:دعاء:
- اقتباس :
[u]أوللآ:طبيعة الدراسات الأجتماعية:
العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية :
هناك تصنيفات متنوعة للمعرفة الإنسانية بصفة عامة ، إذ يمكن تصنيفها إلى علوم طبيعية Natural Sciences وعلوم اجتماعية Social Sciences وعلوم إنسانية Humanities .
العلوم الطبيعية :
تتضمن علوم الطبيعة التى تهتم بدراسة الظاهرات الطبيعية ، ومن هذه العلوم ( الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا والفلك ) كما تتضمن العلوم البيولوجية كالحيوان والنبات والبيولوجى .
العلوم الاجتماعية :
هى تلك العلوم التى تختص بدراسة أصل وتاريخ الإنسان ، والتنظيمات والتطورات التى تطرأ على المجتمع البشرى ، وبصفة خاصة تدرس هذه العلوم الإنسان فى علاقاته بالآخرين .
الإنسانيات :
هى تلك العلوم أو فروع المعرفة التى تتجه نحو دراسة إنسانية الإنسان ، كما تبحث فى التغيرات التى تحدث فى الأدب والفن .
وهناك اتجاه يميل إلى دمج العلوم الإنسانية مع العلوم الاجتماعية على اعتبار أن الإنسانيات تدخل فى مجال الاجتماعيات ، وبناء على ذلك فإن تصنيف العلوم يقوم على أساس علوم طبيعية وعلوم اجتماعية فقط ، فتهتم العلوم الطبيعية بصفة مباشرة بالظاهرات والأحداث الطبيعية ، بينما تهتم العلوم الاجتماعية بدراسة أنشطة ومنجزات الإنسان .
ولهذا يجب التمييز بين هذين الصنفين من العلوم ، وهذان الصنفان من العلوم يختلفان تمام الاختلاف فى بعض النواحي .
ويمكن تحديد أوجه الاختلاف بين العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية فيما يلي :
1- إن العلوم الطبيعية تطورت إلى مرحلة أبعد بكثير من تطور العلوم الاجتماعية فى الحاضر وحتى على ما يبدو فى المستقبل المتطور .
2- إن العلوم الطبيعية تختلف عن العلوم الاجتماعية من حيث المنهج العلمي المستخدم فى الدراسات والبحوث ، فبينما تعتمد العلوم الطبيعية على الطريقة العملية المحسوسة القائمة على التجريب والاستقراء والقياس والتطبيق للتأكد من صحة النتائج التى يتم التوصل إليها ، نرى أن العلوم الاجتماعية قاصرة على بلوغ هذا المستوى ، فتكتفي بالدراسات المسحية والمشاهدة والوصول إلى نتائج وتحليلات غير مضمونة عرضة للتغيير والنقد بين الحين والآخر . على الرغم من استخدام العلوم الاجتماعية لأحدث المبتكرات التكنولوجية الآن .
3- إن العلوم الاجتماعية تعنى بدراسة الإنسان من الناحية الاجتماعية وتدرس مظاهر الطبيعة باعتبار علاقتها بهذا الإنسان وأثرها فيه وأثره فيها ، وعلى ذلك فالإنسان هو صميم موضوع العلوم الاجتماعية بينما الظواهر والأشياء موضوع العلوم الطبيعية .
· العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية :
تعتبر الدراسات الاجتماعية من أكثر ميادين المنهج الدراسي حداثة ولكنها تعتبر فى الوقت ذاته من أكثرها غموضاً لدى الكثير من الناس ، ويمكن إرجاع ذلك إلى عدم الفهم الواضح لحقيقة العلاقة بين العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية .
وقبل أن نحدد هذه العلاقة يجب أن نتعرض للتعريفات العديدة لكل من العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية ومن أهمها :
- العلوم الاجتماعية هى التى يختص بها الباحثون والعلماء لتطوير المعرفة فى ميادين التاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد والاجتماع والأنثروبولوجيا ، أما الدراسات الاجتماعية فهى ذلك الجزء من العلوم الاجتماعية الذى يستخدم فى المدارس لأغراض تدريسية .
- العلوم الاجتماعية هي ميادين من المعرفة تتعامل مع السلوك الاجتماعي للإنسان والمؤسسات الاجتماعية وتتمثل فى ثلاثة فروع هي التاريخ والجغرافيا والاقتصاد أما الدراسات الاجتماعية فتعرف بأنها أجزاء العلوم الاجتماعية التى يتم اختيارها لتحقيق أهداف تدريسية معينة .
- العلوم الاجتماعية هي مجموعة من المعارف التى جمعها الإنسان من دراساته فى التاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد والاجتماع والأنثروبولوجيا ، أما الدراسات الاجتماعية فهي تكامل المعارف والخبرات التى تهتم بالعلاقات البشرية من أجل تحقيق تربية المواطنة.
من العرض السابق لتعريفات العلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية يمكن بيان العلاقة بينهما فيما يلي :
1- فى العلوم الاجتماعية نجد أن العلماء الاجتماعيين يكونون أكثر تخصصاً فى علومهم كما أنهم يقومون بعملية اختيار الموضوعات التى يتناولونها بالدراسة ، ولا تهتم هذه الموضوعات بالنفعية المباشرة لأعمالهم .
2- إن البحوث فى العلوم الاجتماعية توجه بحيث لا تتح للعلماء الاجتماعيين تضمين المشكلات الاجتماعية العريضة ، وهذا يعنى أن دور هؤلاء العلماء فى ميدان العلوم الاجتماعية ، يتمثل فى التركيب والتفسير أكثر من التطبيق والتحليل ، ومن ناحية أخرى تختص الدراسات الاجتماعية بدراسة القرارات التى تساعد على فهم المشكلات الرئيسية فى الحياة اليومية للأفراد ، وهذا يعنى أن العلوم الاجتماعية تزودنا بالحقائق والمبادئ الهامة أما الدراسات الاجتماعية فإنها تكسب الطلاب فى المدارس المهارة فى إصدار القرارات .
يتضح مما سبق أن هناك فرقاً كبيراً بين مصطلح العلوم الاجتماعية ومصطلح الدراسات الاجتماعية ، كما يتضح أن مصطلح الدراسات الاجتماعية شامل ولكنه محدد ويستخدم في التعليم المدرسي ليشير إلى المجال المعرفة الذي تقع علي عليه مسئولية إكساب الطلاب المهارة في فهم العلاقات البشرية ، وهذا يعني أن هذا المجال يختص بدراسة الإنسان وعلاقته ببيئته وغيره من الآخرين في البيئات الأخرى .
ويحتوى هذا المجال كمادة دراسية على أنواع من المعرفة هي التاريخ والجغرافيا والاجتماع والسياسة والاقتصاد والأنثروبولوجيا وعلم النفس والاجتماع .فضلا عن فروع أخرى من المعرفة تتحدد وتندمج مع بعضها لتدل على اصطلاح الدراسات الاجتماعية لتستخدم في المدارس بينما يشير مصطلح العلوم الاجتماعية إلى جميع الفروع السابقة ولكن كعلوم متخصصة يدرسها الطلاب في الجامعات والمعاهد العليا وغيرها من المستويات المتقدمة .
فعلى سبيل المثال تختص الدراسات الاجتماعية في المرحلة الابتدائية بدراسة المفاهيم التي ترتبط بالعلوم الاجتماعية ،والمتعلقة بالعلاقات البشرية وقضايا الإنسان ومشكلاته وعاداته وسلوكياته ، وهذا يعني أن موضوعات المحتوى يتم اختيارها بحيث تستخدم كماده دراسية تحقق الأغراض التربوية المرجوة منها ، وبناءً على ذلك تركز الدراسات الاجتماعية في المراحل الأولى على نمو الفرد في علاقته ببيئته القريبة منه ثم يتدرج ذلك إلى دراسة العلاقات البشرية في البيئة المحلية ثم البيئة القومية ثم البيئة العالمية ، ولذلك نجد أن المربين يقومون باختيار المحتوى الدراسي لمناهج الدراسات الاجتماعية، من ميدان العلوم الاجتماعية، إلا أن الدراسات الاجتماعية لا تهدف إلي توليد أو استنباط المعارف التي ترتبط بالعلوم الاجتماعية لأن الهدف الأساسي من دراسة الدراسات الاجتماعية هو تزويد الطلاب بالمهارات والاتجاهات والمعارف الوظيفية الضرورية لاضطلاعهم بدور فعال فى حل قضايا المجتمع المحلى والقومي والعالمي.
[b][i][u][right]ثانيا:أهداف تدريس الدراسات الأجتماعية
[https://wessam.gid3an.com/post.forum?mode=newtopic&f=3/u]
الأهداف العامة لتدريس الدراسات الاجتماعية
أسمى أهداف الدراسات الاجتماعية إيجاد المواطن الصالح أو الإنسان الصالح ويمكن إجمال بعض الآراء لبعض المتخصصين التربويين بالأتي :
أن أهداف الدراسات الاجتماعية تتمثل فيما يلي :
1-حصول التلاميذ على حقائق ومعلومات خاصة بالاجتماعيات.
2-دراسة المجتمع وأهدافه .
3-تنمية الحساسية الاجتماعية والقدرة على السلوك الاجتماعي السليم .
4-تنمي الروح القومية عند التلاميذ مع نظرة عالمية تقوى هذه الروح وتدعمها .
5-تنمية صفات واتجاهات وقيم وعادات مرغوب فيها .
6-الإسهام في حل المشكلات الناتجة عن وقت الفراغ ( مشكلة قضاء وقت الفراغ ) .
7-تنمية الشخصية السوية للطالب بتزويده بقدر من المعلومات والمهارات والخبرات التي تساهم في إكسابه بعض القيم والاتجاهات الإيجابية .
8ــ فهم الطالب بيئته من نواحيها المختلفة ، متدرجاً من البيت إلى المدرسة إلى القرية أو المدينة إلى اللواء أو المحافظة إلى الوطن العربي الكبير .
9-تقوية روابط الأخوة بين الأمة العربية والأمة الإسلامية .
10-غرس روح المشاركة الإنسانية المبنية على الاحترام والتقدير بين الأمم والتعاون الإنساني في بناء عالم أفضل .
11-فهم العلاقات الاجتماعية .
12-استخدام المهارات في الحصول على المعلومات المتعلقة بالدراسات الاجتماعية .
13-استخدام مهارات الاستقصاء .
14-توصيل الأفكار بوضوح . 15-الإسهام الموضوعي في النقاش المتعلق باتخاذ القرار .
ويرى جويس ( JOYCE )(1) أن الدراسات الاجتماعية تهدف إلى
التربية الفكرية : التي تمكن المتعلم من التعرف على المشكلات الاجتماعية وحلها .
التربية الاجتماعية : التي تمكن المتعلم من أن يكون عضواً فعالاً ومشاركاً في بناء مجتمعه .
التربية الشخصية : التي تمكن الفرد من استيعاب خبرته ومعرفته في اكتشافه للحضارة والمجتمع والفرد .
ويمكن أن نصل إلى خلاصة أن أهداف الدراسات الاجتماعية تضم الأهداف العامة الآتية :
1-تزويد التلاميذ بمعلومات ومعارف تتعلق بالمجتمع المحلي والعربي والإسلامي والعالمي .
2-تقوية روح الانتماء للإسلام والوطن و للحضارة العربية الإسلامية وتنمية روح المواطنة .
3-معاداة الظلم والاستبداد والاستعمار والتفرقة العنصرية والاستيطان الصهيوني في فلسطين
4-تنمية التعاون بين الطلبة وبينهم وبين المجتمع المحلي .
5-غرس قيم واتجاهات مرغوب فيها.
6-تنمية القدرة على التفكير والاستنتاج وخاصة التفكير الإبداعي .
7-المساهمة في حل المشكلات التي يعاني منها المجتمع المحلي والعربي والإسلامي .
8-فهم العلاقة بين الماضي والحاضر وأثر ذلك على المستقبل بالوقوف على جهود الأجيال السابقة في مناهضة ظروف ومشكلات الحاضر .
9-اكتساب مهارات اجتماعية وتنمية الحساسية الاجتماعية .
10- تنمية المسئولية المدنية والاهتمام بحقوق الإنسان .
فالأهداف العامة لتدريس الاجتماعيات متشعبة ومتعددة بمقدار تشعب العلوم الاجتماعية ، الأمر
الذي يتطلب من معلم الاجتماعيات أن يكون على درجة عالية من الثقافة وسعة الإطلاع والتعمق في بعض الجزئيات.وهناك أهداف عامة لكل مبحث مثل أهداف منهاج التربية المدنية كمثال .
( مساهمة الدراسات الاجتماعية في تحقيق الإنسان الصالح )
الهدف الأساسي للدراسات الاجتماعية هو تحقيق المواطنة الصالحة (Good citizenship ) لكن الاختلاف هو حول مفهوم تربية المواطنة أو التربية الوطنية (citizenship Education ) في الوصول للمواطنة الصالحة ، ويرى البعض أن الهدف يجب أن يكون بالوصول بالفرد إلى الإنسان الصالح ( Good man ) بغض النظر عن بقعة الأرض التي يعيش عليها هذا الفرد ، ليبقى قدوة حسنة في السلوك والتفكير وعنصر فعالاً أينما تواجد على وجه الأرض .
فالإنسان الصالح المنتمي للمبادئ الإسلامية وحضارتها ، والمعتز بتراثه العربي الإسلامي لا
يغش ولا يكذب ، يحب الإنسانية ويسهم في تطويرها يؤمن بحرية الفرد الشخصية ما لم تتعارض مع حرية الآخرين ، يؤمن بالمساواة .