أكد فريق من العلماء الدوليين بقيادة بريطانية أنهم تمكنوا من التوصل لأول دليل على وجود متغيرات جينية في بعض الأشخاص تجعلهم عرضة للإصابة بمرض الاكتئاب الذي يعد من أكثر الأمراض العقلية شيوعاً وكلفة في العالم.
وتوافقت نتائج هذه الدراسة الدولية مع دراسة أخرى قام بها فريق من جامعة واشنطن على عينة أخرى من الأشخاص.
ويأمل الباحثون أن تساعد هذه النتائج العلماء على التوصل لعلاجات أكثر تأثيراً لمرضى الاكتئاب، حيث إن الأدوية المتاحة حالياً لا تؤثر سوى بنصف المرضى تقريباً.
وقال جيروم برين من معهد الطب النفسي بجامعة كينج بلندن الذي قاد أحد هذه الدراسات: "ستساعدنا هذه النتائج في تتبع جينات بعينها توجد عند مرضى الاكتئاب"، مشيراً إلى "أن أي عقار يُصنع بناء على تلك النتائج لن يكون متاحاً بالأسواق قبل 10 إلى 15 عاماً".
وفي الدراسة الأولى قام الباحثون بتحليل بيانات 800 أسرة ظهرت بها حالات متكررة من مرضى الاكتئاب، بينما فحصت الدراسة الثانية حالات الاكتئاب والتدخين في سلسلة من الأسر من أستراليا وفنلندا.
وتم نشر الدراستين بجريدة الطب النفسي الأمريكية، وكشفت نتائجهما عن وجود صلة قوية بين الاكتئاب والمتغيرات الجينية في منطقة محددة من الكروموزومات.
ويصيب الاكتئاب ما يقرب من 20% من الأشخاص في مرحلة ما من حياتهم، إلا أن حالات الاكتئاب الحادة تصيب ما يقرب من 4% من الأشخاص ويكون من الصعب علاجها.
وقد تنبأت منظمة الصحة العالمية بأن مرض الاكتئاب سيفوق أمراض القلب كأكبر المشاكل الصحية التي تواجه العالم عام 2020.
ووفقاً لدراسة أجريت عام 2006، ثبت أن الاكتئاب مسؤول عن ضياع 100مليون يوم عمل بالعام في إنكلترا وويلز، الأمر الذي يترجم لخسارة مادية تصل إلى 9 مليارات جنيه إسترليني (حوالي 14.6 مليار دولار أمريكي).
وقد أشارت الدراسات التي أجريت على عدد من الأسر إلى أن هذا المرض له صلة جينية. ويعتقد العلماء أن الجينات تسهم في ما يقرب من 40% من أسباب المرض، بينما تتشكل النسبة الباقية من العوامل البيئية والخارجية المختلفة.