نشأة البرمجة وتأريخهاتعود قصة هذا العلم إلى بداية العام 1970 م في جامعة سانت كروز بجنوب كاليفورنيا عندما كان ريتشارد طالب يدرس الرياضيات وبرمجة الحاسب الآلي بالإضافة إلى دراسة الفلسفة وعلم النفس اكتشف ريتشارد انه موهوب ومحظوظ بتمتعه بقدرة رائعة على النمذجه والمحاكة واستنباط النماذج والأنماط السمعية واكتشف أيضا انه قادر على ملاحظة وتكرار استنساخ الأنماط أو النماذج باستخدام العلاج الجاشتلي وهو فرع من علم النفس يبحث في دراسة الإدراك والسلوك من زاوية الصور الكلية ومدرسة التفكير الجاشتلية تركز على تنمية الخبرات .
كما أنه أخذا على أستاذه الحديث عن هذا الأمر بشكل نظري، وهو ما جعل ريتشارد يطالب أن يكون علم النفس عملياً أكثر من كونه نظرياً، وكان باندلر يحرر كتابات فيرتز بيرلز مؤسس الجاشتلية , وكان أيضا مهتما بعلم حل مشاكل العائلة حيث كان هذا العلم يقوم على نظام الإيحاء.
أصبح ريتشارد محررا للعديد من كتب فرتز بيرلز واكتشف إن بإمكانه نمذجة التقنيات العلاجية لبيرلز وبدا بتجربتها على مجموعة من الحالات التي كان يدرسها .
بعد حصوله على نتائج رائعة فكر ريتشارد أن بإمكانه أيضا نمذجه أشخاص مميزين آخرين .
ثم صادف أن جون قريندر - وكان بروفيسور في وقتها- بكلية كرسيج للدراسات العليا وأصبح مشرفا على باندلر في بحث حول تغيير السلوك الإنساني, وكان قريندر مهتما باللغويات بحكم تخصصه ودراسته لنظرية اللغوي اللساني الشهير نعوم شومسكي، مع تركيزه على بنية الكلمة أو الجملة.
في الجامعة تعرف ريتشارد على الدكتور قريندر وأصبح قريندر مشرفا على ريتشارد وكان موضوع البحث (( تغير السلوك الإنساني )) وكانت أول محاضرة بينهما حول الإدراك الجشتالي وهي دورة بسيطة في الإقناع وحل المشاكل.
ومن هذا اللقاء وجد الاثنان تقاربا بينهما وأن كلا منهما يحتاج للآخر ريتشارد بخبرته في نماذج المهارات السلوكية، و قريندر الخبير في النماذج السلوكية اللغوية, وظهر من هذا التمازج منهج الاتصال البشري .
ثم قام الاثنان بدراسة مجموعة من النامذج البشرية الناجحة والمتميزة في الاتصال الانساني سواء على مستوى العلاج او استشارات نفسية وذلك بغرض نمذجتها واكتشاف وتتبع التقنيات المستخدمه من قبلهم و هكذا بدأ الاثنان بدراسة ومراقبة نماذج طرق العلاج لثلاثة من أبز المعالجين في ذلك الوقت وهما فرتز بيرلز وفرجينيا ساتير ثم أخيرا ميلتون اريكسون, وقاما بتطبيق طريقة كل من فرتز بيرلز في الجاشتلية وفرجينيا ساتير في حل مشاكل العائلة و ميلتون اريكسون في استخدام الإيحاء، واستطاعا الحصول على نتائج رائعة وقوية بسبب أنهما مزجا بين هذه العلوم الثلاثة وظهرا بالصيغة الجديدة.
وبدأ الاثنان اكتشافهما من خلال السؤال الذي قادهم لاكتشاف العلم وهو (كيف يكون لفرد مهارة دون الآخر رغم الاتفاق في البيئة والظروف؟) فكان اهتمامهم بـ(كيف) أكثر من اهتمامهم بـ(لماذا؟)، حتى قاما في العام 1975م بتأليف كتابهما وهو من جزئيين والذي أعتبر أول كتاب في علم الـNLP .
ولقد بنى قريندر وباندلر صياغتهما الأولى NLP من خلال استخدام هذه الصيغة المدموجة, وهذه الصيغة عملت بشكل أساسي على أنها صيغة للاتصال البشري, حيث أننا نتطور بشكل دائم تبعا لاستجاباتنا ولردود أفعالنا, وهذه الصيغة ذهبت إلى أبعد من ذلك حيث أنها رسمت الإستراتيجية المثلى لاستخدام المهارات الشخصية في الابتكار والتطوير والتغيير.
ثم تطورت البرمجة بعد ذلك بدمج علوم وموضوعات أخرى له مثل: الفلسفة وعلم النفس بجميع فروعه ودراسات العقل الباطن وعلم الجهاز العصبي وعلم وظائف الأعضاء وغيرها, وبعد ذلك عملا معا على وضع صيغة عن كيفية (برمجة) الإنسان.
أهم ما أشاروا إليه من هذه الدراسات أشار باندلر إلى انه إذا أردنا أن نبرمج ابسط مخ في العالم وهو الكمبيوتر فإننا بحاجة إلى تجزئة وتبسيط وتكسير المعلومات إلى جزئيات بسيطة وصغيرة ومن ثم إعطاء الجاهز إشارات واضحة وبينة ومرتبة بطريقة سهله تمكنه من التعرف عليها والتعامل معها ومن ثم تخزينها .
وأشار قريندر إن علم القواعد التحويلية يدلنا إلى أن مفهومنا وإدراكنا للتركيب السطحي والعميق للعبارات هو الذي يحول المعاني والمعلومات إلى أدمغتنا وبالتالي يتحكم في تصرفاتنا وسلوكياتنا .
ومن هنا كانت البداية وهي كيف يتبرمج الإنسان وظهرا بصيغة جديدة كانت هي الصياغة الأولى لعلم وفن البرمجة اللغوية العصبية NLP والتي كانت عبارة عن نموذج للاتصال .
عملت الصيغة الأولية ـ NLP بشكل أساسي على أنها صيغة للاتصال البشري والتي تعطينا المفهوم النظري لكيفية برمجتنا عن طريق اللغة الغير ملفوظة المعتمدة على الحس أو اللغوية الملفوظة والتي تتسبب في أننا نقوم بتنمية وتطوير سلوك أو استجابة أو ردة فعل متكررة ومعتادة أو منظمة جاهزة لتخزين على مستوى الجاهز العصبي كما تشير هذه الصيغة إلى أننا نتطور بشكل دائم تبعا لاستجاباتنا ولردود أفعالنا .
* ثم تطورت صيغة الــNLP عن طريق الاستفادة من العلوم الأخرى مثل الفلسفة وعلم النفس ودراسات العقل الباطن وعلم الجهاز العصبي وعلم وظائف الأعضاء وغيرها
وهؤلاء كان لهم الفضل الكبير في نقل هذه العلوم إلينا
موضوعات البرمجة اللغوية العصبية
البرمجة اللغوية العصبية علم يستند على التجربة والاختبار ويقود إلى نتائج محسوسة ملموسة في مجالات وموضوعات لا حصر لها ، يمكن التمثيل لها بما يلي :
محتوى الإدراك لدى الإنسان وحدود المدركات:المكان الزمان الأشياء الوقائع الغايات الأهداف ، انسجام الإنسان مع نفسه ومع الآخرين .
الحالة الذهنية :كيف نرصدها ونتعرف عليها وكيف يمكن أن نغيرها . ودور الحواس في تشكيل الحالة الذهنية .
أنماط التفكير ودورها في عملية التذكر والإبداع ، وعلاقة اللغة بالتفكير ، وكيف نستخدم حواسنا في عملية التفكير ، وكيف نتعرف على طريقة تفكير الآخرين ، علاقة الوظائف الجسدية ( الفسيولوجية ) بالتفكير .
تحقيق الألفة بين الناس كيف تتم ، ودور الألفة في التأثير في الآخرين .
كيف نفهم الإنسان وقيمه وانتماءه ، وارتباط ذلك بقدرات الإنسان وسلوكه وكيفية تغيير المعتقدات السلبية التي تعيق الإنسان وتحد من نشاطه .
دور اللغة في تحديد أو تقـييد خبرات الإنسان، و كيف يمكن تجاوز تلك الحدود، و كيف يمكن استخدام اللغة للوصول إلى عقل الإنسان وقلبه ، لإحداث التغييرات الإيجابية في المعاني والمفاهيم .
علاج الحالات الفردية كالخوف والوهم والصراع النفسي والوسواس القهري والتحكم بالعادات وتغييرها .
تنمية المهارات وشحذ الطاقات ورفع الأداء الإنساني .
دعائم علم البرمجة اللغوية العصبية تعمل البرمجة اللغوية العصبية على أربعة أركان رئيسية هي :
1)الحصيلة أو الهدف ( ماذا نريد ؟ )
وهناك آليات كثيرة تساعد الإنسان على معرفة ماذا يريد ، وما هو الأنسب له ، و تزيل بسرعة وسهولة بالغة كل ما يعتري طريق أهدافه من التخوف والتردد والحيرة والصراع النفسي ، وتؤسس عنده حالة شعورية مستقرة تجاه هدفه المأمول ، وتجعله يتصور المستقبل ليستشعر هدفه و يؤمن بإمكانية تحققه ، ويرى بوضوح قراراته وخطواته التي ينبغي أن يتخذها ويرى آثارها و نتائجها المتوقعة .
2)الحواس
و هي منافذ الإدراك وكل ما يدركه الإنسان أو يتعلمه إنما نفذ عن طريق الحواس ، فلذلك تعمل البرمجة اللغوية العصبية على تنمية الحواس و شحذ طاقاتها و قدراتها ، لتكون أكثر كفاءة أفضل أداء في دقة الملاحظة و موضوعيتها ، ضمن الحدود البشرية التي فطر الله الناس عليها . ولا شك أنه كلما ارتقت وسائلنا في الرصد كلما زادت مدركاتنا ووعينا وثقافتنا وتهيأت الفرص بشكل أفضل لتحقيق .
3)المرونة
لأن المرونة هي أساس أي تطور أو تغيير أو نجاح ، و الشخص الذي يمتلك مرونة عالية في التفكير و السلوك هو الذي يكون لديه سيطرة و تحكم أكبر في كل الأوضاع .
4)المبادرة و العمل
و هي حجر الزاوية الذي لا بد منه ، فمالم تصنع شيئا فإنك لن تحقق شيئا .
وهذه الأركان الأربعة لا بد منها مجتمعة، إذ لا يغني بعضها ، ولذلك تعمل البرمجة اللغوية العصبية على هذه الجوانب جميعا بطريقة تكاملية متوازية .
فائدة علم البرمجة اللغوية العصبية يمكن تلخيص أهم الفوائد من علم البرمجة اللغوية العصبية فيما يلي :
• فوائد ذاتية – اكتشاف الذات وتنمية القدرات .
• صياغة الأهداف و التخطيط السليم لها.
• بناء العلاقات و تحقيق الألفة مع الآخرين.
• اكتشاف البرامج الذاتية والعادات الشخصية و تعديلها نحو الأفضل.
• تحقيق التوازن النفسي خاصة فيما يتعلق بالأدوار المختلفة للإنسان.
ماذا نتعلم في البرمجة اللغوية العصبية يمكن تلخيص أهم ما نتعلمه من هذا العلم فيما يلي :
أ- أنماط الناس الغالبة
تصنف البرمجة اللغوية العصبية الناس إلى أصناف باعتبارات مختلفة لكل منهم إستراتيجية معينة في التفاعل و الاستجابة للمؤثرات الداخلية و الخارجية و بالتالي يمكن أن نعي منبع تصرفات الناس و نعرف أقرب الطرق لتحقيق الألفة معهم وكسبهم و التأثير الإيجابي فيهم.
ب- مؤشرات الحالات الذهنية و الشعورية للمقابل
حيث تعلمنا البرمجة اللغوية أن نستدل على حالة المقابل الذهنية الفكرية والمزاجية الشعورية ، من خلال نظرات عينيه و ملامح صورته و حتى نبرة صوته ، ونستطيع بحمد الله أن نفرق بين الصورة التي تدور في ذهنك الآن هل هي مستحضرة من الذاكرة أو جديدة منشأة دون معرفة ماهيتها .
ج- استحضار الحالات الإيجابية و إرساؤها
نستطيع بإذن الله تعالى في البرمجة اللغوية العصبية أن نعلم المتدرب مهارة التحكم في ما يستحضر من ذكريات و نوظف ذلك إيجابيا من خلال ما يسمى بالإرساء.
د – علاج الحالات والمشكلات مثل
الصراع النفسي – الوسواس القهري - الشعور بالضعف – الخوف الوهمي - الرهبة الاجتماعية – تهيب الأمور – ضعف الحماس – العادات السلوكية السلبية – الذكريات السلبية الحادة – ضعف التحصيل الدراسي – مشكلات العلاقات الأسرية والاجتماعية – المعتقدات المعوقة ... وغيرها كثير .
هـ - التخطيط العميق للنجاح
مع التركيز على الأبعاد النفسية لصاحب الهدف التي قد تمكنه من الوصول للهدف أو تعوقه عنه.
و- النمذجة
و هي من أهم مهارات البرمجة اللغوية العصبية ، حيث نقوم بدراسة نماذج متميزة في مهارة معينة بهدف الوصول إلى المعطيات المشتركة التي ساعدتهم على التميز والنجاح وكونت لديهم هذه الملكة ، وبالتالي نستطيع نقل هذه الخبرة عن طريق التدريب للآخرين ، و هذه المهارة مفيدة جدا وتستخدم في مجالات متعددة .
ملاحظة لقد تم جمع هذه المادة العلمية من مواقع مختلفة خاصة بالبرمجة اللغوية العصبية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]