MARWA ELBAHI الوسام الذهبي
الابراج :
عدد المساهمات : 789 تاريخ الميلاد : 10/06/1985 العمر : 39 نقاط : 1087 تاريخ التسجيل : 19/10/2008
| موضوع: الصحة النفسية.. توافق قـوة الروح مع قـوة الجسـد..! الأحد أبريل 05, 2009 6:22 pm | |
| الصحة النفسية.. توافق قـوة الروح مع قـوة الجسـد..!
يستند الدين الإسلامي الحنيف في عملية بناء الفرد على أسلوب علمي يتمثل في الحرص الشديد على توحيد القوتين الكبيرتين في الإنسان ،قوة الروح ، وقوة الجسد، ليعملا معًا لمصلحة الفرد ، ولمصلحة الجماعة، تفاديًا للازدواجية التي تعمل في أغلب الأحيان على تقوية أحد الجانبين على حساب الجانب الآخر، الأمر الذي يعود بأسوأ النتائج على الفرد ، وعلى المجتمع ، وتصيب إحدى هاتين القوتين بالشلل ، أو توجهها لغير الوجهة السليمة التي كان يجب أن تتجه إليها . واذا نظرنا للديانات أو المذاهب الأخرى ،التي عرفتها البشرية خلال مسيرتها الطويلة،نجد أنها لم تول الاهتمام بالفرد، كما فعل الإسلام، فقد حرص الإسلام على أن يحمل راية التوجيه، والرعاية والعناية بأبنائه ، كما حرص على أن يكونوا في أرفع المستويات الإنسانية ، من حيث ،صحة الجسد ،وسلامة العقل ، وطهارة الروح ، وأن يمثلوا في مختلف أطوار حياتهم الإنسان الحق ، الإنسان الجدير بحمل هذا الاسم ، والجدير بحمل الأمانة التي وضعها الخالق سبحانه وتعالى على عاتقه ، حينما استخلفه على الأرض . وترتبط الصحة النفسية ارتباطا وثيقا بقدرة الفرد على التوافق مع نفسه ، ومع المجتمع الذي يعيش فيه ، وهذا يؤدي إلى التمتع بحياة هادئة سوية ، مليئة بالحماس، وخالية من اليأس والاضطراب . وهذا يعني أن يرضى الفرد عن نفسه، وأن يتقبل ذلك ، كما يتقبل الآخرون ، فلا يظهر منه ما يدل على عدم التوافق الاجتماعي ، كما أنه لا يسلك سلوكًا شاذًا ، بل يسلك سلوكًا اجتماعيًا معقولاً ، يتسم بالاتزان ، ويتصف بالإيجابية ، والقدرة على مواجهة المواقف ،ومجابهة المشاكل التي تقابل الفرد،في مختلف نواحي حياته .وعليه فان فالصحة النفسية لا تعطى للفرد،ولكنه يكتسبها بجده واجتهاده ، فكل فرد بالغ عاقل هو المسؤول الأول عن صحته النفسية ،ومسؤول عن نموها وزيادتها باستمرار.فالصحة النفسية لها مظاهر سلوكية تبدو واضحة في تصرفات الأفراد الذين يتمتعون بالصحة النفسية السليمة،واهم مظاهرها تنحصرفي، الإرادة الذاتية، فعندما يجعل الإنسان صلته بالخالق سبحانه وتعالى سندًا دائمًا ، ووكيلاً ، ومعينًا ومرجعًا ،فإن هذه الصلة تجعله على الرغم من ضعفه أمام بعض ميوله الجامحة ، ورغباته الطائشة ، يستخدم عقله ، وإرادته في الضبط الذاتي . والإرادة الإنسانية تعني ميل الفرد إلى العمل ،وهي بذلك تدخل تحت حيز النزوع ، ومن الخطأ الشائع بين الذين كتبوا في علم النفس قديمًا أنهم حصروا النزوع في الإرادة ، حيث قالوا، إن الظواهر النفسية هي عبارة عن :" إدراك ، ووجدان ، ونزوع وإرادة . ولكن الأمر ليس كذلك ، إذ ان هناك نوعا من السلوك ينزع إليه الفرد بالفطرة ، وهناك طائفة أخرى من الأعمال ينزع الأفراد إلى أدائها عن طريق العادة ، وهناك مجموعة من الأشياء يفعلها الفرد مستجيبًا إلى الميل الوجداني في داخله ، فالنزوع إذن نزوع فطري ، أي غريزي .. أو نزوع عادي ، أو نزوع إرادي والعمل الإرادي الكامل المتكامل يسير في أربع خطوات وهي : الشعور بالغرض ، والروية ، والعزم ، والتنفيذ . وأن الفرد الذي يتمتع بالصحة النفسية عادة ما يكون له إرادة ، وهذه الإرادة التي يستمدها من الإيمان بالحق سبحانه وتعالى، هي صمام الأمان لكل سلوك أو انفعال .وكذلك في فهم الـذا ت ومعرفة خباياها،حيث تعد قدرة الفرد على فهم نفسه ومعرفتها من المظاهر الأساسية للصحة النفسية ، فالفرد المستقر نفسيًا غالبًا ما يكون لديه القدرة على فهم ذاته ومعرفتها ، ويكون هذا الفرد مدركًا لنواحي القوة والضعف في نفسه . فالإسلام حث الإنسان على التفكير ، فطلب منه أن يفكر في نفسه ،وفي عجيب خلقه ،ودقة تكوينه ،وهو بذلك يدفع الناس إلى دراسة النفس ، ومعرفة أسرارها ، حتى يمكنهم من أن يعرفوا قدرة الخالق سبحانه وتعالى ، ووظيفتهم في هذه الحياة ، ليعملوا على أدائها بصورة تقربهم من المولى سبحانه عز وجل ، حيث يقول سبحانه وهو أصدق القائلين : ( أو لم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلاى بالحق وأجل مسمى ، وإن كثيرًا من الناس بلقاء ربهم لكافرون ) (الروم : 8) . ومما لا شك فيه، إن معرفة الإنسان لنفسه تساعده على ضبط أهوائها ، ووقايتها من الغواية ، والابتعاد بها عن الانحراف ، ومن ثم تتكون لديه الشخصية المتكاملة . والشخصية المتكاملة تتميز بأنها قادرة على التكيف السليم مع نفسها ، ومع أفراد المجتمع ، وهي تتفاعل باتزان واعتدال وثقة بنفسها ، مؤكدة لذاتها في غير تطرف ، موفقة بين دوافعها الفطرية وإرادة المجتمع ، وفقًا لما يسوده من مبادئ وقيم ومثل . ويتصف صاحب الشخصية المتكاملة بقدرته على إقامة علاقات إيجابية بناءة في المجتمع ، وقدرته على السلوك السوي الخالي من التناقضات ، وقدرته على احتمال الشدائد والصعاب ومواجهتها ،وثبات انفعالاته واعتدالها ، وعدم إحساسه بالتوتر والقلق ، وقدرته على الإنتاج ، والإحساس المستمر بالرضا والسعادة . ويضاف الى ذلك تبني الفرد الايجابية،حيث تعتبر الإيجابية من جانب الفرد من اهم المظاهر الأساسية للصحة النفسية | |
|