ثالثاً : الاتجاهات الحديثة لتدريس الرياضيات للطلاب المتخلفين عقليا
يذكر يوسف الشيخ و عبد السلام عبد الغفار (25 : 286-290) أن منهج الحساب للمتخلفين عقليا يختلف عن منهج الحساب للطلاب العاديين لما يلي :
أ- أن منهج الرياضيات للأطفال العاديين يرتبط بما يسبقه وما يليه من منهج آى أن الخبرة متصلة، أما في مجال التربية الفكرية ، فإن الطفل لا يستطيع أن يصل تحصيله إلي مستوي تحصيلي يؤهله لتعلم الجبر و الهندسة ، لأن أقصي عمر عقلي يصل إليه الطفل يقدر بـ 11 سنة أى ما يوازي الصف الخامس ، وهذا لا يؤهله لدراسة مثل هذه الرياضيات .
ب- أن الأطفال المتخلفين عقليا يعانون من صعوبات في الحساب تختلف عن تلك التي يعاني منها الأسوياء الذين يدرسون نفس الصف الدراسي ولديهم نفس العمر العقلي وأبرز تلك الاختلافات هي :
- انخفاض حصيلتهم اللغوية .
- انخفاض قدرتهم علي التعميم والتمييز .
- شيوع استخدام الأصابع وغيرها من العادات غير الناضجة في حل المسائل الحسابية .
- انخفاض مستواهم عن زملائهم العاديين في حل المسائل اللفظية .
- انخفاض مستوي انتقال اثر التدريب .
- صعوبة إدراك الفروق بين قيم الأعداد المختلفة .
- صعوبة إجراء عمليات الضرب والقسمة .
- صعوبة إدراك مفهوم الوقت .
وهذا يعني ضرورة بناء منهج يراعي حاجات واستعداد تلك الشريحة من الأطفال .
وقد أكدت كثير من الدراسات ( 13 : 50-51) علي أهمية العمر العقلي كمتغير رئيسي في تعلم المفاهيم الحسابية ، فقد وجدت علاقة ارتباطية موجبة بين نسبة الذكاء والقدرة علي حل الأعمال الحسابية ، وكذلك توصل ستيرن و بروكوسكي 1969م إلي أن العمر العقلي أكثر ارتباطاً بنمو وتطور المفاهيم الحسابية للفرد من العمر الزمني أو نسبة الذكاء .
ويعرض صالح هارون 2001م النصائح التالية( 13 :64) لمعلم التربية الفكرية :
- ان ينتبه المعلم لسلوكيات الطلاب المرغوبة ويتخذ منها مثالاً يحتذي به بالنسبة لباقي الطلاب .
- أن يستخدم المعلم نماذج ذات كفاءة ومكانة ، إذ أن الطلاب المتخلفين عقلياً يكون لديهم الرغبة في تقليد أقرانهم العاديين ، لما لهم من مكانة اجتماعية عالية وقدرة علي الأداء .
- استخدام نماذج متعددة مما يساعد الطلاب علي التعميم .
- الاستعانة بالوسائل السمعية البصرية مثل أشرطة الفيديو لاهتمام الطلاب المتخلفين عقلياً بذلك .
- أن يكون المعلم قدوة .
- عدم تجاهل السلوك السيئ بل تقويمه .
كما يشير هارون للتعلم البرنامجي كنتاج للنظرية السلوكية .
ويعرض سعيد العزه 2001م (9 :115-128) الاتجاهات التالية علي أنها اتجاهات حديثة في تدريس الطلاب المتخلفين عقلياً وهي :
أ- نموذج تحليل العمليات : وينطلق هذا النموذج من فلسفة مفادها أن المشكلات الأكاديمية والسلوكية ناجمة عن اضطرابات داخلية لدي الطفل لذلك يجب أن تكون البرامج التربوية تصحيحية أو تعويضية ويجب أن تنصب علي معالجة الاضطرابات لديه ولا يهتم هذا الاتجاه بمعالجة أداء الطفل وإنما بمعالجة أسباب الاضطراب .
ب- نموذج المهارات : وهو نموذج يركز علي تحليل أنماط الاستجابة الظاهرة غير المناسبة ، ويعتبر هذا الاتجاه أن أداء الطالب هو المشكلة وليس الاضطراب ، لذلك فأنصار هذا الاتجاه يميلون لاستخدام الأساليب التدريسية التالية :
- تحليل التعريفات الإجرائية الدقيقة للمشكلة التعليمية التي يجب تعديلها .
- تحليل المهارات .
- التدريس المباشر والمتكرر .
- التقييم المباشر والمتكرر لمستوي تحسن الطالب .
ويضيف أن المعلم يمكنه استثارة دافعية الطالب المتخلف عقلياً كما يلي :
- استخدام التعزيز بشكل فعال .
- زيادة خبرات النجاح وتقليل خبرات الفشل .
- تحديد الأهداف التعليمية .
- تجزئة المهمات التعليمية وتبسيطها .
- إشراك الطالب في اتخاذ القرارات .
- توفير المناخ التعليمي المناسب .
- التعبير عن الثقة بالطالب .
- مراعاة الفروق الفردية .
- التعامل مع القلق بشكل مناسب .
- التغذية الراجعة .
- مساعدة الطالب علي تطوير مفهوم إيجابي عن الذات .
- تطوير الأهل لاتجاهات واقعية نحو الطفل .
- مساعدة الطالب علي تحمل المسئولية .
- تقويم المعلم لذاته ولطرق تدريسه .
وفيما يلي بعض الدراسات التي أجريت علي الطلاب المتخلفين عقلياً :
دراسة بودل Podell وآخرين 1992م (89 :200 -205):
وقام بودل وأخران (Podell & others,1992) بدراسة هدفت إلى برمجة المهارات الرياضية بالكمبيوتر ومقارنة أثر استخدام الكمبيوتر CAI والطريقة التقليدية التي تستخدم الورقة والقلم في تحسين المهارات الأساسية في الجمع والطرح لشريحة من الطلاب لديهم ضعف عقلي خفيف ، وتكونت العينة من 52 طالباً وطالبة من طلاب المرحلة الابتدائية قسموا لمجموعتين ، وتم مقارنة الدقة والوقت بين المجموعتين ولم تجد الدراسة فرقًا في الدقة بين المجموعتين ولكن مجموعة الكمبيوتر استغرقت وقتًا أقل ، واحتاجت مجموعة الكمبيوتر لمحاولات أكثر من المجموعة التقليدية ، واستخلصت الدراسة أن أسلوب استخدام الكمبيوتر أكثر فاعلية في تحسين المهارات الأساسية في الجمع والطرح من الطريقة التقليدية وأن الطلاب ذوي الإعاقة الخفيفة يحتاجون لقدر كبير من التدريب أكثر من أقرانهم العاديين .
دراسة جونز Jones 2000م ( 71: 565-566).
هدفت الدراسة إلي لمقارنة أثر طريقتين في خوارزميات حل مشكلات المعادلات الخطية لطلاب وطالبات لديهم ضعف عقلي بسيط ، وتلقي الطلاب تعلمًا حول خوارزميات حل مشكلات المعادلات الخطية ، وطبقت الدراسة علي مجموعة من طلاب المدرسة العالية صنفوا علي أن لديهم ضعفًا عقليًا بسيطاً ، وأشارت النتائج إلي أن الطالبات اللاتي درسن بطريقة المعالجة اليدوية حققن نتائج جيدة ، وأن الطلاب الذين درسوا بالطريقتين تحسن مستواهم .
ويقول بتلر وآخرون Butler, (40 : 20-31 ) (Butler& Others,2001) تحليل أدبيات الأبحاث التي أجريت في الفترة من م1989 إلي 1998م في مجال تدريس الرياضيات للطلاب الذين لديهم إعاقة عقلية خفيفة – وإعاقة عقلية معتدلة ، وجد تحولا من التأكيد علي المهارات الأساسية إلي الحسابات وحل المشكلات ، وأن التعلم بالقرين والتدريس المباشر يحسن المهارات الرياضية ، كما أن الطلاب المتخلفين عقلياً تعلموا استخدام الاستراتيجيات المعرفية بنجاح ، وأوصت الدراسة بمزيد من البحث.
ويمكن تلخيص ذلك فيما يلي :
- أن الطلاب المعاقين عقليا يدرسون مقررات تتناسب مع عمرهم العقلي .
- يوجد تأكيد علي التعلم بحل المشكلات .
- الاستعانة بالعرض السمعي و البصري .
- طريقة العرض المباشر .
- استخدام الكمبيوتر.
- التعليم بالقرين – تعلم تعاوني.