زائر زائر
| موضوع: وسائل لإتقان مهنة تدريس التاريخ الجمعة فبراير 19, 2010 7:25 am | |
| وسائل لإتقان مهنة تدريس التاريخ المستشار: الأستاذ عماد حسين
"إنَّ من جملة غرائب هذا الزمان هذا الإصرار من جانب كثرةٍ من رجال الفكر ودعاة النهوض على حساب تجاهل التاريخ، وخاصَّةً تاريخ أمَّتنا الإسلاميَّة، ومتى اضطَّروا إلى الخوض فيه انتقَوا ما يؤيِّد توجُّهاتهم، حتى صار علم التاريخ مؤيِّداً لكافة التناقضات سواءً الأيديولوجيَّة العقائديَّة، أو لخطط الإصلاح والنهوض، ومرجع ذلك أنَّنا –جميعا- لا نريد حقائق كاملة، بل نريد منها ما يؤيِّد وجهتنا، ويدعم رؤيتنا المسبقة للأمور، والأمر في التاريخ على خلاف ذلك
كان لا بدَّ من هذه المقدِّمة لأنَّنا جميعاً نعاني في تدريس التاريخ من مشاكل أساسيَّة، من أبرزها المنهج الذي نقوم بتدريسه، فالغالب في بلادنا أنَّ المناهج موضوعة متوافقة مع سياسات الدول، وبالتالي تتمُّ عمليات الانتقاء والصياغة لتؤكِّد مصداقيَّة الدولة
وأذكر في هذا الإطار قصة لصديق عمن كان يدرس له التاريخ في المرحلة الإعدادية بمصر، وكان المدرس يغلق الباب ثم يهمس بدرسه بين الأولاد، ويختم درسه الهامس بأن هذا هو التاريخ والوقائع الحقيقية، ثم يفتح الباب ليعلو صوته بالتاريخ المقرر وفق الرؤية الرسمية
فإذا أضفنا لهذا التدخل الخارجي والدعوات الداخلية لتفريغ كتب التاريخ من المعاني الإسلامية، وتحويلها لقصاصات تحوي تفاصيل كثيرة، تجعل الطالب في النهاية في مواجهة كارثة دراسية، إذ يكون عليه أن يحقق درجات بمذاكرة هذا الدروس التي تفتقر للرابط فيما بينها أحيانا، أو تحوي كثير من التفاصيل غير الهامة، ومن ثم ندرك أهمية مهارة المدرس في إعادة صياغة المنهج.. وهذا يأتي في سياق إعادة الروح للدروس التاريخية، وذلك بإعادة المعاني الإسلامية لكل درس، وذلك بتقديم القدوة من خلال أبطال التاريخ، وتقديم عوامل النصر والهزيمة التي وضعها الله في سننه الأزلية، وذكر آداب الإسلام في الحرب، وفي الوفاء بالمعاهدات مع الآخرين، وإيضاح الدور التاريخي الذي قامت به أمتنا في تطوير العلوم والفنون في المجالات المختلفة، فالأمة أقامت حضارة يشهد لها العدو قبل الصديق، هذا يحتاج لترسيخ معاني إسلام العمران والحضارة، وعدم قصر الأمر على الفتوحات العسكرية والصراعات السياسية في التاريخ الإسلامي
أما عن مناهج تدريس التاريخ عند كثير من التجمعات الإسلامية، فالمشكلة ذات أبعاد مختلفة، فالتاريخ عند كثير منها يقف عند نهاية الخلافة الراشدة، ويضاف عليهم فترة عمر بن عبد العزيز، وكأن تاريخ الأمة انحصر في أربعين عامًا لا غير، وخلاف ذلك بدخل في إطار بحر الظلمات، فلا يدري كثير منهم شيئًا عن حضارة الإسلام التي عاشت قرون متطاولة من الزمان، لذا رأينا الرواج لشرائط أحد الأطباء المهتمين بالتاريخ عن تاريخ الأندلس، وكأن هذا التاريخ لم يكن موجودًا من قبل. بل الأدهى من ذلك فإن كثير من هذه التجمعات لا يعرف تطور الفكرة والحركة الإسلامية في التاريخ المعاصر، ومن ثم تجد كثير منهم يظن أن حركته هي الإسلام نفسه، وحولها تدور الأحداث في العالم، ويبدأ في التفكير في أمور سبقه إليها آخرون في زمن فائت، وصار فيها كتب ودراسات، ولكن الكثيرين يطيب لهم البدء من الصفر بلا نظر في تاريخ وتجارب من سبقوهم، أو كما يقال يطيب لهم إعادة اختراع العجلة
ومن ثم أصبح التوجه لهذا الأمر من جانب المحترفين فريضة شرعية، فالأمر صار مستهدفا من جانب من يمكرون بهذه الأمة، وصار واقع تعليم التاريخ من البؤس في كافة الأصعدة ما يبشر بسوء العاقبة، إذ كيف يمكن أن تتقدم أمة دون أن تستفيد من خبراتها عبر الزمان
ومع ذلك فإنَّ المدرس يستطيع أن يخفِّف من هذا الواقع بعدَّة أمور
أوَّلا: التمكُّن من موضوع درسه، ومعرفة الآراء المختلفة والروايات المتعدِّدة حوله
ثانيا: الاستعانة بالصور والخرائط عند شرح دروسٍ بها شخصيَّاتٌ أو معارك وما إلى ذلك
ثالثا: القيام بزيارات لأماكن الأحداث، إن كانت قريبة، أو ما يشابه ذلك، فالوقوف على شاطئ البحر والحديث عن الحملة الصليبيَّة الثالثة -مثلا- وحصارها البحريِّ لسواحل عكَّا والمقاومة الإسلاميَّة لها، يجعل للدرس وقعاً مختلفاً على الطالب
رابعا: من الممكن معالجة تاريخ إحدى الثورات من خلال قراءة بعض الأدبيَّات التي تمَّ تداولها أثناء الثورة
خامسا: من أشهر الوسائل في إطار تقريب المعلومات التاريخيَّة ما يُطلَق عليه: "مسرحة الأحداث"، بمعنى تحويلها إلى روايةٍ أبطالها من الطلبة، وفي هذا الإطار من الأفضل إطلاق خيال الطلبة، بمعنى أن يُترَك الطالب عند بعض النقاط المفصليَّة في الأحداث ليتصرَّف بما يراه، وليس كما حدث، مع تقييم كلٍّ منهما
سادسا: من الممكن الاستعانة بلوحة الرمل، وهي منضدة متوسطة ذات حواف مرتفعة، وتعلوها الرمال لمستوى الحواف، وعليها يمكن تصوير المعارك أو الأحداث ذات الصلة من حركة الجيوش، ويتم استخدام بعض الألعاب الصغيرة عليها لتمثيل الحدث
سابعا: عند الحديث عن بعض الجوانب الحضاريَّة مثل العمارة والفنون، فإن استحال القيام بزيارةٍ لأماكنها ورؤيتها، فلا أقلَّ من توفير صورٍ مكبَّرةٍ، أو أفلامٍ تسجيليَّةٍ عنها، وإلا فسيتسرَّب النوم سريعاً إلى الجميع
ثامنا: إن كان التاريخ المدروس له شهودٌ أحياء، فإنَّ استضافة أحد هؤلاء الشهود يكون مؤثِّراً وفعالا تاسعا: من المهم أيضا في هذا الإطار أن يتم استخلاص أهم العبر من الدرس وربطها بالواقع وتقييم الأحداث وفقها، فمثلا نتكلم عن دور الديون في التمكين للعدو من الدخول للوطن واحتلاله في مصر في عهد الخديوي إسماعيل، وفي تونس في عهد حكم البايات في القرن التاسع عشر، وكذلك في ليبيا قبيل الاحتلال الإيطالي، ثم ننظر ماذا يكون التقييم لما تفعله دول كثيرة اليوم من اللجوء للاستدانة، ثم ماذا نتوقع وفق الدرس التاريخي ومتغيرات الحاضر، وبذلك يتعلم الدارس تدريجيا كيف يتم استخدام التاريخ في فهم الواقع، وقراءة المستقبل.
عاشرا: الإبداع الذاتيِّ من خلال معرفة الطلاَّب أو المتلقين وما يؤثِّر فيهم.
ويسبق كلَّ هذه الوسائل إيمانُ المدرِّس بمادَّته، وإحساسه بأهمِّيَّتها، ومعرفته بدورها في بناء الشخصيَّة، ودور التاريخ في قراءة الواقع، ورسم خطوط المستقبل، وإلا ففاقد الشيء لا يعطيه
http://www.4geography.com/vb/t1593.html |
|
esraa_eman hussein الوسام الذهبي
الابراج :
عدد المساهمات : 1885 تاريخ الميلاد : 22/01/1989 العمر : 35 نقاط : 2505 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: رد: وسائل لإتقان مهنة تدريس التاريخ الجمعة فبراير 19, 2010 10:11 am | |
| شكرا يابسنت علي تلك الوسائل والنصائح المفيدة واضيف اليكم ذلك المقال ايمانا من التربويين في مصر باهمية قضية التعليم كان لابد من الاهتمام بطرق التدريس وبشكل خاص في الدراسات الاجتماعية وهذا ما نحاول ان نناقشه معا باذن الله تعتبر طريقة التدريس من عوامل نجاح المنهج المدرسي أو من عوامل فشله ، فطريقة التدريس التي يتبعها المعلم في تنفيذ المنهج سوف يترتب عليها تحقيق الأهداف التعليمية المحددة أو عدم تحقيقها ، مع التسليم أنه لا توجد طريقة تدريس معينة يمكن أن نقول عليها أنها أفضل طريقة تدريس أو أنها أفضل من الطرق في جميع الأحوال، حيث أن طريقة الإلقاء قد تكون صالحة ومثالية في أحد الدروس ولكنها ليست صالحة لدرس آخر وهكذا فإن طرق التدريس تتنوع تنوعاً كبيراً تبعاً لتنوع الموقف التعليمي، وفى الدرس الواحد قد يستخدم المعلم أكثر من طريقة أو أسلوب تدريس حيث يبدأ المعلم باستخدام المناقشة في شرح العنصر الأول من عناصر الدرس ثم بعد ذلك عندما ينتقل إلى العنصر الثاني يستخدم طريقة الإلقاء بهدف تعريف الطلاب لمعلومات وحقائق تاريخية معينة تم تحديدها مسبقاً في أهداف الدرس، وعندما ينتقل إلى العنصر الثالث قد يثير مشكلة معينة ويطلب من الطلاب مناقشتها وحلها وهنا يلجأ إلى طريقة حل المشكلات ، وهكذا فإن استخدام المعلم لطرق عديدة في التدريس يؤدى إلى إثراء العملية التعليمية ويساعد على مواجهة ظاهرة الفروق الفردية بين الطلاب، كما يساعد المعلم على اختيار الطريقة المناسبة لمستوى الطلاب والإمكانيات المتوفرة التي يمكن استخدامها في إثراء الموقف التعليمي .
ومن طرق التدريس التي يمكن استخدامها في تدريس التاريخ بالمرحلة الثانوية " طريقة الإلقاء – طريقة المناقشة – طريقة التعيينات – طريقة حل المشكلات – طريقة الاكتشاف – طريقة القدوة – طريقة القصة – طريقة تمثيل الأدوار – طريقة الرحلات والزيارات الميدانية – طريقة الأحداث الجارية - طريقة التعلم الذاتي " . ومن الطرق التي يمكن استخدامها في تدريس التاريخ "طريقة التفكير الناقد ـ وطريقة التفكير الإبداعي – واستراتيجية التعليم التعاوني– وطريقة التمثيل (المسرح). ولقد أدى التنوع في طرق التدريس إلى وقوع معلمي التاريخ في حيرة فأي الطرق يستخدمون ، وأي الطرق يتركون ، وأي الطرق أفضل من غيرها ، وحتى لا يقع معلم التاريخ في تلك الحيرة عليه أن يراعى مجموعة من المعايير عند اختياره طريقة التدريس المناسبة0 - أن تكون مناسبة لأهداف الدرس 0 - أن تكون مثيرة لاهتمام الطلاب نحو الدراسة 0 - أن تكون مناسبة لنضج الطلاب 0 - أن تكون مناسبة للمحتوى 0 - أن تكون قابلة للتعديل إذا تطلب الموقف التدريسى ذلك 0 - أن تراعى الفروق الفردية بين الطلاب 0 - أن تكون مناسبة للموقف التعليمي 0 - أن تساعد الطلاب على تنمية التفكير 0 - أن تسمح للطلاب بالمناقشة والحوار 0 - أن تسمح للطلاب بالعمل فرادى وجماعات 0 - أن تسمح للطلاب بالتقويم الذاتي 0 - أن تتيح للطلاب فرصة القيام بزيارات ميدانية 0 - أن تتيح للطلاب فرصة استخدام كتب أخرى غير الكتاب المدرسي 0 | |
|
زائر زائر
| |