زائر زائر
| موضوع: الــصـــحـــــــــــــــــــــــــــــة الــنــفــســيــــــــــــــــــــــــــة الأحد مايو 17, 2009 7:24 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع تقدم الانسان الحضاري وتعقد مظاهر الحياة واساليبها وزيادة العبء على المجتمعات وارتفاع مستويات الناس وامالهم وطموحاتهم , وتصارع الافكار وبروز القلق والتوتر في حياة الناس , تزداد الحاجة الى التمتع بصحة نفسية سليمة , ولعل حاجة الانسان اليوم اكثر لمن يعاونه على فهم نفسه وتحقيق ذاته ومعرفة امكانياته وصقل شخصيته وتوجيهها الوجهة الصحيحة , تظهر لنا الاهميو الكبرى للصحة النفسية في حياة الافراد والشعوب .
ومن خلال هذا المنطلق اضع بين ايديكم الكريمة (( الصحة النفسية )) كي نتمكن من تحقيق النمو النفسي السليم من خلال التوافق النفسي والجسمي والروحي في ضوء الواقع الاجتماعي الذي نتعايشه من مواجهة للحياة ومشكلاتها بشكل افضل , والوصول الى الشعور بالطمأنينة والرضا.
ما سوف اتناوله ينقسم الى سبعة مراحل وهي على الترتيب :
1- مفهوم الصحة :
اولا : المفهوم الشامل للصحة
ثانيا : تعريف الصحة النفسية
ثالثا : المفهوم التكاملي للصحة النفسية
رابعا : علامات الصحة النفسية
خامسا : معايير السواء
2- مناهج البحث في الصحة النفسية :
اولا : المنهج الانشائي
ثانيا : المنهج الوقائي
ثالثا : المنهج العلاجي
3- الصحة النفسية والشخصية :
اولا: تعريف الشخصية
ثانيا : العلاقة بين الصحة النفسية والشخصية
ثالثا : الصحة النفسية والتحليل النفسي
رابعا : الصحة النفسية وابعاد الشخصية
4- الصحة النفسية والتوافق:
اولا : تعريف التوافق
ثانيا : ابعاد التوافق
ثالثا : التوافق ومطالب النمو
رابعا : اساليب التوافق
5- الصحة النفسية والاسرة :
اولا : تعريف الاسرة
ثانيا : اساليب التنشئة الاجتماعية
ثالثا : مشكلات الاسرة الحديثة
6- الصحة النفسية والمدرسة :
اولا : المدرسة ودورها في تحقيق الصحة النفسية
ثانيا : المدرسة الثانوية والصحة النفسية
ثالثا : اهم مشكلات المتعلمين
رابعا : التفوق الدراسي
7- الصحة النفسية والدين :
اولا : علاقة الصحة النفسية بالدين
ثانيا : الايمان والصحة النفسية
ثالثا : اثر القيم الاخلاقية في الصحة النفسية
رابعا : الاسلام والصحة النفسية
خامسا : التطرف
هذا , وبالله التوفيق |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: الــصـــحـــــــــــــــــــــــــــــة الــنــفــســيــــــــــــــــــــــــــة الأحد مايو 17, 2009 7:25 am | |
| مما لاشك فيه ان الصحة في جوانبها المختلفة مهمة للحياة الانسانية , وان حفظ صحة البشر وتعزيزها يعتبر مطلبا اساسيا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمساهمة في تحسين نوعية الحياة , والصحة مسؤولية مشتركة بين جميع افراد المجتمع ( حكومات , مؤسسات , جمعيات ,....) بل اصبح الناس انفسهم شركاء كاملين في عملية الحفاظ والنهوض بالصحة من خلال التركيز على انماط الحياة الصحية . وقد عني الاسلام منذ القدم بالانسان روحا وجسما عناية فائقة , واهتم بصحته وسلامته وقوته , لانه خليفة الله في الارض , وهذه الخلافة تحتاج الى سلامة العقل وصحة البدن وصفاء الروح , لذا حرص الاسلام على الصحة وجعلها مطلبا لكل مسلم .
اولا : المفهوم الشامل للصحة :
للصحة مفاهيم متعددة منها ما ارتبط بصحة الفرد ومنها ما ارتبط بصحة المجتمع ومنها ما ارتبط بالبيئة المحيطة , لكن هيئة الصحة العالمية عرفت مفهوم الصحة على انه :
(( حالة السلامة والكفاية البدنية والعقلية والاجتماعية الكاملة وليست مجرد الخلو من المرض او العجز ))
وفي حقيقة الامر انه تعريف يفتقد لجانب مهم الا وهو الجانب الروحي ,كما انه يشير للصحة في مرتبة تقارب المثالية مما يجعلها نادرة , ومع ذلك نجد الدول المتقدمة تنظر للصحة المثالية هدف بعيد تحاول الوصول اليه , في الحين الهدف من الصحة هو تحقيق الجانب الايجابي اي توافر طاقة صحية ايجابية تمكن الفرد والمجتمع من واجهة المشكلات والمؤثرات سواء كانت جسمية او نفسية او اجتماعية دون ظهور اي اعراض او علامات مرضية , وتتلخص مواصفات الصحة الجيدة كالاتي :
(1) السلامة
الخلو من الامراض والعاهات , فالانسان هنا يخلو من الامراض لكنه عرضة لها اذا توافرت الاسباب .
(2) الكفاية البدنية
سلامة اجهزة الجسم وتناسق وظائف الاعضاء وتكيفها مع البيئة المحيطة
(3) الكفايات العقلية والنفسية
سلامة النفس وانخفاض الاضطرابات العقلية والانفاعات والاحاسيسيمكن المفرد من التوافق مع نفسه وامكاناته والعمل علة تنميتها وذلك ضمن اطار يتلاءم مع الواقع
(4) الكفايات الاجتماعية
قدرة الفرد على التفاعل والاستجابة الايجابية مع الاخرين من خلال اقامة العلاقات الشخصية والاجتماعية وفق معايير السلوك الخاصة بكل مجتمع .
(5) الكفايات الروحية
السعي وراء تكوين النفس المطمئنة من خلال استيعاب خصائص طريق الفلاح التي يتحقق بها تلاؤمه ورضاه وتفاعله مع مجتمعه وصولا لتحقيق رضا الرحمن .
ثانيا : تعريف الصحة النفسية :
يتسم عصرنا بالقلق النفسي واصبحت السعاد فيه كالسراب يلهث كثير من الناس وراءها لذلك يعتبر علم الصحة النفسية وليد القلرن العشرين , فهو يسعى الى محاولة العودة بالانسان الى سيرته الاولى من الحيوية الجسمية والسلوك المعتاد والشعور بالسعادة مع الذات ومع الاخرين والاقبال على الحياة والاحساس بالرضا والامن .
عرفت منظمة الصحة العالمية ( who ) الصحة النفسية بانها :
حالة من الراحة الجسمية والنفسية والاجتماعية , وليست مجرد عدم وجود مرض. |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: الــصـــحـــــــــــــــــــــــــــــة الــنــفــســيــــــــــــــــــــــــــة الأحد مايو 17, 2009 7:26 am | |
| ثالثا : المفهوم التكاملي للصحة النفسية :
ينقسم الى :
* غياب الاضطرابات
** المظاهر الايجابية
(1) غياب الاضطراب
المؤشر الرئيسي للصحة النفسية هو غياب الاضطراب , والاضطرابات نوعان :
* اضطرابات نفسية * اضطرابات عقلية
- القلق التفاعلي - الفصام
- الوسواس القهري - الاكتئاب الذهاني
- اضطرابات سيكوسوماتية - ذهان الشيخوخة
النوع الاول : اضطرابات نفسية :
وهي التي تتمثل في المظاهر الخارجية كحالات التوتر والصراع النفسي الداخلي , فتؤدي الى اختلال جزئي في الشخصية , في حين يبقى المريض معها متصلا بالواقع ومنها :
* القلق التفاعلي
هو : شعور غامض , غير سار , مبالغ فيه , خارج نطاق سيطرة المريض .
امثله : الخوف من الاماكن المتسعة او المغلقة او المرتفعة , الخوف من قدرة الانسان من الاعتماد على نفسه , الخوف من المجهول .
* الوسواس القهري
هو : حالة مستمرة تجبر الفرد على التفكير والاعتقاد بطريقة معينة وتدفعه الى اداء سلوكيات نمطية معينة لا يستطيع مقاومتها .
امثله : غسل اليدين المستمر , تبديل الملابس باستمرار , تبديل منشفة السرير عدة مرات في اليوم .
* اضطرابات سيكوسوماتية
هو : امراض جسمية ناتجة عن اسباب نفسية
امثله : قرحة القولون , ارتفاع ضغط الدم , الصداع النصفي , حب الشباب , حساسية الجلد .
النوع الثاني : اضطرابات عقلية
وهي اضطرابات في الادراك تتمثل في وجود هذيان ( هلوسة ) تؤدي الى خلل في السلوك وتشوش في محتوى ومجرى التعبير عن التفكير , منها :
* الفصام
هو : مجموعة من الاعراض الذهانية تظهر على شكل نوبات متكررة واحيانا مستمرة .
امثلة : فقد الاحساس بالزمان والمكان , العزلة , الخجل , اضطراب التفكير , اضطراب الانفعال
* الاكتئاب الذهاني
هو : اضطراب عقلي قد يحدث بشكل مفاجئ , وقد يزحف تدريجيا من الاكتئاب البسيط الى الاكتئاب الحاد .
امثلة : صعوبة التركيز , توهم العلل الجسمية ,محاولات الانتحار
* ذهان الشيخوخة (الزهيمر )
هو : تناقص القوى العقلية للفرد بتقدم العمر , وبروز الاضطرابات الوجدانية والسلوكية , نتيجة عوامل كيميائية ونفسية واجتماعية .
امثلة : نسيان الحوادث القريبة والاشخاص , رواية احداث لم تقع , اين وضع الحاجات .
(2) المظاهر الايجابية
* التوافق الذاتي واستغلال القدرات
تكيف الانسان مع نفسه , ورضاه عنها من خلال التوفيق بين دوافعه والتحكم فيها وحسم صراعاتها بتوجيه جميع قواه الى تحقيق حاجاته , مع تقبل جوانب القوة او القصور واستغلال كافة قدراتها وطاقتها وامكانياتها , وعدم المبالغة في تقدير الذات وتضخيمها اكبر من قدرها او بخس حقها والاقلال من قدرها .
* التوافق الاجتماعي
تكيف الانسان مع الاخرين من خلال تقبلهم واحترامهم والتفاعل معهم واقامة علاقات اجتماعية سليمة
* الشعور بالسعادة
الاقبال على الحياة والاستمتاع والتفاؤل وتوقع الخير منها , وبذل الجهود للتغلب على مشكلات الحياة واحباطها
* الاتزان الانفعالي
التعبير عن الانفعال وعدم الكبت بحسب ما تقتضيه الضرورة وبشكل يتناسب مع المواقف
* المرونة
قدرة الفرد على ايجاد بدائل للسلوك الذي يفشل في الوصول به للهدف , فاذا ما تحقق الهدف انتهى الموقف بالنسبة له , اما اذا لم يتحقق فانه يجرب سلوكا اخر وهكذا .
رابعا : علامات الصحة النفسية :
مما لاشك فيه ان هناك مؤشرات تعطي ان الفرد يتمتع بصحة نفسية , وان تلك المؤشرات تختلف في حدتها من انسان لاخر وفقا لمعطيات خاصة , لكن لايختلف المختصون بان وجودها يعطي دلالات على تمتع صاحبها بصحة نفسية , ومن تلك العلامات او المؤشرات :
* القدرة على التعاون مع الاخرين
* القدرة على التحكم في الذات
* القدرة على الحب والثقة المتبادلة
* النضج الانفعالي
* القدرة على مواجهة الازمت العادية
* الشعور بالرضا والطمانينة
* القدرة على انشاء علاقات انسانية متوازنة
خامسا : معايير السواء :
السواء ( nomality ) لغة هو الاعتدال او العادية , وهي تعني الالتزام والمسايرة والانضباط , و السلوك السوي هو السلوك العادي اي المألوف والغالب على حياة الناس , والشخص السوي هو الشخص الذي يتطابق سلوكه مع سلوك الشخص العادي في تفكيره ومشاعره ونشاطه ويكون سعيدا ومتوافقا شخصيا وانفعاليا واجتماعيا , ويعتبر السلوك سويا و غير سوي حسب المعايير الاتية :
1) المعيار المثالي
الانسان السوي هو الشخص الكامل فالسواء هو المثالية او الكمال او ما يقاربها واللاسواء هو الانحراف عن المثل الاعلى او الكمال .
2) المعيار الذاتي
يتخذ الفرد من ذاته اطار يرجع اليه في الحكم على السلوك بالسوية واللاسوية , ومعياره في ذلك الاحساس الداخلي والخبرة الذاتية والثقة بالنفس .
3) المعيار الاجتماعي
هي العادات والتقاليج والقيم والاعراف وهي المرجع في الحكم
4) المعيار الاحصائي
يتخذ المتوسط او الشائع معيارا للسوية , وتكون اللاسوية هي الانحراف عن هذا المتوسط بالزائد او الناقص
5) المعيار الاسلامي
يتخذ من الدين الاسلامي المعيار والاساس للحكم على السلوك بالسوية , وعند المخالفة باللاسوية.
ملاحظات على السوية واللاسوية :
* انهما مفهومان لا يفهم احدهما الا بالرجوع الى الاخر .
* اختلاف المجتمعات والثقافات وعدم القدرة على قياس بعض السمات او السلوكيات دليل على صعوبة ايجاد معايير واحدة عامة يشترك فيها الناس.
"**" قد يصل الانسان الى السوية وفق المعايير السابقة لكنه من الصعب تحقيق الكمال والسوية في كل الخصائص السلوكية , فقد يتكيف مع الظروف في وقت ما ولا يستطيع ذلك في وقت اخر . |
|