"
الوقاية تغني عن العلاج "
هذه الحكمة العربية القديمة لا زالت قائمة حتى يومنا هذا . والوقاية في مجالنا هذا تكون بنشر الثقافة الجنسية السليمة والتوعية الصحية غير المحرفة في المدرسة والبيت . . . ويجب أن نقدم، بكل جرأة، على توعية المراهقين وتنبيههم إلى ما هم مقبلون عليه من تغيرات وتبدلات في أثناء فترة بلوغهم ومراهقتهم .
ومن ناحية أخرى، يجب فتح المجال أمام المراهقين للتنفيس عما يشعرون به من نشاط وحيوية، وإيجاد المخارج الملائمة لهم . فيجب تشجيعهم مثلا على ممارسة الرياضة البدنية وتنظيم الرحلات والانضمام لجمعيات كشفية أو نواد رياضية، وحضور الندوات الثقافية والفنية . . . الخ، فكل هذه النشاطات تساعد على تنفيس الطاقات الجنسية والنفسية عند المراهق، وتمد له الجسور للتعرف، بشكل أفضل، على ما يجرى حوله وعقد الصداقات البريئة مع أقرانه .
ولا بد لكل أب وأم، أو مرب أو مدرس، أو كل من له صلة أو تعامل مع المراهقين والمراهقات، أن يتسموا بالفهم والأناة والصبر، ويعالجوا مشاكل الشبيبة من منظار واسع، وأن يجاروهم في تفكيرهم وتصرفاتهم على أنها تصرفات مؤقتة وليست أبدية، وأن يساعدوهم على حل مشكلاتهم، كل على حدة، بدون تسرع وانفعال وعصبية، وذلك من أجل كسب ثقتهم ومساعدتهم على تخطي هذه الفترة الحرجة التي هي فترة المراهقة .
ومتى أحسن الأبوان في البيت والمدرس في المدرسة توجيه المراهق توجيها صائبا، مع الحفاظ على شخصيته، ينشأ معتزا بذاته مع تكوين نظرة ثاقبة متبصرة في الحياة .
فالنصح والإرشاد والعطف تمثل جميعها صمام الأمان لضمان المحافظة على العلاقة البناءة بين المراهق وأسرته ومجتمعه .