* بسمة *
الوسام الفضي
الابراج : 
عدد المساهمات : 186
تاريخ الميلاد : 20/08/1990
العمر : 34
نقاط : 311
تاريخ التسجيل : 08/08/2010
بطاقة الشخصية
تربوي:
 |  موضوع: ظاهرة الإحجام عن الشعب العلمية  الثلاثاء سبتمبر 21, 2010 11:37 am | |
|  ظاهرة الإحجام عن الشعب العلمية من الأمور المثيرة للدهشة ما نشرته بعض الصحف من أن كبار المسئولين يقومون بتشكيل لجنة من الخبراء التربويين لبحث ودراسة اسباب عزوف طلاب الثانوية العامة عن الالتحاق بالقسم العلمي, مقابل تزايد الإقبال علي الالتحاق بالقسم الأدبي.
وبداية نشير إلي أن هناك العديد من التفسيرات والاجتهادات التي تحاول تفسير ظاهرة الإحجام عن الشعب العلمية وتزايد الإقبال علي الشعب الأدبية تفسيرا يرتبط بالعملية التعليمية من حيث طول المناهج, والحشو الزائد في المقررات الدراسية وصعوبة الامتحانات وافتقار المدارس للمعامل اللازمة لإجراء التجارب العلمية وغيرها من الأمور المرتبطة بالعملية العلمية. ومع تسليمنا بأهمية هذه العوامل في حدوث الظاهرة, إلا أن هناك عوامل وأسبابا أشد ارتباطا بها وربما تحتل درجة أكبر من الأهمية وقد تكفي الإشارة إلي: ـ غياب المشاريع التنموية القومية الكبري, بل ويتم الآن الإجهاز علي ما تحقق من إنجازات الماضي. صحيح, يتم الإعلان عن إقامة مشاريع كبري, لكن ما هو حادث الآن من بطالة بين المتعلمين خير دليل علي إخفاق هذه المشاريع. ـ غياب الثقافة العلمية, أو تغييبها ـ بل وبفعل فاعل ـ وعن هذا الوضع حدث ولا حرج, حيث ابتلينا منذ سبعينيات القرن الماضي بالفكر الجامد والمتخلف والذي كان له تأثيره السلبي علي التوجه نحو العلم, بل وبات ينتشر في مختلف المؤسسات التعليمية ومعه انصرف شبابنا وفلذة أكبادنا إلي البحث عن كل ما فيه فائدة ليحرموه علي أنفسهم, فازداد الحلال تهميشا و الحرام انتشارا واتساعا, باختصار انتشر الجمود والتخلف وفكر الخرافة, أما التفكير العلمي فهو الشاذ النادر, حتي بين العلميين ولم لا؟ وهم وغيرهم وعلي كل المستويات لايجدون حرجا في التفكير من خلال الحظ, بل واللجوء إلي ممارسي الدجل والشعوذة لحل مشكلاتهم الشخصية وباتت الفضائيات والسماوات مفتوحة لعشرات الخرافات والمشعوذين والانشغال بمسائل الزواج من الجن, وكيف يتجه رائد الفضاء وقت الصلاة للقبلة أثناء دورانه حول الأرض وغيرها من المسائل التي انشغلنا بها عن جوهر الإسلام ودوره في النهضة والتقدم. علي أي حال, وباختصار, علينا ونحن نتناول ظاهرة الإحجام عن الدراسات العلمية أن نبحث أولا عن الأسباب والعلل البعيدة الكامنة, والتي باتت تشكل بني ثقافية ومجتمعية مدمرة, بدلا من الارتكان إلي مسألة الصعوبة والسهولة في المناهج والمقررات الدراسية. المصدر | |
|
