zinab نائبة المديرVice Administrator
عدد المساهمات : 4698 نقاط : 7895 تاريخ التسجيل : 20/01/2008
بطاقة الشخصية تربوي:
| موضوع: يا مصر : قسونا عليكِ ... فهل تصفحينَ بحقّ السماء ؟ السبت فبراير 04, 2012 4:21 pm | |
| يا مصر : قسونا عليكِ ... فهل تصفحينَ بحقّ السماء ؟ تَرَكْناكِ يا مِصْرُ بَيْنَ الصَّقِيعِ تُمَزِّقُ فِيكِ لَيالِي الشِّتاءْ وَبَيْنَ الْعَواصِفِ جِسْمٌ نَحِيلٌ يَذُوبُ وَتَبْكِي عَلَيْكِ السَّماءْ وَوَجْهُكِ يَحْنُو عَلَيْنا اشْتِياقًا يُلَمْلِمُ عَنَّا الْأَسَى والشَّقاءْ وَثَغْرُكِ يَضْحَكُ بَيْنَ الْجِراحِ وَفَوْقَ الظَّلامِ يُشِّعُ الضِّياءْ وَخَلْفَ الْجُفُونِ بَقايا دُمُوعٍ تَثُوُرُ فَيَنْهَرُها الْكِبْرِياءْ وَبَرْدُ الشِّتاءِ يَسُوقُ الْحَيارَى صُفُوفًا لِتَسْكُنَ بَيْتَ الْعَراءْ * * * رَأَيْتُكِ يا مِصْرُ جِسْمًا نَحِيلًا فَأَيْنَ الْجَمالُ وَأَيْنَ الْبَهاءْ ؟ وَأَيْنَ ثِيابُكِ عِنْدَ الرَّبِيعِ ؟ وَأَيْنَ عَبِيرُكِ مِلْءَ الْفَضاءْ ؟ سَلَبْنَاكِ كُلَّ الَّذِي تَمْلِكِينَ سَرَقْنا النُّذُورَ قَتَلْنا الْحَياءْ ظَلَمْناكِ دَهْرًا تَرَكْناكِ نَهْبًا لِلَيْلِ السُّجُونِ وَذُلِّ الْغَباءْ [/b] * * * فَيا قِبْلَةً لَمْ تَزَلْ فِي الْحَنايا تَحُجُّ إِلَيْها الْمُنَى والرَّجاءْ وَيا زَهْرَةً عانَقَتْنا رُؤاها وَمِنْها رَأَيْنا الْأَسَى والْعَزاءْ وَيا حُبَّ عُمْرٍ عَشِقْناهُ عِشْقًا بِكُلِّ الْخَطايا وَكُلِّ النَّقاءْ فَأَنْتِ الَّتِي إِنْ رَمانا الظَّلامُ رَأَيْنا بِثَغْرِكِ فَجْرَ الضِّياءْ فَهَيَّا لِعِطْرِكِ لا تَهْجُرِيهِ فَغَدًا مِنْ عَبِيرِكِ تَصْحُو السَّماءْ * * * إِلَيْنا تَعالَيْ فَأَنْتِ الْحَنانُ إِذا ماتَ فِينا زَمانُ الْوَفاءْ إِلَيْنا تَعالَيْ فَأَنْتِ الْأَمانُ إِذا صارَتْ الْأَرْضُ لِلْأَشْقِياءْ فَيا دَمْعَةً أَحْرَقَتْ مُقْلَتَيَّا وَمِنْها سَلَكَتْ دُرُوبَ الْبُكاءْ وَيا حُزْنَ عُمْرِي وَيا كَأْسَ فَرْحِي إِذا عَزَّ فِي الْعُمْرِ يَوْمُ الصَّفاءْ سَيَبْقَى جَمالُكِ رَغْمَ الْخَرِيفِ وَرَغْمَ الرِّياحِ وَرَغْمَ الشِّتاءْ * * * سَنَرْعَى أَمانِيكِ ... مَنْ ذا سَيَفْدِي أَمانِيَكِ يَوْمًا سِوَى الْأَوْفِياءْ ؟ سَنُرْوِي رَبِيعَكِ رَغْمَ الصَّقِيعِ عَبِيرَ الْحَنايا وَعِطْرَ الدَّماءْ وَشَعْبُكِ يا مِصْرُ دِرْعُ الزَّمانِ فَلا تَسْأَلِي غَيْرَهُ فِي الْبِناءْ وَلا تَبْكِي حُزْنًا عَلَى ما وَهَبْتِ وَلا تَنْظُرِي حَسْرَةً لِلْوَراءْ فَهَيَّا اضْحَكِي مِثْلَما كُنْتِ دَوْمًا فَإِنَّكِ فِي الْأَرْضِ سِرُّ الْبَقاءْ أَسَأْنا إِلَيْكِ قَسَوْنا عَلَيْكِ فَهَلْ تَصْفَحِينَ بِحَقِّ السَّماءْ ؟
| |
|