zinab نائبة المديرVice Administrator
عدد المساهمات : 4698 نقاط : 7895 تاريخ التسجيل : 20/01/2008
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: رمضان في اندونيسيا الأحد أغسطس 30, 2009 9:55 am | |
| <table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%"><tr><td> رمضان في اندونيسيا
بقلم الكاتب :sahabalsharq
و انت تستقبل سواحل اندونيسيا .. تشعر و كأنها هي الآخرى تحتفل بشهر رمضان المبارك .. كم هي جميلة ساحرة و جذابة هذة السواحل .. ، دائما أتساءل أتشعر الأماكن بالمناسبات السعيدة و الحزينة معنا ..! فهي تبدو و أنا انظر إليها و كأنها تعيش حالة من سعادة .. الموج ، المراكب ، الأشرعة ، رغوة المياه .. التفاف الساحل بالساحل ،أشجار جوز الهند معانقة للسماء ، ضاحكة بصوت رياح خفيفة .. فكان ان مايلت الحسن في صوت النوارس لتمر على مركبنا هذا تجمّل صورة لقاءنا بأحد المرافئ الاندونيسية . وصلنا ! و من امام احد البيوت لحي اندونيسي .. اقف لأقرأ ما كُتب على بابه .. " لا إله إلا الله محمد رسول الله " اعجبني ما رأيت لاستمر اقرأ ، فعلى كل باب هناك عبارة دينية إما من القرآن أو من أقوال الرسول صلى الله عليه و سلم . .. ، فهذا آخر كُتب عليه " الله اكبر كبير " .. و هنا مكتوب "بسم الله و به نستعين " و هناك على ذاك .. نعم استطيع ان اقرأه .. . . لقد كتب عليه " ادخلوها بسلام آمنين " ! إذا هذا تقليد اندونيسي نجده على كل باب من بيوت مسلمي اندونيسيا . .. و ما أجمل الزينة التي تجمل الحي ، فعلا تشعر بان الحياة في رمضان هنا غير الحياة، فالصغار تبهجهم كما تبهجني مناظر الاعلام التي يتلاعب بها الهواء و قد كُتب عليها "لا إله إلا الله " ، الأوراق الملونة و البالونات كلها فرح .. بل حتى الشمس بلونها الذهبي اُعجبت بالزينة فألقت سحرا منها على هذة الصورة، لنبدو و كأننا نعيش في لحظة من العمر لن تتكرر ! .. هكذا نشعر في بعض اللحظات الجميلة النادرة التي تتشارك عناصر الجمال فيها مجتمعة روحا و صورة ! .. موعد الإفطار قد اقترب و الشمس بعدها لم تغب ! لكن من هذة الأسرة و باصطفاف اهلها صغارا و كبارا ، يحمل كل واحد منهم إناء مغطى يتبعون كبير الاسرة .. ادركت الموعد ! .. جزاءهم الله خيرا على هذا العمل الطيب العظيم ، هذة الاسرة ايها القراء ، بعد ان اعدت الإفطار من كل ما لذ و طاب من طعام اندونيسي و بعد الاستشارة الطبية ، توجهت الى المستشفى تحمل إلى جانب الإفطار بعض الهدايا ، ليس لديهم هناك مريض، لكنها عادة اندونيسية رمضانية .. ان تشارك المرضى فرحة رمضان و ذلك بأن تفطر معهم و تدعو لهم بالشفاء العاجل. " يا له من تقليد رائع ، أدامه الله على مسلمي اندونيسيا " .. يرفع الآن آذان المغرب و يحين وقت الإفطار .. و ان كنت غريب عن الديار ، لا تهتم فرمضان كريم ، و (الهاشا) عامرة بكل الخيرات .. .. اتسأل "ما الهاشا ؟ " .. حسنا اخبرك .. ، انها كلمة اندونيسية تعني بالعربية "العامرة" و هي قاعة نظيفة و انيقة بها كل انواع الشراب و الاطعمة، هي تستقبل كل مسلم يمر بها ، اسأل الله ان يديمها عامرة بالخير و الثواب ، .. لازلنا في الــ "هاشا " او " العامرة" و لازال لدي الكثير لاخبركم به عنها .. حتى تتضح صورتها في ذهنكم و خيالكم و انتم ترسمون انفسكم فيها ! .. العامرة هي قاعة للشراب و الطعام ، ملحقة بكل مسجد في كل حي من الاحياء المسلمة في اندونيسيا ، اتصورها كصورة و بناء وضحت و دُل طريقها .. .. و لكن هناك المزيد من التفصيل و الحقائق عنها لتلغي أي تساؤل لديكم ايها القراء الكرام .. .. " في الحقيقة العامرة لا تفتح إلا مرة واحدة هي كل شهر رمضان من كل عام و طوال ايامه و لياليه الثلاثين .. ، و لكنها ايضا و بمناسبة العيد و هي العامرة تظل مفتوحة حتى انتهاء ثالث ايام عيد الفطر السعيد ، .. من انشاها و لماذا ؟ اسأل و اجيب من اجلكم .. ،، فالتفاصيل لدي مدونة و لابد ان اطلعكم عليها ، حتى اوفي اخبارها و حقيقتها ، كما ذُكر فإن العامرة اُنشأت بتبرعات المسلمين ، فكل اسرة تقدم ما لديها من طعام و شراب للمسلمين العابدين أو المسافرين الزائرين حتى لا يشعروا باي حرج .. .. و هذا تقليد رمضاني جميل " اعرف أن الكثير من البلدان الإسلامية تشترك مع اندونيسيا في هذا التقليد " ، و هذة العادة تقوي الروابط و التآخي بين المسلمين .. .. سنكمل لكن و قبل ان نغادر العامرة ، إعلم ان صادفك رمضان في اندونيسيا و افطرت من خير العامرة .. لا تغادرها و كانها لا تعنيك .. !! لم تفهم ؟ اخبرك ، ان من عادات الصائمين حين يفطرون فيها ان يقوموا بغسل الأوعية التي اكلوا منها .. ، لان غدا يوم آخر من رمضان و العامرة سيقصدها آخرون فلابد ان تكون بأفضل حال ، .. هذا حال اغلب مسلمي اندونيسيا و هم يحيون عادات و بركات شهر رمضان الكريم ، لكن هناك احوال آخرى .. هي اندونيسية نعم ، لكنها في موقع خاص و لجماعة خاصة .. نحن الآن في الشمال الغربي من اندونيسيا ، حيث موقع النهارون ! لا تتعجلون "من هم النهارون ؟ " اتخيل تسألون .. .. النهارون باللغة الاندونيسية تعني المهاجرين ، و هم بحسب الرواية أولئك الذين هاجروا من مناطق عدة في جنوب شرق آسيا تابعين الدين الإسلامي و الدعوة إليه ..
.. للنهارون عادات دينية رمضانية خاصة.. فبعد إنتهاء صلاة التراويح و جلسات القرآن ، تبدأ في أحياء هذة الجماعة ما يسمى بــ "سهرية المودة و المحبة " .. هذا هو اسمها ! .. يبدأ الاحتفال بأن ترتدي كل الاسر اجمل و اغلى ما لديها من ثياب، لتفرش بعد ذلك البسط امام كل بيت .. " و كأنه عيد بهيج" ، البيوت بجوار بعضها البعض ، و فجأة .. "لم اتوقع ما رأيت " ، بدأ كل فرد من كل اسرة يمد يده ليمسك بيد الآخر فالآخر .. فالآخر .. حتى الاسرة المجاورة ... ، و هكذا لتتماسك كل الاسر ببعضها البعض !! اتتخيلون ؟ .. " جميل منظرهم لكنه غريب علينا و لا استطيع تخيله " نحن و جيراننا في الحي " !!.. و اما هذا العرض الذي ما من شك انه "فريد" ! تساءلت "ما المعنى .. ؟ و ما الـ!!! " لكن قبل ان اكمل سؤالي تهادى الى مسامعي انشادهم ، و يا طيب الإنشاد ان كان حمد، تسبيح ، تهليل و تكبير .. .. " سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر " .. كتبتها لأجلكم .. فإن مررتم بمقالي كان لكم منه اجر و ثواب .. .. لازالت السهرية حية بالذكر ، فهم الآن يستمعون من شيوخ الحي الى بعض الخطب القصيرة ، و القصص من القرآن و السيرة النبوية الشريفة .. و بينما هم على حال الخير من ذكر و تحاب، تخرج إمرأة من كل أسرة لتتوجة للاسرة المجاورة لها حاملة إبريق من الحليب و بعض التمرات .. قصدها بذلك تكريم الجيرة ، و بإن القلب صافي للجار كالحليب .. ، و يستمر ليل رمضان و احتفاله عند مسلمي النهارون حتى موعد السحور ، ، .. و يستمر التواد بين الجيران و التواصل حتى و ان انقضى الشهر الكريم ، ففي صباح اول يوم من عيد الفطر ، يتبادل الجيران الهدايا فيما بينهم لا بد ان لهذة اللفتة أو لنقل " العادة" إضافة رائعة على صباح تعالت فيها اصوات المكبرين .. " الله اكبر .. الله اكبر .. الله اكبر .. " انتهى " طابت الايام و الليالي بشهرنا الكريم ، <table align="center" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%"></table></td></tr><tr><td class="spaceRow" align="left" height="1"> </td></tr></table> |
| |
|