أساليب جديدة في الحملات الانتخابية المصرية.. وأموال صدقة .. وأطفال .. وتذاكر كرة القدم
شعبان عبد الرحيم يغني لـ «الوطني» .. وأنور عكاشة يدعم «التجمع»
القاهرة: جمال شاهين وهبة القدسي
قبل يومين من بدء الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) المصري، زاد المرشحون من تحركاتهم وحملاتهم التي شهدت ابتكار تقاليع جديدة من أبرزها توزيع الأموال على الفقراء وتوزيع بطاقات حضور مباريات كرة القدم إضافة إلى دخول الفنانين والكتاب معركة الدعاية لصالح المرشحين. ومن المقرر أن تبدأ عملية التصويت يوم الأربعاء القادم.
وتباينت أشكال وصور الدعاية الانتخابية للمرشحين، بدءا من مسيرات بالطبل البلدي والجياد، وانتهاء بتدشين المواقع الإلكترونية للمرشحين، واستخدام تقنية أطباق استقبال الأقمار الصناعية الرقمية (الدش ـ الديجيتال)، مرورا بـإطلاق إذاعات عبر الإنترنت، وإنتاج أفلام تسجيلية للمرشحين. وشملت أشكال الدعاية أيضا تسجيل أشرطة كاسيت تحمل البرنامج الانتخابي للمرشح والسيرة الذاتية له، وبيان حصري بأهم مشكلات الدائرة، وإسطوانات مدمجة (سي دي) للصم والبكم، فضلا عن الزيارات المنزلية وزيارة الدواوين، وطباعة كتيبات دعائية للمرشحين.
وانتهج مرشحو الحزب الوطني الحاكم في كل مكان خصوصا رجال الأعمال منهم أسلوب توزيع الهدايا والأموال على الناخبين والصلاة معهم في المساجد سواء في العيد أو غير العيد وتقديم الوعود بخلق فرص عمل جديدة للشباب مثلما فعل فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب الحالي ومرشح الحزب الوطني عن دائرة السيدة زينب، بإلقاء محاضرة حول فوائد الصوم على السياسيين! وزاد مرشحو الحزب على ذلك بتنظيم رحلات للخارج لتشجيع الفرق المصرية وكذلك الإعداد لتوزيع بطاقات لحضور مباريات مهمة في كرة القدم مثلما فعل مرشح الحزب الوطني في دائرة الجيزة محمد أبو العينين الذي أعطى الناخبين بعض البطاقات الخاصة لحضور مباراة الأهلي المصري والنجم الساحلي التونسي في نهائي كأس دوري أبطال أفريقيا بعد أن نظم أبو العينين رحلة لتشجيع الفرق المصرية في الخارج كان آخرها رحلة لمدينة سوسة التونسية. وقال أبو العينين لـ«الشرق الأوسط» إنه حريص دائما على التواجد مع أبناء الدائرة وإخراج أموال الصدقة وزكاة الفطر قبل صلاة العيد كل عام حيث أن هناك أمورا ينبغي أن يقوم بها المرء بنفسه وليست لها علاقة بالانتخابات. وقال إنه جاء للمسجد لصلاة العيد وليس من أجل الانتخابات وقال «كل عام اصلي العيد بين الناس خصوصا المحتاجين».
وبينما يستخدم مرشحو الحزب الحاكم عامل الدين بتوزيع الصدقات للفقراء وهو الأسلوب الذي تميز به الإخوان المسلمون في الدورات الإنتخابية السابقة، لجأت الجماعة إلى أفكار جديدة مثل استخدام النساء والأطفال في الحملات الانتخابية.
ففي مدينة الحوامدية، بمحافظة الجيزة جنوب القاهرة، نظم جمال قرني مرشح الإخوان مسيرة نسائية هي الأولى في الانتخابات المصرية حيث خرجت ألف سيدة وفتاة في مسيرة ورفعن لافتات وأعلاما تحمل صور وشعارات مرشح الإخوان، كما ارتدين أوشحة خضراء مكتوبا عليها «الإخوان المسلمون»، وأحاطت بهن لافتةٌ كبيرةٌ تحمل شعار «الإسلام هو الحل»، الذي يثير استخدامه في الحملة الإنتخابية جدلا واسعا في مصر.
ولم يكن الأطفال أقل مشاركةً في مسيرات الإخوان المسلمين؛ حيث تجمع في شوارع المدينة أكثر من 400 ممن يطلق عليهم «أشبال الإخوان المسلمين»، حاملين شعارات الإخوان ولافتات التأييد للدكتور قرني، في ظل إعجاب شديد من الأهالي الذين فوجئوا بالتنظيم الهائل للمسيرة الأولى من نوعها في الحوامدية.
يأتي ذلك في الوقت الذي أظهر فيه استطلاع للرأي تفوق مرشحي الإخوان الواضح على منافسيهم .وأكد الاستطلاع الذي نشره موقع www.mooga.com تفوق مرشحي الإخوان الواضح على منافسيهم حيث حصلوا حتى مساء أمس (الأحد) على نسبة 43.9% من مجموع الأصوات التي شاركت في الاستفتاء ، ووصل عددها إلى 1819 صوتا، فيما حصل الحزب الحاكم على 10.9%.
ودفعت سخونة المعركة الانتخابية المرشحين إلى التركيز على المقاهي التي تعد من بين أشهر وسائل الترفيه للمصريين وتحويلها على منتديات سياسية للمرشحين لشرح برامجهم الانتخابية والحصول على تأييد الناخبين، وتنافس المرشحون في ماراثون آخر لشراء تأييد أصحاب المقاهي والسماح بلصق اللافتات الدعائية لهم واعتبار المقهى هو المقر الانتخابي للمرشح للقاء الناخبين والأنصار وعقد الصفقات.
وتراوحت أسعار «استغلال المقاهي» لصالح المرشح ما بين خمسة آلاف جنيه إلى 50 ألف جنيه وفقا لموقع المقهى في الدائرة وعدد رواده ومساحته ومدى سخونة الموقف في الدائرة وقوة المتنافسين.
وتزايدت ظاهرة الاستعانة بالمغنيين والراقصات ونجوم التلفزيون وكرة القدم في الحملات الانتخابية للمرشحين حيث استعان د. يوسف بطرس غالي وزير المالية ومرشح الحزب الحاكم بدائرة المعهد الفني بنجم الكرة المعتزل طاهر أبو زيد والمطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم في حملته الدعائية.
كما قام مرشحا الحزب الوطني في دائرة بولاق أبو العلا (بدر القاضي وإيران النيفاوي) بالاستعانة بالمطربين الشعبيين شعبان عبد الرحيم وسعد الصغير في مؤتمر انتخابي أقيم في الأيام الأولى للعيد، وقادا مسيرة شعبية تقدمتها «راقصة» على أنغام الطبل البلدي والمزمار.
بينما استعانت فتحية العسال مرشحة حزب التجمع بدائرة قصر النيل بالكاتب والسينارست أسامة أنور عكاشة والصحافي والمذيع التلفزيوني محمود سعد في مؤتمراتها الجماهيرية. أما مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة «الأسبوع» والمرشح بدائرة حلوان فقد اصطحب معه الإعلامي حمدي قنديل.
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issueno=9841&article=332187&feature