إن لفظ "فوبيا" phobia أو رهاب أو خواف (أو الخوف المرضي) هو عبارة عن خوف من شئ معلوم و محدد بعينه أو موقف بعينه ، و إما هو رهاب phobia من أى موقف يجلب الخجل و الإحراج لدى الشخص المصاب ولا يتناسب هذا الخوف مع الشئ أو الموقف المثير لهذا الخوف ويتجه المصاب بالفوبيا إلى تجنب الشئ الذي يثير خوفه دائمًا ، و هى تعتبر من أكثر الأمراض النفسية شيوعاً.
و تكمن خطورة الإصابة بها إلى الضيق الشديد المصاحب للمرض و الذي يؤدي بالإنسان إلى مشاكل نفسية أخرى من إكتئاب و غيره..
ويقترن الخوف وتجنب الأشياء المسببة لهذا الخوف بأعراض الإثارة والتهيج النفسي مثل التوتر، زيادة ضربات القلب، العرق، صعوبة التنفس، الفزع، الصداع، الدوخة، الدوار، الخجل، اليأس، فقدان الفرحة والبهجة، وكبت الطموح.
ويلاحظ أن إصابة إنسان معين بهذا المرض كثيرًا ما يتسبب في تحديد نشاطه وتعطيل أعماله وأعمال من يصاحبه.. ورغم أن المصاب بالفوبيا يرى أن إحساسه بالخوف غير منطقي ولا عقلاني فلا يقلل ذلك من الخوف. وفي أحيان كثيرة لا نجد للإرادة أى دور أو سيطرة على هذا الخوف لأنه كما سنذكر في أسبابه أنه خوف مرضي.
ورغم أنه هناك كثير من المواقف التي تثير الخوف أكثر من غيرها إلا أنه عندما يكون الخوف مشكلة كبيرة ورئيسية في حياة المصاب تتسبب في إعاقة كبيرة لنشاطه الاجتماعي والمهني والأكاديمي ونتدخل للعلاج لأن المرضى لا يستطيعون التخلص من مخاوفهم رغم علمهم أنها غير معقولة بل ربما يعطون بعض التبريرات لها.
و مع ذلك فإن أكثر المرضى المصابين بالفوبيا لا يستشيرون الأطباء النفسيين إما للهروب من مواجهة المرض النفسي أو عدم الاعتراف به و إما لجهل المصاب بخطورة الإصابة بمثل هذا المرض أو بسبب حساسيته المفرطة تجاه المرض ا لنفسي والخجل منه أو بسبب الخوف من سخرية الناس لخوفه من هذه المخاوف التافهة في نظرهم ولذلك فهم في عذاب دائم وصامت.