[
b] الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فأعرض لكم بعضا مما جاء في دراسة الأستاذ خالد بن صالح السبيعي من جامعة الملك سعود بالرياض والتي حملت عنوان (العوامل المؤدية إلى ضعف مشاركة
الطلاب في الأنشطة الطلابية ووسائل التغلب عليها من وجهة نظر الطلاب بجامعة الملك سعود)
ومن أراد العودة إلي مصدرها فيمكنه الرجوع لمجلة رسالة الخليج العربي العدد(94)
الملخص:
تحظى الأنشطة الطلابية باهتمام كبير من المسؤولين والمتخصصين في التعليم العالي لكونها ضمن المهام الرئيسة للجامعة في رعاية الطلاب. ولقد تباينت الرؤى والتوجهات حول ممارسة الأنشطة الطلابية الجامعية وأهميتها في تحسين الحياة الدراسية للطلاب، وتحاول هذه الدراسة الميدانية تقصي الأنشطة التي يمارسها الطلاب في الجامعة بهدف استخلاص ما تسفر عنه من نتائج ميدانية يمكن الاستفادة منها لتطوير ممارسة الأنشطة الطلابية الجامعية بشكل عام.
وتتلخص أهداف الدراسة فيما يلي:
1) التعرف على واقع مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية في جامعة الملك سعود بالرياض.
2) تقدير مستوى مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية في جامعة الملك سعود بالرياض كما يراها الطلاب في ضوء متغيرات الدراسة التالية: نوع الكلية؛ المستوى الدراسي؛ المعدل التراكمي؛ مكان الإقامة.
3) تحديد العوامل المؤدية إلى ضعف مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية كما يراها الطلاب بجامعة الملك سعود بالرياض في ضوء متغيرات الدراسة التالية: نوع الكلية ؛ المستوى الدراسي؛ المعدل التراكمي؛ مكان الإقامة.
4) تقديم المقترحات المناسبة لتقوية مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية في جامعة الملك سعود بالرياض بناء على نتائج الدراسة.
وقد كانت أهم نتائج الدراسة ما يلي:
• أن نسبة الطلاب أفراد الدراسة غير المشاركين في الأنشطة الطلابية عالية جدًّا حيث تراوحت نسبة الطلاب غير المشاركين فيها من (65.4 %) إلى(93.6%) موزعة على مختلف الأنشطة الطلابية.
• أن واقع مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية بجامعة الملك سعود ضعيف بصفة عامة. وأن الأنشطة الطلابية الأكثر ممارسة في الجامعة هي الأنشطة الاجتماعية حيث بلغ المتوسط الحسابي العام (8.81)، يليه في المرتبة الثانية الأنشطة الرياضية بمتوسط عام (5.84)، وجاءت الأنشطة الثقافية في المرتبة الأخيرة بمتوسط عام (3.50) .
• توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0.05 في مشاركة الطلاب في الأنشطة بوجه عام، تعزى إلى اختلاف نوع الكلية التي يدرسون فيها .
• لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0.05 في مشاركة الطلاب في الأنشطة بوجه عام، تعزى إلى اختلاف المستوى الدراسي للطلاب، حيث قيمة (ف= 1.58) غير دالة إحصائيًّا عند مستوى الدلالة 0.05 والذي يساوي = (0.15) .
• لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0.05 في مشاركة الطلاب في الأنشطة بوجه عام، تعزى إلى اختلاف المعدل التراكمي، حيث قيمة (ف= 0.80) غير دالة إحصائيًّا عند مستوى الدلالة 0.05 والذي يساوي = (0.52) .
• توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0.05 في مشاركة الطلاب في الأنشطة بوجه عام، تعزى إلى اختلاف مكان الإقامة، وذلك بين الطلاب المقيمين في الإسكان الجامعي، وزملائهم المقيمين في مدينة الرياض لصالح الطلاب المقيمين في الإسكان الجامعي.
• أن من أكثر العوامل المؤدية إلى ضعف مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية بالجامعة ما يلي:
1) عدم التشجيع الكافي الذي يتلقاه الطلاب من أعضاء هيئة التدريس بمتوسط (2.65) .
2) ازدحام اليوم الدراسي بالمقررات الجامعية بمتوسط (2.64) .
3) ليس للمشاركين في الأنشطة الطلابية أي تقدير(درجات) في التقويم النهائي للمقررات الدراسية بمتوسط (2.56) .
• أن معظم أفراد الدراسة يرون أهمية العوامل المؤدية إلى تقوية مشاركاتهم في الأنشطة الطلابية الاجتماعية، والثقافية، والرياضية بالجامعة.
وفي ضوء نتائج الدراسة يمكن تقديم التوصيات التالية:
1) تدل نتائج الدراسة على أن مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية بجامعة الملك سعود ضعيفة بصفة عامة. ولذا ينبغي توجيه جهود إدارة الجامعة نحو رفع مستوى مشاركة الطلاب في جميع الأنشطة الطلابية على اختلافها وتنوعها نظراً لأهميتها في نمو شخصياتهم المتكامل.
2) ضرورة الاهتمام بالعوامل التي عبر عنها أفراد الدراسة والتي تؤدي إلى زيادة مشاركة الطلاب في الأنشطة المتنوعة؛ ومن أهمها: توفير المستلزمات من الأجهزة المناسبة لممارسة الأنشطة الطلابية؛ التنويع والتجديد في المسابقات والأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية؛رصد جوائز عينية تتناسب مع حاجة الطالب الجامعي.
3) التأكيد على أهمية تطوير أداء مشرفي الأنشطة الطلابية في الجامعة وذلك من خلال عقد ورش عمل لتفعيل الأنشطة الطلابية؛ وعقد دورات تدريبية في مجال تطوير الأنشطة الطلابية؛ وتبادل الزيارات والخبرات والمعلومات مع المشرفين في الجامعات الأخرى .
4) العمل على استقطاب طلاب الجامعة المبدعين والمبرزين للاستفادة منهم كقادة في برامج الأنشطة الطلابية وعناصر جذب للطلاب للمشاركة في الأنشطة الجامعية.
5) القيام بدراسة مقارنة بين واقع مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية في الجامعة وجامعات أخرى.
المقدمة:
يتضمن المنهج الجامعي بالمفهوم الحديث كل ما تقدمه الجامعة لطلابها تحقيقا لأهدافها التربوية الرامية إلى رعاية نموهم المتكامل من جميع الجوانب العقلية والنفسية والاجتماعية. ولتحقيق هذه الأهداف فإنه يجب ألا تقتصر برامج التعليم الجامعي على العلاقات التقليدية بين الأستاذ وطلبته في قاعات الدراسة، بل إلى ما هو أبعد بحيث تتضمن تلك البرامج أنشطة وفعاليات ومواقف متنوعة ليتمكن الطالب من خلال المشاركة فيها صقل شخصيته وتنمية مهاراته وقدراته على حل المشكلات التي تواجهه(العثمان وآخرون،1422،ص738).
وانطلاقاً من ذلك المفهوم فقد احتل النشاط الطلابي الجامعي أهمية خاصة في برامج الجامعات باعتباره رافدا أساسيا للعملية التعليمية. وتعتبر جامعة الملك سعود أنموذجاً للجامعات السعودية من حيث تقديم الخدمات الطلابية المتنوعة كالرعاية الاجتماعية والنفسية، وخدمات صندوق الطلاب، والمنح الدراسية، ورعاية الطلاب الوافدين، والأنشطة الاجتماعية والثقافية والكشفية والرياضية، والإسكان، والتغذية، والرعاية الصحية.
وبالرغم من توافر هذه الأنشطة ومراكز الخدمات بجامعة الملك سعود بالرياض والجهود المبذولة والفرص المتاحة للطلاب فيها، إلا إنه يلاحظ ضعف في مشاركة الطلاب في تلك الأنشطة التي تقدمها الجامعة. لذلك كان لابد من القيام بدراسة للتعرف على واقع مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية والعوامل المؤدية إلى ضعف مشاركتهم ووسائل التغلب عليها من وجهة نظرهم .
مشكلة الدراسة:
إن من أهم أهداف التعليم الجامعي بمفهومه التربوي أن يهيئ المناخ المناسب لنمو الطلاب نمواً متكاملا ومتوازناً من جميع الجوانب العقلية والنفسية والاجتماعية، بالإضافة إلى تمكينهم من اكتساب المعارف والمهارات الأساسية التي تعدهم إعداداً مناسبا للمشاركة في خدمة المجتمع وتطوره في المجالات الحياتية المختلفة.ورغم توافر مراكز الخدمات بجامعة الملك سعود والفرص المتاحة للطلاب للإفادة منها، إلا إنه يلاحظ أن مستوى مشاركة الطلاب في تلك الأنشطة التي تقدمها الجامعة دون المستوى المطلوب ولا يتناسب مع كثافة الأنشطة المقدمة وتنوعها. وانطلاقاً من هذا الواقع فإن الباحث يعتقد أن إجراء دراسة ميدانية للتعرف على واقع مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية والعوامل المؤدية إلى ضعف مشاركتهم ووسائل التغلب عليها من وجهة نظرهم جدير بالاهتمام. وبناء على ذلك يمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية في السؤال التالي:
ما العوامل المؤدية إلى ضعف مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية بجامعة الملك سعود، وما وسائل التغلب عليها من وجهة نظر الطلاب؟.
أهداف الدراسة:
تتلخص أهداف الدراسة فيما يلي:
1) التعرف على واقع مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية في جامعة الملك سعود بالرياض.
2) تقدير مستوى مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية في جامعة الملك سعود بالرياض كما يراها الطلاب في ضوء متغيرات الدراسة التالية: نوع الكلية، المستوى الدراسي، المعدل التراكمي؛ مكان الإقامة.
3) تحديد العوامل المؤدية إلى ضعف مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية كما يراها الطلاب بجامعة الملك سعود بالرياض في ضوء متغيرات الدراسة التالية: نوع الكلية، المستوى الدراسي؛ المعدل التراكمي، مكان الإقامة.
4) تقديم المقترحات المناسبة لتقوية مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية في جامعة الملك سعود بالرياض من وجهة نظر الطلاب.
أهمية الدراسة:
تتلخص أهمية الدراسة في الجوانب التالية:
1- تعد مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية من الموضوعات الحيوية التي تستحوذ على اهتمامات المسئولين خاصة في عمادات شؤون الطلاب بالجامعات.
2- يؤمل أن تساعد نتائج هذه الدراسة متخذي القرار في التعرف على العوامل المؤدية إلى ضعف مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية التي تقدمها الجامعة، ووسائل التغلب عليها.كما يمكن أن تسهم توصياتها في مساعدة المسؤولين على اتخاذ الإجراءات العملية الهادفة لزيادة مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية التي تقدمها الجامعة ممثلة في كلياتها ومراكزها .
أسئلة الدراسة:
سعت هذه الدراسة للإجابة عن الأسئلة التالية:
1. ما واقع مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية في جامعة الملك سعود بالرياض؟
2. ما مستوى مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية في جامعة الملك سعود بالرياض كما يراها الطلاب في ضوء متغيرات الدراسة التالية: نوع الكلية، المستوى الدراسي، المعدل التراكمي، مكان الإقامة؟.
3. ما العوامل المؤدية إلى ضعف مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية كما يراها الطلاب بجامعة الملك سعود بالرياض في ضوء متغيرات الدراسة التالية: نوع الكلية، المستوى الدراسي، المعدل التراكمي، مكان الإقامة؟.
4. ما المقترحات المناسبة لتقوية مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية في جامعة الملك سعود بالرياض من وجهة نظر الطلاب؟
حدود الدراسة:
حددت الدراسة زمنيًّا ومكانيًّا وموضوعيًّا وفقًا للآتي:
1- أن الدراسة تعكس رؤى الطلاب المنتظمين في كليات جامعة الملك سعود بالرياض خلال فترة التطبيق الميداني وهي الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 1424/1425هـ.
2- أن الدراسة تعكس رؤى الطلاب المنتظمين في كليات جامعة الملك سعود بالرياض في مرحلة البكالوريوس.
3- أن الدراسة تتناول العوامل المؤدية إلى ضعف مشاركة الطلاب في الأنشطة ووسائل التغلب عليها.
مصطلحات الدراسة:
اعتمدت الدراسة المصطلحات التالية:
الأنشطة الطلابية:
تعرّف دائرة المعارف الأمريكية النشاط الطلابي بأنه : "تلك البرامج التي تنفذ بإشراف وتوجيه المؤسسات التربوية التي تتناول كل ما يتصل بالحياة التعليمية وأنشطتها المختلفة سواء ذات الارتباط بالمواد الدراسية أو بالجوانب الاجتماعية والبيئية أو ذات الاهتمامات الخاصة مثل نواحي التطبيقات العلمية أو العملية"(راشد،1408،ص284-285).
وتعرّف لائحة عمادة شئون الطلاب الأنشطة الطلابية بأنها: تلك الأنشطة الثقافية والفكرية والاجتماعية والرياضية التي تسهم في بناء وإعداد الشباب الجامعي وتحقق لهم الشخصية المتوازنة المتكاملة وذلك عن طريق تنمية وصقل طاقاتهم ومواهبهم، من خلال لجان النشاط الطلابي الاجتماعي والثقافي والعلمي والفني والرياضي بحيث يشرف على هذه اللجان أخصائي اجتماعي يرأسها أحد أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وتختص هذه اللجان بدراسة ووضع خطط النشاط في الكليات(العلي،1422،ص578).
ويقصد بالأنشطة الطلابية في هذه الدراسة: كل ما تقدمة جامعة الملك سعود لطلابها من الأنشطة الثقافية(العلمية والفنية)، والأنشطة الاجتماعية، والأنشطة الرياضية على مستوى الكليات وعلى مستوى الجامعة. وتشمل: المسابقات والمحاضرات والندوات والدورات، ونادي الجوالة والرحلات ومشروع تشغيل الطلاب ومشروع التبرع بالدم والحفلات والمهرجانات والمعارض والمخيمات بالإضافة إلى الأنشطة الرياضية المتنوعة.
ويقصد بمشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية في هذه الدراسة: الممارسات التي يقوم بها الطلاب أثناء مشاركتهم في الأنشطة الثقافية والاجتماعية والترويحية والرياضية خارج القاعات الدراسية في الكليات ومراكز جامعة الملك سعود بالرياض برغبة منهم وفقا لميولهم واهتماماتهم بإشراف من متخصصين مؤهلين.
الإطار النظري:
إن فكرة النشاط وعملية تطبيقه في العملية التعليمية هي فكرة قديمة قدم نشأة التعليم نفسه، فقد كانت التربية في الحضارات القديمة عند الإغريق والرومان عبارة عن نشاطات، اهتمت بالخطابة والموسيقا والمناظرة والرياضة البدنية، والرسم (سالم،2002،ص25)؛(شحاته،1418،ص21).
أما في الجامعات الأوروبية في العصور الوسطى فقد خلت الجامعات من ممارسة الطلاب لوسائل الترفيه والتسلية، واعتبرت كثيرًا من وسائل التسلية جريمة يعاقب عليها، بل إن اللوائح الجامعية اعتبرتها أداة لإفساد الأخلاق وصرف الطلبة عن العلم فضلا عن إخلالها بالنظام. وبالرغم من ذلك فقد مارس الطلاب في تلك الحقبة ألواناً من الأنشطة الترفيهية مثل الشعر والعزف على الآلات الموسيقية ولعب الشطرنج. وفي نهاية القرن الخامس عشر الميلادي قام بعض الطلاب بممارسة تمثيليات كان لها أثر واضح فيما بعد في نشأة الدراما الحديثة في فرنسا وإنجلترا (عاشور،1959،ص189-190).
ولقد مر النشاط اللاصفي في الولايات المتحدة الأمريكية بعدة مراحل، ففي المرحلة الأولى، كان الطلاب فيها ينظمون أنشطتهم غير المعترف بها. وفي المرحلة الثانية، كان هناك عدد من أعضاء هيئة التدريس يشرفون على الأنشطة الطلابية غير المعترف بها رسمياً. وفي المرحلة الثالثة، كان هناك من بين أعضاء هيئة التدريس من يتبنى الأنشطة الطلابية المعترف بها رسمياً. وفي المرحلة الرابعة، خصص للأنشطة الطلابية وقت في الجدول الدراسي. وفي المرحلة الخامسة، أجريت خلالها محاولات لإدخال الأنشطة في المنهج الصفي. أما في المرحلة السادسة، فقد ظهر مفهوم جديد للمنهج يضم كافة الأنشطة الطلابية التي يمارسها الطلاب وكان ذلك في عام 1935م (سالم، 2002، ص26).[/b]