[size=16]بسم الله الرحمن الرحيم
يتساءل الكثير من الناس هذه الأيام على الطب البديل وما مدى مصداقيته العلمية ، فتجد الكثير من الناس يثني ثناء طيبا عليه وعلى ما قدمته احدى وسائل الطب البديل معه من نتاج طيب ، وتجد آخر يحذر منه بغير علم ولمجرد أنه سمع من طبيبا يحذر بغير حق الا جمود الفكرة وعدم ادراكها أو مخافة على الغيث – سبحان الله
وأتعجب من أناس مسئولون يغلقون كافة الأحاديث على هذا الأمر ويغلقون من أبواب البحث العلمي وأبواب التجربة وأبواب الحث عليه ويغلقون له كل وادي
حتى أولائك الذين اجتهدوا فيه وقدموا من علومه ؛ تجد عليهم قد صبت من ألوان العذاب وما كان العلم يوما حكرا على قوم دون قوم
منذ فترة وجدت بعض لاعبي السباحة في الدورة الأوليمبية ؛ وعلى ظهورهم آثار جلسات الحجامة ، وبالبحث في هذا الأمر فوجئت ان هؤلاء اللاعبين من احدى دول شرق آسيا يقومون بها كمادة أساسية قبل المباريات الهامة ذلك لتنشيط الدورة الدموية وزيادة معدلات ليونة العضلات وقوتها ، قلت سبحان الله .. نحن أمة هذا العلم وهذا العلم وصية نبينا المصطفى اذ يقول في حديث صحيح ( خير ما تداويتم به الحجامة ) ، انظر لتلك الأمم التي ننقل عنها علومنا .. لما لم ننقل عنها هذا العلم ، لما لم ننقل هذا العلم كما نقلنا علوم العلاج بالرقص والموسيقى وأذكر هذا المجال يوما .. اذ عرضت على احدى أساتذة طب المخ والأعصاب علاج حالات الصداع النصفي بالحجامة .. فقالت أريني أنظر اليك ثم أحكم عليك وعلي ما تقوم به ، المهم أنها نظرت وسعدت بالأمر وطريقته .. ثم راجعت المريض وفي غير موعد المتابعة التي قررتها معه فشرح لها المريض عن مدى سعادته بهذه الراحة المطلقة التي يجدها من بعد هذا العمل .. فاستنكرت بغير حق وهي تعلم وقالت الى حالة أخرى عرضت عليها الأمر ان هذه الأمور من الدجل والشعوذة .. حسبنا الله ونعم الوكيل .. فراجعتها بنفسي ، أختي الطبيبة هل وجدتيني وأنا أقوم بدجل أو شعوذة .. لقد نظرتي الي بأم عينيك فهل أنا أعميت عني بصرك ، فقالت اذا قمت بتحويل كل حالة اليك من هذه الحالات .. فسيخرج ويستعيد ثمن الكشف ولن أعمل أنا .. لأنني لن أقوم بوصف روشته طبية له .. قلت ولكنك تعلمين أن لا قيمة لها .. فهل يأخذها ويتزامن مرضه سنينا ولا الدواء يعالجه ولن يترك الا ضررا بجسده على ضرر وخسارة في الأموال واستضعاف الجسد تدريجيا .. فهل هذا خير ؟؟ ولكن لا حياة لمن تنادي .. وليس الا المنفعة ولو كانت على حساب المريض .. فالمريض يستحق لأنه مرض .
والله حتى من قمت بعلاجهم أنفسهم من أطباء وأساتذة جامعيون .. تجد الكثير منهم لا يحبون الخير الا لأنفسهم .. كمثل طبيبا يحذر من الطب البديل كثيرا .. فلما وقعت زوجته في احدى الامراض المزمنة .. فما وجدته الا يتصل بي في رجاء ويطلب مني الاسراع في مداواة امرأته بهذه الطريقة اذ لا دواء ولا عقار يؤثر فيها .. ولكن هذا الامر يجد تهميشا غير قليل منه اذا ما كان لمريض لا يهمه .
العجيب أن هنالك تقديرا وادمانا للدواء في عقول العامة .. صنعها المسئولون في الأذهان .. ففي يوم جاءتني حالة مريضة فلما قمت بعلاجها باحدى طرق الطب البديل فوجئت بها تقول ما شاء الله الآن ذهب الألم عني تماما .. ولكنها استدركت قائلة عند استوداعها أين روشتة الدواء ؟
اننا نبحث أن نعطي كل علم حقه – ماله وما عليه – ولا نبخسه حقوقه ونظلم الناس ونحن مسئولون أمام الله عن هذا الأمر وصحة الخلائق .
والعجيب أنه لا عتاب على الطب البديل مطلقا في أي شيء الا افتراء أما ما غيره فيقع تحت طائلة النقد لما له من ضرر .. فمثلا قضية المضادات الحيوية ومناعة الانسان ، ان المواد القاتلة للبكتريا والطفيليات وغيرها تضعف مناعة الانسان وتكتسب الطفيليات والسلالات الجديدة منها مناعة ضدها وبذلك يصبح اعطاء نفس المضادات نوع من المزاح واللعب بجسم الانسان ويحمل بين طياته الكثير من الضرر على أجهزة الجسم المختلفة ، واذا فشل هذا المضاد أعطينا آخر ثم آخر ثم آخر حتى أصبح المريض صريع المضادات الحيوية ووصلت مناعة الانسان الى أضعف درجاتها في ظل هذا التقدم الطبي المدعو مذهلا .. ولما ضعفت مناعة الانسان تمردت عليه الكائنات الضعيفة غير الممرضة وأصبحت كائنات مرضية من أول الميكروب السبحي وحتى الاميبا المسالمة تحولت الى انتاميبا ممرضة ، وحتى بكتريا الاشرشيا E- Coli المسالمة سمعت بمن قال أنه رأى تقريرا طبيا يوجب على الطبيب أن يعطي مضادات حيوية قوية جدا مثل تينام وكلورامفينيكول للقضاء عليها فما بالنا بالميكروبات الشرسة الأخرى !
ولن أترك المقال حتى أوفي تلك المضادات حقها وأذكر من مصائبها كمثل الاستربتوميسين والذي قد يسبب صمما ، والكلورامفينيكول والذي قد يسبب فشلا في نخاع العظام مما يؤدي الى أنيميا خبيثة ‘ أو كالجاراميسين والجنتاميسين والذان يسبب تسمم في الكلى ويؤديا الى فشل مزمن للكليتين أو التتراسيكلين الذي يسبب فشلا في نمو العظام .
كل هذا بريء أما جلسة الحجامة التي تنقي الدم وتنشطه وتزيد من دورة الدم والتغذية العضوية هي المجرم الفعلي ، أو كالعشب الذي يقدم نفعه ويحمل بين تركيباته مادة لمنع الضرر من المادة الفعالة في وضعية اتزان تراكبي ، ولكنه هو المذنب الحقيقي .
وتتعجب اذ تجد منظمة الصحة العالمية تقول .. ان البنسلين وعائلته كلها مثل الفلوموكس والأمبيكلوكس والأموكسيسيللين وغيرها كلها مضادات ضعيفة بعد أن تحولت السلالات الميكروبية الى سلالات عنيدة مقاومة وأوصت بعدم استخدامها
سبحان الله .. الآن ؟؟ ولما ؟؟ - في أول الأمر كان يقضى على مرض الدرن بحقن البنسلين أما الآن فنستخدم أربعة مضادات حيوية لمدة سنة ونصف للقضاء عليه .
وتعالو الى اختصاصيوا الطب البديل والذين وجدت أبحاثهم نوعا من التكامل التواجدي ومعايشة الميكروبات والأجسام الدقيقة مع الانسان ولكن ليس بقتلها وانما برفع المناعة حتى لا تؤثر سلبا على الجسم .. نعم هذا هو الحل الدقيق فمن الأجسام الدقيقة من يعمل على نفع الانسان .. وهذا اكبر دليل على أحقية التعايش معها في ظل مناعة قوية لا تؤثر فيها تلك الاجسام الضعيفة لا قتلها .
فلقد أكدت أبحاث علوم الطب البديل على تواجد أكثر من أربعين مادة طبيعية توقف نمو البكتيريا دون التأثير الضار على جسم الانسان وأجريت آلاف الأبحاث في العالم على المركبات الطبيعية لتحديد الجرعات ومدة العلاج .. وهذه العلوم موثقة بالبحث العلمي وليست دجلا وشعوذه .مثل سم النحل وهو أقوى من البنسلين ألف مرة والبروبليس والكافور والعسل ( مضاد حيوي متعدد ) والثوم والبصل حبة البركة والحناء وورق اللورو والزنجبيل الخ
وقد أمكن عمل مضاد حيوي قوي جدا منها لما أضيف كيلو من العسل مع بعض حبة البركة والبروبليس والزنجبيل .. وتمت دراسته باحدى كليات الصيدلة في رسالة دكتوراه وكانت نتائجه مبهرة في القضاء على ميكروبات الجسم كلها من أول الحلق والأنف وحتى التهاب الغدد الليمفاوية ولكن من يطبق ؟؟
منذ زمن بعيد ونحن نردد مقولتنا – شعب مصر لا يعرف الوقاية ويعرف العلاج فقط – فهل أوجدنا أمام شعبنا الوقاية وعلومها ولم يقي نفسه ؟؟ متى كان هذا ؟
حتى الذين تحدثوا من أصحاب الطب البديل في الباب الوقائي تم التشديق عليهم وتحجيمهم ذلك بأنهم قالو ان أكل كذا صحيا وهذه العادة ضارة وهذا مفيد للجسم
حتى أنني ذات يوم قمت بزيارة احدى حالات الشلل النصفي في جلسة علاج طبيعي منزلية ولقد كانت السيدة في حالة نزيف بالمخ ولا تتحدث ولا تعي من حولها وهي امرأة عجوز .. المهم انني وجدت بطنها كبيرة جدا ومستطلقة .. فتعجبت ولكن قلت لعلها سمينة .. المهم جئت أكتب اليها برنامجا للتغذية فقالت ابنتها الكبيرة وابناءها ولكنها تبول ولا تخرج برازا لعلها أمست ملاكا في مرضها .. قلت مستنكرا ماذا ؟ ملاكا كيف ؟ .. قلت اذا لا تطعموها طعاما وتكتفون بالشراب ، فقالو بلا نطعمها كل يوم صدر دجاجة مع لسان العصفور ، قلت منذ متى قالو منذ مرضها من اسبوعين ، قلت هل كانت بطنها كبيرة هكذا ، فقالو بلا ، فقلت اذا هاهي صدور الدجاج كلها في بطنها ، هيا فألحقوها بأحد أطباء الباطنة واستودعتهم ، فما لبث أن جاء طبيب الباطنة فوجدها قد ماتت وأتعجب من المسئول عن جهل هذه الأمة ؟؟ من المسئول عن نقص وعيهم وهم أناس مثقفون ، انهم هم انفسهم الذين استحوذوا على علم الطب واستنكروا حق غيرهم في ذا العلم ، وهو ثاني علم من حيث الأهمية بين جملة علوم البشر بعد علم الدين ، وأنه على كل انسان أن يتعلم منهما وينهل من خيرهما ليقي نفسه من الامراض ويحافظ على صحته ويطور من قواه .
ولذا فكان لزاما علينا ضرورة تواجد علم شعبي طبي تكاملي وقائي تنهل منه الناس تحت الذكرى وتحت استشارة المتخصصون وذوي العلم وليس النظر للانسان على انه آلة تستهلك ولا المريض على انه مادة فقط وغياب النظرة الشمولية للانسان كما فعل الطب الغربي في مداواته وطريقته وانما هو روح قبل ان يكون مادة وينبغي أن تدرك هذه الروح ادراكا
هذا وبالله التوفيق
مقالة دكتور أمجد محمد هزاع
أخصائي العلاج الطبيعي والطب البديل
دراسات الطب البديل والحجامة والتغذية