zinab نائبة المديرVice Administrator
عدد المساهمات : 4698 نقاط : 7895 تاريخ التسجيل : 20/01/2008
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: السعاده والحزن الجمعة سبتمبر 04, 2009 8:46 am | |
| السعاده والحزن[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تعبيرات متفاوته من شخص لاخر من حين لاخرالكل لا يستطيع ان يحكم هل هو فاشلهل هو ناجحهل هو سعيدهل هو حزين ان حياتنا مزيجا من هذه الكلماتمن بين الحزن والفرحالفشل والنجاحيحيا الانسان لا تقل انا فاشل" الفشل "..لفظة لا وجود لها في قاموس حياتي ، لأني لا أعترف بها، واستبدلتها بجملة "أنا لم أوفق "لا تستعجلوا وتحكموا علي من يقول هذا بأنه محظوظ ،وأن حياتهمليئة بالمسرّات ، وأنه حاز كل ما تمناه لا تقيّّموا شخصاً ما أنه إنسان ٌ" فاشل " أو " ناجح " ..لأنها مقاييس لا وجود لها عند من يحقق الإيمان بأحد أركانه وهو الإيمان بالقدر خيرهوشره ." الفشل " مظهر خارجي للعمل ، يدركه الجميع بما يظهر لهم من نتاج السعي ، فإن كانت النتيجة هي ما تعارف عليها الجميع أنها رديئة فهو في عرفهم " فشل" وما تعارفوا أنه جيد وحسن ، فهو إذاً " نجاح " .ولكن .. أين ما وراء الظواهر ؟ أين علم الغيب مما يحدث من واقع السعي ؟فقد يكون من نحكم عليه بأنه " ناجح " ، هو في حقيقة الأمر أبعد ما يكون عن النجاح . ومننرثي اليوم فشله ، قد يكون في قمة النجاح وهو أو نحن لا ندرك هذا .عندماكنت أقرأ في سيرة الصحابي " زيد بن حارثة " حِـب رسول الله – صلى اللهعليه وسلم – تعلمت كيف لا أصدر حكمي على الأمور بظاهرها ، أو أجعلهامقياساً لتحديد النجاح والفشل في حياتي عندما أراد الصحابي زيد – رضي اللهعنه - الزواج ، ولما كانت منزلته الكبيرة عند النبي – صلى الله عليه وسلم- يشهد لها الجميع ، فقد خطب له النبي – صلى الله عليه وسلم - ابنة عمتهزينب – رضي الله عنها وأرضاها – فقبلت به لأنها تعلم تلك المنزلة ، رغمفارق النسبين .. فقلت في نفسي:إنهما مثالا لأنجح زوجين ، فهو ربيب النبي – عليه صلوات ربي وسلامه -ويملك ما يجعله مثال الزوج الصالح في نظر أي امرأة .. وهي إبنة الحسبوالنسب العفيفة الشريفة ذات الأخلاق الكريمة – ولست أهلاً لأزيد من الثناءعليها رضي الله عنها . ومع ذلك ، انفرط عقد زواجهما ، وانفصلا بالطلاق !فهل يمكنني أن أصف زيداً بأنه " فاشل " ؟ وهل يمكنني أن أصف زينب بأنها " فاشلة " ؟ أليس الطلاق بين الزوجين علامة لفشلهما في تحقيق الاستقرار الأسري ؟إذاً حسب المقاييس التي اتفق الجميع عليها ، هما " فاشلان " – وحاشا لله أن يكونا كذلك .فقد قدّر رب العالمين أن تنتهي رابطة الزواج بالإنفصال .. ليبدأ بعدها رباط أقوى وأسمي لكل منهما .فقدكان أمر الزواج والطلاق بعد ذلك لحكمة خفيت على الجميع ، وهي إبطال التبني، ونحن نعلم أن زيداً كان في البدء يُنسب لسيدنا محمد – عليه الصلاةوالسلام – بحكم تبنيه له . .وكان يُدعى " زيد بن محمد ".ولأنالله أنزل تشريع الأحكام متدرجة بما يتناسب مع المجتمع حينها ، وقد تعارفالجميع على جواز التبني ، وجواز أن يرث الرجل إحدى نساء أبيه بعد موته.طلق زيدٌ زينب ... فأمر الله – تبارك وتعالى – نبيه أن يتزوجها .. فأدركالمسلمون أن التبني محرم ، والدليل زواج نبيهم بطليقة من نسبه إليه اللهأكبر !وها هي زينب قد تحولت في نظر النساء ! إلى امرأة محظوظة " ناجحة " !وتزوجزيدٌ من امرأة أخرى ، وأنجبت منه " أسامة بن زيد بن حارثة " – حب ِ ابنحبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ونجح في تربية " أسامة " الصحابيالقائد لجيش يضم كبار الصحابة ، وهو في الخامسة عشرة من عمره !! . فأين تقييم " الفشل " و " النجاح "في ما حدث ؟!ولأضرب لكم مثلاً من عصرنا الحاضر :يتقدم طالبان لامتحانالقبول لمعهد العلوم المصرفية !نجح الأول في امتحان القبول وبتفوق ، ويعودلأهله يُبشرهم بهذا " النجاح "،بينما لم يحقق الثاني درجة القبول ، فيرجع لأهله ليلقى اللوم والتقريععلى تقصيره في الاستعداد للإمتحان بمزيد من الدراسة والمذاكرة ، رغم أنهبذل أقصى ما بوسعه! ..ولأنه في نظر من حوله ، ونظره هو أيضاً " فاشل " فقدإصيب بالإحباط ، وانزوى في بيته يتجرع كؤوس الندم .الأوليصبح رئيس بنك ربوي عظيم ذو شأن .. بمرتب كبير ، مكنه من اختيار زوجةجميلة من أسرة عصرية، وعاش حياة مرفهة ..وأما الثاني فما وجد أمامه سوى أنيتعلم مهنة بسيطة عند أحد الصناع .. فاكتسب منه خبرة ومهارة أهلته ليفتحورشة منفصلة بعد سنوات .حقق منها دخلاً مناسباً ليبني أسرة ناجحة .. وعاشحياته برضى وقناعة .. ومع مرور السنوات أصبح مالكاً لأكبر الشركاتالتجارية والمقاولات الإنشائية .في رأيكم .. من هو " الفاشل " و من هو " الناجح " !؟هل هو الأول ، الذي جنى أموالاً ربوية كنزها و سيحاسب عن مدخله ومخرجه ا ؟ أم هو الثاني ، الذي رُزق رزقاً حلالاً طيباً من كدّه وعرقه ، وصرفها في إسعاد أهل بيته ؟! لو كنت مكان الأول ، لتمنيت لو أني لم أنجح في امتحان القبول .و لو كنت مكان الثاني " الفاشل " لحمدت ربي على عدم توفيقي في الإمتحان، " فشلي " .إن ما يحدث لنا ، إنما هو ابتلاءات من الله ، أو استدراج لمن اختار طريق الغواية ودروب الشيطان . قديحدث أن تسير على طريق شائك حافي القدمين ، وبدون انتباه تدخل شوكة فيباطن قدمك ، قل الحمد لله فما أصابك من ألم ٍ فيه خير لك ، فقد كفـّر اللهبها خطاياك ، وأثابك على ألم الشوكة ... أفلا تقول الحمد لله ؟ تتقدملطلب وظيفة فتـُرفض ويُـقبل غيرك رغم استحقاقك لها ، قل الحمد لله ..فعملٌ أفضل منه ينتظرك ، وهو أصلح لك من الأول . وقد يكون رئيسك فيه أطيبخلقاً ، أو تجد فيه صحبة طيبة ، أو يكون محل العمل أكثر قرباً لمسكنكفتكسب الوقت لقضاء عبادة تنفعك في الآخرة ... أفلا تقول الحمد لله ؟ تتقدملخطبة إحدى النساء اللواتي تحلم بالزواج منها ، فتعترض أمورك عوائق ، قلالحمد لله .فزوجتك الصالحة تتنظرك ، لتلد لك أبناءاً أصحاء ، ربما ما كانتالأولى ستلد لك مثلهم ! ... أفلا تقول الحمد لله ؟ تعزم على السفر لقضاء مهام أو عقد صفقة تجلب لك المال والسمعة والوجاهة ، ولكنك تفوّت موعد الطائرة ، فتـفقد صفقتك .. قل الحمد لله ..فربما خسرت صفقة تجلب لك مالاً ، ولكن ربما كسبت مقابلها فرضاً للصلاة صليته في مسجدك وخشعت له جوارحك وبكت له عيناك ، فكسبت مغفرة ورحمة من الله تضفي عليك سعادة لم يذقها أحد ٌ من قبلك من ذوي الص! فقات اللاهثين خلف جمع المال ! .. أفلا تقول الحمد لله ؟ لا تقل " فشلت " .. بل قل .. " لم يوفقني الله " .. والحمد لله على كل حال
لا تقل " أنا فاشل " .. بل قل .. " أنا متوكل " .. وخذ بالأسباب .. وقل الحمد لله على ما قدّر لي مسبّب الأسباب لا تقل " أنا لاأملك شيئاً " .. بل قل .. " الله ربي ادخر لي من الخير ما لا أعلمه " .. والحمد لله يرزق من شاء بغير حساب لا تقل " أنا لاشيء " بل .. أنت شيء .. كما أنا شيء .. والآخر شيء فاطلب ربك أن يدخلك في رحمته التي وسعت كل شيء .وأنت شيء .. أنت في نظري كل شيء يا عاقد الحاجبين .
ابتسم من فضلك ، ولا تحزن .. وعاود الكرة .. واستخر ربك في كل خطوة تخطوها .. وارض بما قسمه الله لك من نتيجة أمرك . ولا تقل بعد اليوم " أنا فاشل " .. بل قل : " أنا ناجح " بإيماني .. " أنا ناجح " بطموحي لإرضاء ربي .." أنا ناجح " لحبي لنبيي . " أنا ناجح " لأني مسلم .. وهذا يكفيني
| |
|