هل انت مريض نفسي ادخل واكتشف ؟

هل أنت مريض نفسي؟

الحالة العامة عندما تسأل أحدا عن أحواله أنه قرفان وزهقان. ومعه حق أن يكون كذلك. ومنذ فترة وأنا أقرأ وأتابع النشرات النفسية الصادرة عن مستشفى الرشيد في جريدة الرأي تحت عنوان " صوب حياتك". وبصراحة تعجبني وتدهشني، ويمتعني أكثر معرفة خبايا النفس البشرية والشخصيات الإنسانية. وبغض النظر عن الجانب المرضي والسلوكيات غير السوية للنفس البشرية، فأنا أشعر أن النشرة تتحدث عني أو عنك، وأن كثيرا من الاضطرابات النفسية التي تطرحها النشرة تقع ضمن تركيبتنا النفسية ولو بالشيء اليسير. ولا أظن أن إطلاق هذه النشرات النفسية بشكل متتابع جاء عبثا، وإنما هي خطوة ذكية. فضغوط الحياة النفسية والاجتماعية والاقتصادية تتوالى وتفسد الحياة وتستدعي الزهق والقرف والهم والمرض الجسدي.فكان من الضروري التوجه للمواطن ومساعدته على طلب الإرشاد النفسي.

وإذا عرفت أن الاضطرابات النفسية الشديدة التي تحتاج إلى أساليب علاج كيميائية لا تتجاوز 10 بالمئة من مجموع الحالات، فالخبر السعيد يقول أن باقي الاضطرابات هي أمور عادية جانبية يومية نعاني كلنا منها وتتطلب فقط النصح والتوجيه والإرشاد والتخفف منها عن طريق الحوار إلى مختصين. وليس في ذلك عيب.

فانظر كم أصبحت حياتك تتلون بالقلق: أنت قلق على مستقبلك،ودراستك وعملك، وبالك مشغول أيضا على أبنائك ومستقبلهم، ويصيبك قرف غلاء المعيشة، وغير ذلك لا يعد ،ناهيك عن غليان أحداث الشارع العربي التي تستنسخ نفسها منذ مئة عام وتسم البدن. إذن أنت قلق من غد والأمس واليوم.. ثم أنت محبط لأنك غير قادر أن تحقق غاياتك وأهدافك بسهولة ولأن هناك بطالة ومعيقات وواسطات ومنغصات وأمراض اجتماعية. والحياة شديدة ومزدحمة ومليئة بالمشكلات والانحرافات وهي لا ترحم ولا تنتظر أحدا.. ولا شيء كالقلق والإحباط قادر على استجلاب الهم بجدارة ليغتال حياتك بامتياز.

أعود للنشرة التثقيفية في جريدة الرأي، وأريد أن أعبر عن إعجابي بتلك المبادرة مرة أخرى، لأن ثقافتنا العربية ما تزال تنظر للطب النفسي بعين الشك والريبة: فالطبيب النفسي في مفهومنا شخص غريب الأطوار وأن الطب النفسي مرتبط بعلاج الجنون والمجانين فقط، وأن أية زيارة للطبيب أو المرشد النفسي لوثة أو وصمة سلبية. والذي يبعث على العجب وليس الإعجاب أن يكون الطبيب أو المرشد النفسي في مجتمعنا هو الشخص الوحيد الذي لا يريد مراجعوه التعرف اليه إذا ما صودف خارج عيادته، وكأنهم يتجنبون السلام عليه أمام الناس، فلا تثبت عليهم تهمة الجنون.هذه الصورة المغلوطة عن الطب النفسي تجب فيها إعادة النظر. فأن الجأ للإرشاد الذي يعيد علي صحتي وعافيتي النفسية أفضل من التأرجح كرقاص بندول بين عتمة وأخرى.

وقبل أن تظن أنني أفرض عليك أو على نفسي أن نكون مرضى بحاجة إلى علاج، أقول لك أننا لسنا كذلك. لكننا في زحمة الحياة لسنا في مأمن أن تهزمنا عواطفنا لتؤدي بنا إلى الإجهاد والمرض. وأتمنى لو يأخذ الإرشاد النفسي حيزا وجدية أكبر في المدارس والجامعات والمؤسسات الإعلامية وبين كل الأفراد. عافانا الله وإياكم.

جزاكم الله كل خير علي ما تبذلونة من جهد
وكان عندي طلبين اريد ان اعرف من كاتب المقال وما هو مصدر هذا المقال هل من الإنترنت ام من كتاب فرأتية ولكم جزيل الشكر

مشكوووووره على المقال
بس فعلا دى نظرة الناس للطبيب النفسى على الرغم من ان الكثير من امراض الجسم يكون السبب الاساسى فيها نفسى

مشكورة على هذا الموضوع.