دراسة كارتر Carter (1990): هدفت إلى تحديد الاحتياجات التدريبية لمراقبي التعليم في ولاية واشنطن. تكونت عينة الدراسة من (210) مراقب تعليم، طلب منهم الباحث تحديد احتياجاتهم التدريبية وأولوية ثلاث مهارات أساسية يشعرون بالحاجة إلى التدريب عليها. أشارت النتائج إلى أن المهارات الأكثر أهمية هي المتعلقة بمستوى المعرفة، والمهارات اللازمة لإنجاز العمل، والمهارات المهتمة بالشؤون المالية.
منهجية الدراسة وإجراءاتها:
منهج الدراسة: استخدم الباحث المنهج الوصفي المسحي الذي ينسجم مع طبيعة الدراسة وأهدافها، وذلك باستخدام الاستبيان كأداة لجمع البيانات اللازمة.
مجتمع الدراسة وعينتها: تكون مجتمع الدراسة من جميع مديري المدارس الثانوية في إدارة التربية والتعليم للبنين بالرياض وعددهم (176) مدير أما عينة الدراسة فقد تم اختيارها بطريقة عشوائية حيث بلغت (120) مدير، مثلت نسبة 68% من مجتمع الدراسة.
أداة الدراسة: بعد الإطلاع على الدراسات السابقة مثل: الحديدي (1998)، والسحيمي (2002)، وأبوكته (2002)، والغامدي (2004). قام الباحث بإعداد استبانة اشتملت على (69) فقرة تتناسب وطبيعة الدراسة وأهدافها، وبعد عرضها على لجنة من المتخصصين وتحكيمها، تم تعديلها ليصبح عدد فقراتها (58) فقرة موزعة على سبعة مجالات هي:
1. تطوير العمل الفني والمهني (13) فقرة
2. تطوير العمل الإداري (13) فقرات
3. توظيف التقنيات التربوية (6) فقرات
4. تطوير المناهج الدراسية (6) فقرات
5. علاقة المدرسة بالبيئات الخارجية (6) فقرات
6. شؤون الطلبة (9) فقرات
7. الشؤون المالية (5) فقرات
وقد تم استخدام طريقة ليكرت ( likert) ذات السلم الخماسي من أجل الاستجابة لفقرات الاستبانة، والتي تم صياغتها صياغة إيجابية، وطلب من أفراد العينة الإجابة بتحديد درجة الحاجة وفق التدرج الخماسي (كبيرة جداً، كبيرة، متوسطة، قليلة، وقليلة جداً)، حسب القيم الرقمية (5، 4، 3 ،2، 1) على الترتيب. وقد تم اعتماد مدى المتوسطات التالي في تفسير النتائج:
- 4,20 فأكثر يعبر عن احتياجات كبيرة جداً.
- (3,40 - 4,19 ) يعبر عن احتياجات كبيرة.
- (2,60 - 3,39) يعبر عن احتياجات متوسطة.
- (1,80 – 2,59 ) يعبر عن احتياجات قليلة.
- أقل من 1,80 يعبر عن احتياجات قليلة جداً.
صدق الأداة : للتأكد من صدق الأداة تم عرضها على لجنة من المحكمين المتخصصين في مجال الدراسة وعددهم (7) محكمين، وتم استفتاؤهم في كل فقرة من فقرات الاستبانة لمعرفة أهميتها بالنسبة لمدير المدرسة، وارتباطها بالمجال الذي أدرجت ضمنه، وإعطاء الرأي في التعديل أو الحذف، أو إضافة فقرات أخرى. وبعد استلام استجابات المحكمين السبعة، تم الأخذ برأي الأغلبية منهم، وأعيدت صياغة الاستبانة في الصورة النهائية المكونة من (58) فقرة موزعة على سبعة مجالات.
ثبات الأداة: تم استخدام معادلة كرونباخ ألفا للتأكد من الاتساق الداخلي لفقرات الأداة، حيث تم استخراج معامل الثبات على مستوى الأداة بالكامل وعلى مستوى المجالات السبعة
وبالنظر إلى نتائج الجدول رقم (2) يتضح أن معامل ثبات المجالات في أداة الدراسة أعلى من 0.80 باستثناء مجال الشؤون المالية. وبناء على هذه النتيجة فإن مستوى الثبات لمحتوى الأداة يعد ملائما من وجهة نظر البحث العلمي.
إجراءات الدراسة
بعد إعداد أداة الدراسة بشكلها الأولي، قام الباحث باستكمال إجراءات بنائها بشكل موضوعي من ناحية الصدق والثبات، ثم قام بطباعة النسخة النهائية المعدلة وإرسالها لجميع أفراد العينة يدوياً، وذيلت الأداة بورقة تعليمات وضحت أهميتها والهدف منها، وتم استلام (120) استبانة، حذف منها (18) استبانة لعدم وضوح الاستجابة فيها. وبالتالي يكون عدد الاستبانات التي اشتمل عليها التحليل (102) استبانة، وتم إدخال البيانات في الحاسب الآلي لتحليلها إحصائياً من خلال برنامج الرزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS).
تصميم الدراسة
تعتبر هذه الدراسة وصفية (مسحية) وقد اشتملت المتغيرات الآتية:
1. المتغيرات المستقلة
- المؤهل: وله مستويان: بكالوريوس، ماجستير ودكتوراه
- الخبرة: ولها ثلاثة مستويات: أقـل من 5 سنوات، (5- 10) سنوات، أكثر من 5 سنوات.
- الدورات التدريبية: ولها ثلاثة مستويات: أقـل من 3 دورات، (3- 5) دورات، أكثر من 5 دورات.
2. المتغير التابع: الاحتياجات التدريبية لمديري المدارس الثانوية بمنطقة الرياض، وتتمثل بتقديرات مديري المدارس الثانوية من خلال استجابتهم على فقرات الاستبانة وفقاً لمقياس ليكرت الخماسي.
المعالجة الإحصائية
استخدم الباحث المعالجات الإحصائية التالية:
- المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية
- اختبار " ت " (T-Test) لعينتين مستقلتين.
- اختبار تحليل التباين الأحادي (ANOVA)
- اختبار المقارنات البعدية : شافيه وتوكي Scheffe & Tukey
نتائج الدراسة وتفسيرها:
أولاًً: النتائج المتعلقة بالسؤال الأول
نص السؤال على : ما الاحتياجات التدريبية اللازمة لمديري المدارس الثانوية في إدارة التربية والتعليم للبنين في الرياض من وجهة نظرهم ؟
للإجابة عن هذا السؤال تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابة أفراد العينة على مجالات الدراسة،
وبينت النتائج أن درجة احتياجات مديري المدارس الثانوية في إدارة تعليم الرياض للمهارات المتضمنة في المجالات السبعة كانت كبيرة، وهذا بالطبع يدل على حاجتهم الأكيدة إلى التدرب على تلك المهارات، وأنهم يفتقرون إليها، أو إلى بعضها، وبالتالي فإنهم لا يستطيعون أداء الأعمال التي تطلب منهم على الوجه المطلوب، وهذه نتيجة طبيعية تتفق مع واقع التغيرات السريعة في جميع مجالات الحياة، فالتغيير أو التجديد أصبح واقعاً ومطلباً لا مفر منه، وهو يتطلب برامج تدريبية مستمرة ومرنة لمواكبة ذاك التجديد في المحتويات والأساليب والوسائل وفي آليات التنفيذ. كما تتفق هذه النتيجة مع نتائج بعض الدراسات السابقة، كدراسة الغامدي (2004)، والسحيمي (2002)، والحديدي (1998)، وبفاو (1997). واختلفت النتيجة السابقة مع نتائج كل من دراسة أبوكته (2002)، ودراسة العجاج (2001) اللتين أشارتا إلى أن الاحتياجات التدريبية كانت بدرجة متوسطة.
ويبين جدول (3) أيضاً أن المجال السادس "مجال شؤون الطلبة" قد حصل على أعلى متوسط حسابي حيث بلغ (4,16) وانحراف معياري (0,636)، أي أن احتياجات المديرين لمهارات هذا المجال أكثر إلحاحاً من غيرها، وقد يعزى ذلك إلى حرص مديري المدارس الثانوية على مصلحة الطلاب، واهتمامهم بتعلمهم، والتعرف على مشكلاتهم ووضع الحلول المناسبة لها، وتلاه المجال الثاني "تطوير العمل الإداري" بمتوسط حسابي (4,14) وانحراف معياري (0,560)، أي أن وجهة نظر المديرين تشير إلى حاجتهم الكبيرة لمهارات هذا المجال، وهذه النتيجة متفقة مع نتائج كل من دراسة الغامدي (2004) ودراسة سندر(1994). أما أدنى متوسط فقد كان للمجـال الرابـع "تطوير المنـاهج الدراسيـة" وبلغ (3,89) بانحراف معيـاري (0,733). وبلـغ متوسـط استجابات أفراد العينـة علـى الأداة ككل (4,07) بانحراف معياري (0,551).
كما تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابة أفراد العينة على فقرات كل مجال من المجالات السبعة على النحو التالي:
المجال الأول: تطوير العمل الفني والمهني
اشتمل هذا المجال على (13) فقرة تناولت مختلف جوانبه واتضح أن هناك فقرات تعتبر احتياجات تدريبية لمديري المدارس الثانوية بدرجة كبيرة جداً وهي: الفقرة الأولى (إعداد الخطط العامة للمدير)، والفقرة الثالثة (استخدام الأساليب الإشرافية المناسبة للمعلمين)، والفقرة الحادية عشرة (الإلمام بكيفية تقويم أداء المعلمين)، وقد حصلت هذه الفقرات على أعلى المتوسطات الحسابية وكانت درجة الحاجة إليها كبيرة جداً . أما باقي فقرات المجال فكانت الحاجة إليها بدرجة كبيرة، وقد تراوحت متوسطاتها ما بين (3,78 – 4,11)، ويلاحظ أن التفاوت بسيط جداً بين درجات الحاجة لفقرات هذا المجال، وهذا يشير إلى أهمية هذه الفقرات، وأن مديري المدارس الثانوية في إدارة تعليم الرياض بحاجة ماسة للتدرب عليها، أي أن مديري المدارس يدركون بشكل جيد وبدرجة كبيرة متطلبات موقعهم القيادي ليمارسوا أعمالهم الفنية والمهنية بالشكل المرغوب فيه، إضافة إلى رغبتهم الأكيدة في تنمية وتطوير مهاراتهم الأدائية لتلبية تلك المتطلبات.
المجال الثاني: تطوير العمل الإداري
اشتمل هذا المجال على (13) فقرة تناولت مختلف جوانبه، واتضحأن هناك فقرات تعتبر احتياجات تدريبية ضرورية لمديري المدارس الثانوية بدرجة كبيرة جداً ودرجة كبيرة. وقد حصلت الفقرة الأولى (التعرف على استخدام اللوائح والأنظمة المدرسة)، والفقرة التاسعة (التوزيع الكفؤ للمهام أو المسئوليات الإدارية) والفقرة الثانية عشرة (اتباع الإجراءات النظامية اللازمة للتعامل مع الحوادث والطوارئ) على أعلى المتوسطات الحسابية وكانت درجة الحاجة إليها كبيرة جدا. أما باقي فقرات المجال فكانت الحاجة إليها بدرجة كبيرة، وتراوحت متوسطاتها ما بين (3,95 – 4,19). ويلاحظ أن التفاوت بسيط جداً بين درجات الحاجة لفقرات هذا المجال، وهذا يشير إلى أهمية هذه الفقرات، وأن مديري المدارس الثانوية في إدارة تعليم الرياض بحاجة ماسة للتدرب عليها، أي أن مديري المدارس يدركون بشكل جيد وبدرجة كبيرة، متطلبات موقعهم القيادي ليمارسوا أعمالهم الإدارية بالشكل المرغوب فيه، إضافة إلى رغبتهم الأكيدة في تنمية وتطوير مهاراتهم الأدائية لتلبية تلك المتطلبات.
المجال الثالث: توظيف التقنيات التربوية
اشتمل هذا المجال على (6) فقرات تناولت مختلف جوانبه، واتضح أن جميع فقرات المجال تعتبر احتياجات تدريبية ضرورية لمديري المدارس الثانوية بدرجة كبيرة، وقد حصلت الفقرة الثانية (استخدام وسائل تقنية الاتصالات في تطوير العمل المدرسي)، على متوسط حسابي مقداره (4,18)، أما باقي فقرات المجال فقد تراوحت متوسطاتها ما بين (3,84 – 4,06). ويلاحظ أن التفاوت بسيط بين درجات الحاجة لفقرات هذا المجال، وهذا يشير إلى أهمية هذه الفقرات، وأن مديري المدارس الثانوية في إدارة تعليم الرياض بحاجة ماسة للتدرب عليها، أي أن مديري المدارس يدركون بشكل جيد أهمية توظيف التقنيات التربوية في إنجاز مهامهم المطلوبة بالشكل المرغوب فيه، إضافة إلى رغبتهم الأكيدة في تنمية وتطوير مهاراتهم الأدائية لتلبية تلك المتطلبات. وقد تعزى هذه الحاجة إلى أن مديري المدارس باتوا أمام واقع (التقنية وتوظيفها) يتحتم عليهم التعامل معه أثناء ممارساتهم لأعمالهم الإدارية والفنية، لاسيما وأن هذه التقنيات متجددة باستمرار، ومتغيرة بتغير وتطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.