<table id="table1" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%"><tr><td>
الارشادات والمبادىء التى تعتمد لاتخاذ القرارات المناسبة فى اعداد
وتخطيط المناهج والتعليم ، وعلى وجه الخصوص التوجهات التى تستخلص
من نظريات التعليم والابحاث المختلفة المرتبطة بالمناهج والتخطيط .
(يختلف ذلك عن معايير الأداء وهي عبارات وصفية تصف ما يجب علي المعلم (المتعلم) معرفتة ويكون قادرا علي أدائه
مقدمة: من أجل اعداد معلمات
رياض الأطفال علميا وتربوياونفسيا للنهوض بمهامها فى تنمية الطفل
وتربيته على أسس سليمة ، ووفقا للمعايير العالمية،و فى ظل
المتغيرات العالميةوالعالمية المعاصرة كان لابد لوضع معايير شاملة
وموضوعية ومرنة ومجتمعية ومستمرة ومتطورة تناسب هذه المرحلة،،تهدف
الى تنميتها مهنيا وانطلاقا من الدور الهام الذى تقوم به المعلمة
، لذلك كان لابد من الاهتمام بوضع معايير مستحدثة تهتم بتنمية
قدرات هذه المعلمة .
متسارع ، لابد من ملاحقته ، فقد وافتنا آخر أنباء هذا التقدم عن "
الثورة النانوية " فقد نجح الباحثون فى جامعة مانشستر البريطانية
فى انتاج مجموعة من المواد تبلغ سماكتها ذرة واحدة وتستخدم هذه
المواد الجديدة فى مجالات متعددة منها علم الحياة المجهرى (
الميكروبيولوجى ) وسوف تشهد السنوات الخمس أو السبع القادمة زيادة
كبيرة فى سرعة توصيل الكمبيوترات ، وستستخدم هذه المادة فى تطوير
أدوية جديدة .هذا قليل من كثير فى مجال التقدم العلمى فيما بعد
الحاسبات والأنترنت .العربى العلمى العدد 9 فبراير 2006
يمثل المعلم بصفة عامة العامل الرئيسى فى أى نظام تعليمى والقوة
الفاعلة فى المنظومة التعليمية ، الأمر الذى جعل الاهتمام به مدخلا
من المداحل الاساسية لاصلاح التعليم ، فالمعلم هو بداية حركة
التغيير والتطوير فى العملية التعليمية التى تمثل بدورها اللبنة الاساسية لتنمية القوى البشرية فى أى مجتمع ، ومن ثم أصبح الاهتمام باعداده والارتقاء بمستوى تكوينه وتنميته المهنية الشغل الشاغل لسائر المؤسسات فى أى دولة تحرص على التقدم ، وأن كليات التربية ورياض الأطفال هى الوعاء الاساسى لاعداد المعلم والمعلمة وتكوينهما اكاديميا ومهنيا واكسابهم المعارف العامة والمهارات والاتجاهات فى المجالات العلمية النمختلفة والمستندة الى الخبرات الحية فى المدرسة والروضة والميدانى التربوى بصفة عامة ومعلمة الروضة هى عنصر هام فى هذه المنظومة التعليمية .
فيجب أن تكون انسانة قبل أن تصبح معلمة مهنية متخصصة ،وتكون موهوبة بفطرتها لتعليم الاطفال ، فعملية اعداد معلمة الروضة تربويا ونفسيا واكاديميا هى عملية ثنائية لانها تعد للعمل مع الأطفال والكبار .وتؤمن بأن تربية الطفل هى التهيئة للأساس المتين الذى يرتكز عليه كل تعليم وتعلم لاحق ،ويجب أن تؤمن بديناميكية الانسان ليواكب ديناميكية الحياةويؤثر فيها ويتأثر بها فهى لذلك مستمرة فى التجدد ، ولن يتكشف ما يتوفر فيها من خصائص مهنية وشخصية ومدى مواجهتها لاحتياجات مهنتها الا من خلال حياتها فى الروضة ، وأثر حياتها فى الروضة على الكبار الذين تعمل معهم ، ولن تستطيع معلمة الروضة الانسانة والموهوبة بفطرتها من القيام بمهامها ،الا اذا درست أفضل الطرق والاساليب لاستخدامها فى تعاملها مع الاطفال ، وقد تهدر وتسرب الكثير من هذه الامكانات والمواهب اذ هى لم تؤهل تأهيلا سليما متقدما .ان الاعداد المهنى الوطنى لمعلمة رياض اطفال الوطن فى ضوء اتجاهاتها وميولها ورغباتها وتذوقها وتوقد احساسها بالمشكلات وتطلعاتها الوطنية السليمة ، يكسب الاطفال الانتماء وحب الوطن فايزة على مصطفى سعد الدين كبناء منهاج لاعداد معلمات رياض الاطفال فى لبنان رسالة دكتوراة 1978
ولكى يتحقق ذلك لابد من وضع معايير جديدة ومتطورة لاعداد معلمة الروضة من خلال مناهج دراسية متطورة والتركيز على المناهج العلمية والرياضية لتواكب التطور العلمى العالمى المتسارع .كما انه يجب لكى نضع اسس سليمة للمعايير المقترحة لابد أن نعرف ماذا يريد الطفل .
ان الطفل يريد منا ألا نفترض فيه الغباء ونحن نتعامل معه ، وأن الطفل رجل صغير له حقوقه التى تتلاءم مع مراحل عمره ، وهو يود أن نساعده باخلاص على تنمية ملكاته وقدراته وخياله واستمتاعه بحياته ونساعده على أن يضيف الكثير الى قاموسه اللغوى والى معارفه بالقدر الذى يمنحه تميزا غى شخصيته
يريد أن نعيده الى بيئته العربية الاسلامية فتكون العربية لغته الأولى وأن نحافظ له على التراث ، فالأطفال يعانون انشطارا لغويا فلا بد أن نعيد اليهم الفصحى المبسطة الجميلة من خلال أعمال تستمد مادتها من التراث ويكون ذلك بانتقاء واع
يريد الطفل أن نيسر له المعارف الجديدة فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والكمبيوتر وغيرها حتى لا يكون متخلفا عن غيره من أطفال العالم
يريد الطفل أن نقدم له ألوان من الثقافة الأدبية الراقية ، مثل المسرح والأغانى والموسيقى والكتاب القصصى
يريد الطفل أن نشركه فى خططنا ومؤتمراتنا وأن لا نغفل رأيه
يريد الطفل أن نشجعه ونهتم بابداعاته المختلفة ، وأن لا يهمل أطفال الريف التربية الثقافية للطفل العربى ، احمد سويلم جامعة عين شمس 1991 صص97-100
المعايير والأسس فى وضع المنهج :
هى الاشادات والمبادىء التى نعتمد لاتخاذ القرارات المناسبة فى اعداد وتخطيط المناهج والتعليم ، وعلى وجه الخصوص التوجهات التى نستخلصها من نظريات التعلم والابحاث المختلفة المرتبطة بالمناهج والتخطيط فعلى سبيل المثال لا الحصر الفروق الفردية والمرونة والتخطيط المنظم هى معايير رئيسية نأخذها فى الاعتبار عند توصيل المعرفة للطالبات باساليب مختلفة تتمشى وتلك الأسس ونقدم مجموعة من الأسئلة تساعدنا فى صياغة مناهج ناجحة :
هل يشتمل المنهج أو الخطة التعليمية على اساليب وطرق تدريس متنوعة وأنشطة متعددة ؟
هل أخذت نظريات التعلم فى الاعتبار أثناء تخطيط وأعداد طرق التدريس والأنشطة المختلفة ؟
هل وضع فى الحسبان العناصر التالية ، تعزيز الاجابات ، تحويل المعلومات ، التعميم ، منظمات متقدمة ، مفهوم الذات ، أهمية النظر الشمولية ، تحديد مسميات الاشياء ، الصيغ الاجتماعية ؟
هل وضع فى الحسبان طرق واساليب التدريس المتعلقة بالتعليم المنفرد ؟
اتجاهات حديثة فى تربية الطفل ، د/سليمان عاشور الزبيدى
صص102-103 عمان- الأردن 1989
وهذا يقودنا الى الاهتمام بالتعليم المستمرو الذاتى للتنمية المهنية
ترتبط التنمية المهنية للمعلمة بالتعليم الذاتى والتعليم المستمر بهدف تحديث معلوماتها وتقديم المستجدات للاطفال فى الروضة ، والتعليم الذاتى أمر هام وذلك لأن هناك برامج للحاسب تستخدم فى تدريب المعلمين ، بمعنى أن المعلم يعلم نفسه بنفسه من خلال الحاسب ، فالحاسب ينمى لديه قدرات معنية ويعطيه ما يعرف -بالتغذيةالراجعة FEEd-Back
، د/ عبدالغنى عبود كليات التربية الأوضاع والتطلعات ، مكتبة النهضة العربية 1994ص 243-
الحفاظ على الاصالة العربية :
وفى ظل سيادة العولمة وضياع هوية الشعوب فانه لكى نحافظ على هويتنا العربية يجب أن تكون من معايير اعداد المعلمة الحفاظ على الاصالة العربية ، فالأمة التى لا تحافظ على أصالتها والابقاء على الصالح منها ، أمة يصعب عليها البقاء ، ولن يكون لها شأنا ومكانة ومساهمة فى الحضارة العالمية ، وهناك دول كبرى كفرنسا تحاولالحفاظ على أصالتها ، فما أولانا نحن أن نحرص على هذه الاصالة .وهذا يقودنا الى تحديد معنى الاصالة :
1-ان الاصالة لا تعنى تماثل الأفراد وكونهم نسخا طبق الأصل ، فالفردية حقيقة واقعة ، ولكل فرد شخصيته المميزة وطابعه الخاص .
2- الاصالة لا تعنى تماثل المجتمعات فالاختلاف هنا والتباين أمران لابد منهما ولا ضرر منهما بل العكس صحيح .فقد يختلف الشعب العربى فى مصر قليلا عن الشعب العربى فى العراق وان كانا ينتميان الى الأمة العربية ذات التراث الواحد والمستقبل الواحد .
3-الاصالة لاتعنى اختلاف الأمة اختلافا كاملا عن أية أمة أخرى ذلك بأن الأمة المعنية عضو قى الأسرة الانسانية تشاركها الكثير من صفاتها والعديد منآلامها وأمانيها ومطالبها .
4- الأصالة لا تعنى عداء الأمم بعضها لبعض أو نقصا فى تعاونها بعضها مع بعض أو نقد بعضها البعض ، انها تعنى عكس ذلك تما ، اذ انها تقوم على التفاهم بين الأمم والتعاون فيما بينها ، لايصال الانسانية الى عالم أفضل . وبذلك تكون الاصالة هى الوحدة المميزة للأمة ضمن الاطار الانسانى .ومن هذا المنطلق يجب أن نحافظ على أصالتنا العربية .وهذا يقودنا الى طرح هذا السؤال وهو كيف نحافظ على أصالتنا ؟
نرد على هذا بعدة اجابات تتمثل فى الآتى :
1-التعرف الدقيق الذكى علىتراثنا القومى والتعرف على تاريخنا الاجتماعى والحضارىواحاطتنا بهذا التاريخ يجعلنا نتعرف على ذاتيتنا .
2- التعرف الدقيق على وقعنا وحاجتنا وامكاناتنا ومطالبنا ، وقدراتنا ، فاعادة صياغة الانسان العربى لا يمكن أن تتم دون وعى عميق بهذا الواقع
3- الاطلاع الواسع الشامل على مايجرى فى العالم من تفاعل حضارى وما يتم فيه من أحداث اجتماعية وتطورات علمية وتكنولوجية واتجاهات اقتصادية واتصالات سياسية وصراعات فكرية ، فلا بد أن نبقى على اتصال وثيق بما يجرى حولنا
4- تحديد أهدافنا ورسم أمانينا وتصور مستقبلنا غلى ضوء ماضينا وواقع حاضرنا وعالمنا .فالعصر عصر تخطيط وتنهيج ، وكل وطن لايعرف ماذا يريد وطن محكوم عليه بالفناء .
5- اختيار الطرق والأساليب والوسائل التى تحقق غايتنا وتوصلنا لأهدافنا وتجعل من أمانينا حقائق واقعه لا أحلام وخيالات ، ونأخذ من خبرات الآخرين المفيد ونتجنب غير المفيد لنا ، ونتحاشى تماما التقليد الأعمى للآخرين .
6- الحرص الدائم على أمور اساسية فى تنفيذ ذلك ، منها الوعى والمرونة والتقييم الدائم لكشف الصحيح ودعمه وترسيخه واكتشاف الخطأ وتجنبه والتخلص منه .
د/ فاخر عاقل ، التربية قديمها وحديثها ، بيروت 1974ص 218 –
من المعايير التى يجب أن توضع فى الحسبان هو التربية الوجدانية والاجتماعية للمعلمة لتوصيلها لطفل الروضة فيما بعد .
فمن النادر أن تحتوى المناهج الدراسية بوضوح على عناصر تنزع الى تنشئة وجدانية ، من أجل فهم الفرد نفسه والآخرين .
التعليم من أجل تنمية التفكير واستخدام العقل :
ومن المعايير المقترحة والتى تتناسب ما يحدث من متغيرات عالمية الاتجاه الى التدريس من أجل تنمية التفكير واستخدام العقل ، فما حدث من تطورات اقتصادية واجتماعية وفكرية وعلمية ، لم تعد حاجة الى خريجين لا يتقنون الا الحفظ والتلقين ،فعملية التعليم أخذت منحى تربويا جديدا ، يحقق للمتعلم المعطيات والمهارات التى يحتاجها لما استجد من ظروف جديدة ليكون قادرا على مجابهة جميع المشكلات التى تتحداه والعقبات التى تقف فى طريقه .فالمطلوب تطوير مناهج التعليم وأساليبه لتصبح وسيلة صالحة وبيئة مناخية لنمو العقول ونضج الأفكار وتفتح المواهب للنهوض بواقعهم وواقع أمتهم الى مستوى أفضل .
فالعملية التربوية تعنى التعامل مع كائن حى له شعور وخصائص فكرية ووجدانية ،بقصد رعاية نموه ، وتطوير هذا النمو من مختلف جوانبه العقلية والعاطفية والسلوكية والاجتماعية والروحية ، تطويرا يحقق مصلحته ، كما يحقق الأهداف التربوية لأمته ويحقق قدرته على التعامل مع معطيات الحضارة ، ومع ظروف المجتمع وتقدمه وازدهاره ليكون عضوا نافعا فى المجتمع ، ولبنة قوية فى بناء صرح أمته الحضارى ، لتأخذ دورا كاملا فى مصاف الأمم الراقية ، وفى ازدهار الحضارة العالميةفالنمو الفكرى من أهم الأمور التى عنيت بها التربية الحديثةوأصبحت مهمة المناهج مساعدة المتعلم بعرض المعلومات عرضا فعالا يتحدى العقل ويثير النشاط ويؤجج فعالياته ، بطرق تؤدى الى حل المشكلات المتعلقة بمحتوى المقرر ، فأصبح الاتصال المباشر مع موضوعات المعرفة ، والعرض السمعى والبصرى لمدلولات المعرفة يسهم اسهاما فعالا فى تطوير المناقشة مع الطلاب ، لتتكون عندهم خبرات حقيقية تعينهم على الاحتفاظ بالمعرفة المكتسبة داخل المدرجات .
وقد توصل علماء النفس ، نتيجة بحوثهم المكثفة الى حقيقة مهمة ، هى أن عمق تفكير الطالب ، اثناء عملية التعلم ، يؤدى الى تعلم فعال ، وأن الطلاب ينتفعون من التدريس القائم على خطوات فكرية واضحة لهم ، فى تحديد أهدافهم ، وأن المعرفة والأفكار التى اكتسبها الطلاب ، بهذا الأسلوب تنعكس على تحسين مستوياتهم فى عملية التذكر وحل المشكلات .فالتدريس من أجل تنمية التفكير فكرة مثالية وغاية مثالية شغلت بال المفكرين والتربويين فى كثير من اعمالهم الاصلاحية خلال القرن الماضى ، الذين توصلوا الى اتفاق جماعى على أن التفكير الفعال عامل مهم للنجاح الدراسى وفى الحياة على حد سواء .ولوحظ أن الطلاب الذين استخدموا اساليب التفكير واستخدام العقل ، مثل التحليل والتركيب ، وحل المشكلات والتطبيقات وغيرها قد تحسن مستوى تحصيلهم العلمى بالمقارنة بغيرهم ممن استخدم طريقة الحفظ والاستظهار .
والخلاصة أن أساليب الحفظ والاستظهار وتجزئة المعرفة وفصلها عن بعضها ، لم تعد مناسبة لاعداد جيل القرن الحادى والعشرين .
التدريس من أجل تنمية التفكير ، حرره جيمس كييف وهربرت ويلبرج ، ترجمة د/ عبدالعزيز بن عبد الوهاب البابطين مكتب التربية العربى لدول الخليج صص7-
التعليم من أجل المشاركة السياسية :
ومن المعايير المقترحة أيضا هو التعليم من أجل مشاركة سياسية أكثر فاعلية ، فيكاد ينعقد الاجماع بين المهتمين بالعملية السياسية فى مصر ، على أن الوضعية الحالية تقطع بوجود أزمة ديمقراطية ، ومن مؤشراتها شيوع ظاهرة السلبية السياسية واللامبالاه بالعمل السياسى ، وتدنى نسب الناخبين الفعليين العامة مقارنة بالمجموع الاجمالى للناخبين ، ومنها أيضا قلة عدد المصريين المنضمين للآحزاب السياسية وهى مشكلة الغالبية وليست مشكلة فئة بعينها، فالسلبية متفشية فى جميع افراد المجتمع وخاصة فى المجتمع الطلابى
فالتعليم من أجل المشاركة السياسية يجب أن يلعب التعليم دورا هاما فى المشاركة السياسية باعتباره يوغر قدرا من المنبهات والمثيرات التى تدفع الأفراد للمشاركة السياسية ، فالقيم والاتجاهات والمعارف التى يكتسبها الفرد من خلال تنشئة مبكرة ، تؤثر على الاستجابة لمختلف المثيرات السياسية، ومن ثم تؤثر على مدى المشاركة السياسية
واذا كانت التربية عموما تلعب دورا رئيسيا فى الحفاظ على الثقافة العامة للمجتمع باعتبارها وسيطا حيا لنقل الثقافة ومطوره لها ، فان أحد جوانب هذه الثقافة العامةيتمثل فى الثقافة السياسية ،باعتبارها ثقافة فرعية ، فى اطار الثقافة
ا لعامة للمجتمع د/ السيد سلامة الخميسى ، دراسات فى التربية العربية وقضايا المجتمع العربى الاسكندرية 2002صص 247-
وهناك جانب هام يجب التركيز عليه لاعداد معلمة الروضة ،وهو جانب التربية الوجدانية .فمن النادر أن تحتوى المقررات على هذا الجانب ولذلك يجب اضافته الى المعايير المقترحة .
التربية الوجدانية
فالموضوعات المتعلقة بالشعور والسلوك ومشاكل الأخلاق وقضاياها والمفاهيم المتصلة بالأفكار المسبقة وبأصولها وطريقة تفكير الأخرين وشعورهم ومبرراتها والحث على معرفة الغير وغيرها من موضوعات ، كلها مواضيع قابلة للمناقشة فالاطفال قبل سن المدرسة يهتمون بالحيوانات والرضع ويتساءلون عن موقف الآخرين منهم وتثير فيهم الموضوعات المتعلقة بواقعهم كثير الاستفسارات ، ومنها كيف تتعلم الحيوانات وكيف ينمو المواليد الجدد ولماذا يبكون أو يبتسمون ، ويلجأ الطفل فى هذه الحالة الى أحد الكبار الذين يثق بهم ، وتستطيع معلمة الاطفال الواعية والمعدة اعدادا وجدانيا سليما الرد على هذه الاستفسارات من خلال انشطة الروضة وتستغل كل مناسبة تتاح لها للرد على اسئلة اطفال الروضة
ومن المعروف أن النمو الوجدانى والاجتماعى لدى الأطفال الصغار يساير النمو العقلى ن، فالطفل الذىلا يشعر بأنه فى أمن لا ينمو نموا طبيعيا على المستوى الاجتماعى ، ويمكن لذلك أن يكون متأخرا على المستوى العقلى ، كما تدل على ذلك الابحاث المتعلقة بالأطفال الذين يعيشون داخل مؤسسات الرعاية الاجتماعية والاطفال الذين يتسبون الى الفئات الأكثر حرمانا .ولذى يقع العبئ على الأسرة والروضة كى تساهم بصفة طبيغية فى نمو الطفل العقلى والوجدانى ، وذلك بواسطة نوعية البيئة التى توافرها ، وليس عن طريق تعليم مباشر ، وينبغى على الأم والمعلمة أن تعرفا كيف تساهم التجربة فى نموالطفل العقلى ، وكيف يمكنهما بفضل مساهمتهما وتدخلاتهما الشخصية ، لا فقط تتبع المسار الطبيعى للنمو وتسهيله ، بلكذلك اثارته وتوجيهه ، وتتصل تنمية المعارف فى بدايتها وخاصة فى المرحلة التى تسبق اكتساب الكلام ، اتصالا شديدا بالظواهر الحسية والحس حركية ، بسرعة كبيرة ، ويؤثر كلام الآباء فى نموه ، سواء عن طريق الطابع المعرفى ، أو بواسطة الاحسايس التى يعبر عنها .التربية البناءة 174
الثقافة الصحية وتغذية الطفل :
ومن الضرورى اعداد الطالبة اعدادا جيدا فى جانب الثقافة الصحية ومجالات تغذية الطفل وتوعية ذويهبذلك ، فسوء التغذية الناشىء عن نقص المواد الغذائية لفترات طويلة تترك آثارا على جسم الطفل ، أما الجوع أو مايعرف بعدم توفر الطعام – خاصة ونحن مجتمع فقير – والمواد الغذائية ، ويمكن بوجبة غذائية ارجاع الأمور الى حالتها الطبيعية ويزاول الطفل بعدها نشاطه .
أما سوء التغذية فيصاحبه نقص على مدى طويل من السغعرات مثل الدهنيات والمعادن والأملاح والحاجات البيولوجية ، وأصبح من المعروف علميا أن سوء التغذية عند الاطفال ينعكس سلبا على نموهم البدنى ، وأن حالات كثيرة من سوء التغذية أدت الى اصابات كبيرة فى ابدان الأطفال وظهور الكثير من حالات الاعاقة الجسدية وآثار سلبية فى الدماغ مما يخلق حالات كثيرة من الاعاقة العقلية ، والأخطر من ذلك أن سوء التغذية يؤدى الى تقليل واضغاف عدد الخلايا فى الدماغ وله آثار خطيرة على نمو الطفل الجسدى والعقلى .والحركة والمشى وضعف القدرة على التفكير والتركيز سليمان عاشور الزبيدى اتجاهات حديثة فى تربية الطفل ص 85-
وضع صفات للمعلمة لتقديم اداء أفضل :
يقدم باولو فريرى فيلسوف التربية الحرة البرازيلى عدة لرسائل الى المعلمين الذين يريدون أن يتفوقوا فى مهنتهم، وترتكز فلسفته الانسانية ، على الايمان بطاقات الانسان فى صناعة تاريخه وثقته بنفسه عاملا هاما فى تغيير واقعه ،و من أهم هذه الرسائل، الرسالةللصفات اللازمة للمعلمين االتقدميين من أجل أداء أفضل ويبدأها
بصفة التواضع وهو يتطلب الشجاعة والثقة بالنفس واحترام الذات واحترام الآخرين فصفة التواضع تجعل الانسان يدرك الحقيقة ، الواضحة ، أنه لايوجد انسان يعرف كل شىء ، ولا يوجد انسان يجهل كل شىء .
صفة الحب ، أى أن يمتد الى الطلاب والى عملية التدريس ذاتها ، وهذا يتطلب أن أنمى فى نفسى وفى خبراتى الاجتماعية صفة أخرى هى الشجاعة
صفة الشجاعة وهى تعنى الانتصار على مشاعر الخوف ، وعندما ندرك أننا نمارس تعليما يستثير بطريقة ناقدة وعى المتعلم ، سوف نجد انفسنا بالضرورة فى مجابهة مع الخرافات والاسطاير التى تشوه حياتنا .
والصفة الثالثة هى التسامح وبدونه لن يتحقق أى عمل تربوى جاد ، أى كيف تعيش مع من يختلف عنك ، ويتطلب الاحترام والنظام والاخلاق .
وهناك صفات أخرى مثل الحسم والشعور بالامان ووبهجة العيش ، هذه الصفات تعتبر أمرا ضروريا فى صنع القرار ، وهذا هام بالنسبة لعمل المربى ، وفى الوقت نفسه فهو أمر صعب الى درجة تعنى الانطلاق الحر من أجل الاختيار ، فان كل اختيار
يعقب عملية صنع القرار يستدعى تقييما دقيقا وعمل مقانة بين مختلف البدائل وتفضيل احداها ،وعملية التقييم بكل متطلباتها هى التى تعنينا فى النهاية على اتخاذ القرار .
ثم هناك صفة اساسية ينبغى أن يتحلى بها المعلم المتميز وهى التذرع بالحكمة فى مواجهة التعامل المتوتر بين حالة الصبر واللاصبر أو الاندفاع ، وعلى المربى أن يعيش ويعمل مع حالتى الصبر واللاصبر دون استسلام لاى منهما ، وفى وجود هذا التوازن تبرز صفةأخرى أطلق عليها الاقتصاد اللفظى ، فاللذين يعيشون تلك الحالة من الصبر واللاصبر نادرا ما يفقدون تحكمهم فيما يتكلمون به .
واخيرا فان صفة الابتهاج بالحياة هى فضيلة أساسية فى الممارسة الديمقراطية للتعليم ، وأن أدرك انه ليس ثمة حياة خالية من المقاومة والصراع .
المعلمون بناة ثقافة ، باولو قريرى ،ترجمة د/حامد عمار وآخرين مكتبة الاسرة 2005 (سلسلة الفكر) صص 97-
اعادة النظر فى تضييق الفجوة بين الروضةو مرحلة الابتدائية :
تهدف مرحلة رياض الأطفال الى اعداد الطفل اعدادا تربويا وعلميا ونفسيا واجتماعيا وعاطفيا ، تمهيدا لدخوله الى المدرسة الابتدائية ، ولكن هناك نقص فى هذا الاعداد ، حيث أن الطفل ينتقل من مرحلة الروضة التى تركز معظم انشطتها على جانب اللعب والتسلية دون اعطائه نصيب من الجدية مما يسبب للطفل صدمة عند انتقاله من مرحلة رياض الأطفال الى المرحلة الابتدائية.ونتيجة للدراسات التى تناولت الطفل من جميع الجوانب ، أصبح هناك اجماعا بضرورة البدء فى التعليم الرسمى فى سن مبكرة ، وهذا الاجماع أكده التربويون غى رياض الأطفال معتمدين على أن للطفل قدرات كبيرة للتعليم فى هذه السن .
وتأثير التعليم علىفى مرحلة الطفولة المبكرة على الدراسة النظامية جعل كثير من المتخصصين التربويين يطالبون بمزيد من الحرية لمرحلة الدراسة الابتدائية ، وأن تركز رياض الأطفال على ما يحتاجه الطفل مستقبلا عند دخوله المدرسة الابتدائية .
.فالملاحظ على أطفال المدرسة الابتدائية فقدانهم للابتسامة وتحميلهم بواجبات منزلية تستقطع معظم أوقاتهم بعد العودة الى المنزل ، كما أنه يحمل فوق ظهره حقيبة تمتلأ بالكتب والكراسات مما يشكل عبئا نفسيا وجسميا عليه .مطلوب اعادة النظر فى الفجوة بين مرحلة الروضة والمدرسة الابتدائية .
تعليم الطفل الفضائل الاخلاقية كالأمانة والعمل الجاد والصدق والقيم التى تساهم على المدى البعيد فى بناء مواطن صالح. وأن تعد الأنشطة التى تعزز عمل الفريق واللعب الجماعى المفتقد عند الكثير .الدكتور سليمان عاشور الزبيدى ن اتجاهات حديثة فى تربية الطفل ، عمان- الأردن 1989 ص، ص 21 ،27،40
تدعيم الجانب الوجدانى والاجتماعى :
من النادر أن تحتوى المناهج على عناصر تنزع الى تنشئة الحياة الوجدانية والاجتماعية ، من أجل فهم الفرد نفسه والآخرين ، على أساس أن البيت هو الذى يتكفل بهذا الأمر ،وتهذب العواطف من خلال التصال بالأدب والفن والموسيقى والمسرح وغيرها من المواد ، كما أن المسائل المتعلقة بالشعور والسلوك ومشاكل الأخلاق والمفاهيم يمكن نقاشها فى الفصل . </td></tr></table>
|