ـ التدريس المصغر تدريس تطبيقي حقيقي ، لا يختلف كثيراً عن التدريب على التدريس الكامل ؛ حيث يحتوي على جميع عناصر التدريس المعروفة ؛ كالمعلم ، والطلاب أو من يقوم مقامهم ، والمشرف ، والمهارات التعليمية ، والوسائل المعينة ، والتغذية والتعزيز ، والتقويم .
وإذا كانت بعض المواقف فيه مصنوعة ، فإن فيه من المزايا ما لا يوجد في غيره من أنواع التدريس العادية الكاملة ، كالتغذية الراجعة والتعزيز الفوري والنقد الذاتي وتبادل الأدوار ونحو ذلك .
وللتدريس المصغر فوائد ومزايا عديدة ، لا في التدريب على التدريس وحسب ، بل في ميادين أخرى من ميادين التعلم والتعليم ، كالتدريب على إعداد المواد التعليمية ، وتقويم أداء المعلمين والطلاب ، وإجراء البحوث التطبيقية ، وفيما يلي بيان بأهم مزايا التدريس المصغر وفوائده في برامج تعليم اللغات الأجنبية :
1- حل المشكلات التي تواجه القائمين على برامج إعداد معلمي اللغات الأجنبية ؛ بسبب كثرة المعلمين المتدربين أو نقص المشرفين ، أو عدم توفر فصول دراسية حقيقية لتعليم اللغة الهدف ، أو صعوبة التوفيق بين وقت الدراسة ووقت المتدربين ، أو غياب المادة المطلوب التدرب عليها من برنامج تعليم اللغة الهدف .
2- توفير الوقت والجهد؛ حيث يمكن تدريب المعلمين في التدريس المصغر على عدد كبير من المهارات الضرورية في وقت قصير ، وعدم إهدار الوقت والجهد في التدريب على مهارات قد أتقنها المعلمون من قبل ، كما أن التدريس المصغر يقلل من الحاجة إلى تدريس كل متدرب جميع المهارات ؛ لأن المشاهدة والمناقشة تفيد المشاهد مثلما تفيد المتدرب .
3- تدريب المعلمين على عدد من مهارات التدريس المهمة ، كالدقة في التحضير والتدريس ، وتنظيم الوقت واستغلاله ، واتباع الخطوات المرسومة في خطة التحضير ، واستخدام تقنيات التعليم بطريقة مقننة ومرتبة ، وبخاصة جهاز الفيديو ، بالإضافة إلى استغلال حركات الجسم في التدريس .
4- تدريب المعلمين على إعداد المواد التعليمية وتنظيمها بأنفسهم ؛ لأن التحضير للدرس المصغر غالباً ما يحتاج إلى مادة لغوية جديدة يعدها المتدرب بنفسه ، أو يعدل من المادة التي بين يديه ؛ لتناسب المهارة والوقت المخصص لها .
5- مناقشة المتدرب بعد انتهاء التدريس المصغر مباشرة ، وإمكان تدخل المشرف أثناء أداء المتدرب ، وإعادة التدريس ، وبخاصة في حالة تدريس الزملاء المتدربين .
وتلك أمور يصعب تطبيقها في التدريس الكامل ، وبخاصة في الفصول الحقيقية .
6- اعتماد التدريس المصغر على تحليل مهارات التدريس إلى مهارات جزئية ، مما يساعد على مراعاة الفروق الفردية بين المعلمين ، من خلال تدريبهم على عدد كبير من هذه المهارات التي قد تغفلها برامج التدريب على التدريس الكامل .
7- إتاحة الفرصة للمتدرب لمعرفة جوانب النقص والتفوق لديه في النواحي العلمية والعملية والفنية ، من خلال ما يتلقاه من التغذية والتعزيز من المشرف والزملاء في مرحلة النقد ، مما يتيح له تعديل سلوكه وتطويره قبل دخوله ميدان التدريس حيث لا نقد ولا تغذية ولا تعزيز ، كما أنه يساعد على التقويم الذاتي من خلال مشاهدة المتدرب نفسه على شاشة الفيديو .
8- إتاحة الفرص للمتدربين لتبادل الأدوار بينهم ، والتعرف على مشكلات تعليم اللغة الأجنبية وتعلمها عن قرب، وهي مشكلات المعلم والمتعلم ، وذلك من خلال الجلوس على مقاعد الدراسة ، وتقمص شخصية المتعلم الأجنبي ، والاستماع لمعلم اللغة الأجنبية ، والتفاعل معه، ثم القيام بدور المعلم وهكذا. (هذه الحالة خاصة بالتدريس للزملاء المتدربين .
9- اختبار قدرات المعلمين المتقدمين للعمل في مجال تعليم اللغة للناطقين بغيرها ؛ حيث يستطيع المخْتَبِرُ اختيار المهارة أو المهارات التي يريد اختبار المعلم فيها دون غيرها ، مما يوفر له مزيداً من الوقت والجهد ، كما أن التدريس المصغر مهم لتقويم أداء المعلمين أثناء الخدمة ، واتخاذ القرار المناسب بشأن استمرارهم في العمل أو حاجتهم إلى مزيد من التدريب والتطوير .
10- الاستفادة منه في جمع المادة العلمية في الدراسات اللغوية التطبيقية في مدة أقصر من المدة التي يستغرقها جمع المادة في التدريس الكامل .
فمن خلال التدريس المصغر يستطيع الباحث رصد أثر تدريس مهارة واحدة أو عدد من المهارات على كفاية المتعلم ، كما يستطيع رصد أثر التغذية الراجعة والتعزيز بأنواعه على بناء كفاية المعلم في التدريس ، مع القدرة على ضبط المتغيرات الأخرى .
11- الربط بين النظرية والتطبيق؛ حيث يمكن تطبيق أي نظرية أو مذهب أو طريقة ، تطبيقاً عملياً في حجرة الدرس ، أثناء الشرح أو بعده لمدة قصيرة، إذا دعت الضرورة إلى ذلك .