.: المشكلات الاقتصادية والاجتماعية تسبب الأزمات النفسيةأكد الدكتور عمر بن إبراهيم المديفر رئيس قسم الصحة النفسية في مدينة الملك فهد الطبية للحرس الوطني في الرياض أن الأزمات النفسية يكون تأثيرها في الأفراد أكثر من المجتمع، وقد تترك آثاراً كبيرة فيه، وقال: إن المجتمع المسلم ينطلق من منطلقات عقدية، تجعله يواجه أي ضغوط أو ابتلاءات بالمعايير الدينية، وأن الأزمات النفسية تواجه أي مجتمع وإن كانت تختلف باختلاف الفرد أو الجماعة، مبينا أن هذه الأزمات النفسية تحدث بسبب المشكلات الاقتصادية أوالمادية أو لأسباب اجتماعية .
وعرف الأزمات بأنها كل تغيير يحدث في حياة الإنسان يحتاج إلى نوع من التأقلم، وهي نوع من الضغوط التي تكون إما إيجابية أو سلبية، ويعني ذلك أن التغير السلبي في نظام حياة الإنسان يهدد نظام الحياة، إما بتهديد بقاء الإنسان وإما من يهمه حياتهم، أوحتى بتهديد نظام الحياة للإنسان نفسه، أو يهدد نظامه الأسري أو المالي أو الفردي.
وذكر أن الإنسان بحاجة إلى نوع من التأقلم، وتختلف ردود الأفعال والقدرات من شخص إلى آخر، موضحا أنه من الممكن أن يكون هناك عشرة أشخاص يحدث لهم موضوع واحد لكن ردود فعلهم تكون مختلفة بحسب فهمهم.
وأشار الدكتور المديفر إلى أن مفهوم التغير والأزمة والتوتر والضغوط، والأزمات النفسية هي مفهوم فردي، مع أن الأزمات قد تحدث التغيير أيضاً في المجتمع سلباً أو إيجاباً، وقد يكون لها مردودها على الأفراد، أو على جميع شرائح وفئات المجتمع، وإن كان تأثير الأزمات النفسية على الفرد أكثر من الجماعة، لأن الجماعة تستطيع أن تواجه هذه الأزمات بروح الجماعة والعقل الجمعي، ومن ثم يتحمل الجميع الضغوط النفسية، كل حسب موقعه وقدرته، أما بالنسبة للفرد فإنه يتحمل الأزمة النفسية بنفسه وقد تؤثر فيه لفترة طويلة أو مقيدة حسب نوع الأزمة وقدرته وإمكاناته وتأثيرها فيه .
وأبان الدكتور المديفر استشاري طب نفس الأطفال والمراهقين في محاضرة له بعنوان "كيف نواجه الأزمات النفسية؟" في "ملتقى العُمري الثقافي" أن الضغوط النفسية سواء على الأفراد أو المجتمع يمكن أن يتم قياسها، وقد تكون بعض الأزمات بسبب مرض نفسي، أو مرض عضوي لأن مصادر التوتر تكون كبيرة .
ورأى أن رد الفعل تجاه أي أزمة نفسية يكون مقبولاً حتى ولو كان سلبياً لأن الأصل أن الإنسان يصاب بالانقباض والتعب بسبب هذه الضغوط، مبينا أن الإنسان يخرج من الأزمة النفسية أقوى في كل مرة، خاصة إذا استطاع أن يتحكم فيها ويواجهها وتشخص حالته تشخيصياً صحيحاً، مشيراً إلى أن المجتمعات قد تمر بأزمات وتخرج إما قوية بعد ترتيب أوراقها، أو تعاني من أزمة مستمرة، لافتاً إلى أن الأزمات الشديدة في المجتمعات قد تؤثر في زيادة نسبة الوفيات لأسباب مجهولة .
وطالب الدكتور المديفر الفرد والمجتمع بمواجهة الأزمات والتصدي لها، مبينا أن ما يقضي على الإنسان فعلا هو الخضوع للأزمة وعدم وضع المشكلات التي تتسبب في الأزمات النفسية في حجمها الطبيعي.