الاستبيان

الاستبيان
أداة ستخدمها المشتغلون بالعلوم الاجتماعية على نطاق واسع للحصول على معلومات أو بيانات لإثبات صدق فرض أو رفضه, وقد تكون استمارة الاستبيان الوسيلة العلمية الوحيدة والميسرة لتعريض المستفتين لمثيرات مختارة ومرتبة بعناية بقصد جمع البيانات.

خطوات إعداد الاستمارة :
هناك عدة خطوات يجب مراعاتها قبل إعداد الاستمارة وهي :
1-تحديد نوع المعلومات التي يرغب الباحث في الحصول عليها:
حيث ينبغي تحديد الإطار العام لموضوع البحث ومن الضروري أن يتضمن هذا الإطار جميع النقاط الرئيسية والنوعية التي يشتمل عليها البحث, كما يتضمن تسلسلها بطريقة منطقية, كما يجب تحديد الأبواب والموضوعات التي يتضمنها البحث ثم تحديد قائمة الموضوعات التي تدخل تحت كل باب, كذلك عليه أن يقوم بتحديد عدد الأسئلة اللازمة لكل موضوع, ومن المفضل أن يكون عدد الأسئلة متساوية بالنسبة لكل ميدان أو موضوع, إلا إذا اقتضت طبيعة الدراسة التركيز على موضوع دون آخر, كما يفضل أن يعطي كل ميدان أو موضوع رقماً متسلسلاً وأن تعطي الأسئلة تحت كل ميدان أرقاماً متسلسلة أيضاً.

2-تحديد شكل الأسئلة وصياغتها وتسلسلها.
هناك نوعان من الأسئلة: أحدهما يطلق عليه اسم الأسئلة المفتوحة (غير المقيدة) والثاني يطلق عليه اسم الأسئلة المقيدة أو المحددة, ولكل منهما عيوبه ومزاياه, وحالات معينة تستعمل فيها.
وتستخدم الأسئلة المفتوحة إذ كان الميدان جديدا, كما أنها تسمح المستفتين بالإجابة الحرة الكاملة في عباراتهم الخاصة بدلا من أن يجبرهم الباحث على الاختيار من إجابات محددة تحديداً قاطعاً, إذا يعطيهم الفرصة الكاملة لكي يكشفوا عن دوافعهم واتجاهاتهم وهناك عيوب للأسئلة المفتوحة منها إن المفحوصين عندما يجيبون على أسئلة عامة وليست لديهم مؤشرات توجه تفكيرهم فقد يحذفون من غير قصد منهم معلومات هامة أو يفشلون في تدوير تفاصيل كاملة وكافية, وإذا لم يكن المفحوصون متعلمين تعليما عاليا فقد لا يمكنهم تقديم بيانات مفيدة, وإذا كانوا قادرين على تقديم ثروة من البيانات فقد تخلق إجاباتهم المعقدة والمتعددة والمفصلة كثيراً من المشكلات, إذ تصبح عمليات تصنيف البيانات وتبويبها وتلخيصها عسيرة جداً وتستنفذ الكثير من الوقت كما يصعب على الباحث إحصائها.
أما الاسئله المقيدة فهي التي يطلب فيها الاستجابة بأحد المتغيرات المحددة مثل نعم أو لا أو يضع علامة أو دائرة أو خطا تحت بند أو أكثر من قائمه الإجابات أو يرتب مجموعة من العبارات وفق أهميتها وأحيانا يتطلب منه أن يكتب عبارات مختصرها يفرع لها في الاستمارة سطورا محدده وتسمى هذه الاسئله في بعض الأحيان بالاسئله الانتخابية لأنه يطلب منه إن يختار إجابة واحده من عده إجابات, ومن اليسر تطبيق الاستفتاءات المقيدة وملؤها إذ تساعد في الاحتفاظ بذهن المستفتين مرتبطاُ بالموضوع حيث يتفادى الاستطرادات التي لا مبرر لها والتي تستند إلى تداعيات سطحية كما إنها توفر الكثير من الوقت والجهد, كما إنها تيسر عملية تسجيل الإجابات وعملية التحليل الإحصائي ومن ناحية أخرى فإن هذه الاسئله لها عيوب ومنها إن تجبرهم على إعطاء إجابات لا تعبر عن أفكارهم تعبيرا دقيقاً أو توضع الاختبارات في نظام يشجع المستفتين على أن يجيب وفقاً لرغبات الباحث ويمكن التغلب على نقطه الضعف هذه عن طريق توزيع الإجابات توزيعا عشوائيا ويمكن معالجة النقطة السابقة عن طريق وضع اختبارات مثل نعم لا خاطئ صحيح لا ادري لا رأي لي.
ويحاول البعض الجمع بين مزايا هذين النوعين فيصممون الاستمارات بحيث تجمع بين الاسئله المقيدة والمفتوحة عن طريقه أضافه بند ( غير ذلك حدد ) أو يصمم الاستمارة بحيث تكون الاسئله المفتوحة تم تقيد في الحالات التي يتوقعون فيها احتمال بعدم الإجابة عن المطلوب.

الاسئله من حيث الصياغة والمضمون
هناك قواعد معينة يجدر بالباحث مراعاتها بشان صياغة الأسئلة ومنها:
1-يجب أن تكون لغة السؤال سهلة وبسيطة ومتماشية مع مستوى ثقافة المبحوثين فالاستمارة الموجهة للمبحوثين المثقفين تختلف لغتها وإبعادها عن الاستمارة الموجهة للفلاحين والعمال ويمكن استخدام اللغة العربية البسيطة أو العامية.
2-يجب ألا تشمل الاسئله على أحداث شخصية أو محرجة إلا إذا اقتضى البحث السؤال عن الجوانب الشخصية ويجب أن يتمكن الباحث من شرح الهدف من هذه الاسئله للمستفتين كما يجب إعطاء ضمانات كافية بان هذه البيانات ستظل سرية.
3-يجب صياغة الأسئلة بطريقة لا توحي بإجابة معينه فلا نقول: أظنك موافق على كذا بل ما رأيك في كذا فأسلوب السؤال له تأثير كبير على النتائج التي يحصل عليها الباحث وقد وجد بعض من الباحثين أن الإجابات التي يحصل عليها تختلف باختلاف النمط الذي يوضع فيه السؤال لذلك من الضروري مراعاة الدقة التامة في صياغة الاسئله.
4-يجب الابتعاد عن الاسئله المزدوجة فلا نسال هل أنت طالب أو موظف. ويجب أن يسال عن كل بند من البنود بسؤال منفصلاً.
5-عند السؤال عن شيء يمكن قياسه فيجب الابتعاد عن الاسئله الكيفية كلما أمكن استخدام مقاييس كمية فلا نسال عن الوقت الذي يستغرقه في الوصول إلى العمل بأنه طويل أو قصير بل نسال عن الوقت بالساعات أو الدقائق ولا نسال عن الحرارة إذا كانت مرتفعة أو منخفضة بل نسال عن درجات الحرارة بدقة.
6-ينبغي ألا تتطلب الاسئله من المبحوث تفكيرا عميقا أو إجراء عمليات حسابية معقدة فليس من المعقول أن نطلب منه توزيع الميزانية على بنود المأكل والمسكن والملبس والمصروفات الطارئة لان هذا يستغرق منه وقتا طويلا للإجابة.
7-يجب أن يحدد الباحث نوع الإجابة المطلوبة من المبحوث هل المطلوب منه وضع علاقة معينة أو الإجابة بكلمة أو ترك فراغ.
8-يجب أن توجه أسئلة مساعدة أو قائمة تستغرق الاختبارات المتنوعة للإجابة وتتضمن إجابات لا ادري أو الإجابات الهروبية الأخرى.
9-يجب صياغة بعض الاسئله بأكثر من صيغة للتأكد من صحة الإجابة أو الاسئله التي تكشف عن الإجابات الغامضة ويعرف هذا النوع من الاسئله بأسئلة المراجعة.
10-من المفروض أن يكون الباحث متأكدا من أن المبحوثين لديهم الإمكانية ويملكون المعلومات الضرورية للإجابة فلا نسال أشخاص عن معلومات أو موضوعات لا ترتبط بهم أو لا تتعلق بحقل عملهم أو تخصصهم.

تسلسل الأسئلة
على الباحث أن يكون متأكداً من تتابع الأسئلة تتابعا سيكولوجيا ومنطقيا بحيث تسبق الأسئلة البسيطة المحايدة الأسئلة الصعبة المعقدة وان يكون هناك انتقال سلس بين كل مجموعة من الاسئله إلى المجموعة التي تليها كما يجب أن يكون تسلسل الاسئله وتتابعها متماشيا مع تدرج العلاقة الودية بين الباحث والمبحوث ولاسيما في موقف المقابلة.

اختبار الاستمارة قبل تعميم تطبيقها على المبحوثين
قبل توزيع الاستمارة على جميع المبحوثين يستحسن إن توزع على مجموعة من الإفراد بحيث تكون هذه المجموعة ممثله لخواص وصفات المجتمع الأصلي وذلك للوقوف على:
1-مدى استجابة المبحوثين لموضوع البحث وأسئلة الاستمارة.
2-تحديد الزمن اللازم لتعبئة الاستمارة.
3-معرفة صعوبات اللغة التي وردت في الاستمارة أو الاصطلاحات غير المفهومة لتجنبها أو تبسيطها أو شرحها.
4-لمعرفة الأثر الذي يتركه تتابع الأسئلة بحيث يؤجل السؤال المحرج الذي يثير ضيقاً إلى أجزاء أخرى من الاستمارة.
5-إذا تكررت إجابات مثل لا ادري أو غير متأكد فان السؤال يحتاج إلى بعض التعديل لتجنب مثل هذه الإجابات الهروبية.
6-إذا كانت الإجابات غير مطابقة للسؤال فربما كان السؤال غير مفهوم بحيث فهم المبحوثين شيئا آخر غير المقصود بالسؤال.
7-إذا امتنع كثيرون عن الإجابة فربما كان هذا دلالة على عدم نجاح صياغة السؤال لذلك على الباحث أن يجري التعديلات المناسبة على صيغة السؤال وان يعيد تجربة السؤال من جديد.

إعداد الاستمارة في صورتها النهائية
بعد أن ينتهي الباحث من تجربة الاستمارة وإجراء التعديلات اللازمة عليها وإعادة تجربتها من جديد إذا كانت التعديلات كبيرة وكثيرة وأساسية فان عليه أن يضعها في صورتها النهائية بحيث تكون مثيره لاهتمام المبحوثين وكي تكون الاستمارة مناسبة وجيدة بحيث أن يراعي الباحث:
1-أن يكون جمع الاستمارة مناسباً ونوع الورق جيدا صالحا للكتابة عليه كما يجب أن يكون حجم الاستمارات متساويا كما يجب أن تكون الكتابة والحبر واضحاً.
2-يفضل أن تكون الاستمارة على شكل كراسة إذا كانت مكونة من عدة صفحات.
3-يجب طبع الاستمارة على واحد فقط لتسهل قراءتها ويجب ألا يكتب أكثر من سؤال واحد على كل سطر.
4-يجب أن تقسم الأسئلة إلى مجموعات بحيث يكون لكل مجموعة عنواناً واضحاً ومتميزاً كما يجب إعطاء الأسئلة أرقاما متسلسلة وفي حاله استخدام الآلات الإحصائية يحب وضع دليل رقمي لإجابات كل سؤال.
5-يجب تخصيص مكان معين للبيانات الأولية الاسم والعنوان والحالة الاجتماعية وعدد الأبناء وفي الغالب تكون هذه البيانات في مطلع الاستمارة وان كان البعض يفضل أن تأتي في نهايتها وبعد أن يكون الباحث قد أجاب على الأسئلة بحرية وصراحة ووضوح.
6-إذا استعمل الاستبيان البريدي فيجب أن يرفق بالاستمارة خطاب موجة إلى المبحوث يحدد فيه الباحث عنوان البحث واسم الهيئة المشرفة علية والغرض منه مع الإشارة إلى ضرورة تعبئة الاستمارة وإرسالها إلى الهيئة المشرفة على العنوان الموضح والتوعد بسرية البيانات.
7-يجب توضيح المصطلحات الواردة أو المستخدمة في الاستمارة وبيان معناها ليفهم من الأسئلة ما يقصد إليه الباحث ويحب أن توضح في شكل قائمة المصطلحات وان ترفق بالاستمارة.

طرق تقديم الاستبيان
1-طريقة الاتصال المباشر : تقديم الاستمارة في هذه الحالة عن طريق المواجهة بين الباحث والمبحوث ويستطيع الباحث أن يشرح هدف البحث ومغزاه وان يوضح بعض النقاط وان يجيب على الأسئلة التي توجه إليه كما يستطيع أن يثير دوافع المبحوثين للإجابة وان يتغلب على حالات الاستجابة الصعبة أو رفض الإجابة غير إن إحضار مجموعة من المبحوثين للإجابة على أسئلة الاستبيان قد تكون متعذرة إذا كان عددهم كبيرا والأماكن التي يقيمون فيها متباعدة وفي هذه الحالة على الباحث مقابلة الأعضاء فردياً وقد تكون هذه الطريقة باهظة التكاليف مما يتطلب إرسال الاستمارة بواسطة البريد.
2-طريقة الاستفتاءات البريدية ويمكن أن تصل الاستفتاءات البريدية كثيراً من الناس في مناطق واسعة ومنتشرة بسرعة وسهولة وتكاليف قليلة, ولكن الردود لا تعود بسرعة واجده, كما أن بعضها لا يعود أبدا, ويمكن أن تؤدي الردود الجزئية إلى تحيز يجعل البيانات لا فائدة منها, خاصة إذا كان الذين لم يرسلوا الاستمارات اقل تعليما أو اقل اهتماما بموضوع البحث فان آراءهم قد لا تكون هي نفس آراء الذين أجابوا على الأسئلة ومن ثم فإن هذه البيانات قد تغير من نتائج الدراسة تغييرا جوهرياً وبذلك تكون العينة غير ممثلة كما أن الباحث لا يستطيع أن يشرح أهداف الاستبيان أو أن يوضح بعض الأسئلة الواردة فيها, ولكن على الرغم من عيوب الاستفتاءات البريدية وزيادة نسبة الردود تتوقف على :
أ‌-الهيئة المشرفة على البحث وما تتمتع به من نفوذ.
ب‌-مادة البحث وأهميتها.
ت‌-نوع المجتمع والمستوى العلمي لأفراده.

مزايا الاستبيان
1-يستفاد من الاستبيان إذا كان أفراد البحث منتشرين في أماكن متفرقة.
2-يتميز بقلة التكاليف والجهد خاصة إذا نشر على صفحات الجرائد أو حتى عن طريق إرساله بالبريد أو الانترنت.
3-يعطي الاستبيان فرصة كافية لأفراد البحث للإجابة على الأسئلة بدقة.
4-يسمح الاستبيان البريدي للأفراد بكتابة البيانات في الأوقات التي يجدونها مناسبة.
5-يحتفظ بالتسلسل المنطقي للأسئلة بحيث ينتقل المبحوث من سؤال إلى آخر يليه.
6-تتوفر للاستبيان ظروف التقنين وذلك للتقنين في الألفاظ وترتيب الأسئلة وصياغتها.
7-يساعد الاستبيان في الحصول على بيانات حساسة أو محرجة.
8-لا يحتاج الاستبيان إلى عدد كبير من جامعي البيانات.

عيوب الاستبيان
1-يعتمد على القدرة اللفظية ولا يصلح في حالة المجتمعات الأمية.
2-تتطلب استمارة الاستبيان عناية فائقة في الصياغة والوضوح والبساطة والسهولة.
3-لا يصلح الاستبيان إذا كان عدد الأسئلة كبير لان ذلك يردي إلى إهمال المبحوثين للإجابة.
4-تقبل الإجابات على أسئلة الاستمارة على أنها نهائية لصعوبة العودة إلى المبحوث وخاصة إذا لم يذكر اسمه أو إذا كان يقيم في مكان بعيد يتعذر الوصول إليه.
5-لا يصلح الاستبيان في دراسة الاتجاهات والآراء والدوافع الشخصية لأن المبحوث قد يتناقش مع غيره ويتأثر لوجهة نظرهم.
6-يستطيع المبحوث أن يطلع على الأسئلة اللاحقة فيربط بين إجاباته وأسئلة المتابعة أو الأسئلة الضابطة فلا يتحقق الغرض الذي وضعت لأجله هذه الأسئلة.
7-في الغالب يكون العائد من استمارات الاستبيان قليلاً ولا يمثل المجتمع تمثيلاً صحيحاً.

ellmasder

http://www.social-team.com/forum/archive/index.php/t-1465.html