يعاني كثير من الشباب من كثرة أوقات الفراغ شاكين من ذلك، شاعرين بالملل، طالبين العون في إرشادهم لكيفية ملء هذا الوقت فيما هو نافع لدينهم ودنياهم، والحقيقة أن الفراغ قد يظهر لنا وكأن ظاهره فيه العذاب ولكنه والله باطنه فيه الرحمة!!
قد أتفق معك في أن الفراغ قد يكون سببا لكثير من المعاصي التي يرتكبها البعض منا، ولكن ألم يكن الفراغ أيضا سببا في نجاح الكثيرين؟ والسؤال هو: كيف ذلك؟ ألا ترى معي أن استغلال أوقات الفراغ الاستغلال الأمثل يقودنا –بإذن الله ومشيئته- إلى النجاح الذي يرضي الله ويرضيك؟
أول الخطوات الذي يجب علينا –أخي وأختي- أن نقوم بها، توفر النية الصادقة في شغل ذلك الوقت فيما ينفع النفس والأهل والمجتمع والوطن، وقبل كل ذلك الله؛ ليكون طريقا نلتمسه نحو الجنة التي هي غاية ما نطلبه ونتمناه.
ثم علينا أن نثق في قدرتنا على أن نصنع –بإذن الله- الكثير والكثير وأن نغير من حالنا وحال مجتمعنا، فنسعى لتنمية ما نملك من مهارات وقدرات تكون نعم العون لنا على الوصول إلى تلك الغاية المنشودة.
وأكاد أسمع سؤالا يعلو من ألسنتكم جميعا وما الذي يمكننا أن نملأ به هذا الوقت؛ وقت الفراغ؟ والإجابة يا أخي ويا أختي تكمن في التفكير الذي سيقودنا إلى أشياء عديدة تسد ذلك الوقت وأكثر..
هل فكرت مثلا في أن تزيد من معارفك ومعلوماتك وتنمي من إمكاناتك؟ هل فكرت في كورسات الكمبيوتر والبرمجة؟ هل راودتك فكرة الالتحاق بكورسات المحاسبة أو الإدارة؟ هل جاء في خاطرك الحصول على كورسات في المبيعات أو التسويق؟
هل تعرف أن هناك المئات من الجمعيات الخيرية التي تحتاج لمئات الشباب ليعملوا في فعل الخير من توزيع الطعام على الفقراء أو المرضى أو تعليم الأطفال القراءة والكتابة أو إيجاد فرص العمل لبعض الحالات الخاصة؟
هل فكرت في الانضمام إلى مثل هذه الجمعيات الخيرية فتنال الخير من ورائها في حياتك وآخرتك، وكيف لا؟ ألم نوعد بأن "الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"؟
أمامك أيضا الرياضة، فعلى كل منا الحفاظ على صحته وبنيانه حفاظا على الأمانة التي وهبها الله لنا.. ألم تفكر في ممارسة رياضة ما أنت وأصحابك المحببون المقربون إلى قلبك؟ جرب ذلك وستجد فيه ما يشغل وقت فراغك..
وإذا تأملت حالك وحالنا ستجد افتقارنا جميعا لمعلومات دينية وثقافية كثيرة هي زادنا الذي نحيا به ويعيننا على تدبر أمورنا وشئون حياتنا، ولن تجد لملء وشغل وقت فراغك أفضل من أن تنهل من هذه المعرفة والعلم النافع لنا ولأمتنا..
إذن هناك الكورسات والعمل الخيري والرياضة ودروس الدين والعلم، إضافة إلى ما تراه نافعا.. ألا تجد أن الوقت أصبح مشغولا الآن بما يكفي وزيادة.. ألا ترى أنك قد استغللت هذا الوقت فيما ينفعك ويرضي الله عنك؟
ماذا تبقى إذن؟ اعقد العزم وتوكل على الله، ولكن اترك وقتا من أجل أن تقرأ مقالنا القادم.. ولا تنسنا، وتذكرنا بالدعاء.
** الصورتان نقلا عن موقع جمعية رسالة الخيرية