MARWA ELBAHI الوسام الذهبي
الابراج :
عدد المساهمات : 789 تاريخ الميلاد : 10/06/1985 العمر : 39 نقاط : 1087 تاريخ التسجيل : 19/10/2008
| موضوع: يعني ايه مفيش فايده الخميس يناير 29, 2009 8:27 pm | |
| يعني إيه إحباط؟! ! وما هو المقصود بالضبط بأنه مفيش فايدة؟؟
عندما عرضت فكرة شراء جهاز كمبيوتر في بيتنا لأول مرة لم ألقي سوي الدهشة والإستغراب، وبعد عدة شهور من النقاش لم أنجح في إقناع أحد بأهمية هذا الجهاز، فلم يكن قد إنتشر بعد، ولم أكن أملك حجة سوي هوسي باللعبة الجديدة، وكنت في مقتبل حياتي المهنية بعد التخرج وهناك عدة بنود أولي وأهم بإنفاق هذا المبلغ من المال عليها.
توقعت ذلك فأنا أعرف كيف يفكر أبي. ولكنني تابعت دراسة برامج الكمبيوتر المختلفة ومتابعة أخباره وأحدث إصدارته. ولم أكف عن التفكير في كيفية إقناع أبي بشراء جهاز كمبيوتر. وبين الحين والآخر كنت أعيد النقاش مع أبي مرة أخري، وقد كان ذلك صعباً فأبي يناقش بالعقل والمنطق وأنا مندفعة وراء حدسي.
ولشهور طويلة لم يتغير شيئ. فبدأت أحلل منطق أبي، وحددت من خلال مناقشاتنا عدة نقاط تلخص أسباب إعتراضه، وبدأت في علاجها نقطة وراء الأخري، فإذا ما سأل عن فوائد الجهاز، قمت ببحث عن ذلك وسردتها له، وإذا ما سأل عن تكلفته وضمانه قمت بالعمل علي إحضار المعلومات، وإذا ما سأل عن قدرتي في التعامل معه، أثبت له ذلك عملياً بتميزي في دورات البرامج المختلفة حتي شهد له أساتذتي بذلك، وحتي رُشحت للحصول علي منحة لدراسة الحاسب الألي تؤهلني لأن أكون مدربة معتمدة بعد ذلك.
وأخيراً وبعد ما يزيد عن الأربعة أعوام وافق أبي علي شراء جهاز كمبيوتر. وأصبح مهندس الكمبيوتر فرداً جديداً في أسرتنا؛ فلم يفتأ الجهاز أن يتوقف فجأة ويذهب في إغماءة لا تنجح محاولتنا في إفاقته، فنستدعي المهندس ليحي الجثة الهامدة لتعود الكرة مرة بعد مرة. وبعد خمسة عشر يوماً جاء قرار أبي الحازم بإعادة الكمبيوتر من حيث أتي.
بكيت بمرارة لم أبكي بها في حياتي حتي تلك اللحظة، ولكن خيبة أملي وإنفعالي - اللتان كانتا أمراً طبيعياً بعد كفاح خمس سنوات- لم يكونا علامة إستسلام، علي العكس تماماً كنت متفائلة جداً، واثقة جداً من تحقيق هدفي، قادرة تماماً علي رؤية الفرق الذي أحرزته. فمن الرفض الكامل لفكرة شراء كمبيوتر حتي ضرورة التأكد من الجهة التي يجب أن نشتري منها الجهاز. لكن التخلص من الشحنات السلبية أمراً يفرض نفسه خاصة لو أردت أن أبدأ جولة جديدة بكامل نشاطي.
وبعد أن هدأت وعدت مرة أخري إلي مائدة المفاوضات إنتهيت إلي واجبين جديدين علي أن أقوم بهما؛ الأول هداني له ربي وهو الدعاء... الدعاء الحار المكثف، وتحري أوقات الإجابة، حتي أنني كنت أنتفض تاركة ما أقوم به وأخرج إلي شرفة بيتنا إذا ما سمعت صوت المطر لأدعو ربي بحرارة أن يرزقني جهاز كمبيوتر... والثاني خرجت به من النقاش وكان ضرورة أن أتعلم كيفية صيانة جهاز الكمبيوتر والتعامل معه.
بعد حوالي عام من ذلك عندما ذهبت لأبي أجدد طلبي لجهاز كمبيوتر، أخبرني أنه يصدق قدرتي علي تركيب جهاز كمبيوتر وحدي، ولكنه يفضل أن نحصل علي ضمان من الشركة التي سنشتري منها الجهاز، ولن يكون ذلك إلا إذا قام مهندس الشركة بتركيب الجهاز بنفسه.
وفي ذلك ظهر ذلك اليوم من أوائل شهر سبتمبر، غيرت طريقي لا أعرف لماذا؟ لأصادف أبي في الطريق فأوقف لي السيارة وقال لي "طيب كويس، أركبي، أنا رايح دلوقتِ أتفق لكِ علي جهاز كمبيوتر"، وجلست مع المهندس لما يزيد عن الساعتين أحدد له بدقة مواصفات أول جهاز كمبيوتر حصلت عليه.
عندما أتأمل تلك التجربة لا أشعر أنها معجزة أو قدرات خارقة، فذلك هو الطبيعي، ذلك هو العادي جداً جداً، فلم تخلق الصعاب إلا لتقتحم، ولم توضع القواعد إلا لتكسر، ولم نخلق كي نجلس علي شواطئ الدنيا متكاسلين نطلب مشروباً نرتشفه بدلال ريثما تتحقق أحلامنا أمامنا كما لو كنا نشاهد أحداث مسلسل، إنما خلقنا لنبحر في دروب الدنيا نشكلها بسواعدنا كيفما أردنا، وننال نصيبنا منها، ونجتاز إمتحاناتنا فيها بنجاح.
طبعاً لا تجري الرياح دائما كما تشتهي السفن فهناك إرادة غيرنا، وقد ترتب علي إلحاحي علي أمي أن تتعلم التعامل مع الكمبيوتر، والإبحار في شبكة المعلومات، أنني أطرد من وقت لأخر من أمام جهازي للقيام بإحدي مهمات العمل المنزلي ريثما تطلع أمي علي بعض إهتماماتها المختلفة علي شبكة المعلومات، ولا ألومن إلا نفسي
عندما عرضت فكرة شراء جهاز كمبيوتر في بيتنا لأول مرة لم ألقي سوي الدهشة والإستغراب، وبعد عدة شهور من النقاش لم أنجح في إقناع أحد بأهمية هذا الجهاز، فلم يكن قد إنتشر بعد، ولم أكن أملك حجة سوي هوسي باللعبة الجديدة، وكنت في مقتبل حياتي المهنية بعد التخرج وهناك عدة بنود أولي وأهم بإنفاق هذا المبلغ من المال عليها.
توقعت ذلك فأنا أعرف كيف يفكر أبي. ولكنني تابعت دراسة برامج الكمبيوتر المختلفة ومتابعة أخباره وأحدث إصدارته. ولم أكف عن التفكير في كيفية إقناع أبي بشراء جهاز كمبيوتر. وبين الحين والآخر كنت أعيد النقاش مع أبي مرة أخري، وقد كان ذلك صعباً فأبي يناقش بالعقل والمنطق وأنا مندفعة وراء حدسي.
ولشهور طويلة لم يتغير شيئ. فبدأت أحلل منطق أبي، وحددت من خلال مناقشاتنا عدة نقاط تلخص أسباب إعتراضه، وبدأت في علاجها نقطة وراء الأخري، فإذا ما سأل عن فوائد الجهاز، قمت ببحث عن ذلك وسردتها له، وإذا ما سأل عن تكلفته وضمانه قمت بالعمل علي إحضار المعلومات، وإذا ما سأل عن قدرتي في التعامل معه، أثبت له ذلك عملياً بتميزي في دورات البرامج المختلفة حتي شهد له أساتذتي بذلك، وحتي رُشحت للحصول علي منحة لدراسة الحاسب الألي تؤهلني لأن أكون مدربة معتمدة بعد ذلك.
وأخيراً وبعد ما يزيد عن الأربعة أعوام وافق أبي علي شراء جهاز كمبيوتر. وأصبح مهندس الكمبيوتر فرداً جديداً في أسرتنا؛ فلم يفتأ الجهاز أن يتوقف فجأة ويذهب في إغماءة لا تنجح محاولتنا في إفاقته، فنستدعي المهندس ليحي الجثة الهامدة لتعود الكرة مرة بعد مرة. وبعد خمسة عشر يوماً جاء قرار أبي الحازم بإعادة الكمبيوتر من حيث أتي.
بكيت بمرارة لم أبكي بها في حياتي حتي تلك اللحظة، ولكن خيبة أملي وإنفعالي - اللتان كانتا أمراً طبيعياً بعد كفاح خمس سنوات- لم يكونا علامة إستسلام، علي العكس تماماً كنت متفائلة جداً، واثقة جداً من تحقيق هدفي، قادرة تماماً علي رؤية الفرق الذي أحرزته. فمن الرفض الكامل لفكرة شراء كمبيوتر حتي ضرورة التأكد من الجهة التي يجب أن نشتري منها الجهاز. لكن التخلص من الشحنات السلبية أمراً يفرض نفسه خاصة لو أردت أن أبدأ جولة جديدة بكامل نشاطي.
وبعد أن هدأت وعدت مرة أخري إلي مائدة المفاوضات إنتهيت إلي واجبين جديدين علي أن أقوم بهما؛ الأول هداني له ربي وهو الدعاء... الدعاء الحار المكثف، وتحري أوقات الإجابة، حتي أنني كنت أنتفض تاركة ما أقوم به وأخرج إلي شرفة بيتنا إذا ما سمعت صوت المطر لأدعو ربي بحرارة أن يرزقني جهاز كمبيوتر... والثاني خرجت به من النقاش وكان ضرورة أن أتعلم كيفية صيانة جهاز الكمبيوتر والتعامل معه.
بعد حوالي عام من ذلك عندما ذهبت لأبي أجدد طلبي لجهاز كمبيوتر، أخبرني أنه يصدق قدرتي علي تركيب جهاز كمبيوتر وحدي، ولكنه يفضل أن نحصل علي ضمان من الشركة التي سنشتري منها الجهاز، ولن يكون ذلك إلا إذا قام مهندس الشركة بتركيب الجهاز بنفسه.
وفي ذلك ظهر ذلك اليوم من أوائل شهر سبتمبر، غيرت طريقي لا أعرف لماذا؟ لأصادف أبي في الطريق فأوقف لي السيارة وقال لي "طيب كويس، أركبي، أنا رايح دلوقتِ أتفق لكِ علي جهاز كمبيوتر"، وجلست مع المهندس لما يزيد عن الساعتين أحدد له بدقة مواصفات أول جهاز كمبيوتر حصلت عليه.
عندما أتأمل تلك التجربة لا أشعر أنها معجزة أو قدرات خارقة، فذلك هو الطبيعي، ذلك هو العادي جداً جداً، فلم تخلق الصعاب إلا لتقتحم، ولم توضع القواعد إلا لتكسر، ولم نخلق كي نجلس علي شواطئ الدنيا متكاسلين نطلب مشروباً نرتشفه بدلال ريثما تتحقق أحلامنا أمامنا كما لو كنا نشاهد أحداث مسلسل، إنما خلقنا لنبحر في دروب الدنيا نشكلها بسواعدنا كيفما أردنا، وننال نصيبنا منها، ونجتاز إمتحاناتنا فيها بنجاح.
طبعاً لا تجري الرياح دائما كما تشتهي السفن فهناك إرادة غيرنا، وقد ترتب علي إلحاحي علي أمي أن تتعلم التعامل مع الكمبيوتر، والإبحار في شبكة المعلومات، أنني أطرد من وقت لأخر من أمام جهازي للقيام بإحدي مهمات العمل المنزلي ريثما تطلع أمي علي بعض إهتماماتها المختلفة علي شبكة المعلومات، ولا ألومن إلا نفسي | |
|