الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنباء والمرسلين... وبعد
ففي فبراير الفائت اقيم بالعاصمة السعودية ( الرياض) المؤتمر التعليم الإليكتروني الدولي الثاني
فيما يلي سأعرض عليكم ورقة من احد جلساته، وقد حملت عنوان (الجامعة الافتراضية و التعليمُ الإليكتروني عن بُعد فَرِيضَةٌ غَائِبَةٌ عن مجال تَعْلِيمِ اللُغَةِ
العَرَبِيِّةِ للنَّاطِقِين بِلُغَاتٍ أُخْرَىَ) وهي من إعداد سعادة الدكتور / أسامة زكي السيد علي العربي من " وحدة البحوث و الاستشارات "
مركز الأمير سلمان للغويات التطبيقية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
وفيما يلي عرض جزئي لبعض ما حوته تلك الدراسة
آملا أن يكون فيها ما يعود بالنفع والفائدة
ملخص الدراسة :
تناولت الدراسة موضوع الجامعة الافتراضية و قضية تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى ، حيث كثرت الدراسات و البحوث حول الجامعة الافتراضية بصفة عامة ، دون التعرض لبرنامج أو مقرر معين يتواءم مع طبيعة و فلسفة الجامعة الافتراضية والتعليم الإليكتروني عن بُعد ؛ لهذا تعرضت الدراسة لقضية تعليم اللغة العربية للناطقين بوصفها فريضة تعليمية غائبة عن هذا مجال0 وقد حاولت الدراسة الإجابة عن ثلاثة أسئلة تناول السؤال الأول : مفهوم وفلسفة ونشأة الجامعة الافتراضية،تصنيفاتها، نماذجها التنظيمية ،رضا الطلاب عن الدراسة في الجامعة الافتراضية، مميزات الجامعة الافتراضية ، مؤشرات ازدهارها في عالمنا العربي،العوامل التي تحث متخذي القرار التعليمي على إنشاء الجامعة الافتراضية 0ثمَّ تناول السؤال الثاني منها : حيثيات تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى من خلال التعليم الإليكتروني عن بُعد، و إيجابيات تعليم اللغة العربية من خلال الجامعة الافتراضية و التعليم الإليكتروني عن بُعد0 ثمَّ تناول السؤال الثالث و الأخير: مضمون الجامعة الافتراضية المقترحة من حيث مبرراتها ، أبعادها : التعليمية و الثقافية و الاستراتيجية ، و آلية العمل فيها ، و متطلبات نجاحها
مُقدِّمَة :
تشهد البشرية تطورًا في جوانب الحياة كافة 00 أبرزها تكنولوجيا الاتصال و تبادل المعلومات ، فقد تغلغل الحاسوب والإنترنت حتى غدا من سلوكيات حياتنا اليومية ، فكلما ازداد الحيز الترددي وسرعة الإنترنت ازداد عدد الأشخاص الذين يتصلون بالشبكة العالمية في العالم عامًا بعد عامٍ 0
إن هذه التكنولوجيا التي غَيَّرت العالم خارج المدارس تُغيِّر الآن التعليم و التدريس داخل المدارس والجامعات ؛ فقد استُحدِثَتْ أنواعٌ جديدة من التعليم يستوعب تكنولوجيا الاتصال لتوفر للمتعلمين بيئة تعليمية افتراضية Virtual Learning تُلبي احتياجاتهم متجاوزة حدود الزمان و المكان بفضل فضاء الإنترنت حيث يلتف المجتمع الإليكتروني حول مائدة المعرفة 00
و قد أشارت الزهراء(2009) أنه في عام (2001م)أَطلقتْ جامعة بكين موقعًا لبوابة تعليمية تخدم نحو مليون طالب جامعي، و في بريطانيا أنشئت كل من الأكاديمية الافتراضية و الأكاديمية الدولية الافتراضية ، وفي عام 2005 سجلت الأرقام نحو (302) مليونَ طالب في التعليم الجامعي سجلوا على الأقل في مقرر دراسي واحد عبْر الانترنت،أي إنهم بعيدون تماماً عن القائم بالتدريس و مفصولون تمامًا عنه زمانًا ومكانًا00 و قد تضاعف هذا العدد في غضون ثلاث سنوات 0
نظرًا لجودة التعليم في هذه الجامعات الافتراضية فقد أنشأت دراسات عليا ، وارتادت مجالات جديدة مستقطبة أعدادًا من الطلاب ، ففي الجامعة الافتراضية للمعهد التكنولوجي في مونتري Virtual University of the Technological Institute of Monterry ITESM يُقدَّم تسعة وعشرون برنامجًا دراسيًا على مستوى الماجستير، وذلك في إطار حرم جامعي افتراضي (Virtual Campus) وأشار Blazer(2009 ) إلى ان النمط لمستحدث من التعليم ليس سوى ثمرة من ثمرات التعليم الإليكتروني عن بُعد الذي أثبت جدواه و تغلبه على كثير من مشكلات التعليم التقليدي وهذا ما أشار إليه(البنك الدولي (2003 ) مما يَعني أن الدارسين حول العالم أمامهم مجالات كثيرة لاختيار ما يحقق لهم الارتقاء المعرفي والعملي والمهني على مستوى عالٍ بفضل التعليم الإليكتروني عن بُعد ،وهذا ما أوضحه أيبر و جران Epper &Garn ( 2004)في دراسة وطنية شملت نحو (64) ائتلافًا وطنيًا لجامعات افتراضية و كليات حكومية ،نقلاً عن الصالح (ص 5، 2007)0
ولحاقًا بركب التطور التعليمي سعت بعض الدول العربية للاستفادة من التعليم الإليكتروني عن بُعد ؛فأنشأت سوريا، وتونس والمغرب الجامعة الافتراضية ،كما أنشأت المملكة العربية السعودية عمادات التعلم عن بُعد 00والمركز الوطني للتعليم الإليكتروني،كما تَمَّتْ الموافقة السامية على لائحة التعليم عن بُعد لِبَثِّ خدمة تعليمية – و ثقافة – جديدة تعتمد على الإنترنت 00وبدأت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ببث دروسها عبر الجامعة الافتراضية -مقرها في ماليزيا- لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ،ودعم تعليمها في منطقة جنوب شرق آسيا،كما أطلقت اول مكتبة رقمية، وهي أول جامعة افتراضية في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها www.raqamiya.org 0
وقد عرض سعادة الدكتور بعضا من الدراسات ذات العلاقة
ويتضح من الدراسات التي عرضها الدكتور ما يلي :
1. تزايد العناية بهذا المستحدث التعليمي الذي سيسهم في الرقي بالتعليم العربي في الألفية الثالثة0
2. أبرزت الدراسات السابقة ميزات و إيجابيات الجامعة الافتراضية ، و التعليم الإليكتروني عن بُعد0
3. أوضحت الدراسات السابقة أن الجامعة الافتراضية بديل لحل مشكلات التعليم التقليدي0
4. التوجه نحو الجامعة الافتراضية يعد نهضة و نقلة نوعية للتعليم الجامعي العربي في الألفية الثالثة 0
5. الدراسات التي اقترحت جامعة افتراضية لم تُحدد مجالات أو مقررات أو برامج دراسية وفق احتياجات المتعلمين المستهدفين من التعليم الإليكتروني عن بُعد0
6. لا توجد دراسة عربية سابقة – في حدود عِلْم الباحث – جمعت بين الجامعة الافتراضية وتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها كمجال تعليمي يلبي احتياجات المتعلمين حول العالم ؛مما يوضِّح أن الجامعة الافتراضية في عالمنا العربي بعيدة كل البُّعد عن مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى الذي يحتاج تضافر جهود التكنولوجيين و التربويين 00
تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى:
المملكة العربية السعودية من الدول التي تنبهت لأهمية هذا الأمر، فأنشأت العديد من معاهد تعليم اللغة العربية في الداخل و الخارج و ألحقته بالتعليم الجامعي، وقد ازداد الإقبال الشديد على تعلمها،فقد كان عدد دارسي اللغة العربية قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر نحو (500) دارس زاد عددهم نحو(1200)طالبٍ بعد شهر من هذا الحادث،و قد بلغ عددهم الآن نحو (3000) طالب بجامعة ميرلاند(الجبالي، 2009) 0
وقد أوضحت دراسة(عبد الحليم،1401هـ؛طعيمة،1985،2002؛جوب،2003؛عوض،2003؛يونس،2005؛طعيمة والناقة،2009) أن تعليم اللغة العربية يُعاني عدة مشكلات منها :
1) عدم القدرة الاستيعابية بمعاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى نتيجة اتساع الهوة بين الطلب الشديد لتعلم اللغة و الطاقة الاستيعابية لهذه المعاهد،حيث يتطلب استيعاب الأعداد الكبيرة- ضرورة- توفير أماكن مناسبة بمساحات مناسبة؛مما صعَّب على متعلمي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى فُرص الالتحاق بهذه المعاهد،إضافة إلى ضعف المقررات المقدَّمة،ورداءة الكتب شكلا ومضمونًا يونس( ص ، 212 ،2005) حيث لا تزال هي الوعاء التعليمي الأكثر شيوعًا0
2) أن هناك نقصًا واضحًا في توظيف التكنولوجيا في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها0
3) ضعف مستوى اللغة العربية : من خبرة الباحث في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى يمكن رصد ما يلي:
أ. الشكوى من ضعف تعلميها وتقليدية طرق تعليمها و تعلمها 00عن نظيرتها من اللغات الأخرى 0
ب. لم تنل العناية الكافية من مستحدثات العصر، مثلما نالت اللغات الأجنبية 0
4) نُدرة تبني مؤسسة وطنية لمشروع لغوي ينهض بهذه اللغة عبر الجامعة الافتراضية أو التعليم الإليكتروني عن بُعد0
5) ابتعاد الجامعة الافتراضية أو التعليم الإليكتروني عن بُعد عن مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى في عالمنا العربي0
6) ضعف انتشار اللغة العربية بوصفها لغة عالمية :حيث توصم بالصعوبة و تقليدية 0
الجامعة الافتراضية وحاجات متعلمي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى:
متعلمو اللغة العربية الناطقون بلغات أخرى الملتحقون بمعاهد تعليم اللغة تقع أعمارهم بين (19-21)عامًا 00وهناك فئة ممن تزيد أعمارهم عن ذلك يستهدفون ويحتاجون تعلم اللغة العربية ، وهم متعلمون كبار لديهم مسئوليات اجتماعية و مهنية 00و مِنْ ثَمَّ يَسْعَوْنَ للحصول على تعليمٍ مُنَظَّمٍ ذي جدوى يلتحقون به في الوقت و المكان المناسبين لهم؛لهذا أصبحت الجامعة الافتراضية،والتعليم الإليكتروني عن بُعد00البديل الأمثل لتحقيق حاجات هذه الفئة من المتعلمين 00و المتأمل في واقع الإنترنت يراه متغلغلاً في حياتنا ومؤسساتنا كافة وليست بيئة التعلم استثناءًا؛ لذا فإن بيئة التَّعلم الافتراضية تمثل فضاءً إليكترونيًا مُتاحًا على شبكة الانترنت يُمَكِّن الطلاب والمعلمين من التفاعل معًا بشكل مُشابه لما يَحدُثُ في بيئة التعلم الواقعية (سالم،2004؛ كنسارة،2005؛Marian&Dumitiru,2003) 00ولا يمكن النَّظر إلى أن التعليم الافتراضي أو التعليم عن بُعد بديل عن التعليم التقليدي بل إضافة ثرية تتيح الفرص لأكبر عدد من طلاب هذه الخدمة ممن لا يمكنهم الالتحاق بالتعليم التقليدي نظرًا لظروفهم المكانية و العمرية و العملية " ( Brmer,2001؛الصالح،2005؛خان ،2006؛Buket et al,2006؛طعيمة، 2007؛شنودة،2009؛ الزائدي،1430؛ القصاص،2010) 0
في دراسة الصالح (ص 5-6، 2007) تبين ان العديد من الدراسات التي قامت بتقييم مردود الجامعة الافتراضية و التعليم عن بُعد خلصت إلى فاعليته و أنه أكثر إيجابية عن التعلم التقليدي (الصالح ،2007) وأكدت الأبحاث أن البيئة التعليمية الثرية تكنولوجيًا تُثْمِر عن مردود أكثر إيجابية (الزهراء،2007) لذا صار لزامًا على كل مَعْنِي بأمر لغة القرآن الكريم من التكنولوجيين والتربويين و اللغويين أن ييسر تعليمها بالبحث عن سُبل الارتقاء بِها إذا اتفقنا على أن:
أ. الجامعة الافتراضية والتعليمَ الإليكتروني عن بُعد ذو جدوى في مجال التعليم عامة و اللغوي خاصة( Brmer,2001؛ الصالح،2005؛خان، 2006؛Buket et al,2006؛ طعيمة ،2007؛ 8؛الزائدي ،1430القصاص،2010)
ب. الجامعة الافتراضية والتعليمَ الإليكتروني عن بُعد أحد البدائل التعليمية التي صارت تفْرِضُ نفسها في عالم تحكمه التقنية المتقدِّمة0
ج. الجامعة الافتراضية والتعليمَ الإليكتروني عن بُعد إضافة ثرية ومُكمِّلة للتعليم التقليدي (مصطفي،2004؛الزائدي 1430؛ الخناق،2010) 0
د. نَشْرَ اللغة العربية بين الناطقين بلغات أخرى واجبٌ ديني ووطني ومطلبٌ استراتيجي مُلِّحٌ0
مشكلة الدراسة :بناء على ما سَبق تَبْرزُ مشكلة الدراسة الحالية في ندرة البدء- عربيًا- بتعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى من خلال الجامعة الافتراضية والتعليم الإليكتروني عن بُعد،إضافة إلى محدودية استيعاب المعاهد المنشأة لهذا الغرض نظرًا للإمكانات المكانية و التجهيزات التعليمية لكل معهد على الرغم من زيادة الطَّلَبِ على اللغة العربية عالميًا00وتَتَمثَّل مشكلة الدراسة في الإجابة عن السؤال التالي:
هل تُسهْم الجامعة الافتراضية أو التعليم الإليكتروني عن بُعد في تقديم أحد البدائل الناجحة لمستقبل تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى ؟
و يتفرع عن هذا السؤال الأسئلة التالية :
1- ما الجامعة الافتراضية ؟
2- ما مبررات و إيجابيات تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى من خلال التعليم الإليكتروني عن بعد؟
3- ما الرؤية المقترحة لتطبيق الجامعة الافتراضية في تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى؟
منهج الدراسة:
اعتمدت الدراسة الحالية المنهج الوصفي التحليلي للإجابة عن التساؤلات التي استندت إليها 0
أدبيات الدراسة:
لقد كانت مشكلة توصيل المعلومات و إتاحة المعرفة لمن لا تساعدهم ظروفهم على الالتحاق بالجامعات والمعاهد من الهموم التي تؤرق بال المفكرين والتربويين بوجه خاص ، و كان إنشاء الجامعات الافتراضية Virtual University ، التي تعتمد على فلسفة التعليم عن بُعدِ أحد الحلول للتغلب على هذه المُشْكِلة 00 فقد كان الغرض من إنشاء الحرم الجامعي الافتراضي و الجامعة الافتراضية زيادة فُرص التعليم للجميع – وإتاحتها - للحصول على مؤهلات ودرجات علمية دون الذهاب للجامعات،فهو نوع من التعليم المرن،فالطالب هو الذي يُحدد الزمان و المكان كي يتفاعل مع بيئة التعلم التي التحق بها ، وهذا النظام لا يتوافر في الجامعات التقليدية(عفيفي، 1425؛فحوص،2003؛Alekse&Chirs,2004؛fyodorove,2005 ؛ حنا،2009؛طعيمة،2007؛ القصاص،2010)00 مما جعل هذا النوع من التعليم ينمو بسرعة فائقة تتوازى وسرعة الانترنت ، و و تشير دراسة الصالح (ص 2- 4، 2007) أنه في عام (2000)دَرَسَ أكثر من 70 مليونَ شخص عبْر الإنترنت ،كما قُدِّمَ 50,000 مقررًا إليكترونيًا عن بُعد ،ونمىَ سوق التعليم الإليكتروني عن بُعد-الذي يُقدِّمُ الدرجات العلمية -بنسبة 40% سنويًا ، و بلغت أرباح بعض الجامعات التي قدمت هذا النوع من التعليم نسبًا عالية،حيث حققت جامعة هارفارد نحو 150 مليونَ دولار من عائدات التعليم الإليكتروني الذي يخدم نحو(60,000) طالبًا متفرغًا جزئيًا ، كما رصد الاتحاد الأوربي نحو (13,3)بليون دولار لإنشاء ائتلاف تعليمي عن بُعد تحت مسمى جامعات القرن الواحد و العشرين ( الصالح،2007) 0لاشك أن هذه الحقائق تدل على جدوى هذا النوع من التعليم0
الإجابة عن أسئلة الدراسة :
السؤال الأول : ما الجامعة الافتراضية ؟ و للإجابة عن هذا السؤال سوف يتناول الباحث النقاط التالية:
1-1بيئة التعليم الافتراضية :
ويشرح الحصري (ص،6 ،2002) مصطلح افتراضية بأنها تعني محاكاة بيئة تعلم حقيقية يكون الفرد فيها مستغرقًا Immersive ومتفاعلاً Interactive معها بشكل يُحْدِثُ تغييرًا في خبراته أي يَحدُث التعلمٌ المستهدف من قِبَلِ المتعلم،أي إنه نمط خاص من الخبرة تتيح للمتعلِّم الإحساس ببيئة التعلم وليس مجرَّد التعامل مع الأجهزة ( الحصري،2002) 0
2-1 ماهية و مضمون الجامعة الافتراضية
المتأمل في أدبيات هذا المجال يلحظ أن التعليم الإليكتروني عن بُعد هو محور فلسفة الجامعة الافتراضية ووسيلة عملها لأنه طريقة إبداعية لتقديم بيئة تفاعلية ،متمركزة حول المتعلمين ، ومصممة مسبقًا بطريقة جيدة ،وميسَّرة لأي فرد ، وفي أي مكان ، وفي أي وقت باستعمال خصائص ومصادر الانترنت ، و التقنيات الرقمية بالتطابق مع مبادئ التصميم التعليمي المناسبة لبيئة التعلم المفتوحة و المرنة (خان،2005؛ التركي،2006) ويوضح طُلبة، (ص،19 2005) أن هذه البيئة تعتمد على نشاط المتعلم و فرديته في تحقيق الأهداف التعليمية كما أنها تراعي أساليب التعلم(حسين،2006)0
أي إن التعليم الإليكتروني عن بُعد هو نَمط تعليمي توظفه مؤسسة تعليمية حكومية أو غير حكومية- معتمدة - تتبع وزارة التعليم العالي،تُحاكي ما تقدمه الجامعات التقليدية من كتب وخدمات طلابية وتدريس وامتحانات00 هذه الجامعة يفترض تواجدها عبر الإنترنت لراغبي التعلم حيث تبثُ كل أو أغلب برامجها من خلاله ،ومن ثَم فإن حرم الجامعة الافتراضية غير فيزيقي!!وتقدم الخبرة التعليمية/التعلمية في هذه الجامعة بنمطين مختلفين أولهما: الطريقة المتزامنة Delivery Synchronous والثانية غير المتزامنة Asynchronous Delivery معتمدًا على الفيديو المرئي عن بعد video conferencing ، و لوحة إعلاناتbulletin boards ، والبريد الإليكتروني00لتقديم الدعم التعليمي الذي يحتاجه الطلاب لاجتياز الاختبارات التي يمنحون على أساس اجتيازها شهادات جامعية معتمدة،وهذه الجامعة لها مقر إداري فيزيقي (Brey,2003؛ أحمد، 2004 السوداني،2005 ؛ مازن 2005؛ Mason,2006؛الصالح ،2007؛الدهشان،2007؛ خليل،2008؛الزائدي،1430 هـ؛ الخناق،2010)خلاصة القول: إن الجامعة الافتراضية كناية عن التدريس و التعلم الإليكتروني عن بُعد(,2006 D'Antoni)0
في ضوء ما سَبَقَ تعرِّف الدراسة الحالية الجامعة الافتراضية على أنها :
مؤسسة تُقدم خدمة تعليمية غير مباشرة تُلبِّي حاجات متعلمين ذي رغبة في تعليم يُحاكي ما تقدمه الجامعات التقليدية،أولئك المتعلمون لم تتح لهم فُرصُ الالتحاق بها؛ نتيجة ظروفهم الحياتية، وتستند هذه الخدمة الافتراضية على التعلم الإليكتروني عن بُعد خلال بنية تكنولوجية متقدمة تُبَثُّ عبر الانترنتOnline مُتخَطِّية حدود المكان و الزمان ، يحدث التفاعل والتحاور بين المتعلمين و المعلم، وبين المتعلمين أنفسهم وقتما شاءوا وحيثما كانوا0
3-1تأريخ ظهور الجامعة الافتراضية :
أشار مازن (ص 15، 2005 ) إلى أن بداية الجامعات الافتراضية بدأ في جامعة نيويورك بشمال شرق أسبانيا بكلية افتراضية واحدة من كليات الجامعة، وكانت تجربة مشجعة جداً مما حدا بالعديد من مؤسسات التعليم العالي إلى خوض التجربة نفسها0و بين Olsenأولسن (2000) أنه في أوائل عام2000 صدر تقرير يوضح أن هناك أكثر من300 مؤسسة متخصصة مكرسة للتدريب عبر الاتصال المباشر في الولايات المتحدة وحدها Online Training ،ونمو الجامعات الافتراضية ليس ظاهرة مقتصرة على الولايات المتحدة الأمريكية، ففي عام 1998م تأسست جامعة كوريا الافتراضية Virtual University Korean كصيغة من صيغ إصلاح التعليم العالي ، وبعد ثلاث سنوات بلغ عدد البرامج التي تقدمها نحو (66) برنامجًا تعليميًا لنيل شهادة بكالوريوس ، يستفيد منها زهاء 14,550طالبٍ. كما قدمت جامعة سول الافتراضية Seoul National University Virtual Campus (SNU) حوالي عشرين مقررًا إليكترونيًا(Jung,2000,P22) كذلك قدمت جامعة مونتيرى الافتراضية في المكسيكvirtual University of Monterrey, Mexico برامج تمنح بموجبها 15شهادة ماجستير باستخدام الاجتماعات الهاتفية Teleconferencing والانترنت كي تصل إلى500,000 طالب في1,450مركزٍ تعليمي في أنحاء المكسيك، فضلا عن116موزعا على بقية بلدان أمريكا اللاتينية ، و هذا ما أشار إليه البنك الدولي ( ص12، 2003 )كما أنشأت كندا الحرم الجامعي افتراضي المكون من (11) جامعة يُقدم فيها ما يزيد على 350 درجة علمية،و2500مقررًا إليكترونيًا يَخدم ما يزيد عن100,000 طالبٍ كذلك الجامعة الافتراضية الأفريقيةAfrican virtual University ، والجامعة الافتراضية السورية و الجامعة الافتراضية التونسية ، والجامعة الافتراضية المغربية، وجدير بالذكر أن مصر تدرس مشروع إنشاء الجامعة الافتراضية "جامعة النيل (بالإسكندرية )0
4-1 تصنيف الجامعة الافتراضية :
أوضح صالح (ص23،2007) أن مرصد التعليم العالي بلا حدود (OBHE)قد صَنَّف الجامعات الافتراضية إلى أربعة تصنيفات وفقًا لأهدافها هي:
1. الجامعة الهادفة إلى تصدير التعليم الجامعي مثل :جامعة المملكة المتحدة افتراضية 0
2. الجامعات الهادفة إلى تصدير التعلم لمن حُرموا منه مثل: جامعة : التونسية و المغربية 0
3. الجامعة الهادفة للبحث و التطوير في مجال المحتوى الرقمي مثل: جامعة الهولندية الافتراضية ،و الجامعة الكندية الافتراضية ، و الفنلندية الافتراضية ، و الماليزية الافتراضية0
4. الجامعة الهادفة إلى تنمية قطاع الاقتصاد من خلال التركيز على تخصصات تقنية المعلومات و إدارة الأعمال عن طريق الشراكة و التعاون مع برامج التعليم العالي من خارج الدولة مثل الجامعة السورية و الباكستانية الافتراضية0
5-1 النماذج التنظيمية للجامعة الافتراضية :
من الدراسات التي عنيت بتصنيف الجامعات الافتراضية كانت دراسة جامعة أورجن Orgenالافتراضية ، حيث قسمتها إلى سبعة تصنيفات هي:الجامعة الافتراضية، ومنتخب الجامعة الافتراضية،وفريق الخدمات الإليكترونية، وفريق جامعة المعلومات، والبرنامج الافتراضي00( (محرم وكامل،ص 606-607،2004)6) كما صنفتها ليندا هارسيم Harasim,L إلى جامعات افتراضية رفيعة ، وجامعات تكاملية (تقليدية/ افتراضية)، وجامعة مهنية افتراضية، جامعة الإتلاف، جامعات افتراضية حكومية كذلك صنفتها (P,4 D'Antoni,2006) إلى جامعات ربحية و أخرى غير ربحية أو عضو في ائتلاف ، أو جامعة وسيطة،كما صنفها أبر و جرانز (Epper & Grans (2003) بناء على مركزية الخدمات أو عدم مركزية الخدمات 00
ويؤكد الصالح (ص 12، 2007) على أن ملامح هذه النماذج متداخلة نظرًا لحداثة ظاهرة الجامعة الافتراضية و في محاولة من (الصالح،2007) صُنِّفَتْ الجامعة الافتراضية على النحو التالي:
1. الجامعة أو الكلية الافتراضية : وهي تقدم الخدمات التي تقدمها الجامعات التقليدية كلها إلا أنها تتم عبر الإنترنت و تصنَّف إلى نوعين :
أ. جامعة افتراضية على نمط واحد : (Single Mode) أي إنها جامعة افتراضية بالكامل منذ إنشائها مثل جامعة جونز، و وهذا النوع قد تكون فيه الجامعة حكومية أو غير حكومية ، تهدف للربح أو لا تهدف للربح 0
ب. جامعة ثنائية : هي في الأصل جامعة تقليدية إلا أنها تقدم برامجها في بيئة تعلم افتراضية تتبع الجامعة الأم (التقليدية) مثل جامعة هارفارد و ستانفورد وميتشجان وجامعة المغرب العربي0
2. ائتلاف الجامعة الافتراضية (Virtual University Consortium): وهذا النموذج يتكون من عدة جامعات تقدِّمُ برامجَ علميةً ،إلا أن الائتلاف لا يمنح الدرجات العلمية بل تمنحها الجامعات المشاركة في الائتلاف ، ويقوم الائتلاف بإنشاء بوابة إليكترونية تربط بين جامعاته ، وتخدم طلابها 00ويقسَّم هذا النموذج إلى ثلاثة أقسام هي :
أ. ائتلاف وطني (National Consortium) أي أن هذا الائتلاف يوجد في وطن واحد مكونًا من عدة جامعات ، أو كليات افتراضية مثل جامعة الافتراضية الفنلندية ، التي تضم نحو (20) جامعة0
ب. ائتلاف إقليميRegional Consortium) ) يتكون هذا الائتلاف من مجموعة جامعات افتراضية تستهدف متعلمين على مستوى إقليمي مثل جامعة الكندية ، أو جامعة حكام الولايات الافتراضيبأمريكا0
ج. ائتلاف دولي (International Consortium) يتكون من مجموعة جامعات في عدة دول مختلفة تتفق مع جامعة في دولة ما تقدم خدماتها من خلالها مثل الجامعة الأفريقية الافتراضية(www.Avu.com)، أو الجامعة الافتراضية العالمية (Gvu) التي أسسها البنك الدولي لمنح درجة الماجستير في حماية البيئة 0
3. الجامعة الوسيطة (Brokerage University) وهو عبارة عن اتفاق بين جامعة معتمدة (تقليدية) مع عدد من الجامعات الافتراضية المعتمدة ، يستقبل الطلاب خدمات جامعاتهم الافتراضية عبر بوابة الإليكترونية للجامعة الوسيطة، و يحق للجامعة الوسيطة مَنْح الدرجات العلمية إذا أكمل الطالب برنامجًا معينًا في احدي الجامعات الافتراضية المشتركة مع هذه الجامعة الوسيطة 0
ثم تناول بعض المؤشرات التي توضح ازدهار الجامعة الافتراضية، وهي مضمنة في الدراسة الأصل
عوامل تحث متخذي القرار – التعليمي – العربي لتأسيس الجامعات الافتراضية :
1. أحداث الحادي من سبتمبر زادت من الطلب على معرفة الثقافة الإسلامية ، و تعلم اللغة العربية 0
2. انتشار مفهوم حوار الحضارات المنبثق عن العولمة: يفرض ضرورة نشر لغتنا عالميًا
3. الجودة : التي تعني إرضاء العميل،أي كون التعليم يلبي احتياجات المتعلم ،ومنها المتعلم الأجنبي للغة العربية 0
4. البيئة التنافسية الشديدة: في سياق التحولات العالمية الاقتصادية نشط التنافس بين الأفراد و المؤسسات، ومنها التعليم حيث يستثمر الطلاب قواهم الشرائية- خاصة راغبي التعلم – ممن لم تتح لهم فُرَصُ الالتحاق بالجامعات التقليدية ومن ثم يبحثون عن تعليم يلبي احتياجاتهم و يرضي طموحاتهم ؛لهذا أصبحت الجامعات الافتراضية متطلبًا اقتصاديًا تعليميًا00يمُكِنُ أن ينهض بالتعليم العربي إذا راعى معايير الجودة العالمية وحصل على الاعتماد الأكاديمي!!
رضا الطلاب عن الجامعة الافتراضية:
تشير بعض الدراسات إلى فاعلية التعلم الإليكتروني عن بُعد بغض النظر عن التقنية المستخدمة،و أن درجة رضا الطلاب عن هذا التعليم عالية (Meyer, 2003)لأنه يحقق فاعلية إذا وظَّف مبادئ علم التدريس (الصالح،2007) ففي دراسة مسحية تبين أن 20 % من الذين سجلوا في مقررات الجامعة الافتراضية ،قد سجلوا بتوصية من زملائهم الذين درسوها سابقًا وتبين أن طلاب جامعة كومينيزلاند الافتراضية برهنت على أن جميع الطلاب بدون استثناء كانوا راضين عن الدراسة في هذه الجامعة (Loranz&Moor,2002 نقلاً عن الصالح،2007) 0
9-1 مميزات الجامعة الافتراضية و التعليم الإليكتروني عن بعد :
أوضحت دراسة(الحارثي،2001؛Smith,2003؛سالم،2004؛العبيدي،2004؛زيتون،2004؛أحمد،2004؛كنسارة،2005؛ صالح،2005؛الدهشان،2007؛خليل،2008؛القصاص،2009-2010؛عطوان، 2010) أن الجامعة الافتراضية تتميز بما يلي :
1. الإتاحة Accessibility :أي إن المتعلم يستطيع الالتحاق بالجامعة الافتراضية من أي مكان في العالم دون قيود روتين الجامعات التقليدية 0
2. المرونة Flexibility : فالمتعلم لا يتقيد بزمان التفاعل و التواجد في بيئة التعلم ، فهو مَنْ يُحدد متى و أين يتفاعل مع بيئة التعلم الافتراضية التي تلبي احتياجاته و تشبع رغباته0
3. المعايشةpresence و الاستغراق Immersion0
4. التفاعل Interaction :أوضح"سميث وآخرون Smith. et al (2007) أن استخدام الإنترنت في تعلم وتدريس اللغة الإنجليزية لأغراض أكاديمية يوفِّر البيئة المثلى لتعلم اللغة من حيث توفير التفاعل المطلوب للتواصل باللغة من خلال برامج الدردشة (messenger) بالبريد الإلكتروني الذي كان يضمن التفاعل الصوتي والمكتوب. كما أنها قد تدعم المعلمين في جعل تعلم اللغة أسرع وأسهل فالمتعلم فاعل نشط وليس سلبيًا0
5. التكلفة أقل في العديد من أوجه الإنفاق في التعليم التقليدي متمثلاً في:خفض التكاليف غير المباشرة مثل:انعدام تكاليف المدينة الجامعية لسكن الطلاب، وانعدام نفقات سفر ، وانعدام إشغالات فيزيقية لمباني التعليم الجامعي ،بالإضافة إلى ندرة نفقات المواد المطبوعة فالمقررات تقدم في صورة إليكترونية تفاعلية وهي أكثر تشويقًا00!!
6. الاستيعاب :لا حدود لاستيعاب الجامعة الافتراضية حيث لا تَسْتَوعِب آلاف بل ملايين الطلاب في حين أن التعليم الجامعي تحدد نِسب استيعابه وفقًا لإمكاناته 00
7. التعامل مع الحواس المتعددة : إن المعايشة و الاستغراق و التفاعل تعد نتيجة حتمية لكون هذا النوع من التعليم يخاطب حواس المتعلم كافة ، وهذا ما يفتقده التعلم اللغوي التقليدي 0
إجابة السؤال الثاني:
ما مبررات و إيجابيات تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى من خلال الجامعة الافتراضية أو التعليم الإليكتروني عن بُعد؟
وللإجابة عن هذا السؤال يتناول الباحث ما يلي :
1-2 مبررات تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى في الجامعة الافتراضية:
أ. الاستفادة القصوى من الطاقات التعليمية المؤهَّلة بدلاً من الحد من إمكاناتها في تعليم عددٍ محدود من الدارسين في الجامعات النظامية ، كي يستفيد منهم عدد غير محدود من الدارسين عبر الجامعة الافتراضية المقترحة 0
ب. وجود جامعات افتراضية تُعنيَ بتعليم اللغات الأجنبية مثل الأكاديمية البريطانية،والأكاديمية البريطانية الدولية،وجامعة ميتشيجان الافتراضية،وموقع الحرم الافتراضي الإليكتروني الفرنسي 00في حين لا توجد في عالمنا العربي سوى مشروع الجامعة الافتراضية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التي مازالت تجربتها وليدة تحتاج إلى تآزر الخبرات لمساندتها00
ج. تسويق برامج الجامعة الافتراضية في تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى ، يضعها في مصاف اللغات الأجنبية التي توظِّف هذه النظم0
د. وجود الإمكانات المادية،والهيئات الوطنية ،الكوادر الفنية المتخصصة مثل: المركز الوطني للتعليم الإليكتروني عن بُعد، الذي يُعد بمثابة غرْسةٌ للجامعة الافتراضية السعودية التي يمكن أن يكون من برامجها الدراسية تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى0
ه. إمكانية عَقْد شِرَاكات بين المركز الوطني للتعليم الإليكتروني و معاهد تعليم اللغة العربية -المنتشرة في أرجاء المملكة العربية السعودية- و الجامعات العالمية لتنفيذ المشروع المقترح من خلال نموذج الائتلاف (Consortium) 0
و. مواكبة تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى لأحدث التطورات التقنية (طعيمة والناقة ،2009)الموظَّفة في الجامعة الافتراضية المقترحة ؛لكونها صيغة تعليمية جديدة في الألفية الثالثة0
ز. الجامعة الافتراضية و التعليم الإليكتروني عن بُعد يُعالج بعض عيوب التعليم الجامعي التقليدي الذي يُعاني منه تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى حاليًا 0
ح. تزايد متعلمي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى حول العالم ، مما يُمثلُ ثقلاً استثماريًا – يجب التنبه له – ومصدرَ تمويلٍ إضافيٍ لمنظومة التعليم العربي0
2-2 إيجابيات الجامعة الافتراضية والتعليم الإليكتروني عن بُعد في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها :
أ. زيادة متعلمي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى بالملايين على مستوى العالم 0
ب. الخروج بتعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى لرحابة الجامعة الافتراضية و التعليم الإليكتروني عن بُعد بوصفه ثمرة من ثمار الألفية الثالثة0
ج. مواكبة مفاهيم النظام العالمي الجديد في تبادل الثقافات المتعددة عَبْر تعلم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى00وعالمية الشهادات و تحقيق مبدأ الصيغة العالمية 0
د. ترسيخ مبدأ تكافؤ الفُرَص في تعليم اللغة العربية لجميع الناطقين بلغات أخرى غير القادرين على الالتحاق بالتعليم الرسمي النظامي نظرًا لظروفهم بالإضافة لمحدودية استيعاب معاهد تعليم اللغة العربية المنشأة لهذا الغرض بالدول العربية و الغربية0
ه. سرعة و مرونة عملية تطوير المناهج و الحصول الفوري على أحدث التعديلات المُدخلة عليها ، و تجاوز حدود التقليد إلى الإبداع و الابتكار من خلال الندوات العلمية و المؤتمرات العالمية للجامعة الافتراضية أو التعليم الإليكتروني عن بُعد في التواصل مع الآخر ،مما ينهض بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها عالميًا0
و. الجامعة الافتراضية و التعليم الإليكتروني عن بُعد يحقق عمليًا كون اللغة العربية لغة عالمية 0
بناءً على ما سبق فإن الدراسة الحالية تحاول الإجابة عن التساؤل الثالث ومضمونه :
ما الرؤية المقترحة لتعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى من خلال الجامعة الافتراضية أوالتعليم عن بُعد؟
و للإجابة عن السؤال الثالث يتناول البحث النقاط التالية :
1-3 الرؤية المقترحة الدراسة :
تقترح الدراسة الحالية رؤيةً تربوية طموحة لتبني نظام الجامعة الافتراضية أو التعليم الإليكتروني عن بُعد للنهوض بمجال تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى و مجال اللغويات التطبيقية،و يَستمد المشروع رؤيته ورِسَالته من الإيمان بأن اللغة العربية لُغة القرآن الكريم تستحق أن تُوظَّف الجامعة الافتراضية و التعليم الإليكتروني عن بُعد كل الإمكانيات بهدف نَشَرها بين الناطقين بلغات أخرى الراغبين في تعلمها حول العالم0
2-3 حيثيات الرؤية المقترحة:
جاءت حيثيات الرؤية المقترحة بناءً على ما يلي :
1. بعض مؤشرات ازدهار مستقبل الجامعة الافتراضية0
2. مميزات الجامعة الافتراضية و التعليم إليكتروني عن بُعد
3. مبررات تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى في الجامعة الافتراضية أو التعليم الإليكتروني
4. إيجابيات الجامعة الافتراضية و التعليم الإليكتروني عن بُعد في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ا0
5. إضافة لما يلي :
• أن اللغة العربية للناطقين بغيرها شهدت نهضة منذ خمسة وعشرون عامًا فأنشئت المَعاهِد وصُمِّمَتْ المقررات00
• ضعف إمكانيات المعاهد الأهلية (الخاصة) المنتشرة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مما يُشوِّه مجال تعليم اللغة للناطقين بلغات أخرى، و يلصق بها شبهة التقليدية 0
• إمكانية النهوض بتعليم اللغة العربية من خلال الشراكة مع الجامعات العالمية التي تنفذ برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها مثل جامعة أكسفورد، و جامعة ميرلاند وجامعة هوستن التي تعد أولى الجامعات الأمريكية التي تقدم مقررات في الدراسات و الشريعة الإسلامية و شهاداتها معتمدة من جامعة كاليفورنيا 00
3-3 أبعاد و آثار الرؤية المقترحة :
3-3-1 البُعد التعليمي والثقافي:
أ. التحدي الحقيقي أمام المربين و اللغويين في العصر الحالي يَكمن في مقدرتهم في اكتشاف طرق تعليم جديدة مناسبة لأكبر قدر من المتعلمين بأسلوب يتواءم مع لُغة العصر الذي نحياه ، من هنا تُعد الجامعة الافتراضية والتعليم الإليكتروني عن بُعد أبرز هذه المستحدثات في مجال التعليم والذي يُعد مدخلاً جديدًا في تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى0
ب. الاعتماد الأكاديمي للبرامج اللغوية المقدَّمة في الجامعة الافتراضية والتعليم الإليكتروني عن بُعد يُعدُّ نهضةً للتعليم العربي0
ج. إيجاد آليات للتعاون و الشِراكة بين الجامعات المختلفة في استخدام الجامعة الافتراضية والتعليم الإليكتروني عن بُعد في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى ؛الأمر الذي يُقلل النفقات و يُعظِّم العائد ويزيد فُرص تبادل الخبرات 0
د. إيجاد آليات للربط بين الجامعة الافتراضية والتعليم الإليكتروني عن بُعد و معاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى بصورتها التقليدية المتعارف عليها 0
ه. الأخذ بالخبرات العالمية المعاصرة خاصة فيما يتعلق بشراكة الوزارات و القطاع الخاص ومؤسسة الوقف الخيري في تمويل الجامعة الافتراضية والتعليم الإليكتروني عن بُعد ، و هو توجه عالمي قد تأخذ به المملكة العربية السعودية ضمن نهضة تعليمية وطنية الرؤية،عالمية الرسالة 0
و. نَشْر و تعديل الصورة الصحيحة عن العرب و الثقافة الإسلامية لدى الناطقين بلغات أُخْرَى0
3-3-2 البُعد الاستراتيجي :
أ. نَشْر لغتنا من خلال الجامعة الافتراضية المقترحة أو التعليم إليكتروني عن بُعد بين الناطقين بلغات أخرى يُعَدُّ بمثابة خَط دفاع استراتيجي عن قضايانا من خلال إبراز الحقائق و تصحيحها لدى الآخر الذي يجهل الحقائق عنا0
ب. عَرْض قضايانا – المشوَّهة – بصورة صحيحة من خلال مقررات تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى0
4-3 خطوات تنفيذ الرؤية المقترحة:
1) مراجعة التجارب السابقة للخروج بقاعدة بحثية عن الجامعة الافتراضية لتحديد: كيف، ومتي،و أين تكون ؟ من خلال اختيار أحد النماذج التي سبق الحديث عنها نذكر منها على سبيل المثال :
أ. نموذج الائتلاف (Consortium): و يُقصدُ به اشتراك عدد من الجامعات والكليات السعودية في ائتلاف من خلال بوابة إلكترونية تمكّن متعلم اللغة العربية الناطق بلغات أخرى من اختيار البرنامج والجامعة أو الكلية التي تحقق رغباته و تشبع حاجاته من تعلم هذه اللغة .
ب. النموذج الثنائي (الجامعة التقليدية تقدم تعلمًا إليكترونيًا عن بعد) حيث يمكن لجامعة الإمام أو جامعة الملك سعود أو جامعة طيبة 00تقديم برامج تستهدف بها متعلمي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى –حول العالم-ثُمَّ تبدأ في التسويق لها 0
2) الاتفاق على المقررات اللغوية المستهدف تصميمها ، و هنا يجب التنبه إلى أن المقررات الحالية يمكن أن تفي بالغرض إن كانت جيدة متميزة0
3) التحديد الدقيق لمحتوى المُقرَّر اللغوي من خلال الخبراء المتخصصين في المجال مع المصمم التعليمي الكفْء0
4) وضع جدول زمني و توقيتات واقعية Realistic Deadlines وهو أمر ضروري لنجاح المشروعات ، على أن تتناسب التوقيتات مع المشاركين في المشروع كافة 00
5) التقدير السليم للتكاليف:مع الأخذ في الاعتبار أن التكاليف المحدودة لا تنهض بمشروع طموح ، كما أن الأخذ بالمقررات الحالية يقلل التكاليف خاصة إذا كان المشروع مبدئي و تجريبي في مراحله الأولى0
6) التصميم وفق المعايير الدولية كي يتم الحصول على الاعتماد الأكاديمي المرموق الذي يضمن الكفاءة الداخلية و الخارجية للمشروع المقترح00
5-3 متطلبات تنفيذ المشروع المقترح :
أ. بوابة إليكترونية آمنة ، قادرة على التعامل مع الفئات الأكثر استهدافًا لتعلم اللغة العربية من الناطقين بلغات أخرى 0
ب. مواقع إليكترونية Web Sites 0
ج. مجتمع إليكتروني افتراضي يتضمن أطراف العملية التعليمية الافتراضية و هم المتعلمون و المعلمون و الإداريين و الفنيين والمرشدين التعليميين 00يجمع بينهم تواصل دائم من خلال :
1. بريد إليكتروني E-Mail - خدمات التخاطب Voice Chat-لوحة إعلانات إليكترونية Bulletin Board- خدمات الندوات و المناقشات0Forms Discussion Group-الاجتماعات و المؤتمرات0 Net meeting - Video Conference -قواعد بيانات الأسئلة و الأجوبة الشائعة ذات العلاقة بالمواد التعليمية التي تطرح بصورة متكررة Frequently Asked Question - مُحرك بحث متعدد اللغات Search Engine 0
2. خدمة التسجيل الإليكتروني- خدمة تسديد الرسوم إليكترونيًا-نظام إدارة إليكتروني Electric Management System- فريق عمل الجامعة الافتراضية ، أو التعليم الإليكتروني عن بُعد0
من الممكن أن تعتمد الجامعة الافتراضية وفق الرؤية المقترحة لتعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى في خطوات تأسيسها الأولى على تجربة شقيقتها بجامعة المدينة المنورة و مقرها ماليزيا ، أو الجامعة الافتراضية السورية من خلال اتفاقها – على سبيل المثال- مع شركة أنظمة المعلومات العالمية (GIS) وفرقها الاستشارية في إنشاء مشروع الجامعة الافتراضية وتشغيله.
وقد ضَمَّت الجامعة الافتراضية السورية ثلاث فرق تخصصية و تسعة أقسام هي:
1. الفريق الإداري: ويضم أربعة أقسام رئيسية هي: (قسم القبول، قسم التسجيل، قسم المحاسبة المالية، قسم خدمات الطلاب).
2. فريق المعلوماتية: ويضم ثلاثة أقسام هي: (قسم إدارة الشبكات، قسم تحليل الأنظمة، قسم الخدمات التقنية).
3. فريق التسويق، الفريق الأكاديمي، فريق العلاقات الدولية: وتضم قسمي (إدارة الجودة والعلاقات الخارجية)0
6-3 آلية العمل في الجامعة الافتراضية المقترحة :
بيئة العمل في الجامعة الافتراضية هي بنية تكنولوجية متقدمة تبث عبر الانترنت ، لتقديم خبرة تعليمية تعلمية مقصودة تلبي احتياجات متعلم اللغة ،ويتم ذلك عبر الآليات التالية :
أ. اختيار مجموعة من البرامج القوية يقدم من خلالها المقررات الدراسـية e- Course إليكترونيًا مثل برنامج E-College Web CT 0
ب. دفع الطالب رسوم لتحديد مستوى اللغة لديه 0
ج. تسكين الطالب على المستوى اللغوي المناسب وفقًا لدرجته في اختبار تحديد المستوى Placement Test
د. التحاق الطالب بالمستوى المحدد00بعد تسديد الرسوم الدراسية0
ه. يُعطى الطالب كلمة مرور Password ،ليواصل الطالب دراسته المتزامنة Delivery Synchronous وغير المتزامنة Asynchronous Delivery 0كما يمكن للطالب التواصل و التفاعل مع المعلمين و الزملاء في نفس المستوى اللغوي level عبر الخدمات الصوتية المتوفِّرة0
و. في حالة الانتهاء من المقرر يمكن للطالب الاتصال بمعلم المادة لعقد الاختبار النهائي00أو حسْبَ اللائحة المعتمدة للجامعة0
متطلبات نجاح الجامعة الافتراضية في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى :
أ. جودة تصميم مقررات إليكترونيًا وفق أساليب التدريس و أساليب التعلم و إستراتيجياته المتعددة 00لأن أساليب التعليم وأنماط التفاعلات وغيرها من القرارات المهمة في تصميم مقررات التعليم الإلكتروني عن بُعد ليست عشوائية، ولا ينبغي أن تكون اجتهادات فردية، إنما يجب أن تعتمد على نظريات التعلم التي توظف في تصميم التعليمي جيد 00
ب. نشر ثقافة الجامعة الافتراضية كمستحدث تعليمي في البيئة التعليمية العربية لدى أعضاء هيئة التدريس الذين يمثلون حجر الزاوية في التعليم عن بُعد 0
ج. نشر الوعي بهذا النوع من التعليم لدى المجتمع بما يحقق رضا العملاء أي المتعلمين0
د. تمويل كافٍ لمكونات المشروع المقترح ،وهذا يتطلب شراكات وطنية قوية للنهوض بهذا الموضوع0
ه. إتباع معايير الجودة في مكونات المشروع المقترح جميعها0
و. اعتماد البرامج التعليمية من خلال شراكات مع جامعات عالميةٍ تنفِّذ مثل هذه البرامج 0
ثقافة الجامعة الافتراضية لدى عضو هيئة التدريس تتم من خلال عقد دورات التدريبية تتناول
القضايا التالية:
أ. الجامعة الافتراضية والتعليم الإليكتروني عن بُعد أمر لا مفر منه يجب التواؤم والتكيف معهما 0
ب. أن استمرار التعليم التقليدي في الألفية الثالثة ليس مبررًا كافيًا لحجب مستحدثات العصر في بيئة التعلم على الرغم من تغير الاحتياجات و تعدد التحديات وتعقد المشكلات0
ج. الاعتراف بالكتاب الإليكتروني والمكتبة الإليكترونية بوصفهما أحد مصادر التعلم يوجب الاعتراف بالجامعة الافتراضية والتعليم الإليكتروني عن بُعد بوصفهما من أبعاد منظومة التعليم في الألفية الثالثة0
د. الإنترنت توغل في بيوتنا و هو واقع لا مفر منه ، يُمكِن ترشيده في الجامعة الافتراضية أي توظيفِه في العملية التعليمية التي تتطلب متعلمًا وبيئة تعلم مغايرة لما اعتدناه نحن المعلمين !!
ه. تنوع حاجات متعلمي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى قد تلبيها الجامعة الافتراضية ببرامجها المتعددة0
و. التخوف من ضعف اللمسات الإنسانية في الجامعة الافتراضية والتعليم الإليكتروني عن بُعد أمر مردود عليه،فكلاهما قادرٌ على إيصال هذه الوجدانيات عبر بيئة التعلم الافتراضية، والوسائط و التكنولوجيا الفائقة في المجتمع الإليكتروني ؛ لأن مُعد ومُصمِّم المقرر الإليكتروني إنسان و ليس آلة 0
ز. الجامعة الافتراضية قادرة على حل العديد من مشكلات التعليم في مجالات متعددة ،ومنها تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى0