:بسم الله الرحم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية اشرح لكم ما هو الزنديق هو الشخص الخارج عن ملة الأسلام وللأسف واللهم احفظنا لا يؤمن بالله ولا وجوديته عز وجل وبالتالى لا يؤمن بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وهناك العديد من القصص التى تشير الى كيفية هداية الصالحين وخاصة الأئمه لبعض الزنادقه ومساعدتهم على الدخول فى الأسلام والايمان بالله عز وجل وفى هذه القصص ايضا تذكره وعبره لكل مؤمن ليقوى ايمانه ويشتد بالله عز وجل وسأقص عليكم بعض من هذه القصص
" ارنى عقلك أريك الله "
جاء زنديق الى الأمام ابى حنيفة النعمان وقال : يا امام : هل رأيت ربك ؟ قال الأمام : سبحان ربى لا تدركه الأبصار . فقال الزنديق : فهل سمعته ؟ هل احسسته ؟ هل شممته ؟ هل لمسته ؟فقال الأمام : سبحان ربى ليس كمثله شئ وهو السميع البصير . فقال الزنديق : ان لم تكن رايته ولا احسسته ولا شممته ولا لمسته فكيف ثبت انه موجود ؟
فقال الامام : هل رايت عقلك ؟ قال الزندييق : لا . فقال الأمام فهل احسست عقلك او سمعته أو لمسته ؟ قال الزنديق : لا . فقال الأمام اعاقل انت ام مجنون ؟ فقال الزنديق : عاقل انا ! فقال الأمام : فأين عقلك ؟ قال الزنديق : موجود
فقال الأمام : كذلك الله موجود . الله فوق كل شئ مالك كل شئ شئ وليس تحته شئ وهو فى كل شئ عليم ليس كمثله شئ وهو السميع البصير
" الأمام ابو حنيفه وبعض الزنادقه "
وقد كان للأمام ابى حنيفة النعمان عدة مواقف مع الزنادقه وعدة محاورات معهم ومنها انه فى يوم كان جالسا فى مجلسه أذ انقضو عليه عدد من الزنادقه يشهرون سيوفهم فى وجهه ويريدون قتله ولكن ابا حنيفه طلب اليهم فى ذلك الموقف العصيب ان يجيبوه عن مسألة يعرضها عليهم ثم يفعلو به ما يريدون . قال لهم : اجيبونى عن مسألة ثم افعلوا ما شئتم قالوا له : هات ما عندك
قال ابو حنيفه : ما تقولون فى رجل يقول انى رأيت سفينة مشحونة بالأحمال مملؤة بالأثقال قد كانت فى وسط الأمواج المتلاطمة العالية للبحر والرياح المختلفه وهى رغم ذلك تسير مستويه وليس لها ملاح يقودها ولا متعهد يدفعها هل يحوز ذلك فى العقل ؟ ! فقالوا جميعا : لا هذا شئ لا يقبله العقل
فقال ابو حنيفه : يا سبحان الله ! اذا لم يجز فى العقل ان تجرى سفينة فى البحر مستوية من غير متعهد ولا ملاح ؟! فكيف يجوز ثيام الدنيا بكل ما فيها على اختلاف احوالها وتغير اعمالها وسعة أطرافها وتباين أكنافها من غير صانع ولا حافظ ؟! ألا الله عز وجل القادر على كل شئ
فلم يملكوا امام هذا المنطق الا ان يقولوا صدقت وامانوا جميعا بوجودية الله عز وجل
" ورقة التوت دليل على وجود الله "
وقد سئل الأمام الشافعى : ما الدليل على وجود الله الصانع الجبار ؟ فقال ورقة التوت طعمها ولونها وريحها واحد عندكم ؟ قالوا : نعم . قال : فتأكلها دودة القز ويخرج منها الحرير وتمتص النحلة رحيقها ويخرج العسل والشاة تأكلها فيخرج منها البعر ويأكلها الظباء قينعقد فى جوفها المسك فمن الذى جعل هذه الأشياء كذلك مع ان المصدر واحد للجميع ؟ فأستحسنوا منه البيان و أسلموا على يديه ( واكانوا سبعة عشر رجلا ) والأمام الشافعى استلهم هذا المعنى من قول الله تعالى ( وفى الأرض قطع متجاورات وجنات من اعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض فى الأكل ) سورة الرعد ايه 4
نحمد الله جميعا على نعمة الأسلام والأيمان بالله عز وجل وملائكته وكتبه ورسله اجمعين