أساليب تعليمية جديدة تساعد ذوي الإعاقات البصرية على تعلم الرياضيات

</A>

[size=21]يمكن أن يكون إتقان الرياضيات عملية شاقة للكثير من الأطفال, ولكن الباحثين وجدوا أن الأطفال ذوي الإعاقات البصرية يواجهون تحديات غير متكافئة في تعلم هذه المادة, وعند دخولهم الجامعة تكون مستوياتهم في الرياضيات والعلوم والتقنيات و والمجالات الهندسية منخفضة بشكل ملحوظ.
يقوم حالياً باحثون من جامعة إلينويز بمد يد العون لصياغة مستقبل أفضل للأطفال ذوي الإعاقات البصرية عن طريق ابتكار أدوات تعليم من المتوقع لها أن تجعل عملية تعلم الأطفال للرياضيات أكثر سهولة, كما يمكن أن تضاعف فرصهم الوظيفية كراشدين.
وفقاً لتقرير أعده معهد بريل فإن خمسة ملايين طفل, تقريباً واحد من أصل عشرين طفلاً في عمر ما قبل المدرسة, و 12.1 مليون طفل آخر تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والسابعة عشرة يعانون من إعاقات بصرية.

في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في ولاية إيلينوي نجد ضمن طلاب السنة الأخيرة "شيلا شنايدر" وهي أول طالبة عمياء تماماً تتخصص في النحت ضمن مدرسة النحت والتصميم في الكلية. وتقوم شيلا حالياً بصنع سلسلة من المنحوتات الصغيرة نقشت عليها معادلات رياضية مكتوبة بترميز "نيمث" وهو أحد أشكال لغة "بريل" يستعمل في الرياضيات والرموز العلمية, وستستخدم هذه المنحوتات لمساعدة الأطفال الذين يعانون من إعاقات بصرية على تعلم الرياضيات.
وحول هذه الخطوة تتحدث "دينا مكدونا" أستاذة التصميم الصناعي والباحثة الرئيسية في المشروع قائلة:
((صنعت هذه المنحوتات من مواد عضوية لتكون أكثر أماناً عند التعامل المباشر مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السابعة والعاشرة, وقد تم تصميمها اعتماداً على رؤية أطفال صغار. وهي أدوات تعليمية مثيرة للاهتمام وممتعة وعندما يمرر الأولاد أيديهم عليها سيلاحظون المعادلات المنقوشة بلغة "بريل" ضمن التشكيلات التي نأمل أن تصبح جزءاً من الوسائل التعليمية السائدة في المدارس)).

أتذكرون تلك الأدوات التي كنا نلهو بها عندما كنا أطفالاً وندعوها ((العدادات)) ؟ إنها الطريقة التقليدية التي يتم من خلالها تعليم الأطفال العميان أساليب حل المسائل الرياضية! طبعاً يعتبر هذا الأسلوب البالي وصمة عار في يومنا هذا.
تقول شنايدر:
((نحاول رفع سوية تعليم الأطفال ذوي الإعاقات البصرية دون الاعتماد على الأساليب الجامدة في عملية التدريس, ونأمل قريباً أن نتمكن من القضاء على تلك الفكرة البلهاء التي تلزم الأطفال العميان على تعلم الرياضيات باستخدام "العداد" بدلاً من الورقة والقلم لمجرد أنهم غير قادرين على الرؤية)) وتضيف شيلا:
((نبذل ما بوسعنا لمحو وصمة العار المترافقة مع عمى هؤلاء الصغار وتزويدهم بتقنيات تمكنهم من التفاعل مع الرياضيات وفيها. ونتمنى أن يصبحوا أكثر اهتماماً عندما يكبرون بمجالات عمل مختلفة في حقول العلوم والرياضيات والتقنيات والهندسة)).
قامت "شيلا شنايدر" بنحت ستة نماذج تبلغ أبعاد قطر كل منها بضع بوصات, وقد تم صنعها من مكعبات من رغوة خشب البالسا. وتجري حالياً عملية تحويل المنحوتات إلى صور حاسوبية ثلاثية الأبعاد لوضع اللمسات النهائية على أشكال المعادلات وأماكن وجودها قبل صنعها من البرونز, الذي تم اعتماده لصلابته وقدرته على تحمل الاستعمال المكثف وحتى السقوط في بعض الأحيان.
وتقول الدكتورة مكدونا:
((ليس من المهم أبداً بالنسبة لي أو لكم أين سنضع المعادلات, ولكن عندما يتعامل الأطفال العميان مع المنحوتات ويتحسسونها بأطراف أصابعهم يجب أن تمثل لهم أماكن وجود لغتهم معنى واضحاً ومفهوما ً في الفضاء الثلاثي الأبعاد)).
وستكون الخطوة التالية بعد الانتهاء من صنع المنحوتات هي مراقبة تلاميذ ٍ ذوي إعاقات بصرية يتدربون على استخدامها مع معلميهم, لتقييم فعاليتها كوسائل تعليمية.
وفي النهاية تقول دينا التي تتمحور أبحاثها ودراستها حول تصميم التقنيات المساعدة والمنتجات التي تساعد المعاقين على الاندماج:
((نعمل على الاستفادة من التجارب المختلفة في حياة الناس, مع احترام وجهات النظر وأن لكل إنسان طريقة تختلف عن غيره في إنجاز الأمور. كما أنها فرصة لا تعوض أن نتمكن من استخدام النحت لردم الهوة ما بين التجارب الحياتية العملية من جهة والعلوم والرياضيات والتكنولوجيا من جهة أخرى)).

[/size]