zinab نائبة المديرVice Administrator
عدد المساهمات : 4698 نقاط : 7895 تاريخ التسجيل : 20/01/2008
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: رحلة البكاء من الفرح السبت ديسمبر 04, 2010 4:13 pm | |
|
( رحلة البكاء من الفرح )
بقلم الأخ / خالد الشافعى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أنا وأتاتورك وجهاً لوجه ( رحلة البكاء من الفرح ) الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد هنا فى استانبول وقفت فى متحفها الكبير، أمام تمثال لأتاتورك – اكثر الرجال شؤماً على أمتنا فى عصورها الحديثة - كنت فى هذه القاعة وحدى ، عدت لتوى من متحف آخر ، يعرض السلاسل التى كانت تغلق بوغاز القسطنطينية أمام كل من حاول إقتحام المدينة ، المدينة التى استعصت على جيوش الدنيا ما يقرب من ألف عام ، حتى جاء محمد الفاتح ووقف على أبوابها طويلاً ، وهى تتأبى عليه ، فلما نصحه بعض أتباعه أن يرجع فقال : هى واحدة من ثنتين : قصر فيها ، أو قبر على أبوابها ، وأمام هذا الإصرار العجيب ، وبحول الله وقوته فتحت القسطنطينية أبوابها ، ودخلها ، فكان أول مافعله أن صلى فيها الجمعة ، وخطب خطبة مؤثرة . رأيت المنبر الذى خطب خطبة الفتح من فوقه ، ورأيت الجنازير ، ورأيت الأسوار التاريخية ، وبكيت طويلاً ، سمعت المآذن تدوى بالنداء فى كل أنحاء استانبول ، ودخلتها أحسبها فارغة فإذا بها تحتضن العثمانيين الجدد ، يعودون إلى دينهم زرافات ووحداناً ، ورأيت الإيشارب والخمار وسمعت بوجود النقاب ، ودخلت مدرسة دينية صغيرة - سمعت أن استانبول وحدها بها عشرة آلاف مدرسة دينية منها - دخلت المدرسة ، ورأيت الوجوه الوضيئة ، والقلوب الطاهرة ، جاءت تروى ظمأ مائة عام من العطش ، صليت الجمعة فى مسجد يمتلأ عن آخره ، ورأيت مشهداً فطرنى من البكاء ، رأيت سيدات يجلسن على الأرصفة يستمعن الخطبة ، ورجال يهرعون وفى أيديهم سجادة الصلاة رأيت تركيا المسلمة تنتفض لتحطم أغلال العلمانية الظالمة ، وتذكرت أن خلف هذا أناس ماتوا لأجل أن تبقى جذوة الإسلام ولو تحت الرماد ، تذكرت الذين كان يتخفون بدينهم وصلاتهم وقرآنهم ويتوضئون للفجر تحت جنح الظلام ويخفون المصاحف ، ثم ها أنا أقف أمام أتاتورك وجهاً لوجه وقفت أمامه أبكى بكاءاً حاراً ، حتى ظننت أن البكاء فالق كبدى ، بكاء فرح بعودة بلد الخلافة ، ودموع شماتة فى هذا المخذول الذى أسقط الخلافة واستبدل الحروف العربية ومنع الآذان وأعدم الشيوخ والعلماء ، وقفت شامخاً ثابتاً أمامه ، وقفت وحدى فى القاعة أمام تمثاله أقول له شامتاً : كيف لو خرجت أيها المخذول فرأيت حصاد زرعك المُر؟ كيف لو خرجت فرأت عينك الحجاب ،والصلاة ،وسمعت أذنك الآذان والقرآن ؟ كيف لو رأيت بناءك وقد تهدم ، وزرعك وقد احترق وعملك وقد أُحبط ؟ لو رأيت ما رأيت ، ولو سمعت ما سمعت ، فستأكل الحسرة فؤادك ، وسيملأ الغل نفسك ، وستعرف أن الزبد يذهب جفاءاً وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض ، لو خرجت لوجدت تركيا تعود بأسرع من البرق إلى دينها وربها وقرآنها وصلاتها وأن المكر السىء لا يحيق إلا بأهله ، وأن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون المشكلة إن إخوانك فى كل بلاد أمتنا من الخونة المأجورين ، الذين لا هم لهم ولا عمل إلا طمس هوية هذه الأمة ، وغسل مخها ،وصرفها عن دينها الذى هو مصدر عزها ومجدها ،والذى ما عرفت المة نصراً ولا مجداً إلا تحت لواءه ،إخوانك هؤلاء مصرون على محاولة محو هوية أمتنا ، ورغم أنهم لم يحصدوا أبداً إلا العلقم ، فإنهم مصرون على ماهم فيه وهذا والله من تمام خذلان الله لهم . انصرفت من أمامه وجه أتاتورك أكفكف دموعاً بطعم الفرح ورائحة الفجروجعلت أردد : حمداً لله على سلامتك يا تركيا ، عوداً حميداً ، حمداً لله على الشفاء من الوباء ، والعافية من البلاء ، طال انتظارنا لك ، فسبحان من أنجاكى وحماكى وعافاكى . | |
|