الاسم هند مجدي سيد احمد
الفرقة الرابعة تعليم اساسي
الشعبة دراسات اجتماعية
طبيعة الدراسات الاجتماعية وأهميتها
· العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية :
هناك تصنيفات متنوعة للمعرفة الإنسانية بصفة عامة ، إذ يمكن تصنيفها إلى علوم طبيعية Natural Sciences وعلوم اجتماعية Social Sciences وعلوم إنسانية Humanities .
العلوم الطبيعية :
تتضمن علوم الطبيعة التى تهتم بدراسة الظاهرات الطبيعية ، ومن هذه العلوم ( الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا والفلك ) كما تتضمن العلوم البيولوجية كالحيوان والنبات والبيولوجى .
العلوم الاجتماعية :
هى تلك العلوم التى تختص بدراسة أصل وتاريخ الإنسان ، والتنظيمات والتطورات التى تطرأ على المجتمع البشرى ، وبصفة خاصة تدرس هذه العلوم الإنسان فى علاقاته بالآخرين .
الإنسانيات :
هى تلك العلوم أو فروع المعرفة التى تتجه نحو دراسة إنسانية الإنسان ، كما تبحث فى التغيرات التى تحدث فى الأدب والفن .
وهناك اتجاه يميل إلى دمج العلوم الإنسانية مع العلوم الاجتماعية على اعتبار أن الإنسانيات تدخل فى مجال الاجتماعيات ، وبناء على ذلك فإن تصنيف العلوم يقوم على أساس علوم طبيعية وعلوم اجتماعية فقط ، فتهتم العلوم الطبيعية بصفة مباشرة بالظاهرات والأحداث الطبيعية ، بينما تهتم العلوم الاجتماعية بدراسة أنشطة ومنجزات الإنسان .
ولهذا يجب التمييز بين هذين الصنفين من العلوم ، وهذان الصنفان من العلوم يختلفان تمام الاختلاف فى بعض النواحي .
ويمكن تحديد أوجه الاختلاف بين العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية فيما يلي :
1- إن العلوم الطبيعية تطورت إلى مرحلة أبعد بكثير من تطور العلوم الاجتماعية فى الحاضر وحتى على ما يبدو فى المستقبل المتطور .
2- إن العلوم الطبيعية تختلف عن العلوم الاجتماعية من حيث المنهج العلمي المستخدم فى الدراسات والبحوث ، فبينما تعتمد العلوم الطبيعية على الطريقة العملية المحسوسة القائمة على التجريب والاستقراء والقياس والتطبيق للتأكد من صحة النتائج التى يتم التوصل إليها ، نرى أن العلوم الاجتماعية قاصرة على بلوغ هذا المستوى ، فتكتفي بالدراسات المسحية والمشاهدة والوصول إلى نتائج وتحليلات غير مضمونة عرضة للتغيير والنقد بين الحين والآخر . على الرغم من استخدام العلوم الاجتماعية لأحدث المبتكرات التكنولوجية الآن .
3- إن العلوم الاجتماعية تعنى بدراسة الإنسان من الناحية الاجتماعية وتدرس مظاهر الطبيعة باعتبار علاقتها بهذا الإنسان وأثرها فيه وأثره فيها ، وعلى ذلك فالإنسان هو صميم موضوع العلوم الاجتماعية بينما الظواهر والأشياء موضوع العلوم الطبيعية .
· العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية :
تعتبر الدراسات الاجتماعية من أكثر ميادين المنهج الدراسي حداثة ولكنها تعتبر فى الوقت ذاته من أكثرها غموضاً لدى الكثير من الناس ، ويمكن إرجاع ذلك إلى عدم الفهم الواضح لحقيقة العلاقة بين العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية .
وقبل أن نحدد هذه العلاقة يجب أن نتعرض للتعريفات العديدة لكل من العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية ومن أهمها :
- العلوم الاجتماعية هى التى يختص بها الباحثون والعلماء لتطوير المعرفة فى ميادين التاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد والاجتماع والأنثروبولوجيا ، أما الدراسات الاجتماعية فهى ذلك الجزء من العلوم الاجتماعية الذى يستخدم فى المدارس لأغراض تدريسية .
- العلوم الاجتماعية هي ميادين من المعرفة تتعامل مع السلوك الاجتماعي للإنسان والمؤسسات الاجتماعية وتتمثل فى ثلاثة فروع هي التاريخ والجغرافيا والاقتصاد أما الدراسات الاجتماعية فتعرف بأنها أجزاء العلوم الاجتماعية التى يتم اختيارها لتحقيق أهداف تدريسية معينة .
- العلوم الاجتماعية هي مجموعة من المعارف التى جمعها الإنسان من دراساته فى التاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد والاجتماع والأنثروبولوجيا ، أما الدراسات الاجتماعية فهي تكامل المعارف والخبرات التى تهتم بالعلاقات البشرية من أجل تحقيق تربية المواطنة.
من العرض السابق لتعريفات العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية يمكن بيان العلاقة بينهما فيما يلي :
1- فى العلوم الاجتماعية نجد أن العلماء الاجتماعيين يكونون أكثر تخصصاً فى علومهم كما أنهم يقومون بعملية اختيار الموضوعات التى يتناولونها بالدراسة ، ولا تهتم هذه الموضوعات بالنفعية المباشرة لأعمالهم .
2- إن البحوث فى العلوم الاجتماعية توجه بحيث لا تتح للعلماء الاجتماعيين تضمين المشكلات الاجتماعية العريضة ، وهذا يعنى أن دور هؤلاء العلماء فى ميدان العلوم الاجتماعية ، يتمثل فى التركيب والتفسير أكثر من التطبيق والتحليل ، ومن ناحية أخرى تختص الدراسات الاجتماعية بدراسة القرارات التى تساعد على فهم المشكلات الرئيسية فى الحياة اليومية للأفراد ، وهذا يعنى أن العلوم الاجتماعية تزودنا بالحقائق والمبادئ الهامة أما الدراسات الاجتماعية فإنها تكسب الطلاب فى المدارس المهارة فى إصدار القرارات .
يتضح مما سبق أن هناك فرقاً كبيراً بين مصطلح العلوم الاجتماعية ومصطلح الدراسات الاجتماعية ، كما يتضح أن مصطلح الدراسات الاجتماعية شامل ولكنه محدد ويستخدم في التعليم المدرسي ليشير إلى المجال المعرفة الذي تقع علي عليه مسئولية إكساب الطلاب المهارة في فهم العلاقات البشرية ، وهذا يعني أن هذا المجال يختص بدراسة الإنسان وعلاقته ببيئته وغيره من الآخرين في البيئات الأخرى .
ويحتوى هذا المجال كمادة دراسية على أنواع من المعرفة هي التاريخ والجغرافيا والاجتماع والسياسة والاقتصاد والأنثروبولوجيا وعلم النفس والاجتماع .فضلا عن فروع أخرى من المعرفة تتحدد وتندمج مع بعضها لتدل على اصطلاح الدراسات الاجتماعية لتستخدم في المدارس بينما يشير مصطلح العلوم الاجتماعية إلى جميع الفروع السابقة ولكن كعلوم متخصصة يدرسها الطلاب في الجامعات والمعاهد العليا وغيرها من المستويات المتقدمة .
فعلى سبيل المثال تختص الدراسات الاجتماعية في المرحلة الابتدائية بدراسة المفاهيم التي ترتبط بالعلوم الاجتماعية ،والمتعلقة بالعلاقات البشرية وقضايا الإنسان ومشكلاته وعاداته وسلوكياته ، وهذا يعني أن موضوعات المحتوى يتم اختيارها بحيث تستخدم كماده دراسية تحقق الأغراض التربوية المرجوة منها ، وبناءً على ذلك تركز الدراسات الاجتماعية في المراحل الأولى على نمو الفرد في علاقته ببيئته القريبة منه ثم يتدرج ذلك إلى دراسة العلاقات البشرية في البيئة المحلية ثم البيئة القومية ثم البيئة العالمية ، ولذلك نجد أن المربين يقومون باختيار المحتوى الدراسي لمناهج الدراسات الاجتماعية، من ميدان العلوم الاجتماعية، إلا أن الدراسات الاجتماعية لا تهدف إلي توليد أو استنباط المعارف التي ترتبط بالعلوم الاجتماعية لأن الهدف الأساسي من دراسة الدراسات الاجتماعية هو تزويد الطلاب بالمهارات والاتجاهات والمعارف الوظيفية الضرورية لاضطلاعهم بدور فعال فى حل قضايا المجتمع المحلى والقومي والعالمي.
· أوجه التشابه والاختلاف بين العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية :
يتضح من التعريفات السابقة للدراسات الاجتماعية والعلوم الاجتماعية التى وردت على لسان المختصين فى كلا المجالين ، أن هناك تشابهاً كبيراً فى جوهر هذه التعريفات مهما اختلفت العبارات التى استخدمت للدلالة عليها ، ومن أوضح الأمثلة على ذلك اتفاق رأى الكثيرين منهم على تعريف الدراسات الاجتماعية على أنها علوم اجتماعية تم صياغتها واختيارها بطريقة تحقق أهدافاً تدريسية معينة ، كما أن هناك شبه اتفاق على أن العلوم الاجتماعية تمثل ميادين معرفة تتناول النشاط البشرى فى مجالات التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والسياسة والاجتماع والأنثروبولوجيا .
ويمكن تحديد أوجه التشابه بين العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية فيما يلي :
1- المحتوى :
ترتبط العلوم الاجتماعية بالدراسات الاجتماعية بصفة عامة ، كما أنهما يتشابهان فى الإطار العام للمحتوى ، ويمكن القول أن العلوم الاجتماعية هى الأصل فى وجود الدراسات الاجتماعية ، ولذلك فإن مصدرهما ومحتواهما والأفكار والتعميمات المتعلقة بهما واحدة ، وبمعنى أخر تمثل العلوم الاجتماعية المصادر الأساسية لمحتوى الدراسات الاجتماعية ، وخاصة فى مجال اختيار المفاهيم والتعميمات وطرق البحث كما أن الأسس الاجتماعية لتخطيط منهج الدراسات الاجتماعية تستمد بياناتها من العلوم الاجتماعية ذات الصلة بالقيم والتراث والمشكلات القائمة والتغيرات الطارئة فى المجتمع ، ومن التراث الاجتماعى ذاته ، وكذلك فإن الأسس النفسية لتخطيط منهج الدراسات الاجتماعية تستمد بياناتها من العلوم الاجتماعية ذات الصلة الوثيقة بالتعليم والنمو وأساليب التدريس المختلفة .
2- مركز الاهتمام :
إن مركز الاهتمام فى كل من العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية هو العلاقة بين الإنسان وبيئته وبالآخرين ، وكيف يفى الإنسان بحاجاته ومطالبه ، ويتطلب ذلك ممارسة الإنسان للعديد من الأنشطة التى تساعده على مواجهة الحاجات الأساسية والثانوية، وبعبارة أخرى تعتبر العلاقات البشرية هى القاسم المشترك بين العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية .
· أوجه الاختلاف بين العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية :
وبالرغم من أن العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية تتشابهان ، إلا أنهما يختلفان، ويمكن أن نوجز أهم نقاط الاختلاف فيما يلي :
1- تهدف العلوم الاجتماعية إلى البحث عن المعرفة الجديدة وإعادة التقييم المستمر للشئون البشرية على أساس الاكتشافات الجديدة فى مجال المعرفة ومن القوانين البشرية العامة للمجتمع والتى قد تستخدم للتوضيح والتنبؤ بالسلوك البشرى ، بينما تهدف الدراسات الاجتماعية إلى إيجاد وتنشئة المواطن الصالح والفعال فى مجتمعه ، فضلاً عن تنمية فهم واتجاهات ومهارات التلاميذ من أجل نقد وتطبيق المعلومات والمهارات المستمدة من ميادين العلوم الاجتماعية بدرجة كبيرة من الفاعلية .
2- أن درجة الاهتمام ونوع التأكيد يختلف بين العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية ، فالتلاميذ يدرسون الدراسات الاجتماعية كمواد مهنية واختيارية بهدف إعدادهم لدخول الجامعة للتخصص فى هذه العلوم ، أما فى العلوم الاجتماعية فإن طلاب الجامعة يدرسونها كمجال للتخصص على المستوى الجامعى .
3- تمثل العلوم الاجتماعية مدخلاً للدراسة للكبار بينما تمثل الدراسات الاجتماعية مدخلاً للدراسة للأطفال ، وهذا يعنى أن العلوم الاجتماعية تعتبر دراسات متقدمة للمجتمع البشرى التى يجب أن تدرس على المستوى الجامعى ، بينما تعتبر الدراسات الاجتماعية أجزاء مبسطة من العلوم الاجتماعية تختار لتحقيق أهداف تربوية معينة .
4- تعتبر العلوم الاجتماعية أكثر اتساعاً من الدراسات الاجتماعية ، ويرجع ذلك إلى أن المتخصصين فى ميدان العلوم الاجتماعية يبحثون فى الاختلافات المتباينة فى العلاقات البشرية مع الأخذ فى الاعتبار ذلك الكم الهائل من المعارف ، أما فى الدراسات الاجتماعية فيكون ذلك غير مقبول أو مرغوب فيه .
5- أن الهدف من العلوم الاجتماعية هو اكتشاف الحقيقة بالنسبة للعلاقات البشرية ، بينما الهدف من الدراسات الاجتماعية توجيه التلاميذ إلى تعلم تلك الأجزاء المختارة من العلوم الاجتماعية .
6- فى العلوم الاجتماعية نجد أن القيمة الاجتماعية هى الأمر الجوهرى ، أما فى الدراسات الاجتماعية فنجد أن القيمة التعليمية هى الأمر الجوهرى .
· مجالات المعرفة فى الدراسات الاجتماعية :
تشمل الدراسات الاجتماعية على موضوعات فى المواد الدراسية يدرسها التلاميذ فى المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية وهى على النحو التالى :
§ التاريخ :
يتناول علاقة الإنسان ببيئته الطبيعية والاجتماعية فى عصور مضت ليعرض على الأبناء والأحفاد صورة من جهود الآباء والأجداد والأجيال السابقة ، وما حققوه من أمجاد بقصد تنمية واعتزاز التلاميذ بتلك الأمجاد الماضية ، وإدراكهم لطبيعة الحاضر واستشراف المستقبل بتوقع أحداثه وعلاقاته وتطوراته المستقبلية .
§ الجغرافيا :
توضح علاقة الإنسان ببيئته الطبيعية وما ينشأ عن ذلك من تفاعل يتمثل فيما يقوم به الإنسان من أنواع النشاط البشرى ليستغل ويستثمر بيئته وما تتضمنه من موارد على الوجه الأكمل ، وعلى ذلك تعد الجغرافيا أحد العلوم التى تجمع بين المجالين الطبيعى والبشرى ، أى لا يمكن اعتبارها علماً طبيعياً تماماً أو علماً إنسانياً تماماً ، وهى لذلك تقسم بشكل أساسي إلى الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا البشرية .
§ التربية القومية :
توضح علاقة الإنسان ببيئته الاجتماعية وما ينشأ عن هذه العلاقة من قواعد وقوانين وحقوق وواجبات ، وعلاقة الفرد بأسرته الصغيرة والكبيرة وبمدرسته وبمجتمعه وبالجهات التى تقدم له الخدمات ، كما تختص بدراسة التنظيمات الحكومية المختلفة وأساليب الإشراف عليها ومشكلاتها ، لأنها تسعى إلى جعل الإنسان يشعر شعوراً حقيقيا بذلك المحيط الاجتماعى الذى يمارس الحياة فيه .
§ علم الاقتصاد :
هو علم اجتماعي يعنى بدراسة كيفية استخدام مصادر الإنتاج المحدودة في المجتمع لإرضاء حاجات ورغبات أعضائه غير المحدودة. وعلم الاقتصاد شأنه كباقي العلوم حيث له حقائقه وقوانينه إلا أن درجة تأثره بالأوضاع الاجتماعية والسياسية وتداخل علاقته مع هذه الأوضاع غلبت عليه صفة الاجتماعية.
يتضمن هذا العلم تحليل الإنتاج، التوزيع، وتجارة واستهلاك السلع والخدمات. نقول عن الاقتصاد بأنه إيجابي عندما يحاول توضيح نتائج الاختيارات المختلفة معطيا مجموعة فرضيات أو مجموعة ملاحظات، ومعياري عندما يصف الإجراءات الواجب فعلها.
§ علم الاجتماع :
علم الاجتماع هو دراسة الحياة الاجتماعية للبشرِ، سواء بشكل مجموعات، أو مجتمعات ، وقد عرّفَ أحياناً كدراسة التفاعلات الاجتماعية. وهو توجه أكاديمي جديد نسبياً تطور في أوائل القرن التاسع عشرِ ويهتم بالقواعد والعمليات الاجتماعية التي تربط وتفصل الناس ليسوا فقط كأفراد، لكن كأعضاء جمعيات ومجموعات ومؤسسات.
علم الاجتماع يهتم بسلوكنا ككائنات اجتماعية؛ وهكذا يشكل حقلا جامعا لعدة اهتمامات من تحليل عملية الاتصالات القصيرة بين الأفراد المجهولينِ في الشارع إلى دراسة العمليات الاجتماعية العالمية. بشكل أعم، علم الاجتماع هو الدراسة العلمية للمجموعات الاجتماعية والكيانات خلال تحرّكِ بشرِ في كافة أنحاء حياتهم. هناك توجه حالي في علمِ الاجتماع لجَعله ذو توجه تطبيقي أكثر للناس الذين يُريدونَ العَمَل في مكانِ تطبيقي.
§ علم الإنسان أو الانثروبولوجيا :
هو علم يهتم بكل أصناف وأعراق البشر في جميع الأوقات، وبكل الأبعاد الإنسانية. فالميزة الأساسية التي تميز علم الإنسان بين كافة المجالات الإنسانية الأخرى هو تأكيده على المقارنات الثقافية بين كافة الثقافات. هذا التميز الذي يعتبر أهم خاصيات لعلم الإنسان، يصبح شيئا فشيئا موضوعَ الخلافِ والنِقاش، عند تطبيق الطرقِ الأنثروبولوجية عموماً في دراسات المجتمعِ أو المجموعات. من أهم علماء الانثروبولوجيا ، ايفانس بريتشارد ورادكلف براون وليفي شتراوس وروث بندكت وماكريت ميد وغيرهم.
§ علم النفس :
هو الدراسة الأكاديمية والتطبيقية للسلوك، والإدراك والآليات المستبطنة لهما. يقوم علم النفس عادة بدراسة الإنسان لكن يمكن تطبيقه على غير الإنسان أحيانا مثل الحيوانات أو الأنظمة الذكية.
تشير كلمة علم النفس أيضا إلى تطبيق هذه المعارف على مجالات مختلفة من النشاط الإنساني، بما فيها مشاكل الأفراد في الحياة اليومية ومعالجة الأمراض العقلية.
باختصار علم النفس هو الدراسات العلمية للسلوك والعقل والتفكير والشخصية، ويمكن تعريفه بأنه: "الدراسة العلمية لسلوك الكائنات الحية، وخصوصا الإنسان، وذلك بهدف التوصل إلى فهم هذا السلوك وتفسيره والتنبؤ به والتحكم
يرى العلماء أن جذور المصطلح الإنجليزي لعلم النفس تأتي من موضوعين هما: الفلسفة والفسيولوجيا، وكلمة سيكولوجية (نفسية) تأتي من الكلمة اليوناينة Psyche=engl.soul والتي تعني الروح وLogos وتعني دراسة العلم، وفي القرن السادس عشر كان معنى علم النفس "العلم الذي يدرس الروح أو الذي يدرس العقل"، وذلك للتمييز بين هذا الاصطلاح وعلم دراسة الجسد، ومنذ بداية القرن الثامن عشر زاد استعمال هذا الاصطلاح "سيكولوجية" وأصبح منتشرا.
§ العلوم السياسية:
هي إحدى تخصصات العلوم الاجتماعية التي تدرس نظرية السياسة وتطبيقاتها ووصف وتحليل النظم السياسية وسلوكها السياسي. هذه الدراسات تكون غالبا ذات طابع أكاديمي التوجه، نظري وبحثي.
الحقول الفرعية التي تتناولها العلوم السياسية تتضمن: النظرية السياسية، والفلسفة السياسية، والمدنيات civics وعلم السياسة المقارن (comparative politics)، والأنظمة القومية وتحليل سياسات بين الأمم (cross-national political analysis) والتطور السياسي والقانون الدولي والسياسة.
§ الفلسفة :
الفلسفة كلمة مشتقة من فيلوسوفيا و هي كلمة يونانية الأصل معناها الحرفي " محبة الحكمة " . حتى السؤال عن ماهية الفلسفة " ما هي الفلسفة ؟ " يعد سؤالا فلسفيا قابلا لنقاش طويل . وهذا يشكل أحد مظاهر الفلسفة الجوهرية وميلها للتساؤل والتدقيق في كل شيء والبحث عن ماهيته مظاهره وقوانينه . لكل هذا فإن المادة الأساسية للفلسفة مادة واسعة ومتشعبة ترتبط بكل أصناف العلوم وربما بكل جوانب الحياة ، ومع ذلك تبقى الفلسفة متفردة عن بقية العلوم و التخصصات . توصف الفلسفة أحيانا بأنها " التفكير في التفكير " أي التفكير في طبيعة التفكير والتأمل والتدبر ، كما تعرف الفلسفة بأنها محاولة الإجابة عن الأسئلة الأساسية التي يطرحها الوجود والكون .
تُعد دراسة الفلسفة باعتبارها نشاطًا ذهنيًا يبحث في المبادئ والغايات للأقوال والتصورات أحد المجالات الحيوية التي تُسهم بدور كبير في تشجيع المتعلمين وتدريبهم على فحص ما لديهم من مفاهيم وأفكار وتصورات من خلال المناقشة الفلسفية والحوار، والبحث فيما وراء المعاني الظاهرة.
كما أن دراسة الفلسفة تسهم في تحقيق الطبيعة الإنسانية للأفراد وبخاصة في التفلسف ، والتساؤل من أجل المعرفة ، والتطلع ومقارنة الآراء ، والتحاور من الآخرين ، ومع الطبيعة ، ومع الخالق ، مما يسهم في معرفة طبيعة الإنسان ، واكتشاف القيم والمعاني في الحياة والمجتمع .
وتذخر الفلسفة بالعديد من الموضوعات التي يمكن للفرد من خلال دراستها مناقشة العديد من المفاهيم المحورية، والتفكير في الأسئلة الهامة الكبرى، التي ترتبط بحياته اليومية ارتباطًا وثيقًا، مثل : المعرفة، ومعناها، وأدواتها، والخير والشر، والسعادة الإنسانية، والحياة والموت، وما يتفرع عن كل ذلك من مفاهيم وأفكار قد تسهم مناقشتها فلسفيًا في تعديل فهم الفرد لنفسه وللحياة، وتعديل طريقته في التفكير، فضلاً عن علاج الأخطاء الشائعة في التفكير التي قد تقلل من فاعليته.
· أهمية الدراسات الاجتماعية فى الحياة اليومية :
تتسم الدراسات الاجتماعية بطبيعة خاصة فى أنها تربط بين البعدين الزمانى والمكاني، كما أنها تتميز عن باقي المواد الدراسية بطبيعة اجتماعية كما هو واضح من مسماها ، كل هذا جعلها بيئة خصبة فى أن تسهم بدور أكبر فى إعداد جيل من الناشئة ليكونوا أفرادا نابغين فى المجتمع الذى يعيشون فيه ، وتعريفهم بحقائق التطورات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بالبيئات الحضارية المختلفة داخل مجتمعهم والمجتمعات الأخرى .
وإذا كان لجميع المواد الدراسية بعض الأهداف التربوية ذات الصبغة الاجتماعية إلا أن الطبيعة الاجتماعية للدراسات الاجتماعية فرضت عليها القيام بالنصيب الأوفر فى تحقيق هذه الأهداف ، وهذا يرجع إلى الأهمية الخاصة للدراسات الاجتماعية بين المواد والمناهج الدراسية فى مرحلة التعليم الابتدائي والإعدادي وذلك كما يلي :
1- تعتبر الدراسات الاجتماعية منبع التعلم الاجتماعى والتربية الاجتماعية والتى يمكن من خلالها دخول الفرد المتعلم إلى الحياة الاجتماعية باكتسابه عادات وتقاليد مجتمعه.
2- تساعد المتعلم على التبصر بوضعه فى الزمان ( من خلال دراسة التاريخ ) والمكان ( من خلال دراسة الجغرافيا ) الذى يعيش فيه ، ودراسة الحاضر فى الماضي القريب والبعيد بقصد تلمس مؤشرات وإسهامات الماضي فى تشكيل الحاضر والسعي إلى الاستفادة من الماضي والحاضر معا فى استشراف المستقبل بجعله أكثر قبولا وتطورا.
3- تزيد من اهتمام المتعلمين بكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الحاضرة والاتجاه نحو المشاركة الواعية فيما يواجه المجتمع من مشكلات وتحديات.
4- تساعد على فهم الضوابط الاجتماعية من خلال التعرض لدراسة النظم الحكومية وقوانين الهيئات والمؤسسات الاجتماعية والتعرف على عادات وتقاليد وقيم المجتمع المتعارف عليها .
5- تساعد على تنمية مهارات التفكير العلمي ومساعدة المتعلمين على فهم التعميمات القائمة على الاستدلال وفرض الفروض العلمية .
6- تنمية الحاسة الاجتماعية والسلوك الاجتماعى السليم للمتعلمين وتقدير كفاءتهم وحقوقهم ومشاركتهم فى شعورهم وتعميق روح التآخي والتعاون فيما بينهم وتحمل المسئولية والاعتماد على النفس وضبطها .
7- تساعد على فهم فكرة التفاهم الدولي وتنمية النظرة العالمية التى تقوى روح التضامن مع الآخر .
8- تؤكد على نظام القيم الاجتماعى فى المجتمع وتعمل على تمثله قولا وعملا.
9- تؤكد على دور التربية فى حل الكثير من مشكلات البيئة والمحافظة علي توازنها والتعرف على مواردها وترشيد استخدامها .
10- تعمل على تمكين المتعلمين من إدراك وتقدير الأدوار التى قامت بها الشخصيات الوطنية فى الماضى والحاضر وتأثيرها الحضارى وتعاونها فى حل المشكلات السياسية والاقتصادية ومناصرة الشعوب التى تطالب بحقوقها من أجل نيل الاستقلال والحرية .
11- تنمى قدرة المتعلمين على النقد والتحليل والمقارنة ووزن الأدلة وإصدار واتخاذ القرارات والأحكام الايجابية بعيدا عن التعصب والتحيز .