كلمة مركبة من Psych وأصلها Psychee = الروح وDrama = الفِعل ، وهي تعني حرفيا " الدراما النفسية " .
أطلقت تسمية سيكودراما على شكل من أشكال المعالجة النفسية من خلال التقنيات المسرحية ، وعلى استخدام المسرح كوسيلة تربوية ، وأول من استخدم هذه التسمية هو الطبيب النفسي الروماني مورينو Moreno الذي وضع أسس استخدام المسرح فى العلاج النفسي في كتابه حول السيكودراما Das Stegreiftheater .
انطلق مورينو في طرحه للسيكودراما من مفاهيم الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون Beregson عن تيار الوعي ، ومن أبحاث عالم النفس النمساوي فرويد Freud في التحليل النفسي ، ومن تجربة المسرح العفوي التي قام بها مورينو نفسه في فيينا في العشرينات بعد أن عمل لفترة مع فرويد .
لكن مورينو اختلف مع فرويد فيما بعد نظريا أثناء وجوده في أمريكا حيث اعتبر أن الإنسان منذ ولادته يتطور بناء على صيرورة "الدور " كقالب اجتماعي ، وأن أسلوب المعالجة النفسية لا يبنى على الكلام فقط وإنما على الفعل ، ولذلك اعتمد مورينو المسرح كأسلوب للعلاج .
استلهمت الفرنسية ميريي مونو Monod أسلوب مورينو وابتعدت تماما عن مفاهيم فرويد ، وأسست أول فريق للمحللين النفسيين في فرنسا عام 1946.
بعد مورينو تطورت السيكودراما بحيث صارت هناك مدارس مختلفة وأساليب مختلفة ، لكننا نميز اتجاهين رئيسيين :
1- السيكودراما التحليلية ، وهي خلاصة تجمع بين أسلوب مورينو ونظرية فرويد في التحليل النفسي للعلاج .
2- السيكودراما ثلاثية الأبعاد ، وهي تقاطع بين أسس ثلاثة هي السيكودراما والعلاج النفسي وديناميكية المجموعة .
يعرف مورينو السيكودراما بأنه علم " يستكشف الحقيقة بوسائل درامية " وقد انطلق مورينو من مبدأ تمثيل الواقعة ضمن مجموعة ( وهذا هو مبدأ ديناميكية المجموعة ) ، بدلا من الكلام عنها كما في التحليل النفسي التقليدي ، لان تكرار الواقعة من خلال التمثيل يساعد المريض علي الخلاص من الكبت وهذا ما يطلق عليه في علم النفس أسم " نظرية المرة الثانية " .
والعلاج بالسيكودراما يتم على مراحل وفي أماكن الحياة اليومية وليس في العيادة ،وهو يقوم على ما يسمى " لعبة الأدوار " وغالبا ما تتم الجلسات بالشكل التالي :
يقوم بعض المرضى بارتجال مشاهد انطلاقا من تعليمات محددة تأخذ شكل سيناريو يقدمه المشرف على العمل ، وهو غالبا طبيب نفسي يعمل مع فريق من المحللين النفسيين بالإضافة إلي وجود مشرف درامي هو مدير اللعبة الذي يعلق ويوجه .
و أثناء خلق الدور ، ومن خلال العلاقة مع الآخرين ( أو مع الدمى في حالة الأطفال ) ، تتم حالة التحويل والتحويل العكسي ، ومن ثم التطهير .
ينطلق مورينو في تعريفه للتطهير من أرسطو ، لكنه يربطه ببدايات المسرح وبأصوله الطقسيه ويحاول أن يقترب ويحاول آن يقترب من التطهير الذي يحصل في الطقس .
والتطهير في هذه التقنية هو بالنتيجة إزالة طابع الأزمة عن المشكلة أكثر من كونه تطهيرا من الأهواء بالمعنى الأرسطوطاليّ للكلمة .
كذلك تستند عملية السيكودراما إلي مفاهيم مسرحية أخرى مثل المحاكاة والتمثل والدور ومفهوم التكرار ( عندما يعيد الإنسان تمثيل الواقعة يتغلب على الأزمة ويصبح سيد الموقف ) .