق سياسي لمفهوم قديم يرجع إلى عهد اليونان في العصور القديمة ووصف الديمقراطية التي عناها قائلاً :
{ فليست الديمقراطية مجرد شكل للحكومة ، وإنما هي[b] في أساسها أسلوب من الحياة المجتمعة والخبرة المشتركة والمتبادلة } .
وعلى هذا الأساس فإن الديمقراطية تعني المساواة بين الأفراد وتهيئة الفرص المتكافئة لهم دون تمييز ،وتعني التكافل الاجتماعي ، والعدالة الاجتماعية ، وحرية الاعتقاد ، والقول ، والنشر ، والاجتماع ، وهي تعني إقامة علاقات إنسانية تتسم بالأخذ والعطاء وتغليب العقل والخبرة في مجابهة وحل المشكلات التي تصادفنا .
إن المدرسة الديمقراطية التي نصبو إليها هي تلك المدرسة التي يعيش فيها التلاميذ والمعلمون وسائر العاملين فيها زملاءً متعاونين من أجل تحقيق الهدف المشترك الذي يخدم الجميع .
إن واقع مدارسنا العراقية اليوم تمثل كارثة في أساليبها التربوية العقيمة القائمة على العنف وعلى الكبت ، تماماً كما هو الواقع في البيت حيث ُيمارس القمع والكبت ضد الأطفال مما يؤثر تأثيراً سلبياً بالغ الخطورة على مستقبل أجيالنا .
ومما زاد في الطين بلة كون أجيالنا عاشت في ظل نظام شمولي دكتاتوري قمعي صفى خلال أربعة عقود أي مظهر من مظاهر الديمقراطية ، وسلب المواطن كافة حقوقه الديمقراطية والإنسانية وسعى إلى تقديس الدكتاتور ، ومسخ شخصية الإنسان ، وزوّر التاريخ بأبشع صورة ، وجعل من المناهج والكتب الدراسية أدوات لعملية غسل خطيرة لأدمغة أبنائنا ،وعمل بكل الوسائل والسبل على حشو أدمغة التلاميذ بالأفكار البعثية الفاشية التي تقدس الحروب ، وتجنيد التلاميذ فيما يسمى بالأشبال في الصفوف الأولى وفدائيي صدام في المرحلة المتوسطة والثانوية وشجع على العنف والعدوان وحتى القتل بابشع الأساليب وحشية كما جرى حينما قام ما يسمى بفدائيي صدام بقطع رؤوس مئات النساء وتعليق جثثهن أمام أبواب دورهن .
لقد جعل النظام العراقي من حزب البعث السلطة المسيطرة والموجهة للعملية التربوية طلاباً ومعلمين ووصل بالنظام العراقي الأمر أن أصدر قراراً بكون التعليم بمختلف مراحله بعثياً وأجبر المعلمين على الانتماء لحزب البعث أو ترك التعليم مما اضطر الكثير من المعلمين إلى ترك الخدمة التعليمية واضطر القسم الآخر إلى الرضوخ لهذا القرار الجائر بسبب وضعهم المعيشي ، أو بسبب الخوف المسيطر على جميع أبناء الشعب من جرائم النظام التي لا نظير لها في العالم أجمع ضد كل من لا يسير في ركابهم ، أو يُشك في ولائهم للنظام الفاشي.
إننا أمام مهمة عاجلة وضرورية تقتضي إعادة النظر الشاملة في كافة المناهج الدراسية وتنقيتها من كل الشوائب التي ألحقها بها النظام الفاشي القمعي طيلة سنوات حكمه البغيض ، والاستعاضة عنها بمناهج تتخذ من الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان أساساً لها لكي نربي على هديها أجيالنا من جديد تربية قائمة على حب الإنسان لأخيه الإنسان والاحترام المتبادل والإيمان المطلق بالحرية وحقوق الإنسان ، وينبغي أن تتخذ مناهجنا الدراسية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كعنصر أساسي في تربية أجيالنا ، وفي مختلف المراحل الدراسية ،ابتداءً من العام الدراسي القادم .
[/b][/b]http://www.alba7es.com/Page162.htm
عدل سابقا من قبل Admin في الخميس أبريل 09, 2009 10:44 am عدل 6 مرات | |
|
Admin//د.وسام محمد المدير العام Administrator
الابراج :
عدد المساهمات : 3746 تاريخ الميلاد : 13/10/1981 العمر : 43 نقاط : 6263 تاريخ التسجيل : 04/01/2008 رقم الهاتف الجوال : 0020169785672
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: رد: من أجل إحداث تغيير شامل للمناهج والكتب الدراسية(نظرة تاريخية) ومقال عن وجهة نظر خبراء تطوير المناهج التعليمية وبحث عن الفرق بين تحسين وتطوير وتغيير المناهج الأربعاء أبريل 08, 2009 10:43 pm | |
| التعليم في مصر.. "أمن قومي" أم "نكسة" قومية؟! شرح الصورة: الهوة تتسع بين فئات المجتمع: طلبة مصريون يتابعون محاضرة في الجامعة الألمانية بالقاهرة التي فتحت أبوابها في أكتوبر 2003 على غرار أعداد محدودة من زملائهم في االجامعات الخاصة والأجنبية في مصر (Keystone Archive) مفي عصر العولمة.. التعليم الجيد والشهائد الرفيعة لم تعد تكفي![/b
- </li>
- 29.12.2007
- 10.08.2002
التعليم هو العقدة.. وهو الحلّ!
[b]أكد عدد من الخبراء المصريين المتخصصين في التربية والتعليم، والمناهج الدراسية، وشؤون البرلمان أن تغيير وتطوير مناهج التعليم في العالم العربي قضية ملحة وضرورية، وطالبوا بتشكيل لجنة لتطوير المناهج، في كل دولة من الدول العربية، تكون مهمتها إعادة تطوير المناهج على الأقل كل 3 أعوام، بحيث تضيف الجديد وتلقي بالقديم إلى سلة المهملات.وقال الخبراء الذين استطلعت "سويس إنفو" آراءهم في القاهرة إن التطوير "لا بد أن يكون شاملاً ومتكاملاً فيشمل المعلم والمتعلم والمناهج وطرق التدريس"، معتبرين أن "سبب الأزمة التي تعاني منها النظم التعليمية في بلادنا العربية هو عدم الترابط بين عناصر العملية التعليمية، حيث يتعلم الطالب وفق نظرية الحفظ والتلقين بينما تأتي الامتحانات وفق نظرية إعمال العقل والتفكير التي لم يدرسها".
وفي محاولة للوقوف على ملامح وأسباب المشكلة، والحلول المقترحة للخروج من المأزق الذي يثير مخاوف واسعة استطلعت "سويس إنفو" آراء عدد من الخبراء والمتخصصين يتقدمهم المفكر والخبير التعليمي المصري الدكتور حامد عمار، الأستاذ بكلية التربية بجامعة عين شمس، الملقب بشيخ التربويين، والخبير التربوي الدكتور حسن راتب، والدكتور محمد البلتاجي عضو مجلس الشعب وأحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين بمصر،و جورج إسحاق أحد مؤسسي ومنسقي الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية"."الطريقة البنكية"! ففي البداية؛ يوضح الدكتور حامد عمار، أن آخر تقارير البنك الدولي، الصادرة في عام 2007م، لتقييم نظم التعليم في حوالي 180 دولة، كشف أن كل الدول العربية، باستثناء دول الخليج، تقع في نقطة متوسطة، أو أدنى من المتوسطة، ومعنى هذا أنها لم تستكمل إلزامية التعليم الأساسي.
وقال عمار الملقب بشيخ التربويين في تصريحات خاصة لـ"سويس إنفو": إن لدينا قصورًا وخللا واضحًا، فيما يُسمى بإتاحة التعليم للجميع، واستيعاب جميع الأطفال والشباب في مؤسسات التعليم، وهذا القصور الكمي إذا أضفت إليه القصور الكيفي، في نوع التعليم وجودته، في التنمية المتكاملة لشخصية المتعلم، فكرًا وقيمًا وسلوكًا ومهارات، إذا أضفت هذا فإنك ستفهم سبب هذا التقدير المتدني؛ الذي وضعه البنك الدولي للتعليم العربي.
ويشير عمار إلى أن المناهج العربية متقاربة في مضمونها وموادها الدراسية، وحتى في كتبها، مع اختلافات بسيطة في الأغلفة والصور، كما أن طريقة التدريس متخلفة، وعلى الرغم من أن بعض الدول العربية أدخل الحاسوب، كأداة من أدوات التعلم؛ إلا أن الطريقة المتبعة في جلها، إن لم يكن كلها، هي طريقة "تلقين" المدرس للتلاميذ، وحفظ التلاميذ والطلاب لما يلقنه المدرس!
ويبين عمار أن طريقة التعليم في العالم العربي تسير وفق نظرية "الطريقة البنكية"، بمعنى أن المدرس لديه رصيد من المعلومات، هذا الرصيد يودعه في عقول التلاميذ, والبنك يحتفظ بهذه الوديعة المعرفية، ثم حين يأتي الامتحان يسحب الطالب من هذا الرصيد في البنك؛ ليصبها على ورقة الإجابة، حتى في تدريس العلوم والرياضيات؛ التي تحتاج إلى التجريب، فجميعهم يعتمد على الحفظ.
وحول الروشتة المقترحة لإصلاح العملية التعليمية في العالم العربي؛ يقول د. حامد عمار: هذه الروشتة تبدأ بالقضاء على الكثافة المرتفعة وغير المعقولة داخل فصول الدراسة، أضف إلى ذلك ضرورة التجديد والتطوير والتحديث المستمر للمعلومات، ففي زخم الثورة المعرفية والتكنولوجيا يُقال: إن كل معرفة تمر عليها 3 سنوات تصبح متقادمة، أما في العالم العربي؛ فالكتاب يظل كما هو من أيام سيدنا نوح، وإذا أردوا أن يطوروه يغيرون جلدته وشكله، لدرجة أن بعض البلاد العربية ما زالت تدرس نظريات عفا عليها الزمن، بل وكشف العلم الحديث عدم صدقها!.
وينتهي شيخ التربويين إلى القول بأن تغيير وتطوير المناهج قضية ملحة وضرورية، ويجب أن تتشكل في كل دولة من دولنا العربية، لجنة لتطوير المناهج، مهمتها إعادة تطوير المناهج – لا أقول كل عام، بل على الأقل كل 3 أعوام- بحيث نأتي بالجديد، ونلقي بالقديم إلى سلة المهملات!. في كل عام، تكون نتائج الإمتحانات محل اهتمام شعبي واسع في مصر مناهج لم تتغير منذ عقود!!ومن جهته؛ يكشف الخبير التربوي الدكتور حسن راتب عن أن أزمة التعليم في مصر ليست وليدة اللحظة، فهي تظهر بوضوح منذ فترة طويلة، ولعل أهمها أزمة المناهج التي لم تتغير منذ عقود، مشيرًا إلى أن سبب أزمة المناهج أن عمليات التطوير التي تتم عبارة عن قص ولصق، ومن هنا جاءت الكتب لا تغطي المعايير المطلوبة للتعليم.
وفي تصريحات خاصة لـ"سويس إنفو"؛ قال راتب: "التطوير يشمل المعلم، والمتعلم والمنهج وطرق التدريس، ولو تم الاتفاق فيما بينهم فلن تكون هناك مشكلة، وهو ما كان متحققاً حتى عام 1967، حين كان الدرس الخصوصي عاراً ودليلاً على عدم تفوق الطالب، أما الآن فتفتخر الأسر بأن أبناءها يأخذون أكثر من درس في المادة الواحدة"!
يتابع راتب: "في مايو الماضي انعقد مؤتمر عام للتعليم الثانوي، برعاية وزيري التربية والتعليم، والتعليم العالي، وصدرت توصيات شبه قرارات لتطوير الثانوية العامة، يبدأ تنفيذها عام 2013 بداية من المرحلة الإعدادية، وهي الحد الأدنى من الوقت لكي نبدأ جيداً وحتى لا نخطئ مرة أخرى، فكل قرارات التغيير والتطوير السابقة كانت عبارة عن تجريب، حتى وإن اعتقد النظام أنها تطوير حقيقي".
واستطرد راتب قائلاً: "سبب الأزمة التي نعاني منها كل عام في الامتحانات هو عدم الترابط بين عناصر العملية التعليمية، لأن الطالب يتعلم بطريقة الحفظ والتلقين والامتحانات تأتي له وبها شيء من التفكير، ولو كان تعلم بأكثر من مهارة وتعرض لمثل هذه الامتحانات لم تكن لتحدث أي مشكلة، الامتحان يأتي من المنهج وفي مستوى الطالب، لكنه ليس في مستوى ما تعلمه من مهارات، ولكن المدرسة أصبحت طاردة للطالب، والمدرس الخصوصي يقدم ملخص الكتاب المدرسي في برشامة، ومن هنا أنصح بالتغيير الشامل للعملية التعليمية". الدكتور محمد البلتاجي، العضو في لجنة التعليم بالبرلمان المصري فاقد الشيء لا يعطيه! وبدوره، اعتبر النائب الإخواني الدكتور محمد البلتاجي، عضو مجلس الشعب (أحد غرفتي البرلمان)، أن التعليم في مصر مهنة من لا مهنة له، وأن السبب الأساسي في أزمة التعليم في مصر هو "وجود عدد كبير من المدرسين غير المؤهلين تربويًا، ممن يملكون المادة العلمية ويفتقدون للطرق العلمية للتدريس"، حسب رأيه.
وقال البلتاجي، الأستاذ بكلية الطب بجامعة الأزهر في تصريحات خاصة لـ"سويس إنفو": "المشكلة ليست أزمة مناهج، لكنها أزمة طرق تدريس، وللأسف فإن أغلب المدرسين ليسوا من خريجي كليات التربية، فطبقا لإحدى الدراسات الحديثة فإن عدد المدرسين المؤهلين تربويًا في مصر لا يتجاوز 30% فقط، وهو ما يعني أن هناك 70% غير مؤهلين؟!، وهؤلاء هم السبب في إهدار الثروة التعليمية، لأنهم يعتبرون العملية التعليمية "شطارة وفهلوة".
وأوضح البلتاجي، العضو في لجنة التعليم بالبرلمان، أن المشكلة تتلخص في أننا "نعالج النتائج ونترك الأسباب، والمحصلة في النهاية أجيال متعاقبة من الجهلاء، وقد أثبتت إحدى الدراسات الحديثة فشل عدد كبير من متفوقي الثانوية العامة في حياتهم العلمية في كليات القمة مثل الطب والهندسة والصيدلة، لأنها تعتمد على طريقة التفكير وليس الحفظ والتلقين الذي نجحوا به، ففاقد الشيء لا يعطيه".
ويرى البلتاجي أن "الحل يكمن في عودة أمر التكليف لخريجي كليات التربية"، متسائلاً عن سبب وقف وزارة التربية والتعليم أمر التكليف لخريجي 24 كلية تربية عامة، و17 كلية تربية نوعية، بينما هم فقط المؤهلون للعملية التعليمية، فيما تعين الحكومة غير المؤهلين تربويًا ليقوموا بوظيفة التدريس.. جورج إسحاق، العضو البارز في حركة "كفاية" المعارضة حكومة لا تستمع للخبراء! أما جورج إسحاق أحد مؤسسي وقيادات الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية"، فقد كان أكثر حدة من سابقيه في نقد نظام التعليم في مصر، حيث قال: "التعليم في مصر في حالة متردية جدًا، ونحن لسنا أقل من دول العالم التي رفعت شعار الأمة في خطر، لأن التعليم في خطر، بل يجب أن نعلن أن الأمة في خطر"!
وأضاف إسحق؛ الخبير في شئون التعليم في تصريحات خاصة لـ"سويس إنفو": "التعليم بمصر يحتاج إلى مراجعة دقيقة في كافة عناصره؛ الطلاب والامتحانات والأبنية والمناهج وتأهيل المعلمين"، مطالبًا بضرورة الدعوة لعقد مؤتمر قومي تتبناه الدولة يشارك فيه جميع المعنيين بالتعليم في مصر، لأن هذا الأمر يخص الجميع وليس الحكومة فقط، وأن نستمع للشباب لأنهم عقول الأمة ولديهم من الأفكار ما ينفع التعليم بلا شك.
وقال إسحاق: كل ما يقال عن إصلاح التعليم ما هو إلا وهم، فالواقع التعليمي شديد التردي والسوء، وما لم نهتم بتطويره سيبقى الوضع على ما هو عليه لسنوات طوال، ولن نخرج من الدائرة المغلقة التي وضعتنا فيها الحكومة، معتبرًا أن "لدينا العقول الأكفاء القادرة على تطوير التعليم بالشكل اللائق ولكن على الدولة الاستماع للمتخصصين والخبراء".
وطالب إسحاق بتغيير وتطوير المناهج، داعيًا كل الشركاء للمشاركة في العملية التعليمية؛ من أولياء الأمور والطلبة والمعلمين والمتخصصين والخبراء في مؤتمر قومي، يتحدث فيه الجميع عن رؤيته للتطوير لكي نخرج بصيغة نتفق عليها جميعًا.
وردًا على سؤال حول: لماذا لا تسمع الحكومة لآراء الخبراء والمختصين؟!؛ قال إسحاق: "الحكومة لا تسمع لأن الذي يحكم هو الحزب الوطني، وهو حزب لا يسمع ولا يتكلم ولا يرى ولا يتحرك لما فيه صالح الوطن، بل إن حكومتنا ترى فينا أمة جاهلة"، على حد تعبيره. الكاتب والصحافي المصري فهمي هويدي أخطر من نكسة يونيو 67 !! وكان المفكر الكاتب الصحفي فهمي هويدي قد استنكر فضيحة تسريب امتحانات الثانوية العامة الأخيرة، معتبرًا أنها "نكسة كاشفة لفشل نظامنا التعليمي، بقدر ما كانت هزيمة يونيو67 نكسة كشفت نظامنا السياسي".
وقال هويدي في مقاله الأسبوعي بجريدة الأهرام المصرية (8 يوليو 2008)، والذي جاء تحت عنوان "انقضوا أو انفضوا": "نكستنا التعليمية خبر سيئ لا ريب، لكن الأسوأ منه أن نهون من شأنها، ذلك أنني أزعم أن تلك النكسة تبدو من بعض الزوايا أخطر من هزيمتنا العسكرية قبل أربعين عامًا، فإذا دققنا في نكستنا التعليمية فسنجد أنها هزيمة للحاضر والمستقبل، من شأنها أن تحدث انكسارا في مسيرة الوطن يتعذر التعافي منه في الأجل المنظور". وأضاف هويدي أن "النكسة العسكرية تدمر الجيش، أما النكسة التعليمية فتدمر المجتمع. في الأولي يقتلنا العدو، وفي الثانية نقدم بأنفسنا علي الانتحار..".
وانتهى إلى القول بأن مصر اهتزت "حين حدثت نكسة يونيو عام 67، حتى قدم بعض المسؤولين عنها إلى المحاكمة، لكن نكستنا التعليمية قوبلت بهدوء مدهش، وبسلوك بيروقراطي محير.. لكن أحدا لم يتحرى إجابة السؤال الكبير: لماذا وصل بنا الحال إلي ذلك الدرك؟همام سرحان - القاهرةhttp://www.swissinfo.org/ara/front.html?siteSect=109&sid=9359198&cKey=1217176749000&ty=st | |
|
Admin//د.وسام محمد المدير العام Administrator
الابراج :
عدد المساهمات : 3746 تاريخ الميلاد : 13/10/1981 العمر : 43 نقاط : 6263 تاريخ التسجيل : 04/01/2008 رقم الهاتف الجوال : 0020169785672
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: للإجابة عن السؤال الأول والذي ينص على "ما الفرق بين تحسين وتطوير وتغير المناهج؟ الخميس أبريل 09, 2009 9:04 am | |
| | |
|
مونى00 مشرف Supervisor
الابراج :
عدد المساهمات : 700 تاريخ الميلاد : 02/07/1987 العمر : 37 نقاط : 1489 تاريخ التسجيل : 28/03/2009
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: رد: من أجل إحداث تغيير شامل للمناهج والكتب الدراسية(نظرة تاريخية) ومقال عن وجهة نظر خبراء تطوير المناهج التعليمية وبحث عن الفرق بين تحسين وتطوير وتغيير المناهج الأحد أبريل 12, 2009 12:41 pm | |
| | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: من أجل إحداث تغيير شامل للمناهج والكتب الدراسية(نظرة تاريخية) ومقال عن وجهة نظر خبراء تطوير المناهج التعليمية وبحث عن الفرق بين تحسين وتطوير وتغيير المناهج الثلاثاء أبريل 14, 2009 7:18 am | |
| موضوع في الصميم استاذنا الفاضل وسام ياريت كل المعينين بالتربية والتعليم يروا هذا الموضوع لك جزيييييييل الشكر ووافر التقدير يا سيادة المدير [url=http://www.0zz0.com] [/url |
|
yasmin abd elatif الوسام الذهبي
الابراج :
عدد المساهمات : 1319 تاريخ الميلاد : 27/08/1987 العمر : 37 نقاط : 1735 تاريخ التسجيل : 13/10/2008
| موضوع: رد: من أجل إحداث تغيير شامل للمناهج والكتب الدراسية(نظرة تاريخية) ومقال عن وجهة نظر خبراء تطوير المناهج التعليمية وبحث عن الفرق بين تحسين وتطوير وتغيير المناهج الثلاثاء أبريل 14, 2009 4:04 pm | |
| الف شكر موضوع رائع يا استاذ وسام بس بجد نتمنى ان التعليم يتغير للاحسن وليس للاسوا "فالتعليم المصرى اصبح غير مواكب للحضارة والعالم من حولنا فلابد ان نتخلى عن المقولة "احنا بناة الاهرام واصحاب سبعة الاف سنة اسال الله ان تتحسن احوال التعليم المصرى والف شكر | |
|