في حياتهم، يفتقدون في ذلك الثقة بأنفسهم و ربما الكثير منهم يعاني من ضيق و قلق شديد لكونه وحيدًا حتى و لو لفترة قصيرة من الزمن.
احصائيات الاضطراب
و تزيد نسبة الإصابة في النساء عنه في الرجال، و تزيد في الأطفال أكثر منه في الكبار، و يشيع مثل هذا الاضطراب في الأفراد الذين يعانون من مرض عضوي مزمن أثناء طفولتهم مما يضطرهم إلى دوام الإعتماد على الآخرين.
و الجدير بالذكر بأنه تبلغ نسبة الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية إلى حوالي 2.5% من مجمل الإصابة بكل اضطرابات الشخصية.
التشخيص و الأعراض الاكلينيكية
يتميز المصاب بهذا الاضطراب بطراز دائم من الاعتمادية و الانصياع و لا يستطيع إتخاذ أى قرارات في غياب كم هائل من النصيحة ويحتاج إلى الدعم و التطمين Re-assurance من الآخرين.
دائمًا ما يتجنب تحمل أى مسئولية و يُصاب بالقلق إذا تم إسناد أى دور إشرافي أو قيادي له فهو يُفضل أن ينصاع و يجد أنه من السهل القيام بأى عمل و لكن تحت إشراف شخص آخر.
و لسعى المريض الشديد لوجود شخص يعتمد عليه فهو لا يُفضل أن يبقى بمفرده.
يشوه دائمًا علاقاته مع الناس لشدة احتياجه لهم.
دائمًا ما يعلو سلوكه التشاؤم، عدم الثقة بالنفس، المخاوف من إظهار رغباته الجنسية و ميوله العدوانية .
و غالبًا ما نجده يتقبل الشخص الآخر مثل الزوج أو الرفيق ، حتى و لو كان مدمناً، ظالمًا ،أو شاربًا للكحول، فقط خوفًا على فقدان الاحساس بالارتباط به.
حاجة ثابتة و مبالغ فيها لتعهد المصاب بالرعاية و التي تقود إلى سلوك مستكين و متعلق و خوف من الانفصال.. يبتدئ في فترة مبكرة من البلوغ و يظهر في مجموعه معينة من السياقات.
كما يستدل عليه بخمسة من تلك التظاهرات:
لدى المصاب صعوبة في إتخاذ القرارات اليومية دون مقدار كبير من النصح و التطمين من الآخرين.
يحتاج الآخرين في تولي المسئولية بالنسبة لمعظم المجالات الرئيسية في حياته.
يجد صعوبة في التعبير عن مخالفته للآخرين بسبب خوفه من فقد الدعم أو الاستحسان مع ملاحظة أنه لا يتضمن الخوف الحقيقي من العقاب.
يجد صعوبة في البدء بمشاريع خاصة أو القيام بأعمال وحده بسبب انعدام الثقة بالنفس أوفي قدراته و ليس بسبب انعدام الباعث أو الطاقة.
يعمل ما في وسعه لكسب الرعاية و الدعم من الآخرين إلى حد التطوع للقيام بأعمال منفرة.
يشعر بالانزعاج أو العجز حين يكون وحيدًا بسبب خوفه الشديد من عدم تمكنه من الإهتمام بنفسه.
ينشد سريعًا (باستعجال) علاقة أخرى كمصدر للرعاية و الدعم عندما تنتهي علاقة حميمة.
يستغرق بشكل غير واقعي بمخاوف من تركه يتولى رعاية نفسه.
المآل
مع قلة المعلومات عن مدى تطور مثل هذا الاضطراب إلا أن تقدمه الوظيفي غالبًا يصيبه الفشل و ذلك لعدم قدرته على العمل في غياب شخص آخر مُشرف يعتمد هو عليه.
يُقصر من علاقاته الاجتماعية على الأشخاص فقط الذين يعتمد عليهم و يعاني الكثير من الاكتئاب عندما يفقد شخص يعتمد عليه ، و لكن مع العلاج فإن الأمل في الشفاء موجود.
العلاج
أولاً: العلاج النفسي
يعالج المصاب برفع بصيرته Antecedents لهذا السلوك، و في رعاية المعالج يصبح أقل اعتمادًا ، و أكثر ثقة بنفسه.
يمكن علاجهم في مجموعات و استخدام العلاج السلوكي و العائلي و توكيد الذات
و ربما تبرز المشكلة في العلاج عندما يشجع المعالج المصاب على تبديل ديناميكيات العلاقة المرضية و التي تقوم على الاعتماد الكلي( الزوجة على زوجها مثلاً....)
مثلاً: نصيحة الطبيب لمريضة معتدى عليها من زوجها أن تذهب إلى الشرطة، و عند هذه النقطة تصبح المريضة في غاية القلق و غير قادرة على التعامل مع الطبيب.. و تتمزق نفس المريضة بين طاعتها للمعالج و خوفها من فقدان العلاقة المريضة بينها و بين زوجها التي تعتمد عليه, و لذلك فلابد للمعالج أن يضع في الحسبان بكل احترام علاقتها الاعتمادية المرضية بالأشخاص الآخرين مثل زوجها الذي يسئ معاملتها.
ثانيًا: العلاج العقاقيري
و يقتصر دور التداوي بالعقاقير في علاج الأعراض المصاحبة للاضطراب مثل: القلق، التوتر، الاكتئاب.
و لأن الكثير من المرضى المضطربين من الممكن أن يعانوا من نوبات من الهلع فمن الممكن مساعدتهم باستخدام العلاج العقاقيري..