محبة النبي صلى الله عليه وسلم
إعداد دكتور / وحيد حامد عبد الرشيد
من حكمة الله سبحانه وتعالى , إرسال الأنبياء لهداية الناس إلى الخير , وإبعادهم عن الشر ويكونوا مبشرين ومنذرين لهم ، قال الله تعالى :(وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ) ( الكهف:56) . وقد اختارهم الله تعالى بحكمته , ورباهم على عينه ، وعلمهم بعلمه، وشرفهم بأكمل الأوصاف ، فجعلهم أئمة الدنيا والدين ، ونموذجا للكمال ، وعنوانا للفضل ، وحملة لمشعل النور ، وقادة لركب الحضارة الإنسانية على مدى الأزمان ؛ وذلك لكي لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ، قال تعالى :( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ( 165: النساء)
وتعد معرفة الرسل من أهم ضروريات العباد ، وهذه الحقيقة يؤكدها ابن القيم بقوله : " الرسل هم الميزان الراجح الذي على أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم توزن الأقوال والأخلاق والأعمال ، وبمتابعتهم يتميز أهل الهدى من أهل الضلال ، فالضرورة إليهم أعظم من ضرورة البدن إلى روحه والعين إلى نورها والروح إلى حياتها، فأي ضرورة وحاجة فرضت فضرورة العبد وحاجته للرسل فوقها بكثير "(محمد بن أبى بكر بن القيم ، 1998 ، 25)
مكانة النبي صلى الله عليه وسلم بين الرسل:يأتي على رأس هذه الكوكبة المباركة من الرسل والأنبياء ، سيدنا محمد بن عبد الله ، صاحب المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة التي لم يبلغها أحد من الخلق فهو سيد ولد آدم يوم القيامة ، وقد أوتي الشفاعة العظمى التي اعتذر عنها أولوا العزم من الرسل والتي اختصه الله بها وآثره بها على العالمين. وقد كرمه ربُّه عز وجل واختصه بمكرمات جزيلة لم يعطها لأحد من قبله من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وكلُّهم لهم منزلة رفيعة عند الله .
فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع . وجاء في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم :" إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى قريش من بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ". وهو صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن مثلى ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة ؟ قال فأنا اللبنة ، وأنا خاتم النبيين "
وقال الله تعالى في بيان منـزلته صلى الله عليه وسلم وبيان صفاته الكريمة : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128) وقال تعالى : ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) (آل عمران:164) وقال تعالى في بيان منـزلته العظيمة وصفاته الكريمة : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً * وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (الأحزاب45-48) وأقسم الله بعظيم قدره فقال : ( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) (الحجر:72)
حقوق المسلم نحو النبي صلى الله عليه وسلم :من أهم الحقوق التي توجب على مسلم تجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، هى محبته ، حيث تعد هذه المحبة المظلة التي من خلالها تؤدى كافة حقوقه ؛ وذلك لأنه ليس فوق محبة النبي صلى الله عليه وسلم إلا محبة الله تعالى فإنها أعلى المحبوبات وأوجبها على الإطلاق ، وهى شرط كل ممارسة إنسانية يكتب لها القبول وأحد مقتضيات الإيمان .
دواعي محبة النبي وعلاماتها:تعود محبة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إلى أمرين هما :
1- ما أودعه الله تعالى في رسوله من دواعي المحبة المتمثلة في مكانته العظيمة وإحسانه العميم وشمائله وصفاته الشخصية التي تحلى بها ، والتي جعلت محبته عنواناً بارزاً لكل من رآه أو عرف سيرته.
2- ما أوجبه الله على المسلمين من محبة رسوله كما ورد في القرآن الكريم، وما جاء في السنة النبوية كحديث أنس رضى الله عنه أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين
ومن علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم معرفته وتعرف خصاله وصفاته والاقتداء به والتمسك بسنته ، وإتباع أقواله وأفعاله ،وطاعته، واجتناب نواهيه ، والتأدب بآدابه في عسره ويسره ، ومنشطه ومكرهه ، ومن علامات المحبة أيضاً الإكثار من ذكره ، والتشوق لرؤيته ، فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره وأحب لقائه ، والثناء عليه بما هو أهله ، والتحاكم إلى سنته .
كيف تغرس محبة النبي لدى المتعلمين ؟:
تغرس محبة النبي (صلى الله عليه وسلم) لدى أبنائنا المتعلمين من خلال تعريفهم بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وبخلقه وعظيم فضله ، وبلائه لنشر دين الله سبحانه تعالى ، وحرصه على وقاية الناس جميعهم كبارا وصغارا من نار جهنم ؛ فتزداد بذلك صلته وإعجابه به ، فيتخذه مثله الأعلى ، وقدوته المحتذاه
وعندما يحب المتعلم النبي (صلى الله عليه وسلم) ويتعمق لديه هذا الحب ، فسوف يتخذه قدوته ومثله الأعلى ، فيسير على خطاه ويتبع نهجه الكريم في جميع أمور حياته ، وهذا من أهم معالم محبته (صلى الله عليه وسلم) . ومن نهجه (صلى الله عليه وسلم) التمسك بالقيم والآداب والسلوكيات الدينية التي أمر بها المولى عز وجل، والتي تعد أهم أهداف العملية التربوية عامة ، والتي باكتساب المتعلم لها ، سوف تصير جزءاً من سلوكه ومن مكونات شخصيته ويتمسك بها طيلة حياته ؛ الأمر الذي سوف يؤدى إلى تخريج جيل مسلم صالح ، قادر على العطاء والنهضة لنفسه ولمن حوله ولمجتمعه . وهذا من أهم ما يحتاج إليه المجتمع في وقتنا الحالي ، ذلك الوقت الذي انتشرت فيه كثير من القيم والسلوكيات الضارة المنافية لتعاليم الدين الإسلامي ، وذلك لدى كثير من أفراد المجتمع صغارا وكبار.
علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم :نظراً لأن المحبة تعد من الأمور القلبية التي لا يمكن التعرف عليها إلا من خلال آثارها وعلاماتها ، لذا كان لازما تعرف تلك الآثار والعلامات التي تدل على حقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم ومدى صدقها وتبرهن على مدى تحقيقها في وجدان كل مسلم ، فتظهر هذه العلامات سلوكا عمليا يقوم به المحب أداء للحق والتزاما بالأدب وعرفانا وتقديرا وتوقيرا للنبي صلى الله عليه وسلم. فالصادق في محبة النبى صلى الله عليه وسلم تظهر علامات ذلك عليه، فمتى ما تحققت تلك العلامات دل ذلك على درجة محبته للنبي، والعكس بالعكس ، وعليه تعد هذه العلامات مقياسا تربويا يحتكم إليه في تقويم وقياس درجة محبة النبي في نفوس المتعلمين . وهذه العلامات كثيرة ومتعددة ، إلا أنه سوف يكتفي الحديث هنا عن بعض تلك العلامات التي تناسب أطفال الروضة ، التي يمكن تدريبهم وإكسابهم إياها ، وهى :
أولاً: تفضيل محبته على الناس أجمعين:
أول علامات محبته صلى الله عليه وسلم هى تفضيل محبته على الناس أجمعين ؛ وذلك لعظيم فضله صلى الله عليه وسلم على البشرية جمعاء ، فكل ما تنعم به البشرية اليوم من عقيدة صحيحة سليمة وشريعة كاملة شاملة عادلة تحقق للإنسان الأمن والسلام والحياة الكريمة يرجع الفضل فيها إليه ، وخير شاهد على هذه العلامة من كتاب الله قوله تعالى :(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ)( الأحزاب : 6) . ومما يؤكد هذه العلامة من السنة النبوية قول النبي صلى الله عليه وسلم:( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين). ومن القصص التاريخية التي نستدل بها على وجوب هذه العلامة قصة زيد بن حارثة. فقد اشترى حكيم بن حزام زيداً بن حارثة لعمته خديجة بنت خويلد ولما تزوجها النبي وهبته إياه ، ورباه النبي في بيته ، وبعد فترة من الزمن جاء والده وعمه ليفديانه ، ولكن النبي طلب منهما أن يدعوه وأن يخيراه بين اختيارهما أو اختياره ، وقال لهما : فإن اختاركم فهو لكم وإن اختارني فما أنا بالذي اختار على من يختارني أحد ، ودعاه النبي وقال له : هل تعرف هؤلاء ، فقال زيد نعم ، قال من هذا ؟ قال : أبى ، ومن هذا ؟ قال :عمى . فقال النبي لزيد : فأنا من قد علمت ، فاخترني أو اختارهما . فقال زيد : ما أنا بالذي يختار عليك أحدا، فأنت منى مكان الأب والعم. وما هذه القصة لزيد بن حارثة إلا مثلا ونموذجا رائعا يجب أن يحتذي به في هذه المحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتفضيل محبته على النفس والوالد والولد والمال والناس أجمعين.
وبصورة مبسطة يمكننا أن نحق هذه العلامة لدى المتعلمين من خلال بيان فضله صلى الله عليه وسلم ، وأنه هو حبيب الله ومصطفاه وخليله ومجتباه وهو أكرم خلق الله عند الله، ونعلمهم أن المؤمن لا يصدق ولا يذوق حلاوة الإيمان حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن الله قد شرفه بمحاسن الأوصاف ومحامد التكريم ، وكم كان حريصاً على صالح الإنسانية مضحياً في سبيل نصحها ونجاتها من عذاب الدنيا والآخرة .
أولاً : الإتباع والاقتداء :
من أقوى علامات المحبة الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم - والتمسك بسنته ، وإتباع أقواله وأفعاله ، وطاعته، واجتناب نواهيه ، والتأدب بآدابه في عسره ويسره ، ومنشطه ومكرهه ، وشاهد هذا من كتاب الله ومن سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – فمن الكتاب، قوله سبحانه وتعالى :" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "(آل عمران:31). وقال تعالى:" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً"(الأحزاب:21). ومن السنة عن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسى وليس في قلبك غش لأحد فافعل ، ثم قال لي : يا بني وذلك من سنتي ، ومن أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة "
ويمكن لنا أن نحقق هذه العلامة لدى المتعلمين من خلال تدريبهم على تعلم واكتساب الآداب والسلوكيات النبوية المناسبة لهم ، التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من مواقف الحياة اليومية التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال ، في المأكل والمشرب والملبس والكلام والاستئذان والتعامل مع الغير... وذلك بأسلوب تربوي مناسب لهم .
ثانياً : الثناء والإكثار من ذكره :
من أحب شيئاً أكثر من ذكره وأثنى عليه وأحب لقائه ، ومن أبرز مجالات ذكره صلى الله عليه وسلم ، الصلاة والثناء عليه بما هو أهله ، وذلك امتثالاً لأمر الله تعالى ، إذ يقول: " إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً" (الأحزاب : 56) ، وهذا أيضا ما يؤكده الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا على فإنه من صلى على صلاة صلى الله عليه بها عشرا"
فالذكر دليل المحبة بل ويضاعف تلك المحبة ويزيدها في القلب ، وهذا ما يؤكده ابن القيم رحمه الله بقوله :" كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه ، واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه ، تضاعف حبه له، وتزايد شوقه إليه واستولى على جميع قلبه "
وهذا الذكر للنبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يتدرب عليه المتعلمين حيث المبادرة بالصلاة والثناء عليه عند سماع اسمه ، وأن يرددوا ما يقوله المؤذن عند كل آذان ثم يصلون على النبي، وأن يتعرفوا ويعددوا محاسنه وخصاله وفضائله وما وهبه الله تعالى من الصفات والأخلاق الحميدة وما أكرمه به من معجزات ودلائل.
ثالثاً: محبة من أحبه النبي صلى الله عليه وسلم وبغض ما أبغضه :
وتتمثل تلك العلامة في محبة من يحب النبي صلى الله عليه وسلم ومن أحبهم النبي من آل بيته الأطهار وأصحابه الأخيار، بل وكل شيء من سلوكيات وأفعال كان يؤديها ويحبها صلى الله عليه وسلم . وكذلك بغض ما أبغضه النبي وما نهى عنه من قول أو فعل أو من خالف سنته وابتدع في دينه.
وهذه علامة واجبة الغرس في نفوس المتعلمين من محبة من كان يحبهم النبي من آل بيته وأصحابه ، وذلك من خلال بيان فضلهم ودورهم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولماذا كان يحبهم ، وضرورة البعد عن كل ما نهى عنه النبي من قول أو فعل مخالف لسنته ، والإقبال على كل ما أمر به وكان محببا إليه .
رابعاً : التأدب عند ذكره – صلى الله عليه وسلم :
فلا يذكر اسمه صلى الله عليه وسلم مجرداً بل يوصف بالنبوة أو الرسالة ، فيقال : نبي الله، رسول الله، ونحو ذلك ، والصلاة عليه عند ذكره ، والإكثار من ذلك في المواضع المستحبة. وهذا التأدب يتطلب التأكيد عليه لدى المتعلمين فلا يذكرون النبي إلا بما هو أهله ، وألا يذكر اسم النبي أمامهم إلا مسبوقا بكلمة النبي أو الرسول ومختوماً بالصلاة والتسليم عليه .
خامسا ً : محبة القرآن الكريم :
حيث تعد محبة القرآن الكريم من أعظم علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم ؛لأن القرآن هو كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد المتعبد بتلاوته ، وهو المعجزة الخالدة، قال الله تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر: 9)، وهو أعظم معجزة جاء بها سيدنا محمد ، بل وأعظم معجزة جاء بها نبي. فهو منة عظيمة من الله تعالى وتفضيلا لسيدنا محمد وقد جاء التذكير بذلك في مواطن كثيرة من القرآن ، قال الله تعالى :" وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ" (العنكبوت:48)
لذا كانت محبة القرآن دليلا قويا على محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو الذي هدى به واهتدى وتخلق به ، فعن عائشة رضى الله عنها قالت:( فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن )
المراجع :- حسن بن مهدي أبو الكوع العيافى ،" منهجية التربية الإسلامية في غرس محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيقاتها في المؤسسات التربوية"، رسالة ماجستير ( غير منشورة ) ، كلية التربية ، جامعة أم القرى ، 2009
- محمد بن أبى بكر بن القيم ، زاد المعاد ، الرياض : دار بن خزيمة ، 1998
- محمد بن إسماعيل البخارى، صحيح البخارى ، الرياض : بيت الأفكار الدولية ، 2004
- محمد على الصابوني ، النبوة والأنبياء ، بيروت : عالم الكتب ، 1985
- مسلم بن الحجاج القشيرى ، صحيح مسلم ، بيروت : دار الكتاب ، 2004
- نبيل حامد المعاذ ، كيف نحب رسول الله ، بورسعيد : دار التوزيع والنشر الإسلامية ،2001
- ميسرة طاهر ،" التربية بالحب "، مكتب الكتاب العربي ، 2010، متاح على
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- محمد بن عيسى الترمذي،سنن الترمذي،الرياض: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، 2000
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ من سخطك والنار
***********
هذا والله تعالى من وراء القصد
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين
مع خالص تحياتي دكتور / وحيد حامد عبد الرشيد