زائر زائر
| موضوع: اللّهم انا عبادك نواصينا بيدك ، تعلم مستقرّنا ومستودعنا - السبت ديسمبر 27, 2008 10:51 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين
اللّهم انا عبادك، نواصينا بيدك ، تعلم مستقرّنا ومستودعنا ، وتعلم منقلبنا ومثوانا،
وسرّنا وعلانيتنا ، وتطلع على نيّاتنا ، وتحيط بضمائرنا ، علمك بما نبديه كعلمك بما
نخفيه ، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره ، ولا ينطوي عليك شيء من أمورنا ،
ولا يستتر دونك حال من أحوالنا ، ولا لنا منك معقل يحصننا ، ولا حرز يحرزنا .
ولا يمتنع الظالم منك , أنت مدركه أينما سلك ، وقادر عليه أينما لجأ ، فمعاذ المظلوم منّا
بك ، وتوكّل المقهور منّا عليك ، ورجوعه إليك ، ويستغيث بك إذا خذله المغيث ،
ويستصرخك إذا قعد عنه النصير ، ويلوذ بك إذا نفته الأفنية ، ويطرق بابك إذا أغلقت
دونه الأبواب المرتجة ، ويصل إليك إذا احتجبت عنه الملوك الغافلة ، تعلم ما حلّ به قبل
أن يشكوه إليك ، وتعرف ما يصلحه قبل أن يدعوك له ، فلك الحمد سميعاً بصيراً لطيفاً قديراً .
اللّهم إنّه قد كان في سابق علمك ، ومحكم قضائك ، وجاري قدرك ، وماضي حكمك ،
ونافذ مشيّتك في خلقك أجمعين ، سعيدهم وشقيّهم وبرّهم وفاجرهم أن جعلت لمن بادلنا
الاحسان بالاساءة واذانا وطعننا بالظهر وقهرنا واستغلنا وظلمنا ، وتجبّر علينا بعلوّ
حاله من أمواله التي جعلتها له ، وغرّه إملاؤك له ، وأطغاه حلمك عنه .
فقصدنا بمكروه عجزنا عن الصبر عليه ، وتعمّدنا بشرّ ضعفنا عن احتماله ، ولم نقدر
على الانتصار منه لضعفنا ، والانتصاف منه لعجز حيلتنا ، فوكلته إليك وتوكّلت في أمره
عليك ، وتوعدته بعقوبتك ، وحذّرته سطوتك ، وخوّفته نقمتك ، فظنّ أن حلمك عنه من
ضعف ، وحسب أنّ إملاءك له من عجز ، ولم تنهه واحدة عن أخرى ، ولا انزجر عن
ثانية بأولى ، ولكنّه تمادى في غيّه ، وتتابع في ظلمه ، ولجّ في عدوانه ، واستشرى
في طغيانه جرأة عليك يا رب ، وتعرّضاً لسخطك الذي لا تردّه عن القوم الظالمين ، وقلّة اكتراثه ببأسك الذي لا تحبسه عن الباغين .
وإنّا نعلم يا رب أنّ لك يوماً تنتقم فيه من الظالم للمظلوم ، ونتيقّن أنّ لك وقتاً تأخذ فيه
من الغاصب للمغصوب ، و نّك لا يسبقك معاند ، ولا يخرج عن قبضتك أحد، ولا تخاف
فوت فائت ، ولكن جزعنا وهلعنا لا يبلغان بنا الصبر على أناتك وانتظار حلمك ،
فقدرتك علينا يا ربنا فوق كلّ قدرة ، وسلطانك غالب على كل سلطان ، ومعاد كلّ أحد
إليك وإن أمهلته ، ورجوع كلّ ظالم إليك وإن أنظرته ،
اللهم إنا نسألك يا ناصر المظلومين المبغى عليهم إجابة دعوتنا ، إنّك فعّال لما تريد .
و الحمد لله ربّ العالمين
|
|