دراسة منهجية مختصرة لمداخل تدريس العلوم :
أولاً : المدخل التاريخي :
وهو مدخل يتابع المفاهيم والحقائق العلمية من خلال دراسة تاريخية لها من حيث تطور بنائها وما دخل عليها من تعديلات .
- أهمية المدخل التاريخي :
تنبع أهمية هذا المدخل من كونه يساعد في تحقيق الكثير من أهداف تدريس العلوم ، نستعرض تالياً بعضاً منها :
أ. حقائق العلم قابلة للتغيير والتعديل : حيث يوضح هذا المدخل تتابع واتصال المفاهيم والحقائق العلمية عبر دراسة تاريخية متتابعة .
العلوم الطبيعية : هي علوم تراكمية ومعنى هذا أن الحقائق والمفاهيم ودراسة الظواهر بدأها علماء من مختلف أنحاء العالم وفي عصور مختلفة ، وأن كل واحد منهم قدم اسهامات أدت إلى تطور وزيادة معلوماتنا .
العلم ملك للإنسانية جمعاء : يوضح المدخل التاريخي عبر ذكره للعلماء الذين أسهموا في تقدم العلم حقيقة أنهم من بلدان مختلفة من كل أنحاء العالم ، مما يؤكد أن العلم لا يخص بلداً معيناً ، ولكنه قد يزدهر في بلد معين في عصر ما نتيجة تقدم ذلك البلد عن غيره ، كما كان الحال مع الصين والعراق وبلاد الشام ومصر في الأزمنة القديمة ، ومع العرب في القرون الوسطى ، ومع الدول الأوروبية والولايات المتحدة في الوقت الحاضر .
تقدير دور العلم والعلماء : وذلك من خلال ملاحظة معاناتهم وما يكابدونه من مشقة ، وما يقومون به من تجارب ،
ومن تحليل للحالات المدروسة ، فالاكتشافات والاختراعات العلمية هي نتيجة جهود مضنية وأعمال دؤوبة .
التفكير العلمي والطريقة العلمية : العلماء لا يعملون جزافاً وبدون تخطيط ، إنهم يقومون بدراسات منهجية للظواهر والأحداث ، تعتمد أسلوباً منظماً في التفكير حتى يصلوا إلى النتائج . إن تقديم الأمثلة التطبيقية للأسلوب العلمي من خلال مدخل تاريخي يسهم في تقريب طلابنا من الأسلوب العلمي في التفكير
الربط بين العلم والمجتمع : تساعد الدراسة التاريخية على الربط القوي بين العلم والمجتمع ، فالدراسة التاريخية توضح الظروف والعوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تؤدي إلى تقدم العلم أو تراجعه ، كما تتابع وتحلل التطبيقات العلمية التي أسهمت في حل الكثير من المشاكل الاجتماعية وفتحت للإنسان مجالات جديدة في ميادين الصحة والمواصلات وغيرها
العلماء والإنسانية : من دراسة المباديء والقيم الأخلاقية للعلماء ، يتضح للطلاب الكثير من صفاتهم كالتواضع واحترام الآخرين والاعتراف بفضل العلماء الذين سبقوهم عليهم ، وكذلك دراسة ما قام به من سبقهم من علماء من أعمال وتحليلها وعدم أخذها مسلَّماً بها . وتتجلى أخلاقيات العلماء من محاولة تقليل أخطار مخترعاتهم ومكتشفاتهم أو الدعوة إلى إجراء دراسات وأبحاث تعمل على تخفيف معاناة الإنسانية ، وما جائزة نوبل (مخترع وصانع الديناميت) التي ابتدعها وأوصى أن تستمر بعد وفاته إلا واحدة من مظاهر المشاعر الإنسانية والقيم الأخلاقية التي يتحلى بها العلماء