zinab نائبة المديرVice Administrator
عدد المساهمات : 4698 نقاط : 7895 تاريخ التسجيل : 20/01/2008
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: إسرائيل” لن تنتصر في أي حرب السبت مايو 09, 2009 6:58 pm | |
| إسرائيل” لن تنتصر في أي حرب
“إن دولة إسرائيل مع الإجلال كله لقوتنا وللقنابل الذرية التي نملكها لم تعد قادرة على الانتصار في أي حرب، وليس من المهم البتة أي حرب ستكون وفي مواجهة من ستتم”.
بهذه الحقيقة كان الكاتب “الإسرائيلي” “كوبي نيف” في صحيفة معاريف يصدم الرأي العام “الإسرائيلي” قبل أسابيع قليلة من بدء مجزرة غزة، “إسرائيل” عند “نيف” ومنذ حرب الأيام الستة لم تنتصر في أي حرب لأن النصر في الحرب لا يعني أننا دمرنا وقتلنا منهم أكثر مما دمروا منا فليس في الحرب كرة قدم، النصر في الحرب يعني تحصيل الأهداف التي أقمناها لأنفسنا ساعة نشوبها.
هل كان الرجل يقرأ الطالع؟ بالمطلق لا، لكنه استطاع أن يرصد وبدقة حال ومآل ما تحقق ل “إسرائيل” من أهداف حتى الساعة.. ماذا عن ذلك؟
في منتصف شهر مايو/أيار الماضي وفي غمرة احتفالات “إسرائيل” بالذكرى الستين لتأسيسها كان نحو 100 شخصية أكاديمية بريطانية يهودية توقع على عريضة وتنشرها صحيفة الجارديان البريطانية يدعون فيها إلى مقاطعة احتفالات قيام “إسرائيل”.. لماذا؟ لأن “إسرائيل” باتت “دولة قائمة على الإرهاب”. وفي مواجهة الاتهام باللاسامية قال الباحث البروفيسور اليهودي “حاييم براشيت”: “إن الإرهاب الحقيقي هو أن “إسرائيل” تفرض على الفلسطينيين منذ 40 عاما إرهاب دولة قوية، إننا ندفع بالفلسطينيين إلى الزاوية التي ليس فيها لهم أي مجال للخيار سوى الانتحار”.
أما الحاخام اليهودي “يسرول ويس” من جماعة اليهود المتحدين ضد الصهيونية فيرى “أن “إسرائيل” أفسدت كل شيء على الناس جميعا، اليهود منهم وغير اليهود، إذ حولت الصهيونية الديانة اليهودية من دين روحي إلى شيء مادي ذي هدف قومي للحصول على قطعة أرض”.
واعتبر “أن هذه الحرب الدائرة مع الفلسطينيين خاصة أو مع العرب عامة ليست دينية، بل دنيوية.
ونمضي مع “إيلان بابي” الأكاديمي “الإسرائيلي” المنبوذ في بلده والذي اضطر للاستقالة كمحاضر رئيسي للعلوم السياسية بجامعة حيفا ومغادرة “إسرائيل” بسبب دعوته لمقاطعة الجامعات “الإسرائيلية” وتأكيداته بأن “إسرائيل” مارست التطهير العرقي ضد العرب وتأييده لمقاومة حماس وإن لم يكن لتوجهها السياسي.
يقول “إيلان بابي” في الرد على تساؤل حول ما إذا كان النزاع العربي “الإسرائيلي” يجتاز الآن أسوأ مراحله “إنني لا أزال أعتقد أن أسوأ لحظة كانت عام 1948 وقت عمليات التطهير العرقي ومع ذلك فإن المرحلة الراهنة سيئة جدا، إنها المراحل الأخيرة لمساعي “إسرائيل” الأحادية لتقسيم الضفة الغربية إلى جزأين واحد يلحق ب “إسرائيل” والآخر يصبح معسكر اعتقال كبير. ويصف الوضع في غزة بأنه أسوأ مما كان قائما في جنوب إفريقيا ولأنه بسبب مقاومة الفلسطينيين لحالة السجن هذه تشن “إسرائيل” سياسة قتل جماعي متصاعدة ويبدو العالم غير مبال والعرب غير مكترثين لما يحدث من مذابح هناك”.
ولعل الأهداف التي يتحدث عنها “كوبي نيف” في معاريف باتت تمتد إلى إشكالية شديدة المرارة للدولة العبرية متمثلة في قيام شكوك حول وجود “إسرائيل” ذاتها، والعهدة هنا على الفيلسوف والمحلل النفسي “الإسرائيلي” “كارلو شترنغلر” المحاضر في قسم علم النفس في جامعة تل أبيب.. ما الذي يضيفه لهذه الثلة الفكرية؟ يقول:
“في أعماقنا جميعا نعرف أن التسبب بالألم للفلسطينيين بسبب المستوطنات لا يمتلك أي تبرير أخلاقي وبالرغم من ذلك نسمح لذلك أن يحدث ونحاول تهدئة ضمائرنا من خلال القول إنه لا يوجد شريك في الطرف الآخر وأن الحواجز ضرورية لمنع العلميات الإرهابية.. لكن هناك طريقاً واحداً فقط لوضع حد لحالة اللاارتياح الجماعية والخوف من أن تكون “إسرائيل” معمرة فوق رمال متحركة وهو إعادة الأساس الأخلاقي الذي قمنا عليه.. الشلل سينتهي عندما تصبح ل “إسرائيل” قوة إرادة سياسية للقول للمستوطنين”، “نحن نفهم ألمكم وغضبكم، إلا أننا ارتكبنا خطأ جسيما عندما أرسلناكم إلى الضفة، البقاء الأخلاقي والسياسي “الإسرائيلي” يعتمد على عودتكم إلى البيت”.. لكن من يملك سلطة عدم إرسال جنود جيش الاحتلال على الطرقات ليجبروا الفلسطينيات على فقد حملهن على الحواجز؟
ما يجري في غزة يجعلنا نلجأ إلى مقاربة تاريخية صادقة، ففي ستة أيام من العام 1967 استولت “إسرائيل” على سيناء بأكملها وهضبة الجولان والضفة الغربية وغزة، ويومها لم تكن تملك قنابل الأنفاق والأعماق من طراز GBU ولا طائرات F16 ولا دبابات الميركافا واليوم تمضي الأسابيع وهي عاجزة عن إخضاع المقاومة في غزة.. هل صدق “كوبي نيف” إلى هذه الدرجة؟
يجيب “الوف بن” من هاآرتس: يجب أن نخرج من غزة قبل أن نتورط في حرب استنزاف. نعم باتت غزة تمثل للجيش الذي لا يقهر موقع وموضع اختبار لحرب استنزاف قائمة وليست قادمة، النبوءة إذن صحيحة والحقيقة باتت معروفة من قبل التيارات النخبوية “الإسرائيلية” لأنهم اكبر من حدود الكيان الصهيوني ولأنهم جزء من ثقافة أكبر من ثقافة تخاريف التوراة، وليسوا جميعا صيغة ثقافة الصهيونية وفي مقدمة هؤلاء المؤرخ الإسرائيلي “زئيف شترنهال” الذي حاولت القوى اليمينية “الإسرائيلية” اغتياله أخيراً لإسكات صوته المنادي في برية التيه “الإسرائيلي” الستيني “إنه ما لم توضع نهاية للاحتلال “الإسرائيلي” للأراضي الفلسطينية فسيضع هذا الاحتلال نهاية لدولة اليهود”.
هل لهذا يؤكد ألوف بن أنه على أولمرت أن يسارع إلى الخروج من غزة قبل أن يحل محل النشوة البراقة خمار مؤلم؟.
وهل بقي مجال بعد للحديث عن السلام الآتي من بعيد؟
ترى “أوريت دغاني” الكاتبة “الإسرائيلية” في مقال لها بصحيفة معاريف أن “الإسرائيليين” يندفعون للحرب لأنهم يكرهون السلام، ويعتبرون أن القوة هي الخيار الوحيد لتحقيق الأهداف ليس فقط هذا بل إن “الحروب تجري في عروقنا مجرى الدم”، وتتساءل إن كنا محبين للسلام فلماذا نختار الحرب؟
لأن “إسرائيل” وعلى حد تعبير ليفي أشكول عام 1967 قررت أن تعيش بحد السيف والسيف وحده وتناست أن من يعيش بالسيف فبالسيف يموت كما قال الناصري قبل مئات السنين من ترديد شكسبير لذات التعبير.
| |
|