zinab نائبة المديرVice Administrator
عدد المساهمات : 4698 نقاط : 7895 تاريخ التسجيل : 20/01/2008
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: الإِسرائيليات التى ذكرت فى كتب التفسير الأربعاء أكتوبر 08, 2008 7:25 am | |
| (((الإِسرائيليات))) قد امتلأت كتب التفسير بذكر الإِسرائيليات، ومنها (أسماء أصحاب الكهف، ولون كلبهم، وعدتهم، وعصا موسى عليه السلام- من أي الشجر كانت؟ وأسماء الطيور التي أحياها اللّه تعالى لإِبراهيم عليه السلام-، وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، ونوع الشجرة التي كلم اللّه منها موسى عليه السلام إلى غير ذلك مما أبهمه اللّه تعالى في القرآن، مما لا فائدة من تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم) [1] .
أقسامها:
تنقسم أخبار الإِسرائيليات إلى ثلاثة أقسام كالآتي:
1- ما يجزم بصحته لموافقته القرآن والسنة، فما وافقهما حق وصدق وما خالفهما باطل وكذب، وهذا القسم صحيح يجوز ذكره، وروايته للاستشهاد به، ولإِقامة الحجة عليهم من كتبهم، ومثال ذلك: ما يتعلق بالبشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم وبرسالته.
وفي هذا القسم ورد قوله صلى الله عليه وسلم : "بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" [2] .
2- ما يجزم بكذبه لمخالفته القرآن والسنة، ومثال ذلك: ما ذكروه في قصص الأنبياء عليهمِ السلام من أخبار تطعن في عصمتهم فهذا لا تجوز روايته وذكره إلاّ مقروناً ببيان كذبه، وقد كتبوا كثيراً من الكذب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً. قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينِ يَكْتُبُونَ الكتاب بأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُوِلُونَ هَذا مِنْ عِندِ الله لَيَشْتَرُواْ بهِ ثَمَناَ قَلِيلاً فوَيْلٌ لهُم مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لهم مِمَّا يَكْسِبُونَ} [3] .
3- ما هو مسكوت عنه لا من هذا، ولا من ذاك فلا نؤمن به، ولا نكذبه لاحتمال أن يكون حقاً فنكذبه، أو باطلاً فنصدقه، وفي هذا القسم ورد حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: "كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإِسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: {... ءَامَنَّا بِالله وما أُنزِلَ } الآية [4] ". إن غالب ما ذكر في التفسير من الإِسرائيليات يكاد يدور على أربعة أشخاص هم: عبد الله بن سلام، وكعب الأحبار، ووهب بن منبه، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
وفيما يلي تعريف مختصر لكل منهم:
1- عبد الله بن سلام رضي الله عنه:
هو الإِمام الحبر أبو يوسف عبد الله بن سلام بن الحارث الإِسرائيلي من بني قينقاع ومن حلفاء الخزرج من الأنصار، من خواص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أشتهر بينهم بالعلم، أسلم عند مقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وكان عالم أهل الكتاب من اليهود وفاضلهم وابن عالمهم في زمانه بالمدينة [5] وكان اسمه الحصين فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وشهد له بالجنة كما في حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض أنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام [6] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أنت على الإِسلام حتى تموت " [7] .
توفي سنة 43 من الهجرة [8] .
2- كعب الأحبار رحمه الله:
هو العالم الحبر أبو إسحاق كعب بن ماتع الحميري، أصله من يهود اليمن، أسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، في زمن خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قدم المدينة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
كان من كبار علماء أهل الكتاب، فجالس الصحابة رضوان الله عليهم وحدثهم عن الكتب الإسرائيلية ( من الأوابد والغرائب والعجائب) [9] ، فنهاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن ذلك، وكان حسن الإِسلام، متين الدين، أخذ السنن عن الصحابة رضي الله عنهم وغزا معهم، سكن بالشام، ووثقه الحافظ في التقريب [10]
توفى بحمص ذاهبا للغزو في أواخر خلافة عثمان رضي الله عنه سنة 32 هـ. على أرجح الأقوال [11] .
3- وهب بن منبه رحمه الله:
هو العلامة الإِخباري القصصي أبو عبد الله وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار الصنعاني:
كان له شرف وكل من كان من أهل اليمن له (ذي) هو شريف. وعنده
من علم أهل الكتاب شيء كثير فإنه صرف عنايته إلى ذلك وبالغ حتى أنه يُنظر بكعب الأحبار في زمانه.
كان والده (منبه) من خراسان من هراة أخرجه كسرى منها إلى اليمن فأسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
وكان وهب بن منبه يختلف إلى هراة ويتفقد أمرها، وقد أتهم بشيء من القدر بعدما أتاه نفر منهم يذاكروه فيه سنة حجه سنة مائة التي حج فيها عامة الفقهاء، ولكنه رجع عن رأيه إلى الحق والصواب باعترافه وذكر ذلك عنه غير واحد من أهل العلم، وثقه الحافظ في التقريب.
توفي رحمه اللّه تعالى سنة (114هـ) بصنعاء [12] .
4- عبد الملك بن عبد العزيز رحمه الله:
هو الإِمام فقيه الحرم أبو خالد أو أبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الرومي الأموي مولاهم المكي صاحب التصانيف وأول من دون العلم بمكة.
قال الذهبي: "وكان ابن جريج يروى الرواية بالإِجازة وبالمناولة ويتوسع في ذلك ومن ثم دخل عليه الداخل في رواياته... ".
كان من علماء مكة ومحدثيهم وأحد رواة أخبار بني إسرائيل. عاش سبعين سنة، فسِنُه وسِنُ أبي حنيفة- رحمه الله- واحد، ومولدهما وموتهما واحد.
مات رحمه الله تعالى سنة (150 هـ) على الراجح [13] .
خطورة الإِسرائيليات
اغتر كثير من المفسرين سامحهم الله بوجود هذه القصص المروية عن أهل الكتاب والمبثوثة في كتبهم التي تسمى بالإِسرائيليات فنقلوها في تفاسيرهم بكل ما فيها من حق وباطل ومما حُرِّف وبدل ونسخ وقد أغنانا الله سبحانه عن ذلك بما هو أصح منه وأنفع وأوضح فيما لا تعرف صحته أو بطلانه، ووجوب تكذيبهم فيما عرف كذبه، وتصديقهم فيما عُرف صدقه، ومع هذا رأينا بعض المفسرين لا يراعون هذا التفصيل فيصدقونهم فيما صح عندنا كذبه وما ثبت عن المعصوم صلى الله عليه وسلم أنه باطل وافتراء.
ومن هنا تتجلى خطورة هذه الإِسرائيليات بوضوح في جعلها جزءاً من الدين. وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما، يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزله الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله محضاَ لم يُشب، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدّلوا منِ كتاب الله وغيروا فكتبوا بأيديهم قالوا: هو من عند الله، ليشتروا بذلك ثمناَ قليلاً، أَو لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟ فلا والله ما رأينا رجلاً منهم يسألكم عن الذي أُنزل عليكم [14] .
(1) خطورتها من حيث رفعها للنبي صلى الله عليه وسلم :
إن رواية الإِسرائيليات. ولاسيما المكذوب والباطل منها لو وقف بها عند قائلها لكان الأمر محتملاً بعض الشيء ولكن الشناعة وكبر الإِثم أن بعض الزنادقة والوضاعين وضعاف الإِيمان قد رفعوا هذه الإِسرائيليات إلى النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم ونسبوها إليه صراحة وهنا يكون الضرر الفاحش والخيانة الكبرى على الإِسلام فإن نسبة الغلط أو الخطأ أو الكذب إلي الراوي أياً كان أهون بكثير من نسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم . ولا نشك في تبرئة ساحة النبي صلى الله عليه وسلم
عنها لقول الله تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ اْلْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} [15]
(2) خطورتها من حيث وقفها على الصحابة:
جاءت بعضِ الروايات الإِسرائيلية- بل الكثير منها- موقوفاً على الصحابة ومنسوباَ إليهم رضي اللّه عنهم فيظن من لا يعلم حقيقة الأمر، ومن ليس من أهل العلم بالحديث أنها متلقاة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنها من الأمور التي لا مجال للرأي فيها فلها حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم تكن مرفوعة صراحة ومن هنا تتضح خطورتها [16] .
(3) بعض الآثار المترتبة على رواية الإِسرائيليات:
لاشك أن لرواية الإِسرائيليات أثراً سيئاً على الإِسلام وعقائد المسلمين فمن ذلك:
1- أنها فتحت لأعداء الله من المبشرين والمستشرقين منفذاً ينفذون منه إلى الطعن في الإِسلام، وفي الرسول صلى الله عليه وسلم .
2- استهوت بحوث هؤلاء المستشرقين المبنية على الروايات الباطلة التي رواها المفسرون والإِخباريون وبعض الكتاب المسلمين المعاصرين الذين لم يتسلحوا بمعرفة حقيقة الدين، وحقيقة هذه الروايات فساروا على نهجهم في الاستخفاف بالدين والغض من شأنه باسم العلم حيناً، وحرية البحث حيناً آخر.
3- اعتقاد من لا يعلم حقيقة الأمر، ومن ليس من أهل العلم بالحديث أنها متلقاة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم تكن مرفوعة صراحة.
4- تقبل جمهور الناس وعامتهم الإِسرائيليات على أنها صحيحة لا غبار عليها وأذاعوها بين الناس مع أن بعضها مدسوس على الإِسلام مشوّه له وساعد على ذلك وجودها في كتب مشهورة مؤلفوها أجلاء، كما ساعد على انتشارها ضعف دراسة السنة.
5- وجود هذه الإِسرائيليات يصد عن الدخول في الإِسلام لمن أراد الدخول فيه وتحمله على أن ينظر إليه نظرة الشك والارتياب بل وتنفر أبناءه منه لأن ما تحويه يخالف العقل والفطرة [17] .
------------ --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- -----
[1] مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية ص 100.
[2] رواه البخاري، جـ 6ص 496 برقم 3461.
[3] سورة البقرة آية (79).
[4] رواه البخاري في التفسير، جـ 8 ص 170 برقم 4485.
انظر أقسام الإِسرائيليات في:
مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية ص. 10.
الإِسرائيليات- محمد أبو شهبة- ص 150.
[5]صحيح البخاري (2/362) كتاب الأنبياء رقم (3329)-
[6]صحيح البخاري (7/128) كتاب مناقب الأنصار رقم ( 3812)، ومسلم في صحيحه (16/41) في الفضائل.
[7] صحيح البخاري (7/ 129 ) كتاب مناقب الأنصار رقم (3813)، ومسلم في صحيحه (16/43) في الفضائل.
[8] انظر ترجمته في أسد الغابة لابن الأثير (3/ 264)، تذكرة الحفاظ للذهبي 1/26، سير الأعلام للذهبي (2/413).
[9] انظر تفسير ابن كثير، سورة النمل في الآيات 41- 44.
[10] تقريب التهذيب لابن حجر ص 461.
[11] انظر ترجمته في سير الأعلام للذهبي (3/ 489)، تذكرة الحفاظ للذهبي (1/ 52)، تهذيب التهذيب لابن حجر (438/8).
[12]سير الأعلام للذهبي (4/ 544)، تذكرة الحفاظ للذهبي (1/100)، وفيات الأعيان لابن خلكان (6/ 35)، تقريب التهذيب لابن حجر ص 585.
[13]سير الأعلام للذهبي (6/ 325)، تذكرة الحفاظ للذهبي (1/169)، وفيات الأعيان لابن خلكان (3/163).
[14]الإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير للدكتور رمزي نعناعة ص 430، بتصرف، والأثر رواه البخاري في كتاب التوحيد. (13/ 496) رقم (7523).
[15] سورة النجم الآية 4،3.
[16] الإِسرائيليات في التفسير- محمد أبو شهبة ص 94.
[17]الإِسرائيليات وأثرها في كتب التفسير للدكتور رمزي نعناعة ص 428- 429 بتصرف. | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: الإِسرائيليات التى ذكرت فى كتب التفسير الإثنين ديسمبر 22, 2008 12:02 am | |
| |
|